أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - ضيف بيده سيف














المزيد.....

ضيف بيده سيف


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2549 - 2009 / 2 / 6 - 09:42
المحور: كتابات ساخرة
    


للضيف في اللغة العربية له طابع خاص وطقوس خاصة , وهنالك نوادر كثيرة عن الضيوف في الأدب العربي , ولكن ضيفنا الذي هداه الله جاء إلينا لكي يُطلعنا على مواهبه في التحريم والتحليل .
وكانت العربُ قديما لا تسألُ الضيف عن حاجته قبل مضي ثلاثة أيام على حلوله بينهم , نظرا لبعد المشقة والسفر , ولم يكن الضيف يأتي وبيده سيف من حديد أو فولاذ أو خشب , وهو تعبير مجازي عن عدم تدخله بشؤون المستضيفين .
ولكن ضيفنا هو الذي سألنا وطلب منا أن نغلق التلفزيون , ونزيل الصور والرسومات ..ونعيد كل شيء كما لو لم يكن هنالك شيء, وكذلك تدخل في التربية الحديثة للأولاد وطلب منهم مغادرة غرفة الضيوف العربية الكبيرة التي إستقبلته بها .
ولقد كانت الطرق والمواصلات بعيدة جدا ولربما يأتي الضيف على حصان أو جمل من مناطق بعيدة أو سيرا على الأقدام , لذلك كان يصلُ مُتعبا جدا جدا من طول السفر وقلة الزاد, لذلك كانت العربُ تسمح له بالراحة حتى يستعيد عافيته .
ولكن ضيفنا الخفيف الظل الذي زارنا هذه الليلة , كان يركب سيارته عرضها أكثر من عرض الشارع الذي إصطفت به .

جاء بسيارة فيها تدفئة مركزية , لذلك كان مرتاحا جدا مما سمح له بإلقاء الخطابات الدينية فبدأ جلسته بقوله : الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله , وبعدها عدد الفروض , ونشر في أرجاء المضافة قائمة جديدة بالمحللات وبالمحرمات التي يجبُ عليّ أن ألتزم بها طبعا أنا كاد أن ينفذ صبري , لولا أن جدي كان شيخ عرب , فحفظتُ مكانته , وعاملته بطيبة وصبر .


وفي هذه الليلةالتي جاءنا بها طارق ُُ كما تقولُ العربُ , كانت ليلة ظريفة الشكل ... والطارقُ هو الزائر الذي يأتي ليلا , أو في منتصف الليل , وعلى كل حال كان الوقت الذي داهمنا به وكأنه في منتصف الليل .
وحين فتحت زوجتي له الباب وسألها عن أمي لم تكن زوجتي تعرفُ من هو؟ لأنها منذ أن دخلت عش الزوجية لم يأت إلينا , ولكنني حين خرجتُ أنا ونظرتُ في وجهه عرفته بكل ملامحه .
- أهلا أهلا أهلا ..أهلا وسهلا ..تفضل .
- لالا شكرا بس بدي (عمتي) تفضل موجوده بس هي في الدور الثاني عند دار أخوي, تفضل هسع بناديها .
وحين دخل المنزل هو ووالده ....جلسنا جلسة عائلية وحضرت أمي والدموع كادت أن تسقط من خدها كما تتساقط حبات المطر والؤلؤ.
وأنا طبعا كادت عينايا أن تنهمر بالدموع , لإحساسي بمشاعر أمي .
ومنذ أن جلسنا والضيف وإبنه ينظران يمنة ويسارا في أرجاء منزلنا , صور المسيح وهي خاصتي أنا ولوحة العشاء الأخير ولوحة آكلي البطاطا ..إلخ وشعرتُ أن الشاب الصغير يريد أن يسأل سوآلا : فقلت له شو مالك ؟
- شو هاي الصور ؟
- هاي: صور فنية وعندي أيضا في الغرف المجاورة أيضا مثلها لكبار الفنانين العالميين .
ولكنه قاطعني قبل أن أنهي كلامي بقوله:
- بلا فن يا خالي بلا زفت , هذا كله حرام في حرام .
وعندها إلتفت لي والده وهو يبتسم ويقول :
-أبني ما شاء الله ...كل أوقاته في المسجد ويوميا يقيم الصلاة , وكلشي عنده حرام , الحمد لله , إبني ما شاء الله لا يسمع لا موسيقا ولا أغاني ..ولا تلفزيون غير بعض المحطات الإسلامية فقط لا غير , الحمد لله أنا مبسوط منّه جدا وإنشاء الله يا خالي الله يهديك مثله .
- أنا يا خالي ؟ لالالا عنجد حرام عليك ! أنا شو ساويت في زماني .
وقاطعني حضرت الزائر المحترم بقوله :
- لو سمحت إطفي التلفزيون أو حطلنا على قناة كلها قرآن , في عندك محطات دينيه ؟ ...حطلنا عليها .
- لالالا إسمحلي لحد هون ...بس إتروح على داركوا حط وين ما بدك أما هذي داري .
عندها غمزتني أمي بعينها , ولأول مرة أعرفُ بها أن (أُمي) فنانة غمز ولمز ,ههههه وفهمتُ عليها وإختصرت الموضوع وحاولت أن أغير الموضوع فأقفلتُ التلفزيون وعدت ُ للحديث مع الضيف الثقيل الظل .





#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفساد الثقافي2
- ما هي وظيفة المخابرات في بعض الدول العربية ؟
- ما معنى أن تكون مثقفا أو مُثقفة ؟
- حين يصبح الأب أُما
- من هو المثقفُ؟
- أسطورة العشائرالممتدة الأردنية
- نشرة جوية يقدمها لكم : جهاد العلاونه
- وجه الشبه بين زوجتي والحكومة الأردنية 1
- 2600طريقة عربية للقمع والكراهية
- هزالة المتعلمين العرب وغير المتعلمين
- إمبراطورية الأميين
- قال يسار عربي قال!!!
- الحضارة هي القتل3
- الحضارة هي القتل 1
- نهاية الحضارة الإسلامية
- لماذا يشتمونني؟
- لماذا يريدون إبادة جمهورية إسرائيل ؟
- من ينظمُ المظاهرات في العواصم العربية ؟
- لماذا يخرج المواطن العربي للمظاهرات ؟
- تساؤلات حول السيرة النبوية


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - ضيف بيده سيف