أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بلقيس حميد حسن - ويتحدثون عن السلام














المزيد.....

ويتحدثون عن السلام


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 783 - 2004 / 3 / 24 - 07:43
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


أي عمل جبان قامت به اسرائيل فجر يوم 22-3 2004 باغتيال الشيخ أحمد ياسين , الشيخ الكبير المقعد , مشلول الجسد , الذي لا يتحرك به سوى رأسه ؟ صحيح أن هذا الشيخ رغم ضعف جسده قد أرهب أقوى دولة بالمنطقة , وصحيح أنه يناضل من أجل شعبه المقهور , وصحيح أن مواقفه الوطنية تصرخ برؤوس أبناء فلسطين أن لا تنسوا وطنكم وحقكم به , لكننا حين نتحدث عن حقوق الإنسان , لا نجد أي حق لإسرائيل بالقيام بأعمال الإغتيال , فالإغتيال مبدأ مرفوض ومدان لأي كان وبكل الأعراف , وهو غدر وجبن في مقاييس كل الأخلاق , خاصة إغتيال شيخ معاق , مدني , غير حامل للسلاح , خرج ليؤدي طقوسه الدينية التي تمنحه كل الشرائع والقوانين الدولية حق ممارستها, وإسرائيل لا تملك حقا بكل الإغتيالات اليومية للمدنيين وقصف بيوتهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم التي أقرتها اللوائح العالمية والأعلان العالمي لحقوق الانسان.
كما لا يحق لإسرائيل أيضا تشبيه الشيخ ياسين بابن لادن , فالشيخ الشهيد كان يناضل بعقله وفكره من أجل الحق, من قبل أن يولد بن لادن وقبل أن يتعلم بن لادن القراءة والكتابة وقبل ان يحمل السلاح في جحور جبال افغانستان البعيدة عن أرضه ووطنه ليكون يدا وسلاحا لأمريكا في حربها ضد عدوها القديم , الشيخ ياسين يدافع عن حقه وحق أبناء شعبه بالحرية والكرامة , ولا يصدّر الإرهاب الى شعوب العالم , فهو يحارب عدوه ومغتصب أرضه وهاتك كراماته.

قد نختلف مع الشيخ أيديولوجيا , و نستنكر كل أشكال العنف التي تقتل الأبرياء من البشر على أختلاف أديانهم ومعتقداتهم وأثنياتهم , وقد نختلف حول أساليب النضال, رغبة للوصول الى مفهوم راق للنضال ورغبة في عدم إضاعة الحق .
لكننا يجب أن لا ننسى أن هناك قانونا طبيعيا بالحياة يتحكم بحركة البشر وتصرفاتهم وهو( أن لكل فعل رد فعل معاكس له في الإتجاه ومساو ٍ له في القوة) , والشعب الفلسطيني يعاني منذ ما يقارب المئة عام من المجازر والانتهاكات, فكيف نطالبه بإيقاف ردود فعله على الظلم وسحق الكرامة والذل الذي يلاقية على أيد الاسرائيليين؟ فالضغط يولد الإنفجار وما ثورات وانتفاضات الشعب الفلسطيني وعملياته ضد الإسرائيليين إلا نوع من إنفجار ونتيجة لضغط ٍ وغمط حقوق ٍ واعتداء, تمارسه اسرائيل يوميا ضد الشعب الفلسطيني ومقدراته , وهو نتيجة إحتلال وهمجية وعدم الإعتراف بإنسانية شعبٍ كان يتمتع كغيره من شعوب الأرض بوطن, واستقلال, وحرية.
والفرق كبير بين العنف الذي يمارسه صاحب الحق عن العنف الذي يمارسه المعتدي على أرض غيره لينتهك أبسط حقوقهم , فالمبررات أو الأسباب التقديرية التي يمتلكها صاحب الحق ويستفاد منها ابن فلسطين لا يملكها المعتدي الاسرائيلي, وهذا امر لاخلاف عليه في كل القوانين السماوية والوضعية التي يعمل بها البشر في ارجاء المعمورة كلها.
ثم علينا أن لا ننسى بأن الشعب الفلسطيني جرّب ولا يزال يجرب كافة أساليب النضال السلمية , ووقع على معاهدات سلام , وتنازل عن كثير من حقوقه , وفعل المستحيل ليعيش كبقية البشر , حياة فيها شيء من الإستقرار والسلام وإحترام حقوق الإنسان , ولكن دون جدوى , فإسرائيل تتناسى وتصم الآذان عن حقه بالحياة رغم إدعاءاتها وحديثها عن السلام , وهاهي مستمرة بجدارها العنصري , والعالم يصمت وكأن الدنيا أصبحت صماء بكماء بخصوص فلسطين وشعبها, كما هي صماء وبكماء اليوم عن ما يحصل من قتل وتفجيرات ودمار ونهب وسلب في العراق واستباحة كل موارده المادية والمعنوية, وكما كان صامتا لعقود ثلاث عن قبر الملاين من أبناء العراق على يد المجرم صدام.
وحيث لا بد لي من تعزية الأخوان الفلسطينيين بهذا الحدث الكبير , أتمنى عليهم أن يكفوا عن مناشدتهم لإخوانهم العرب, وانتظارهم لموقف موحد بخصوص قضيتهم .
لا تنتظروا منا أيها الأخوة – ومع الأسف والإعتذار- أكثر من إستنكار أو تظاهرات بأحسن الأحوال, إذ سقطت مقولة الوحدة العربية والقومية وغيرها من صواريخ دعائية لم تعيد لكم حقا من حقوقكم, وتكشفت الوجوه منذ سنين, وانفضح زيف الديكتاتوريين العرب, المتشدقين باسم فلسطين كما كان يفعل صدام ومن يدافع عنه الآن, لقد بيعت الأوطان من أجل العروش وانكشف زيف شعاراتهم تحت أقدام المصالح وبين أرجل الكراسي البراقة , وكوبونات النفط .

فيا أيها الأخوة أبناء فلسطين الحبيبة , دعوا إخوانكم العرب بمشاكلهم , يرزحون تحت نير ديكتاتوريات ترهقهم وتجعلهم لا حول ولا قوة, وليس جديدا عليكم أن تكونوا وحيدين , فقد كنتم كذلك في مواقف عدة , بزمن عربي أغبر.
دعوا أخوانكم العرب, فلكل شعب عربي إسرائيلهُ , ولكل شعب عربي محتلهُ, رغم إختلاف الصور والأسماء, فنحن اليوم في عالم لا يفرق بين الإرهاب والدفاع عن الحق .
لكن أيها الأبطال, كلنا ثقة بأنكم تملكون أقوى سلاح أكتشف منذ بدء الخليقة حتى اليوم , سلاح لا يصدأ أو ينكسر, ولا يمكن للعقل البشري أن يخترع أقوى منه وأحسن , سلاح جربته شعوب الأرض بتأريخها جميعا وأنتصرت به وسوف لن يخيب أبدا , ألا وهو الحق, حقكم بأرضكم وبالحياة والحرية , وستبقى قلوبنا معكم دائما.

*شاعرة وناشطة حقوقية عراقية مقيمة في هولندا
لاهاي
22-3-2004



#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أم ٌ... لأسرار ِ الروح
- المرأة, والواقع المرير في العراق
- بديهيات وحقائق
- الحجاب , ليس فرضا في الإسلام
- أيتها النساء , إتحدن
- مَن ْ يصنع الإرهاب
- أصرّ ُعلى المبدأ أبداً...
- المواجهة الأولى
- الحضارة إمرأة –الجزء الثالث
- ثلاث نساء
- الحضارة إمرأة - الجزء الثاني
- الى المناضلات العراقيات
- الحضارة امرأة
- جريمة إغتيال ناشط في حقوق الإنسان
- ما لذي يخبأه ُ مجلس الحكم بعد؟ - تعيين سفراء سراً
- مجلس الحكم يعذب الشهيدات ويعود بنا الى القرون الوسطى
- كلمة الى المثقفين العرب ولوم لابد منه
- نداء الى كل شرفاء العالم
- حرية المرأة حرية للرجل


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بلقيس حميد حسن - ويتحدثون عن السلام