أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرات إسبر - الرقص على أنغام عربية














المزيد.....

الرقص على أنغام عربية


فرات إسبر

الحوار المتمدن-العدد: 783 - 2004 / 3 / 24 - 07:40
المحور: الادب والفن
    


نساءُ يرتدين الأسود ، نساءُ يضربن الأرض بأقدامهن. رجالُ الحي أطربهم عطر النسوة، وفي لفيف العباءات فاحت رائحة الرغبة .
الطبول تقرعُ ،غيم كثيف ينتظر على باب الموت ، وهذيانات بطعم الدم ، تعلن انتصار ما .
في قارورة الوجع خبأت أحزانها ، أمراة وقفت ذات يوم على الشرفة .
يا بيارق الضوء أعلني انتحارك ، نور ما لن يظهر أبدا لأن السرداب طويل ، طويل وعميان يحملون فوانيسه .
أبواب عرش الرب مفتوحة ، عميان ، ومبصرون ، محتاجون ومحتالون ، جحيم من الرغبات مدسوسة في الأبدان ، عقارب الزمن ، عقارب الحاجة ، طلبات الجنون، والفقر ببلادته وعماه يحدق ، رجل اسود الشعر أغبر الوجه ، أحمق الرؤية ،ولكنه متحكم وذو سلطان ، وذو لعنة ومذلة ، حكمه أشدُ من دكتاتور وإذا بسط ريشه كان طاعوناً لآمال كثيرة يحرقها ، وبناره يأكل الأخضر واليابس منها ، وبيأس الملعون يدخل خيام القلوب ويمد ساقيه .
ملعون أنت ياوجعي ، من كل الأبواب تدخل إليً ما أن أسد فتحة حتى أراك في الأخرى ، لا حاجة بي لك ولا تغادرني.
الحاجة تولد الكآبة ، والقناعة شر لابد منه ، أقنع نفسك بالحرمان تحيا ، أقنع نفسك بالتقوى تدخل الجحيم ، أنت منفي ، منفي في كل أحوالك ، أنت ميت ، ميت بكل أسبابك، وجسدك الذي يمشي بك هو تابوتك الذي ستموت فيه ، كما روحك تابوت رغباتك ، أنها موت الحي ، في داخل الجسد الحي ، وآمالك هي الأكفان التي تكفن بها أحلامك الميتة.
صعدت المرأة بملابس الحداد ، كانت ملابس بيضاء ناصعة تشبه ثلج الجبال العالية ، خطت خطوتين صوب الأقمار العالية ، وبشهقة روح واحدة صرخت :
يا قداس المنسين ، يا عذارى البؤس ، يا حريم الرجال، مطلقات زانيات ، عاهرات ، على أجسادكن نقشت أخطائكن، وكان الرجل العراب يؤسس لمدينته و كانت العذارى ساجدات له ببركاتك يا أبو اللعنات نزهو .
امرأة خرجت من جلدها ، حصانها جمح بها بعيد اَ، دخلت في قفص التوبة ، ولبستها اللعنة إلى الأبد .
سلام على جسد عرف الرذيلة وشرب من مائها ، سلام على جسد طهرته الخطايا ، والتوبة ليس لها صاحب ، جسدنا بئر أخطائنا كل يوم نغرق في وحلهِ ونقوم إلى الصلاة .
اغفر لي يا جسدي قلة أخطائي ولكن عثرات روحي كثيرة. جسدي طاهر الروح والكفن ، ولكن روحي ليس لها كفن ، أنها تعربد في حانات ليلها ،كل يوم أغسلها بحاجاتي وحرماني علني ألقى لها ثوبا بمقاسها لا خياط قادر على حبك أهتراءها و النساجون ضاقوا ذرعا بي .
روحي من الآثام عليلة ، ومن شدة ولعي بها ، ألبستها الزيف وكل أثواب الرذيلة ولا أحد يراها ، من ملابسها أعريها وهي من الضلال أكثر ضلالاَ .
يا جسدي يا فتنة الثوب الذي ارتديه ، يا برقعا لا يرى الرائين ما تحته ، وما بين جنبيه ، ما تحت إبطيه ، ما بين ساقيه . عورات نساء ورغبات وفتنه وكلها مشدودة بخناق الحشمة المستعارة والمسروقة من روح لا أحد يدخل عليها ، أنها عورة لا يمكن الكشف عنها .
ما أكثر عوراتي ، جسدي أستره بثيابي ، وروحي أسترها بجسدي وثيابي ، وإذا قامت ساعة الحزن أعلن أنني في ضلال من أمري .
وما كان جسدي بيت الخطيئة ، وأنما روحي التي تغرق في وحل أوثانها .
من يغسل روحي من أوثانها كما اغسل جسدي ، سأدخل إلى معبد الحزن وحدي و هناك سأشعل شموع التوبة ، وأدعو الأئمة بالغفران ، أليست الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر،ومن بعدها سأفرش حرماني وأنام عليه.



#فرات_إسبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امرأة متصوفة
- حقائب سفر ..للرياح
- عندما تتعرى الأرض تبكي الحجارةُ بعضُ دمعي
- نساء
- كل الأضواء مطفأةٌ… إلا ضوء قلبي إليك
- البيت الذي اسمه ….. الخوف
- لأجل الغياب ..الذي أنا فيه


المزيد.....




- صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
- إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م ...
- مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه
- خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع ...
- كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرات إسبر - الرقص على أنغام عربية