أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - حميد كشكولي - مواقف أردوغان تجاه القضية الفلسطينية تتحطم على صخرة التحالف التركي الإسرائيلي















المزيد.....

مواقف أردوغان تجاه القضية الفلسطينية تتحطم على صخرة التحالف التركي الإسرائيلي


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 2550 - 2009 / 2 / 7 - 09:06
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


ارتفعت الأسهم السياسية التركية وأسهم الحزب الإسلامي الحاكم في تركيا ، بشكل غير متوقع في بورصة الشارع العربي والإسلامي السنّي ، بعد عدة مواقف ، تلقاها الكثيرون ممن ينتابهم الإحباط والخيبة من الساسة و الحكومات العربية ، كمواقف مناصرة للقضية الفلسطينية، كان آخرها انسحاب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من إحدى جلسات النقاش في دافوس بعد جدال مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز.
واستهوى خطاب اردوغان شديد اللهجة ضد إسرائيل مشاعر الملايين من العرب الذين يرون أن قادتهم لم يتمكنوا من وقف الهجوم الإسرائيلي الأخير على غزة، الذي قتل أكثر من 1300 فلسطيني، بل أنهم يحجمون أيضًا عن اتخاذ موقف ضد الهجوم. لكن الناس العاديين معذورون إن أثارت مواقف السيد اردوغان مشاعرهم ، لكن أن تعمي هذه المواقف أفرادا ينتسبون إلى النخبة العربية ، و لا يروا مدى وثوق العلاقات التركية الإسرائيلية ، و يتغافلوا عن أهداف تركيا وأحلامها، فمسألة بحاجة إلى وقفة تأمل.
وفي اسطنبول استقبل آلاف المواطنين الأتراك في مطار أتاتورك رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان "استقبال الأبطال". ورفع المستقبلون الأعلام التركية والفلسطينية ولافتات كتب عليها "مرحبا بعودة المنتصر في دافوس"، و"أهلا وسهلا بزعيم العالم". كما ردد المحتشدون شعارات مناوئة لإسرائيل ومنددة بالعملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.
إنني لا أنكر أن السيد اردوغان قد تأثر شخصيا لمشاهد الجرائم الإسرائيلية بحق الأبرياء في غزة ، و هزته مشاهد الأطفال القتلى و الدمار الذي لحق بحياة الفلسطينيين ، وهذا موقف شخصي ينم عن مشاعر إنسانية شريفة ، كما لا بد للحق أن يقال إن احترام اردوغان وحزبه الإسلامي للطابع العلماني لتركيا ، موضع تقدير واحترام ، لكن الدوافع الحقيقية لهذه المظاهرات و الاستعراضات الدعائية تختفي وراء الأسباب الظاهرية المعلنة المدعية أنها لنصرة الشعب الفلسطيني في محنته إثر العدوان الدموي الإسرائيلي على غزة، بينما تشي الشعارات المرفوعة في مراسم الاستقبال عن أحلام الإمبراطورية العثمانية ، إذ تكمن خلف هذا الاستعراض فوائد سياسية مهمة لأردوغان و حزبه الإسلامي ، سوف تكون رصيدا مرتفعا له في الانتخابات النيابية العامة ، المقرر إجراؤها في التاسع والعشرين من شهر مارت عام 2009.
فالمواطنون الذين ليس لهم علم كافي عن العلاقات الاقتصادية والسياسية والعسكرية التي تربط تركيا بإسرائيل متأثرون بحركات أردوغان الأخيرة في دافوس ، والتي سوف تستحيل إلى أصوات انتخابية سوف تدلى في صناديق الاقتراع لصالح حزبه. وليس من المستبعد أن تم التخطيط المسبق لمراسيم الاستقبال في مطار اسطنبول .
ولا يريد النخبة العربية القومية أي حديث عن التعاون التركي الإسرائيلي في المجالات الاستخبارية و العسكرية الإستراتيجية منذ العقد الأخير من القرن الماضي لمحاربة حزب الله و التجسس على سوريا و إيران. ويتعامون عن معاني زعيم العالم، والبطل القومي، والمنتصر و الغازي وكرامة تركيا، وهم مرتبكون ، أي عدو ّ هو الأخطر ، إسرائيل اليهودية؟ أم إيران الشيعية؟ لكنهم متفقون على أن تركيا "السنية" هي أهون الشرور ؟؟؟!!!!!
لكن السيد اردوغان عبر بصدق عن أسباب موقفه المذكور من الرئيس الإسرائيلي في دافوس حين قال لمندوبي وسائل الإعلام بعد قليل من وصوله اسطنبول :
"إنه تعين عليه باعتباره رئيسا للوزراء أن يتصرف بهذه الطريقة لحماية كرامة تركيا والشعب التركي ..."
إذن، إن كرامة تركيا، والشعب التركي هي الدافع لهذه الغيرة و الانفجار. هذه الكرامة بالتأكيد تقف بالضد من الكرامة العربية ، وقد تعاون رموز العرب مع الانجليز لتمريغ الكرامة العثمانية الإسلامية في الأوحال أثناء الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف حسين و لورنس العرب.
وقال بيريز في حديث للصحفيين في منتجع دافوس السويسري إن نسيج العلاقات الثنائية بين إسرائيل وتركيا ما زال متماسكا.ونفت الناطقة بلسان الرئيس الإسرائيلي أن يكون بيريز قد اعتذر لأردوغان عبر الهاتف عن المشادة الكلامية التي جرت بينهما يوم أمس. وذكرت أن حديثا وديا جرى بين بيريزو أردوغان حيث أكد الأخير أن خطوته المذكورة ليست موجهة ضد الرئيس الإسرائيلي بل ضد مدير الجلسة الذي لم يسمح له بالرد على أقوال بيريز، وفقا لإذاعة "صوت إسرائيل".

و كتبت جريدة "هاآرتس" الإسرائيلية أن دبلوماسيين إسرائيليين في كل أنحاء العالم، إضافة إلى قيادات يهودية أوروبية، عقدت لقاءات مع دبلوماسيين أتراك، في محاولة للضغط على أردوغان كي يتراجع عن انتقاداته اللاذعة لإسرائيل.وزعمت أن سفير إسرائيل في إحدى العواصم الأوربية بعث ببرقية سرية إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية قال فيها إنه التقى نظيره التركي، الذي أبلغه بأنهم معنيون بإنهاء هذه الأزمة بالضغط على أردوغان.
كما نسبت الصحيفة إلى ما قالت إنه مصدر رفيع بالسفارة الإسرائيلية في أنقرة أن الجيش التركي، أحد قلاع العلمانية الأتاتوركية، تسوده حالة من التذمر من نهج أردوغان تجاه إسرائيل، وأن قيادات عسكرية تركية بعثت برسائل سرية إلى القيادة السياسية تحذر من تدمير العلاقات الإستراتيجية مع إسرائيل.
وانتقد أردوغان إسرائيل بشدة، معتبرا أن هذه الحرب تمثل "صفعة" لما كانت تبذلها تركيا من وساطة في مفاوضات السلام غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل.
وتقيم أنقرة علاقات دبلوماسية مع تل أبيب منذ عام 1949، حيث استبقت تركيا الكثير من دول العالم في الاعتراف بإسرائيل بعد عام واحد فقط من إعلان تأسيسها، ما ينبع من سياسة تركيا العقلانية بخصوص علاقاتها الخارجية.
فبعد عقد اتفاقية التجارة الحرة ارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين من 90 مليون دولار عام 1998 إلى 900 مليون دولار عام 1999، أي عشرة اضعاف. تركيا أكبر سوق للبضائع الإسرائيلية في الشرق الأوسط. لكن العمال و القوى اليسارية و الاشتراكية و الجماهير التحررية في تركيا يرون أن اردوغان ليس مؤهلا ليكون بطلا في مناهضة الحروب والعدوان و مناصرة الشعب الفلسطيني ، وأن تصرفه في دافوس لم يكن غير استعراض سياسي دعائي مرائي . فهو أصدر أوامر في فترة رئاسته الوزراء في أحيان عديدة بالهجوم على أهالي كردستان تركيا ، والقرى الآمنة على الحدود العراقية التركية و سكان قرى سفوح قنديل في كردستان العراق، بذريعة العمل على القضاء على حزب العمال الكردستاني.

ومن الجدير بالذكر أن شمعون بيريز و مسؤولين إسرائيليين آخرين أجروا مباحثات مع المسؤولين الأتراك بمن فيهم رجب طيب اردوغان في 23 ديسمبر 2008 ، أي قبل أسبوع من بدء الهجوم الإسرائيلي على غزة ، وحسب مسئول مكتب اردوغان لشبكة الجزيرة العالمية أن المباحثات التي جرت بعيدا عن وسائل الإعلام الإعلامية ، وبهدوء تام ، تناولت الهجوم الإسرائيلي على غزة. و قد تم الاتفاق بين الطرفين أن لا يستمر الهجوم أكثر من أسبوع، و أن يكرس لإنهاء حماس. و أشار موقع ريشن نيوز Rusian News في تقرير بعنوان " الرئيس الإسرائيلي لم يعتذر من رئيس وزراء تركيا" ، إلى أن غضبة اردوغان و المسؤولين الأتراك التي انفجرت مثل البركان في دافوس كانت على الأغلب بسبب عدم وفاء إسرائيل بتعهداتها و اتفاقياتها مع تركيا.

وقد كشف جنرال متقاعد في الجيش التركي و عضو حالي في البرلمان التركي أن صفقة واحدة فقط بين الحكومتين عسكرية بلغت 700 مليون دولار. كما كشفت جريدة يني شفق عن هذا الجنرال اردال سباهي و عضو البرلمان عن الحركة القومية مناقصة تصليحات 170 دبابة أم -60 ، رغم معارضته أعطاها القادة العسكريون الأتراك إلى المهندسين الإسرائيليين.
ارجع الجنرال سباتي المتخصص في أمور الدبابات في الجيش التركي يلي في دبابات من هذا النوع، فلم تنجز إسرائيل تصليح الدبابات المذكورة في موعدها، و قد أعاق مشروع الدبابات الوطنية التركية.
العلاقات التركية الإسرائيلية في الميدان العسكري وصلت ذروتها في العقد الأخير من القرن الماضي ، إلى درجة أن القادة العسكريين في الطرفين أخذوا يعقدون اجتماعات دورية دائمة ، لبحث التعاون بين الدولتين وعقد اتفاقيات عسكرية بينهما ، وفي عام 2000 توسعت هذه العلاقات فشملت تدريبات عسكرية مشتركة ، و تصنيع قواعد صواريخ و قاذفات ، وتطوير أداء المقاتلات التركية الأمريكية الصنع من قبل التصنيع الحربي الإسرائيلي، وتبادل الخبرات الأمنية و الاستخبارية والسوقية.
فالدولتان تربطهما على مستوى واحد علاقات صداقة وتحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية، وتحوزان على موقع إستراتيجي فائق الأهمية بالنسبة لأمريكا والدولتين نفسيهما. وثمة حوالي 24 اتفاقية عقدت بين الطرفين منذ عام 1993 تتضمن اتفاقيات هامة وإستراتيجية في مجالات التعاون العسكري و التدريب والدفاع والتصنيع العسكري، كما تم عقد اتفاقية للتجارة الحرة عام 1997.
تقوم إسرائيل بتطوير مقاتلات اف 4 واف 5 التركية ، كما تسرب الصحافة الإسرائيلية إخبارا عن اتفاقيات عسكرية أخرى بين البلدين. كما لن تنسى تركيا الدعم اللوجستي لها من قبل إسرائيل في العملية الماراتونية التي نتجت عن إلقاء القبض على عبد الله أوجلان رئيس حزب العمال الكردستاني . كما اليوم هناك تنسيق تام بين الحكومتين في مقاتلة المقاتلين الكرد من تركيا في جبال قنديل و كردستان العراق.

ولمعرفة التفاصيل عن التعاون التركي الإسرائيلي أحيل القارئ للاطلاع على المقال التالي في الرابط أدناه:
http://www.globalresearch.ca/index.php?context=viewArticle&code=CHO20060806&articleId=2906



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شتان بين إرادة الجماهير في فلسطين وإسرائيل وبين أهداف دولة ا ...
- حقيبة حنظلة مرميّة بين أشلاء القمر
- البديل الثالث هو القادر على حل القضية الفلسطينية
- اله الموت يجول من اشويتس ، إلى العراق ، فغزة
- من يذبح أهالي غزة؟
- هل على اليسار الماركسي التحالف مع، أو دعم كل من عارض أمريكا ...
- أغنية تشي غيفارا
- في الذكرى الثامنة والعشرين لاغتيال المغني الإنسان والمناضل ج ...
- من فرسان صلاح الدين إلى مجالس الإسناد ، فموت الفدرالية
- مريم العذراء- قصيدة للشاعر السويدي أريك آكسل كارلفيلدت
- رحلة إيليّا السماوية للشاعر السويدي اريك اكسل كارلفيلدت
- ثمة مبررات للفرح ، ولا مبرر للتفاؤل بإدارة أوباما لأمريكا
- اوباما ، كان لا بد منه
- فلم - الحياة رائعة - لروبرتو بنيني
- نهاية التاريخ ، أم نهاية الريغانية والتاتشرية؟
- أغنية - بطل الطبقة العاملة- لجون لينون
- عشرة أيام هزت العالم
- تأملات في ثورة أكتوبرالاشتراكية العظمى
- The end of the American dream
- حديث التغيير في الانتخابات الأمريكية


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - حميد كشكولي - مواقف أردوغان تجاه القضية الفلسطينية تتحطم على صخرة التحالف التركي الإسرائيلي