أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جمال محمد تقي - أعداء الشيوعية في العراق يحكمون اليوم !















المزيد.....


أعداء الشيوعية في العراق يحكمون اليوم !


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2552 - 2009 / 2 / 9 - 07:57
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تحت شعار يا اعداء الشيوعية في العراق اتحدوا ، انضوت مجاميع القوى المعرقلة لمسيرة ثورة 14 تموز الوطنية الديمقراطية التحررية ، والتي فجرها تنظيم الضباط الاحرار في جيش العراق عام 58 ، جيش الشعب وقتها الذي أبى الا ان يكون معولا لتحطيم النظام الملكي الرجعي التابع والمنفذ للسياسات الاستعمارية في العراق وعموم المنطقة ، هذا الجيش الذي كان يرفض ان يكون عونا للنظام على شعبه وما يزكي ذلك مواقف قادته وافراده ابان انتفاضات 52 و54 و56 حيث ارادت السلطات وقتها زجه في المواجهات ضد ابناء الشعب وطلائعه في اثناء مسيراتهم واحتجاجاتهم الهادرة او اضراباتهم واعتصاماتهم التي لم تنقطع وتيرتها ، مستندا الى قاعدة سياسية شعبية واسعة كان محركها الاساس تنظيمات الشيوعيين العراقيين المبدعين في ترجمة حسهم الوطني والتحرري والطبقي باقصى درجاته والمستند على اوسع حلف اجتماعي عرفه العراق ـ عمال ، فلاحين ، كسبة ، تجار وصناعيين وطنيين، والنخب المتنورة من المتعلمين والمثقفين بمختلف فئاتهم ، هذا الحلف الاجتماعي الذي انجب جبهة الاتحاد الوطني 1957 والتي تطلعت لتكون ناطقة باسمه !
جاء انقلاب 8 شباط الاسود عام 63 كتحصيل حاصل لمسار حلف جديد تضرر من الثورة وانجازاتها حلف اجتماعي سياسي ـ كبارملاك الاراضي والاغوات واصحاب الوكالات التجارية الاجنبية ، وبقايا النظام البائد والقوى الرجعية واليمينية الدينية والقومية ، مواقف وتحركات محسن الحكيم العلنية ، ومواقف وتحركات قوى الاخوان المسلمين ، ومواقف حزب البعث العربي الاشتراكي والحركيين ، ومواقف البرزاني والطالباني بالتعاون مع شركات النفط الاحتكارية العاملة في العراق ومع مثلث النقطة الرابعة لوكالة المخابرات المركزية الامريكية العاملة من طهران وبيروت وانقرة ، مع حلف الرجعية العربية ممثلة بالسعودية والكويت والاردن التي ارتبطت بزواج متعة مع التيار الناصري والبعثي في سوريا ومصر وقتها لمحاصرة واقصاء النظام الوطني التحرري في العراق ومن ثم اسقاطه ، قبل ان يتحول تماما الى بؤرة متماسكة يقودها الشيوعيون ، ويقيمون بذلك اول نظام ثوري جذري بقيادة شيوعية في المنطقة كلها ، نعم كانوا جميعا يتلمسون امكانيات هذا التحول الهائلة ، لذلك عقدوا العزم على اجهاضه وبكل الوسائل ـ الشغب ، التحريض ، تسليح العشائر عبر الحدود ، تحرشات ايرانية على الحدود ، العصيان المسلح كما في حالة البرزاني ، تخفيض انتاج النفط من حقول كركوك ، فتاوى دينية بتحريم التاميم ، واعتبار الشيوعية كفر والحاد يتوجب مكافحتها ، محاولات اغتيال زعيم الثورة ، ثم الانقلابات العسكرية !
كانت الضغوط شديدة وكانت الخيارات صعبة ، وكانت القيادة السوفياتية تتعامل باتجاه المساومة وليس باتجاه الحسم الذي يجعل من موضوع حل التناقض بين سلطة الشارع وسلطة الدولة اولوية كبرى ، مما ساهم بخلق بلبلة اضافية في صفوف قيادة الحزب التي عانت من حالة استقطاب بين اتجاه يتبنى المسايرة والتراجع واتجاه جذري يسعى لايقاف التدهور بحسم موضوعة السلطة لصالح الحزب وجماهيره كضمانة وحيدة للحفاظ على طبيعة السلطة الشعبية وتعميق مسارها ، وكان سلام عادل وجمال الحيدري وعدد اخر من رفاقهم يعملون من اجل ان يتبنى الحزب برنامج الانقاذ الذي طرحوه لكن الذي حدث هو مؤامرة التفاف بين مجموعة متنفذه وذات نزعة يمينية متذبذبة في قيادة الحزب وبين القيادة السوفياتية لامتصاص اندفاعة قيادة سلام عادل ورفاقه وتم ابعاده ورفاقه الى الاتحاد السوفياتي بحجة التداول والمعاينة ، ولما انتهت فترة الابعاد انتهت معها امكانية اخذ زمام المبادرة فالمؤامرة كانت محبكة وحصل ما حصل صبيحة 14 رمضان 8 شباط 1963 ومنذ الساعة الاولى للانقلاب تصرف سلام عادل كقائد مسؤول لم يهرب من ساحة المعركة ولم يلجأ الى الاحتماء بالجبل بل عمل المستحيل للتصدي للانقلابيين ولا خيانة البعض من قادة الحزب لكانت الفرص مؤاتية للمزيد من المقاومة ، لقد انفرد بالحزب نفس الاتجاه الذي ابعد سلام عادل ـ عزيز محمد والصافي وكريم احمد وعزيز الحاج وعامر عبدالله وبهاء الدين نوري وغيرهم ـ وهؤلاء كانوا طلقاء اما الذين دخلوا السجون فكانوا في صراع بين خط الاستسلام والاذابة وبين الصمود والتحدي ، وقد رجحت القاعدة كعادتها خط الصمود والتحدي في حين تبنت القيادة ما نصح به الرفاق السوفيات العمل ضمن مؤسسة الاتحاد الاشتراكي الحكومي " خط آب " لقد اجهض هذا الخط عمليا نتيجة تدهور حالة الحكم وليست نتيجة لتدارك القيادة وعليه كان الوضع منشقا عمليا بين قاعدة وكوادر تريد المراجعة للهجوم وبين قيادة متهربة منها وتريد الدفاع وهنا انتهزت بعض عناصر القيادة الظرف وبنوع من التبييت الفرصة لاعلان انشقاق رسمي في صفوف الحزب ـ انشقاق عزيز الحاج ، الكفاح المسلح ـ وهذا الحال يشبه ولحد بعيد حالة الحزب بعد ضربة البعثيين الثانية 1979 والفرق ان جزءا كبيرا من القواعد كانت قد خرجت تبحث عن قيادتها في المهاجر ومن بقي صار فريسة سهلة للاعتقال والتعذيب والاسشهاد والتسقيط ، لم يحدث انشقاق فعلي ولكن كانت الظروف مشابهة مما حدى بالقيادة لحزم امرها سريعا في شحن الرفاق الى سكة جديدة معاكسة تخلط الاوراق وتمتص كل تداعيات الضربة البعثية الصدامية القاسية ـ الكفاح المسلح ـ لتجاوز القيادة اي مشروع قاعدي للمحاسبة وبذلك تكون القيادة قد نجحت واللمرة الثانية في عبور ازمتها دون ان تدفع ثمن حقيقي لما ارتكبته من اخطاء جرمية ، ومسؤولية كاملة عن الانهيار السريع والانكشاف المريع والاختراق المخابراتي الذي وصل الى قمة الحزب والذي راح ضحيته المئات من خيرة الكوادر والرفاق ومنهم صباح الدرة وصفاء الحافظ وعايدة ياسين ومنعم تاني وغيرهم بالمئات !
نعم اعداء الشيوعية يحكمون العراق اليوم لكن هذه المرة بحضور واشراف مباشر من العدو الاول لها عالميا ـ الاحتلال الامريكي ـ ولم يكن غياب البعث عن الصورة هذه المرة سوى لانه اراد اللعب لحسابه الخاص بعد ان تفرد بالساحة اثناء حكمه واصبح هو الحاكم الناهي وحاول مناطحة الكبار ، ومع ذلك فان السيد عزة الدوري لا يمانع باعطاء امريكا ما تريد وتنفيذ رغباتها الاستراتيجية مقابل ضمان عودته ورهطه الى دست السلطة مع بعض المقبلات التي تجعل العودة مهضومة !
البرزاني الاب كان احد اركان انقلاب 63 وكذلك الطالباني بشحمه ولحمه وقد اضاف لسجله الحافل بمعاداة الشيوعية مافعله بقواعدها في بشتاشان عام 83 ، وهكذا بالنسبة للحكيم الاب والحكيم الابن والياور الاب والياور الابن ، والحال نفسه يشمل الاخوان المسلمين واحفادهم اليوم الممثلين بالحزب الاسلامي ، حتى علاوي والجلبي ووفيق السامرائي هم ايضا من انصار الانقلاب الاسود وهم لا يتوانون عن القبول بالشيطان قاضيا او حاكما لكنهم سيظهرون عدائية غير متصورة تجاه الشيوعية الحقة لو ظهرت للعيان كتمييز لها عن تشابيه الشيوعية الماثلة امامهم والتي تثير لديهم الراحة والمتعة والاطمئنان لانها شوعية مجهضة الشحنات !
المفارقة ذات الدلالة المركبة ان اعداء الشيوعية يحكمون العراق بمشاركة من يدعي تمثيله لها ـ الحزب الشيوعي العراقي ـ لكن وقعها سيزول سريعا عندما نتلمس الحقيقة ، حقيقة ان هؤلاء المدعين هم مجرد تشابيه للشيوعية التي نعرفها والتي قاتلها نفس حكام اليوم ايام انقلاب 63 ومازالوا من خلال احتضان دمى تحمل اسمها لتسيء للاصل ومن يتطلع لتجديده !



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يسار الجامع ويمينه !
- رأي في التصميم الاخير لموقع الحوار!
- الاناء ينضح بما فيه واواني اوباما مستطرقة !
- البرزاني تهديد دائم وخوف دائم !
- ثلاثية جية !
- استمرار حصار غزة جريمة اخرى ضد الانسانية !
- انما للصبر حدود !
- تياسر كاريكتيري !
- انتخابات المجالس المحلية هم عراقي جديد !
- البديل الديمقراطي الوطني عن المشروع الامريكي في العراق !
- عالم لا يخجل من عاره !
- موسيقى القنابل وشهوة القتل عند النازيين الجدد !
- موسيقى القنابل وشهوة القتل عند المحتلين واتباعهم !
- ابشروا لقد وصلت المواكب الى السويد !
- عراق اللطم والنذور والتوريث وفدراليات الفجور !
- تواطوء حكام الاعتدال العربي يطلق عنان العربدة الصهيونية !
- لاسلام حقيقي في الشرق الاوسط دون اندحارنهائي للصهيونية !
- جرد نوعي في حوار 2008 !
- اتفق معك يا صديقي الحراك على اهمية الدفع باتجاه البديل !
- بوش يفي بوعده !


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جمال محمد تقي - أعداء الشيوعية في العراق يحكمون اليوم !