محمود القبطان
الحوار المتمدن-العدد: 2549 - 2009 / 2 / 6 - 09:42
المحور:
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
جرت الانتخابات بهدوء وبتواجد لقوى ألأمن والجيش المكثف جداً مما طمأن المواطن للذهاب إلى مراكز الانتخابات ليدلي بصوته لنخبة جديدة التي من المفترض أن تؤدي خدمات جليلة كل لمحافظتها وقدرتها التي كتبت عنها وروجت لها.سوف تطل مجالس جديدة بتشكيلة جديدة في كل محافظة حيث تراجع البعض وتقدم الآخر لأخذ مقعده في المجلس القادم.قد يكون معارضا منذ البدأ أو متحالفا مع الآخر لأبعاد ألأول.كل هذا جرى والنتائج الأخيرة لم تعلن لكن هناك تكهنات عن النسب التي حصل عليها البعض القوي بدعايته وامكاناته المادية الغير المحدودة ,والبعض دفع الأوراق الخضراء الأمريكية,وتبين إنها مزورة,هكذا تقول بعض الأخبار التي تقرأ من بعض الصفحات اليومية وعلى الانترنيت.
النتائج التي جاءت للحزب الشيوعي وحلفائه في مدنيون أو تحالفات أخرى لم تصل إلى المستوى المتوقع والمرجى,وقد يعود ذلك لأسباب عديدة وأهما هو تشتت القوى الديمقراطية واليسارية وإضافة إلى ضعف ألإمكانيات المادية والإعلامية,مما جعل رفاق الحزب الشيوعي وأصدقائهم ينتشرون في الشوارع لتوزيع دعاياتهم ,وفي بعض ألاماكن منعوا حيث كانت محجوزة لقوى محددة ,وكما حدث في منطقة الفضل في بغداد ,على سبيل المثال وليس الحصر.
كيف كانت الدعاية الانتخابية,في بغداد؟وكما رايتها كانت من قبل الحزب الشيوعي هي أكثر ما كانت من قبل حلافائه,حيث كل ما تشاهد من لافتة أو ملصق إلا وكان مذيل باسم الحزب الشيوعي منظمة كذا,ولم أشاهد غير لافتة واحدة لحركة الاشتراكية في حي الإعلام وأخرى فوق مقر الحزب الوطني الديمقراطي في الصالحية.هذا لا يعني إن جماهير هذان الطرفان لم يؤدوا عملهم لكنه كان غير ملموس بشكل كبير ولا مؤثر.إضافة إلى إن كل هذه الإطراف تفتقر إلى المال والفضائية التي عملت عملها التثقيفي للآخرين من خلال البرامج الدعائية التي لم تتوقف خلال شهر بالكمال والتمام .إن المال الذي يستطيع أن يقدم الكثير وقع على أكتاف المنظمات الصغيرة للحزب في العراق,وبالرغم من حملات التبرع إلا إنها لم تصل إلى المستوى المطلوب لإحداث تغيير مؤثر في الدعاية الانتخابية.عبر أحد الأصدقاء علمت أن خلية من سبعة رفاق تبرعها أو اشتراكها الشهري هو 25 ألف دينار,أي ما يعادل 22 دولار.هذه لا تكفي للتنقل من منطقة إلى أخرى لضرورات حزبية,فما بالك برفد الحزب بمال لدعمه في حملته الانتخابية.هل يستطيع رفاق وأصدقاء الحزب من رفده بدعم ومستمر أو على الأقل لحين بدأ الدعاية الانتخابية القادمة لانتخابات البرلمان؟نعم وألف نعم,وهنا أخص الرفاق والأصدقاء في الخارج حصرياً, إذا أراد هؤلاء الوصول إلى نتائج أفضل مما وصلها الحزب ألان.افتراضا إن كل رفيق وصديق يضع 50 دولارا أو أكثر, وكل حسب مقدرته ,جانبا فيكون هذا المبلغ كبيرا بعد 10 اشهر ومن الآلاف من الأصدقاء والأعضاء سوف يكون المبلغ كبير جدا وسوف يكون عونا للدعاية القادمة.
من يقوم بالعمل الدعائي في الانتخابات القادمة؟أعضاء وأصدقاء وأنصار الحزب.لكن أين هؤلاء
هل يصر أعضاء الحزب المتواجدون في الخارج على التفرج والبقاء في الخارج؟ماذا عساهم أن يقدموا للحزب من الخارج؟في حديث لي مع قيادي في اللجنة المركزية,جوابا لهذا السؤال :أن يرجع رفاق الحزب إلى الداخل,ولم يتفق معي,لان العمل ألان في الداخل وليس في الخارج وحيث تأثيره قليل جدا.أنظر إلى الأحزاب الدينية وأعضاءها, فهي رجعت بمجموعات كبيرة مما جعل تأثيرها على المستوى المحلي كبيرا جدا,وكانت له ردود أفعال ايجابية للتفاعل مع الجماهير.قال هذا الرفيق أن هذا غير ممكن.أنا أقول كل من خرج من العراق له بيت عند أهله ان لم يكن مستقلا وقتها في بيته الخاص.فلماذا التحجج بعدم وجود بيت ,كإحدى الحجج.وهل كل عراقي عنده بيت الآن؟نعم ليس من السهل ان يترك الشخص كل ما عنده من تسهيلات ومرة واحدة,لكن ليس من الصعب أن يبنى المستقبل إذا كان هناك هدف من الرجوع.قرأت قبل أيام قليلة ان احد الإخوة من الأنصار الشيوعيين يعلن عن إقامة مهرجان ومؤتمر للأنصار في العراق في الصيف القادم,وقد قرأت أيضا بعد مهرجان مالمو في السويد عن النية في إقامة المهرجان القادم في العراق,لكن ماهو القصد من إقامة هكذا مهرجان ومؤتمرات في الداخل والرفاق يقطنون دول بعيدة عن العراق.يمكن للمهرجان أن يعرف بنضال الأنصار وعن أعمالهم وبطولاتهم وهم أهلا لها,وبعد المهرجان تسدل الستارة وينتهي كل شيء,لكن الجماهير سوف تبقى تتذكر بطولاتهم فيما إذا بقت هذه الطلائع في داخل الوطن,لكن ما أثار استغرابي هو المطالبة باستحقاقاتهم أسوة ببقية مناضلي الأحزاب السياسية والدينية,كما كتب السيد حاكم كريم عطية في الحوار في 2 شباط.الكل يعرف أن الأنصار الشيوعيين يتقاضون 250 دولار من حكومة كردستان تكريما لنضالهم في مقارعة النظام السابق,ولكن أليس من الأجدر بهم ان يذهبوا إلى العراق والعمل والبقاء هناك ومن ثم المطالبة بمستحقاتهم التي يستحقونها فعلا ,أسوة بالآخرين,وهم يستحقونها وليست منة؟ أنا اعتقد وللمرة الثانية ان الوقت لم يتأخر بعد للوصول إلى نتائج أفضل لانتخابات البرلمان القادمة إذا حزم الرفاق أمرهم واختاروا العمل الأكثر جدية من خلال الرجوع للوطن أو على الأقل الرجوع لفترة الدعاية الانتخابية في اضعف الأيمان وكل يعمل في منطقته,ولإعطاء زخم اكبر للعملية الدعائية.
خلال أكثر من شهر كتب الإخوة في الحوار الشيء الكثير والمفيد في الدعاية الانتخابية دعما لمواقف الحزب ولكن مواقف البعض كانت بالمرصاد لها حيث كانت تهدد "لولا الحملة الانتخابية"..."وسوف انتظر لحين انتهاء الانتخابات لأفضح.." اعتقادا من سذاجة من كتب هذا ان القراء في حالة غفوة فلا يفهمون ما يريده من كتابة ضد الحزب,ويريد البعض فعل شيء من شخصه ليكون أكثر إثارة,وألا لماذا يكتب ويهدد بأنه سوف يفضح وووو.إذا كتب كل هذا وهو لم يفضح وفما بقى له أن يفضح؟
ان التشضي والتشتت لقوى اليسار العراقي له الأثر السلبي والكبير فيما تظهر من نتائج لهذا الانتخابات ,وسوف لن يستطيعوا لوم قيادة الحزب لذلك وإنما الأولى بهم ,كل من كتب سلبا ضد توجهات الحزب,أن يلوموا أنفسهم أولا ,ومن ثم مراجعة أنفسهم وكتاباتهم وما وصلوا إليه من ضياع,وبالمناسبة فهم لم يستطيعوا أن يقدموا أفضل مما قدم الآخرون لهذه الانتخابات.فما هو سبب تواجدهم وانتقاداتهم المستمرة ؟ماذا قدموا غير الانتقادات وهم يعتقدون إنهم يتكلمون باسم جماهير ورائهم.ومعظم هذه الجماعات هي كتل صغيرة لا تقدم ولا تأخر لوحدها ولكن مازالت أنانيتهم متصدرة كل طروحاتهم,وكل ما يكتبون يصب في زيادة الفرقة بين القوى الديمقراطية واليسارية.هل من الممكن أن يراجعوا مواقفهم قبل الانتخابات القادمة؟
#محمود_القبطان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟