أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مازن كم الماز - عن الشهادة و الشهداء















المزيد.....

عن الشهادة و الشهداء


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2552 - 2009 / 2 / 9 - 07:59
المحور: كتابات ساخرة
    


مرت حادثتان مؤخرا دون أن تستدعيان الكثير من الانتباه , ستساعدنا أكثر في فهم ما تقصده الخطابات السائدة عندما تتحدث عن الشهادة و الشهداء , يجب هنا ألا ننسى أولا كل محاولات شيطنة الأصولية بسبب ثقافة الاستشهاد التي وصمت من قبل مثقفي السلطان و خاصة مدعي العلمانية منهم بكل ما تيسر من التهم التي تنطبق قبل أي شيء على كل سلطة قائمة بالفعل و على كل خطاب سائد يخدم هذه السلطة أو تلك , للتذكير فقط اعتبرت المؤسسة الدينية في السعودية الجهاد ضد الروس في أفغانستان يومها فرض عين على كل مسلم و ساعد نظامي السادات و مبارك حتى ألد أعدائهم من الجماعات الإسلامية التي كانت قد اغتالت الأول و حاربت نظام الأخير حربا لا هوادة فيها بالتوجه إلى هناك للمشاركة في الجهاد و اليوم يبكون على اللبن المسكوب , حسنا , الحدث الأول هو احتفال القوات اللبنانية بيوم الشهيد في 21 أيلول , هذا الاحتفال يجري سنويا إذا سمحت الظروف السياسية و السلطة خاصة به و يكون الطقس الأهم فيه عادة هو قداس على نية شهداء ما تسميه القوات بالمقاومة اللبنانية , الملفت هنا , الذي لم يلفت انتباه أي كان , هو خطاب السيد سمير جعجع في هذه الاحتفالية الاستثنائية , الذي يمكن اختصاره أننا أمام ابن لادن مسيحي أو ماروني بالتحديد ( لأن بوش هو أيضا قد مارس طوال 8 سنوات و دون أن يزعج أحد دور ابن لادن الأصولي المسيحي اليميني المغرق في محافظته حتى درجة مقززة حتى لأمريكان أكثر توازنا و اعتدالا في كراهية الآخر ) , لكن ابن لادن هذا لا يثير بكلامه أعصاب أحد كما يفعل عدوه نصر الله , إنها نفس الكلمات , الفرق هو في الآلهة التي تبارك الموت أو قتل الآخر , "ليست الشهادة بحد ذاتها ما يوجع الشهيد أو أهله أو أقرباءه أو رفاقه أو مجتمعه , إنما الوجع في محاولات إنكارها و تشويهها و تقزيمها" , "نحن فخورون بشهدائنا و لن تنال لا منهم و لا منا سهام حاقدة جاحدة مضللة موتورة تطلق علينا غدرا و ظلما بين الحين و الآخر" , "قضيتهم واحدة دائما أبدا : محاولة القضاء على رمزية شهادتنا , قضيتهم واحدة دائما أبدا أن نصلب لتستحق قيامة لبنان" , "في النار رمينا و من النار ذهبا خرجنا, إنه امتحان التاريخ ... فليسكت المراؤون الشتامون الكذابون المخادعون كلهم و لتنتصر الحقيقة و لينتصر لبنان" , "إن لبنان الذي تريدون هو بالفعل في خطر , خطر الديماغوجية القاتلة و الشعبوية المدمرة و الطروحات السامة لكن خلاصه في أيديكم فلا تتأخروا , كونوا طليعين متنورين أبطالا كالعادة هكذا يتوحد لبنان هكذا يخلص لبنان" , تذكروا هذه الكلمات : الوطن في خطر , عدونا حاقد موتور مخادع , شهدائنا فوق الجميع , لبنان لنا , الحقيقة لنا , تذكروها جيدا , يعود جعجع بمقاومته و شهدائها إلى ما قبل 1300 سنة , من كان هؤلاء يقاومون وقتها ؟ لا يوجد سوى الحكم الإسلامي الذي فتح سوريا و لبنان , هذا الكلام لا يريد تبرئة الدولة الإسلامية القروسطية من تهمة القمع و القهر , المؤكدة بلا شك حتى من قبل أشد المدافعين عنها تشددا , هم يبررون هذا القمع و لا ينفونه , و ليس فقط ضد سكان البلاد المفتوحة بل و ضد الفرق الخارجة على السلطة من أتباعها من العرب و المسلمين أنفسهم , المضحك المبكي هنا هو أن جعجع اليوم يقف في تحالفاته السياسية جنبا إلى جنب مع أحفاد من "قاومهم" أجداده اليوم – أحفاد "قادة" الدولة الإسلامية القروسطية و حملة فكرها السني المعادي للآخر بعد أن جرى تعديله ليلائم ضرورات العلاقة المميزة مع السفارة الأمريكية و العلماني جاك شيراك – أي تيار المستقبل "السني" الذي يمثل قاعدة النفوذ السعودي في لبنان , ضد "مقموعين آخرين" , ضد ضحايا آخرين لقمع الدولة الإسلامية القروسطية , و هم الشيعة , و إلى جانب الممثلين السياسيين الطائفيين لطائفتين هما السنة و الدروز , هؤلاء الممثلين السياسيين الذين تحالفوا في الحرب الأهلية ضد تسلط المارونية السياسية و عمدوا "نضالهم" هذا بدماء العديد من المارونيين البسطاء الذين سقطوا في مجازر ارتكبت في كثير من الأحيان لإطفاء شهوة الانتقام كما جرى بعد محاولة اغتيال وليد جنبلاط أو عند "فتح" سوق الغرب و راح ضحيتها حتى شيوعيين متحالفين مع جنبلاط فقط لأنهم مسيحيون , تماما كما عمد جعجع و بشير الجميل "نضالهم" الطليعي و المتنور بدماء المسلمين و الدروز و الشيعة و الفلسطينيين بسخاء يتناسب مع "إخلاصهم لمقاومة أجدادهم" , هل هذا كاف ليوضح لكم بعض نفاق الطبقة المحترفة للسياسة و نفاق خطاباتها و نداءاتها لنا لنقتل بعضنا بعضا في سبيل مجدها و سيطرتها على مصيرنا ؟ يتشابه الأعداء إلى حد التطابق عندما يتحدثون عن الوطن و الشهيد , عن الطليعة و التنوير , من حافظ الأسد إلى بشير الجميل , من سمير جعجع إلى نصر الله , من جورج بوش إلى ابن لادن , يتشابه معنى الوطن و الشهيد , تذكروا أن الصهيونية التي تملأ الدنيا صراخا اليوم عن ثقافة الاستشهاد الفلسطينية مارست و تمارس ذات الثقافة لكن باسم يهوه رب القتلة و ليس رب ضحاياها , هكذا تنحط العلمنة عند أزلام الأنظمة التي تواجه الأصولية لتصبح نفي إنسانية الضحية إرضاءا لرب القاتل , إنها ذات زيت الكهنة الفاجر الذي طالما مجد قتل الآخر – الكافر , الهرطقي , المختلف , و هذا سينقلنا إلى الحدث الآخر الذي لم يلفت هو الآخر أي انتباه وسط الضجيج المنفلت ضد الضحية و الذي ينشغل بتمجيد القاتل هذه المرة أيضا و أيضا و أيضا , "كونوا مستعدين للدفاع عن الثورة" , هذه الدعوة أطلقتها فنزويلا الاشتراكية ( الحوار المتمدن , العدد 2545 , 2 – 2 – 2009 ) , أنصتوا جيدا , "لن نظهر لهم الرحمة" , "توعد ( الرئيس تشافيز هنا ) مرشحي المعارضة المنتصرين بإدخال الدبابات إلى مناطقهم في حال سعوا للانفصال عن الدولة البوليفارية" , يدور الحديث عن ميليشيا "شعبية" لحماية الثورة من الرجعية , لماذا ؟ لأن أجهزة الأمن التقليدية غارقة في الفساد , هذا الاعتراف الصريح بأن النظام التشافيزي البيروقراطي الفوقي عاجز عن إصلاح أجهزته الخاصة من الفساد يقدم فقط تحت ضغط تبرير ضرورة إقامة أجهزة أو مؤسسات شبه عسكرية تابعة للنظام مباشرة و ذات مهمة وحيدة : الدفاع عنه "حتى الموت" , تحتاج البيروقراطية , كأية نخبة حاكمة , لشهداء أيضا , يمكن اعتبار حافظ الأسد هنا "منظرا" متطورا لهذه الفكرة , لاستخدام الشهداء لصالح النظام , و للدعوة للشهادة في سبيل بقاء النظام و سيطرته , و قد لقنت أجيال السوريين على مدى ثلاثين عام "حكمته" المأثورة : الشهداء أنبل بني البشر و .... , إن هذه الأجهزة شبه العسكرية التابعة للنظام لن تكون أفضل من الجيش الشعبي الصدامي أو فرق الموت اليمينية الحكومية في أمريكا اللاتينية نفسها التي قتلت آلاف الشيوعيين و اليساريين طوال عقود بإشراف و تمويل أمريكي مباشر , ولن تغير تسميتها بالميليشيا الشعبية من دورها الوظيفي هذا , النتيجة واحدة , يجب فرض سلطة النظام بالحديد و النار إذا فشلت وسائل التدجين الأقل عنفا , يجب خلق مجرمين قتلة لا يفقهون شيئا سوى أوامر قادتهم و تسميتهم بهدف تجميل جرائمهم و جرائم سادتهم بالشهداء و المناضلين......



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تسجد
- جدل مع مقال الأستاذ ياسين الحاج صالح عن المجتمع المكشوف
- في مديح الديكتاتور مهداة للرفيق ستالين
- محمود درويش من أحمد الزعتر ( 1977 ) إلى خطبة الهندي الأحمر ( ...
- المعارضة الليبرالية الديمقراطية للأناركية
- عن هويتنا كبشر
- تعليق على دفاع الأستاذ غياث نعيسة عن الماركسية الثورية
- لا دولة واحدة و لا دولتين , بل لا دولة
- وا معتصماه ! : أمجاد الجنرالات و عالم الصغار
- ملحمة غزة
- استخدام البشرة السوداء لكينغ و أوباما لتحسين الحلم الأمريكي
- بيان أممي شيوعي أناركي عن الوضع في غزة إسرائيل
- مولاي قراقوش
- الحقيقة عن غزة
- أموت خجلا يا غزة
- أنظمة رأسمالية الدولة البيروقراطية : مقاربة
- لقطات من الحرب على غزة
- موت الليبرالية العربية
- الطريق الثالث بين الاستسلام و مقاومة تدعو إلى شهداء بالملايي ...
- السمع و الطاعة


المزيد.....




- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مازن كم الماز - عن الشهادة و الشهداء