أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - سميه عريشه - جـــذور التربيـــــــة














المزيد.....

جـــذور التربيـــــــة


سميه عريشه

الحوار المتمدن-العدد: 783 - 2004 / 3 / 24 - 07:40
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


لا لن اغلق باب النقد القاسي الذي قررت فتحه على مصراعيه في عالمي الثالث ،فذلك طريق للتغيير أفضل من طلقات الصواريخ وانفجار القنابل، بل وأدعو جميع الشرفاء وحتى هؤلاء الذين زلت أقدامهم ، وتورطوا في قدر من انتهاك ، أو نهب ، أو فساد ، فباب المراجعة والتراجع عن الأخطاء مازال مفتوحاً على مصراعيه لانتقاد الذات ، وللاعتراف بالأخطاء ، والاجتماع حول حب أنفسنا وإنسانيتنا، وحب ما خلق الله فينا ولنا. لكننا كلنا اجتمعنا في الماضي ومازلنا كي نهدد ونبدد طاقتنا ومواهبنا وذكاءنا في الدفاع عن الأخطاء وإضفاء مساحيق الرياء والكذب ، على مواطن الداء لمداراتها وتجميلها ، وبقاء الحال على ما هو عليه ولأنني كاتبة فاسمحوا لي أن أتحدث عن ذاتي لأنها في معاناتها وجراحها تشبه كثيراً معاناتكم وجراحكم!
فمنذ الصبا ولكي نقرأ رواية أو مسرحية ، أو كتاب خارج المنهج المدرسي، كان يجب علينا التحايل والكذب ، لإخفائه بين صفحات الكتاب المقرر دراسته في المدرسة،حتى إذا ما دخل الوالد ليطمئن على جدية المذاكرة ،فتطالع عيناه اسم الكتاب المدرسي المطلوب حفظه عن ظهر قلب كي نكتبه كالآلة في أوراق إجابات الامتحان فننجح ،ونسعد قلوب مدرسينا وأهالينا ، ونغلق أبواب الفهم والعقل فينا ، ناهيك عن إشكالية الحصول على الكتاب الممتع للعقل وللوجدان أصلاً من ناحية الميزانية.. ويحلم الفتى لتحقيق حلم المعرفة وانطلاق العقل بالطيران خارج حدود الوطن ، وتحلم الفتاة بفارس بحصان أبيض أو أسود حتى تركبه معه ،وتبتعد عن القيود العديدة الحارسة لعذريتها في بيت الأهل، يرتبط الانطلاق في ذهن الفتى بالاغتراب ، وفي ذهن الفتاة بالرجل الذي سيحررها من قيود الأهل ، وتعجل بانتقالها في سن صغيرة استجابة للهفة الشوق للحرية .. فتصبح زوجة صغيرة مهزومة من الخديعة فزواجها لم يحررها، لكنه كبلها أكثر وكأنها استبدلت سجان بسجان أخر تحبه بشكل مختلف وتكرهه في ذات الوقت ، تعيش في صراع بين الرغبة في الانطلاق والمعرفة في الحياة ، وبين الرضوخ لموروثات معزوفة النجاح في نطاق الأسرة.. وتحاول مقاومة شعور داخلي يزن ما اتفق عليه الجميع كُعرف يمارس بشكل تلقائي ، وعادى بلا مناقشة هو ذاته عدوها ومبدد أحلامها والحاجز الذي يسد منافذ انطلاق خيالها وعقلها وتهمس في أذنها امرأة عجوز أن تستغفر الله وتستعيذ من الشيطان الرجيم ، فمؤكد تلك الأفكار هي وسوسة الشيطان اللعين .. تنظر في حيرة إلى القطيع حولها ، والي انسياقهم في طقس الموروث ، فتشملها حيرة وتنساق للمعتاد وتستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ، الذي يوسوس في عقلها وتلمح علامات ارتياح الجميع لهديها.. فتهرع إلى ركن منزوي ، تغلق بابه في إحكام ، وتترك العنان لنحيبها ودموعها وهى تهمس لنفسها في اعتراف ولوم واستسلام ليس بيدي.. ليس بيدي كم أحب تلك الوسوسة، كم أتوق إلى المعرفة ، ليتني كنت صبى كي أطير بعيداً خارج حدود ذلك الوطن.
بينما الفتى الصغير الذي طار خارج حدود الوطن حالماً بالحرية، كما تخيلها يجد نفسه مصدوماً من كم الحرية الأكبر من خياله ، الذي تربى -من طفولته- على ألا ينطلق وألا يتجاوز الحدود ، والآن يدرك أنه فعلاً يتجاوز الحدود إلا قليلاً ، فيتجاهل المتراكم المتزمت بداخله ، وينطلق قبل أن يصارح ذاته ، وينقيها فتكون النتيجة قدر من الانطلاق بلا صدق، وهروب من المواجهة ليقف في لحظة ما مرتداً إلى الظلام ، بعد أول صدمة حياتية أو عاطفية، من فتيات الغرب المتحررات المغترات بذواتهن ، والفاهمات ماذا يردن من أنفسهن ومن الآخرين، في ذات الوقت يغتاظ الفتى الذي نشأ في وطنه على أنه المفضل والأكثر معرفة من أخته ، وحتى أمه الأنثى فما بال حبيبته أو زوجته التي يجب أن تشعره أنه رجل، حتى ولو أدى الأمر إلى تقمص دور الغباء ، وعدم المعرفة أمامه كي يبدو هو أمامها وأمام ذاته الأكثر معرفة ، ومن ثم يملؤه الرضاء ، عن رجولته ، لكن تلك الشقراء لا تجامله ، بل إنها توجه له النقد واللوم وتسمي الأشياء بأسمائها ، فيثور في وجهها مستنكراً : أنا متخلف أيتها الكافرة؟! فتكون البداية لرجل الارتداد الغاضب الأعمى لجذور التربية ..



#سميه_عريشه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أدب الحـــــرب
- هل سنتغير طواعية أم ؟!!
- الأمن القومي المصري


المزيد.....




- الحياة الواقعية تحت وطأة الصراعات.. المرأة اليمنية في أدب وج ...
- سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024 الجريدة الرسمية بعد أخر ال ...
- المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال ...
- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - سميه عريشه - جـــذور التربيـــــــة