أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد سمير عبد السلام - الانتشار الإبداعي ، و التناقض في قضايا النوع















المزيد.....

الانتشار الإبداعي ، و التناقض في قضايا النوع


محمد سمير عبد السلام

الحوار المتمدن-العدد: 2550 - 2009 / 2 / 7 - 07:43
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


لقضايا النوع تأثير حي في الوعي البشري منذ العصور القديمة ؛ فهي جزء رئيسي من أساطير الخصوبة ، و النقوش الجدارية الخاصة بالأمومة ، و طبيعة الأنظمة القبلية ، و البحث عن الخلود ، و الحضارة ، كما أن العلامات الأنثوية يعاد تكوينها باستمرار في الكتابة الأدبية الحديثة ، و المعاصرة ؛ مثل تعامة ، و عشتار ، و أفروديت ، و الميدوزا ، و أثينا ، و إيزيس ، و حتحور ، و سالومي ، و غيرها ، مما يؤكد أصالة التفكير في مسألة النوع ، و تطورها الإبداعي في الحضارة البشرية ؛ فقد
كانت تعامة مثلا جزءا أساسيا من ديناميكية الحكي في ملحمة الأينوما إليش البابلية ، فهي قوة التناقض ، و الرعب في مواجهة الصيرورة السردية التي مثلها مردوخ .
و في الملحمة تراجع آنو عن قتالها قبل أن يقهرها مردوخ :
" فلما سمع آنو كلام أبيه / قام متلمسا طريقه إلى تعامة / و عندما اقترب منها ، و عرف كل ما تدبره / أدرك عجزه عن مجابهتها / و عاد من حيث أتى / مضى في رعب إلى أبيه إنشار / و لفظ أمامه ما تمتمه في سره لما رأى تعامة / إن ذراعاي لا تكفيان لإخضاعها ... / ثم نهض إنشار .. يفضي بما تجيش به نفسه للآنا نوكي / إن من سينتقم لنا هو صاحب العزم المتين الجريء في ساحة الوغى / إنه مردوخ الشجاع " ( راجع / هذا الجزء من الملحمة – ترجمة فراس السواح في كتابه مغامرة العقل الأولى – دار علاء الدين بدمشق 1996 ص 94 ) .
و يرى السواح أن الملحمة تمثل سكونية المجتمع الأمومي ، في مقابل التغيرات السريعة المميزة للثقافة الذكورية الطالعة .
و يؤكد هذا المنظور أن محتوى النقوش القديمة كان يشير دائما إلى قوة سرية ، و سحرية في الطوطم ، أو الأب ، أو الرسوم الرمزية للأم ، و من ثم فالقداسة الممزوجة بالصراع ، و الحرب ، ارتبطت على نحو وثيق بالنوع ، و ما يحتويه من أسرار ، و إيحاءات ، و قد قدم فرويد تفصيلا للعلاقة العصابية مع الأب في كتابه الطوطم ، و التابو ، و لكن ما يهمنا هنا هو ما يشير إليه النوع في مثل هذه الملاحم ، و الأساطير ؛ فتعامة تمثل هيمنة القوة الأنثوية ، و ما يرتبط بها من أخيلة ، و قوى فيزيقية ، و مردوخ يجسد قداسة الأب ، و كمونها في اللاوعي ، و تواترها الحركي الحكائي دون أن يندمج المنظوران معا في بنية تتسم بالتوافق ، و انطلاقا من هذه النقطة أعتقد أن ثمة قضايا عديدة تتصل بالنوع يمكن مناقشتها على نحو تداخلي بين العلم ، و الثقافة ، و الكتابة الأدبية ، و الفلسفة معا ؛ هذه القضايا وجدت في الملحمة البابلية ، و غيرها ؛ منها :
1 - الاختلاف بين الذكر ، و الأنثى ، في التوجه ، و نوع القوة ، و الارتكاز على ما يدعم هذا الاختلاف ، و من ثم إحداث الصراع ؛ لكي يتكون التابع من خلال الأصل ، و مازالت الدراسات النسائية الآن تبحث علاقة النوع بالهرمونات ، أو تأكيد المنظور النسوي في الكتابة ، و قراءة التاريخ ، أو تأثير الاختلاف في التكامل البشري ؛ أي أن قضية الاختلاف مازالت موضع نظر في أبحاث النوع ، و من خلالها تطورت دراسات المرأة إلى ما بعد الاختلاف ، و لكن من خلاله ؛ فالتداخل المعاصر في الإشارات الأنثوية نبع من تجاوز الخصوصية من داخلها .
2 – الآخرية : جسدت الملحمة آخرية تعامة ، أو مردوخ من خلال وصف كل منهما ؛ فشجاعة مردوخ تستدعي إخضاع تعامة ، و قوة الأنوثة السرية فيها تطرد آنو ؛ فالآخرية جزء أساسي من قراءة النوع ، و سنجد أصداء هذه الآخرية بقوة في كتابات سيمون دي بوفوار ، و لكنها هنا تشير إلى انفصال عبثي كامل يحكم علاقات النوع ؛ لأن الملحمة بصدد وصف القوة و النزوع إلى الهيمنة خلافا لأساطير الخصوبة التي تناقش فكرة الآخر من خلال الغياب ، و العودة ، و انتصار الحياة على الموت في الربيع ، و أرى أن غموض هذا الآخر عقب غيابه يعزز من المغايرة في سياق الخصوبة نفسه الذي يقوم بدرجة كبيرة على الاستدعاء ، أو الاندماج بسر الأنوثة الممثل لكل علامات الآخرية فيها ابتداء .
3 - كلية النوع : تطرح هذه الملحمة ، و غيرها نوعا من امتصاص الآخر ضمن بنية النوع ، و من ثم فرض الهيمنة انطلاقا من الذوبان الكامل في الأنوثة ، أو الأبوية ، أو البقاء كجزء منها ، و مازالت الأبحاث الجنسية الآن تناقش لحظات الرعب المبنية على الاغتصاب عند سوزان براونميلر مثلا ، و يبدو أنه لم تكن هناك فرصة لقبول الاختلاف في البداية ، التي ارتبطت بتنازع قوى الطبيعة انطلاقا من النوع ، و رغم تعدد الكتابات النسائية ، و تطور النظر إلى الآخر ، فإن محاولات دمج الآخر في منظومة شمولية للنوع تتجلى في أحداث جزئية كثيرة ، و تتصل على نحو وثيق بالماضي .
4 – العنف ، و نزعة التعارض : ثمة تعارض أساسي في الملحمة يمثل لحظة ما قبل الصراع ، و الانفجار ؛ هذا التعارض يدل على التعدد الأساسي في البنية ، في مستويات عديدة ؛ في الأرض ، و النوع ، و الفن ، و الكتابة ، و الدراسات النسائية نفسها التي تقوم على مسارات متعارضة أحيانا في علاقتها بالرجل ، أو دوال الأنوثة ، و يمكننا استغلال هذه الشيزوفرينيا الأسطورية ، أو الطبيعية في تفكيك النزعة الشمولية التي ارتبطت بصراعات النوع الأولى ، و الحالية ؛ فقد بدأ النوع ، و انتهى في هذه التعددية التي لا تقبل حالة التوافق الكامل ، أو الحل الواحد لقضايا الأنوثة .
و يمكننا قراءة السيرينات في الأوديسا وفق تناقضات الإغواء ، و التوحد ، و الرغبة الدفينة في امتصاص الآخر / أوديسيوس و رجاله بوصفهم آخر العنصر الطبيعي الأنثوي في التراث اليوناني .
و إن قيود أوديسيوس التي صنعها تدل على أصالة الانجذاب ، و الهروب معا في العلاقة مع المؤنث المتعالي ، و كذلك الشمع الذي وضعه في آذان بعض رجاله يعزز من لا منطقية القوة السحرية لصوت السيرينات النسائي ، إن التكامل هنا يقع في شبكة معقدة من الاختلاف ، و التناقض الأصلى الذي صاحب الوعي البشري في وصفه للنوع .
و إن تعدد صور حتحور في التراث المصري القديم ، يؤكد عملية الانتشار في الدال الأنثوي ، و عدم خضوعه لبنية وظيفية مستقرة ، و محددة ؛ فقد ذكر معجم الحضارة المصرية بعضها مثل الصورة الكونية ممثلة في البقرة ، و المرأة الشابة التي تمثل المرح ، أو الأمومة مثل إيزيس ، و حارسة جبل الموتى ( راجع – جورج بوزنر و آخرون / معجم الحضارة المصرية / ترجمة أمين سلامة / هيئة الكتاب المصرية سنة 2001 ص 130 ) .
إن حتحور هي الانتشار الأول في دال الأنوثة ؛ فهي تعيد قراء الأمومة في صورة إيزيس ، بينما تتحد بعوالم الغياب ، و المرح ، و الرقص معا ، و رغم مقاومتها للسياق المفهومي الواحد ، فإنها تحتفظ بالقوة السرية للتناقض ، و تتماس هذه القوة مع الكتابات النسائية الحديثة التي تستخدم عناصر الخصوصية النسائية ، و الجسد في كتابة مجازية مختلطة ، مثل هيلين سيكسو ، و غيرها .
و من أهم الكتب التي تناولت إشكاليات النوع في الثقافة المعاصرة ؛ كتاب The Gender Reader أو قارئ النوع ، و هو مجموعة من المقالات حول تأثير النوع في كتابة المرأة ، و وضعها في المجتمع ، من تحرير إيفيلين أشتون ، و جونز جاري ، و أ . أولسون ، و قد صدر بالعربية بعنوان ( النوع ، الذكر و الأنثى بين التميز ، و الاختلاف ) ترجمة محمد قدري عمارة – عن هيئة الكتاب المصرية ، و قد تنوعت فيه المقالات ، و الأفكار بين الاختلافات الثقافية ، و البيولوجية ، و تأكيد الخصوصية الأنثوية ، و العلاقة بين الحرية ، و النوع ، و الفاعلية الإبداعية .
تتناول فرجينيا آدمز تأثير الهرمونات على كل من الذكر ، و الأنثى ، و من ثم تحلل السلوك الثقافي السلبي أحيانا للمرأة انطلاقا من البيولوجي ، و ترى أن الذات يمكن أن تكون نشطة في الرجال ، و النساء ، و لكن السلبية تناسب النساء في الحب ، و هي دفء ، و استحياء ، و ليست بلادة . أما الذكور فيميلون للعدوان ، فالهرمون الأنثوي إستروجين يثبط العدوان في كل من الذكر ، و الأنثى .
لم يعد الاختلاف البيولوجي إذا مطلقا ، و لكنه يظل معلقا ، و جزئيا ؛ فنحن هنا أمام نطاقين من العلاقة بين الرجل ، و المرأة ؛ الأول يرتبط بالاختلاف الجزئي الطبيعي ، و الآخر بالتداخل ، في الفاعلية الثقافية ، و الحضارية ، و الإبداعية ، و قد مثلت الباحثة لهذا التداخل بالحمل ، و الولادة بوصفهما مجالا إبداعيا ، يختلف عن إبداع الرجل الذي يحاكيه أحيانا ؛ فقد أخذ زيوس ديونسيوس من بطن سيميل ثم خاطه بفخذه ليكتمل نموه .
إن الحركة الإبداعية الكامنة في أخيلة الأسطورة تندمج هنا على نحو وثيق بنتائج البيولوجي ؛ فالعلامات ذات الخصوصية النسائية صارت جزءا من تاريخ الإبداع البشري ، و تجردت في الوعي الجمعي من دلالاتها الجزئية ، فاختلطت بإبداع الرجل ، و الصيرورة الكونية للحياة في الجنس البشري معا .
أما سوزان براونميلر فتدرس علاقة العاطفة ، بطبيعة المرأة ؛ فهي تتحكم في البكاء ، و الحب بدرجة أقل من الرجل ، كما تكبت مشاعر الغضب ، و الانتصار في اللعب ، و الصراع ؛ كرفع الذراع مثلا ، ثم تؤكد بعض الدراسات النسائية التي رصدت القلب كرمز للضعف ، و الحب ، و العاطفة في القلادة ، و النظارة ، و كذلك فيما يتعلق بإشارات الزهور .
إن دراسة براونميلر تعيد بحث الخصوصية من خلال العاطفة ، و علاماتها التي تؤكد الجانب الذاتي السلبي ، و لكنها تتجاوز الإطار البيولوجي من داخله ؛ فالعاطفة التي تولدت من النوع أصبحت علامة أكثر اتساعا ، و تجريدا للسلبية بوصفها شعورا سلميا يتحدى الثورة ، و الصراع .
إن بروز الوردة ، و القلب في الزينة النسائية وفقا لهذا المنظور يناهض العدوان في أقصى صوره ، كمدلول أنثوي طائر مجرد ، و ليس مجرد سلبية عضوية ، و في هذا المستوى نستطيع رصد التعقيد الكامن في مسألة السلبية ، فقد اختلطت في الأسطورة بقوة أنثوية غامضة ، كما تتداخل مع المستوى الإنساني العام المضاد لأفكار السيطرة ، و إن بروز القلب كإشارة ثقافية على صدر المرأة ، و وجهها يعلن عن إيجابية مستترة قديمة ، و غير واعية في هذه السلبية العاطفية المميزة لها .
و يعد بحث ( دفاعا عن حقوق المرأة ) لماري ولستونكرافت أكثر تجريدا من زاوية الحرية في اختيار الهوية الفردية ، و الدور الثقافي ، أو الإبداعي للمرأة ؛ فالثورة النسوية لديها تقوم على انشغال النساء بإعادة تكوين أنفسهن ، و من ثم المساهمة في تشكيل العالم ، و الخروج من أسر العواطف المصطنعة ، و ذوبان الفروق النوعية .
يسير هذا البحث – إذا – في اتجاه التشكيل المبدع للأنا دون حدود واضحة للنوع ، و أرى أن السلطة التي ترفضها الباحثة ليست الإشارات الدالة على خصوصية المرأة ، و لكنها المسار المتوقع التقليدي لهذه الخصوصية ، فلا ينبغي أن تتحول أفكار النوع إلى سلطة ، و من ثم فهي تعزز من الاختيار كملمح إنساني مبدع ؛ و بهذا الصدد يرى جان بول سارتر أنه إذا كان الوجود سابقا على الماهية ، و إذا كنا سنشكل الصورة التي سنكون عليها أثناء عملية وجودنا ، فستكون هذه الصورة الجديدة واقع كل الناس المحيطين بنا ، و العصر بأكمله ( راجع – سارتر / الوجودية مذهب إنساني / ترجمة عبد المنعم الحفني / مطبعة الدار المصرية ص 17 ) .
هكذا تذوب خصوصية المرأة في الإبداع الفريد للوجود ، مما يعزز الحرية ، و التنوع لا السلطة ، و الشمولية في قراءة التاريخ ، و الفكر الإنساني ، و إن كان النوع هنا موضع اعتبار ؛ نظرا لأن حالاته قيد التشكل ، و ترتبط أيضا بحقوق المرأة .
و تبحث سيمون دي بوفوار قضايا الآخرية فلسفيا ، و ثقافيا في الوعي البشري ، و علاقتها بالنوع في مقالها ( المرأة باعتبارها الآخر ) ، و تصير هذه القضية أكثر تركيبا ، و تعقيدا من وجهة نظرها في حالة المرأة ؛ لأنها ترتبط بضرورة عضوية ، كما تسعد المرأة أحيانا بهذا الوصف ، و لكن سيمون دي بوفوار تناقش قهر فكرة الآخر للأنا / أو الفرد الواحد ، و حريته ؛ إذ يتحدد بوصفه الآخر من خلال واحدية الواحد الذي يفرض عليه هذا الإقصاء ، و من ثم يظل الضعيف تابعا للأقوى ؛ مثل إدخال العبيد إلى أمريكا ، و انتصار الليبرالية ، و انحطاط الزنوج عند العنصريين ، و غيرها ، كما تسترجع ذكرى السمات المشتركة في الدين و الحضارة بين الرجل ، و المرأة قبل حلول الآخرية ، و التبعية .
إن الآخر عند سيمون دي بوفوار يتشكل في لحظة عبثية ، متناقضة ، و هي عبثية لأنها تنطوي على انفصال رئيسي بين الأنا ، و الآخر ، كما تدل على تهمة تسبق وجود المتهم بوصفه آخر ، و تسلبه الحرية ، و الاختيار ، و هي كذلك متناقضة ؛ لأنها تبغي الحفاظ على الأصل ، و في الوقت نفسه تنتج الآخر بوصفه بنية مضادة تعمل على تقويض الأصل دائما .
إن مناهضة الأصل الذي يفترض الهامش من أهم سمات الدراسات الثقافية الآن ، و من ثم فبحث سيمون دي بوفوار فيه دعوة خفية لذوبان الأنا ، و الآخر في ذكريات اللاوعي التي تفترض فيها حالة التداخل ، و السلام ، و لكن هذه الحالة – فيما أرى – ارتبطت بلحظات جزئية في الحضارة الإنسانية ، و لكن يمكننا أن نستشرفها في المستقبل ، مثلما فعل إيهاب حسن في تناوله للتداخل بين المحلى ، و العالمي ، في بحثه عن تجاوز ما بعد الحداثية .
و في مقالها ( وظائف النساء ) ترتكز فرجينيا وولف على تأسيس فكرة الاستقلالية ، على مستوى الكسب ، و المكان ، و هو الغرفة الخاصة ؛ لإنجاز التحقق الإبداعي للمرأة ، و ترمز للسلطة الخارجية ، في ولوجها للأنا الأعلى للأنثى بملاك المنزل ؛ و هو الرقيب الداخلى على الإبداع .
إن فرجينيا وولف تحارب سلطة انتقلت إلى مجال الأطياف القوية التي تتسلط على المرأة المبدعة انطلاقا من الدور التقليدي الذي حددته لها الثقافة السائدة ، و من ثم فالصراع هنا يستبدل الخصوصية الكلية ، بالخصوصية الأخرى الفريدة ، و هي دائما قيد التكوين مثل مدلول المرأة نفسه .
و في دراستها ( الاغتصاب ) تناولت دايان جونسون المدلول الإنساني للفكرة ، و بخاصة في أفكار سوزان براونميلر ، و يبدو الاغتصاب هنا كاستسلام لقانون طبيعي ، حيث يتشابه العدوان على نساء القبائل المهزومة في بنجلاديش ، مع نساء الهنود الحمر ، أو الرجال في السجون ، ثم تربط بين الجنس ، و العقاب ، و استسلام الأنثي مثل انتحار آنا كارينينا في رواية تولستوي .
إن العقاب يكمن في فعل الاغتصاب ، فهو يستعين فعل الهيمنة ، و ذوبان النوع في الأصل / المتسلط مرة أخرى ، و كأن شخصية آنا كارينينا تستعيد أطياف تعامة ، و مردوخ ، و السيرينات ، و الميدوزا مرة أخرى في قلب المجتمع المعاصر ، حيث يظل النوع معلقا مرة أخرى بين الصراع ، و التحقق الإبداعي الفريد لحالاته الجزئية .



#محمد_سمير_عبد_السلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجدد الحياة في صمت النهايات .. قراءة في مواسم للحنين ل محمد ...
- صراع ضد الحتميات السائدة .. قراءة في نقطة النور ل بهاء طاهر
- دراسة الهوية الثقافية تتميز بالتعقيد ، و التداخل
- وهج البدايات النصية .. قراءة في حجر يطفو على الماء ل رفعت سل ...
- انطباعات حسية تقاوم العدم .. قراءة في نصوص منى وفيق
- الصوت في نشوء متكرر .. قراءة في إلى النهار الماضي ل .. رفعت ...
- مرح الغياب .. قراءة في كزهر اللوز أو أبعد ل .. محمود درويش
- السينما .. فن الأشباح
- الأخيلة المجردة للجسد .. قراءة في الطريق إلى روما ل شريفة ال ...
- عن الفوتوغرافيا
- الرغبة في تخييل العالم .. قراءة في قارورة صمغ ل فاطمة ناعوت
- القوة الخلاقة للرعب و التمرد في كتابة هنري ميلر
- سحر توفيق تستعيد الرجل بلغة أنثوية
- هارولد بلوم .. و إعادة إنتاج الأثر الشعري
- تجدد الثقافة الشعبية
- تعدد الدلالات و الأصوات .. قراءة في اخلص لبحرك لمسعود شومان
- السياق الجمالي للعقاب .. قراءة في أقلب الإسكندرية على أجنابه ...
- الآلية .. و العمل الإبداعي
- إعادة اكتشاف روح الأشياء .. قراءة في بريق لا يحتمل لسمر نور
- الصيرورة الإبداعية للزمن .. قراءة في فوق الحياة قليلا ل .. س ...


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد سمير عبد السلام - الانتشار الإبداعي ، و التناقض في قضايا النوع