أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - الشعب الفلسطيني لا يُقاد إلا تحت راية الوطنية الفلسطينية















المزيد.....

الشعب الفلسطيني لا يُقاد إلا تحت راية الوطنية الفلسطينية


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 2547 - 2009 / 2 / 4 - 08:18
المحور: القضية الفلسطينية
    


عندما تغيب الرؤية الشمولية والتفكير الاستراتيجي للحدث، نختلط المفاهيم وتتباين المواقف وتتعدد الاستخلاصات، انتزاع الحدث من سياقه التاريخي والموضوعي وتجريده من أبعاد المشهد السياسي بكليته يؤسس أيضا لتحليل جزئي يؤدي لحالة من اللُبس في مفاهيم النصر والهزيمة وفي التشخيص الدقيق لمعسكر الأصدقاء ومعسكر الأعداء ،وفي تحديد المسؤولية عما جرى. ،هذا ما يجري مع القضية الفلسطينية والتي كانت تسمى الصراع العربي الإسرائيلي ثم تحولت لصراع فلسطيني إسرائيلي واليوم إلي الصراع الإسرائيلي مع غزة أو مشكلة غزة أو معركة فتح معبر رفح .. المجزرة الصهيونية كشفت كثيرا من المواقف والتوجهات الخفية وطرحت كثيرا من الأسئلة التي لا يجوز المرور عليها مرور الكرام بل يجب أن تناقش بعيدا عن الانفعالات والعواطف لأنها تؤشر على معادلة جديدة للصراع في المنطقة تُخرج القضية الوطنية الفلسطينية من سياقها الحقيقي لترمي بها في أحضان دول الجوار أو في معادلات دولية وإقليمية وكل ذلك لتخفيف العبء عن العدو الصهيوني.المتتبع والقارئ الجيد إن ربط بين الأمور والأحداث سيلمس أن مخططا يتم تنفيذه ويهدف لتدمير منظمة التحرير الفلسطينية وهو ما يؤدي بالتالي لتدمير المشروع الوطني الفلسطيني ،مشروع التحرر الوطني والثقافة والهوية والدولة الوطنية.

لا شك أن منظمة التحرير تعيش حالة صعبة نتيجة تجاهلها والمؤامرات المتواصلة عليها ليس فقط من جانب إسرائيل بل أيضا من أطراف يُفترض أنها تنتمي لمنظمة التحرير نقسها وبعض من نَّصبوا أنفسهم ناطقين باسم المنظمة وباسم الشعب الفلسطيني،إلا أن كل هذه المحاولات فشلت في إنهاء المنظمة لان المنظمة غير مرتبطة بشخص أو حزب بل هي تعبير عن الكينونة السياسية الوطنية الفلسطينية، وقوتها في رمزيتها وفي ما أنجزت سياسيا وثقافيا على المستوى الوطني والدولي حيث حافظت على الهوية والثقافة الوطنية وعلى الشخصية الوطنية وحالت دون ذوبانها كما أنها نقلت فلسطين كقضية تحرر وطني إلى كل المحافل الدولية ودفعت المنتظم الدولي لإصدار عشرات القرارات التي تعترف للشعب الفلسطيني بحقه بتقرير مصيره الوطني وبالدولة والاستقلال.مع ذلك فإن حال المنظمة لا يرضى أي وطني غيور على الوطن وإصلاح المنظمة وتفعيلها بل وإعادة بنائها هو مطلب وطني ،فهي ليست ملكا لأحد بل إطارا يقوده كل من هو قادر على تحمل استحقاقات المرحلة النضالية،وهنا نذكر بحال المنظمة فبل 1968 عندما كانت تابعة للوصاية الرسمية العربية وكانت تمثيليتها للشعب مشكوك فيها،ولم تصبح ممثلا حقيقيا للشعب الفلسطيني إلا عندما سيطرت عليها حركة فتح وفصائل المقاومة الوطنية التي قادت العمل العسكري ضد إسرائيل،فتحررت المنظمة والشعب من الوصاية العربية.

إذا نذكر بهذه الحدث التاريخي فلنؤكد على أن من يريد التطلع لقيادة الشعب الفلسطيني لا يمكن له ذلك إلا تحت راية الوطنية الفلسطينية وبتحرر من أية وصاية خارجية مهما كانت ،فلا يمكن للشعب الفلسطيني بعد هذا التاريخ النضالي الطويل أن يعود مجددا تحت وصاية أنظمة وحركات وإن كانت تدعي أنها إسلامية.لو كانت دعوة خالد مشعل ضمن الإطار الوطني واستقلالية القرار الوطني وكانت تهدف لإعادة بناء المنظمة كمشروع وطني في إطار حوار للمصالحة الوطنية لوجد منا ومن كثير من الفلسطينيين تجاوبا ـولكن أن يعلن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس التي هي امتداد لجماعة الإخوان المسلمين قراره وهو في الدوحة وبالقرب من القاعدة الأمريكية وفي أجواء مصالحة واضحة ما بين الإخوان المسلمين وواشنطن وتوجه نحو تهدئة طويلة مع الاحتلال الصهيوني،فهذا معناه الانقلاب على منظمة التحرير وعلى المشروع والتاريخ الوطني وجر الشعب الفلسطيني لمتاهات لن تخدم إلا الكيان الصهيوني.
إن كانت الحالة المزرية لمنظمة التحرير وللسلطة ولحركة فتح بالإضافة لتهرب إسرائيل من استحقاقات التسوية،ساعد حركة حماس في انقلابها على المشروع الوطني إلا أن الفكرة والمخطط كانا متواجدين منذ تأسيس الحركة، فلم تتعاون الحركة مع المنظمة في إي مجال بل كانت تعمل كل ما فيه إساءة للمنظمة وللسلطة وللمشروع الوطني،و كل متابع للأحداث منذ أن قررت حركة حماس المشاركة بالانتخابات المحلية ثم التشريعية وبعد ذلك فوزها بهذه الانتخابات ،سيلمس أن قيادة الحركة في الخارج كانت تسعى لتأسيس نظام سياسي جديد ومرجعية جديدة يقطعان مع المشروع الوطني ومع مجمل التاريخ النضالي الوطني ويرتبطان بمرجعية حركة حماس وأصولها أي بجماعة الإخوان المسلمين، ،وجاءت الأحداث الأخيرة المصاحبة للعدوان على قطاع غزة لتكشف ما خفي من الأمور.
ولأننا ما زلنا نفترض حسن النية والحس الوطني عند أبناء حماس في الداخل ونتمنى أن نكون تصريحات خالد مشعل ونهج حركة حماس بالخارج ما زال ضمن محاولات إنقاذ ما يمكن إنقاذه من القضية الفلسطينية حتى ضمن رؤى إسلامية،إلا أنه يجب لفت الانتباه إلى أن إسرائيل تعمل على توظيف حالة الانقسام السياسي الفلسطيني ووجود حركة حماس كامتداد لجماعة الإخوان المسلمين في السلطة بغزة لإظهار العدوان على غزة وكأنه معركة ضد الإسلام السياسي الذي يسعى لإقامة إمارة إسلامية في القطاع، ويبدو أن إسرائيل نجحت في تمرير هذا التصور من خلال الاتفاقية التي وقعتها مع واشنطن خلال زيارة وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيفي ليفني لواشنطن يوم 18 يناير،وهي اتفاقية أخذت بعدا إقليما ودوليا من خلال إشراك عدة دول لمنع تهريب الأسلحة لغزة كما يزعمون ومن هذه الدول ستكون دول عربية وإسلامية،الخطورة في تعريف إسرائيل للمواجهة في غزة وفي حالة الاستقطاب السياسي الخارجي والعربي هو حرف القضية عن سياقها الحقيقي كقضية وطنية لشعب خاضع للاحتلال في مواجهة محتليه لقضية صراع ذي أبعاد إقليمية ودولية يتقاطع مع الحملة الأمريكية والأوروبية ضد الإرهاب.هذا الانحراف في طبيعة الصراع يؤسس لتكريس حالة الانقسام الفلسطيني ،حيث المعادلة الجديدة أن يتم الاعتراف السياسي بحركة حماس وبحكومة تقودها ولكن في حدود قطاع غزة فقط بعد أن تُمنح كافة الضمانات الأمنية لإسرائيل ومصر بـألا تشكل عزة تهديدا للأم القومي لكلاهما.
بالعودة لتصريحات السيد خالد مشعل فهذه التصريحات كما قلنا غير منفصلة عما سبقها من أحداث حيث نلاحظ حتى قبل أن تتوقف المعارك تسرع البعض بالحديث عن النصر المؤزر ويبدو أن تضخيم الحديث عن النصر عند القيادة السياسية لحركة حماس وخصوصا في الخارج كان مقصودا لتبرير خطوة كان يُعد لها مسبقا وهي ما صرح به السيد خالد مشعل من تشكيل قيادة جديدة للشعب الفلسطيني،ويبدو أن خطاب النصر وخطاب التبشير بقيادة جديدة تؤسَس على هذا النصر،كان معدا مسبقا قبل أن ينقشع غبار المعارك بل ربما قبل أن يبدأ العدوان الذي كانت قيادة حماس تعرف انه آت ،تضخيم خطاب النصر كان الهدف منه القول بأن من حقق هذا النصر العظيم –حركة حماس- من حقه أن يقود الشعب الفلسطيني،بالرغم ان الفرق بين هذا العدوان الأخير وما سبقه هو كثرة عدد الضحايا وحجم الدمار . إن كنا لا نبكي على منظمة تحرير مشلولة فإننا نخشى من إطار سياسي جديد بغير هوية وثقافة وطنية ويُدخل قضيتنا الوطنية في متاهات مشاريع مغامرة وصراعات مفتوحة. تشكيل قيادة فلسطينية جديدة بديل عن منظمة التحرير أو تكون بجانبها يعني تعميم الصراع والفتنة من الداخل إلى الخارج وفي المحافل الدولية،وعندما تُشكل القيادة الجديدة في أحضان جماعة الإخوان المسلمين التي يسعى وكلاء عرب للسياسة الأمريكية والأوروبية لتوظيفها لمواجهة ما ينعتونه بالإسلام السياسي المتطرف فهذا معناه نهاية القضية الفلسطينية كقضية تحرر وطني ووضعها على تخوم المجهول.
ما كنا نرغب بالدخول في هذا النقد الحاد لحركة حماس لإيماننا بأن فلسطين لن تُحرر إلا بجهد كل شعبها وقواه السياسية وحركة حماس بالداخل جزء أصيل من الشعب الفلسطيني ،ولأننا أيضا ما زلنا نراهن على الوحدة والمصالحة الوطنية،ولكن تصريحات السيد خالد مشعل وما يحاك من ترتيبات دولية وإقليمية يتطلب مواقف حازمة وواضحة في هذا المنعطف المصيري للقضية الوطنية.وأخيرا نقول بان أهل غزة فلسطينيو الثقافة والهوية والانتماء ومسلمو العقيدة وكانوا وما زالوا جزءا من الحالة الوطنية ،أهل غزة كأهل جنين ونابلس والخليل وحيفا ويافا مستعدون للتضحية من اجل الوطن والدين ولكنهم لن يقبلوا بان يتاجر بهم احد ويستعملهم كمرتزقة لخدمة مشاريع خارجية، نعم، يجوعون ويعانون ويشردون ولكن كرامتهم الوطنية فوق كل اعتبار،وعلى خالد مشعل وغيره أن يبحثوا عن شعب آخر ليستأجروه لتنفيذ مخططاتهم غير الوطنية.



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب على غزة بين حسابات الأوطان وحسابات الأحزاب
- العدوان على غزة والمفاهيم الملتبسة للنصر والهزيمة
- مصير قطاع غزة والمشروع الوطني بين مجلس أمن متواطئ وقمة عربية ...
- الحصار:المخاض العسير لولادة إملرة غزة
- العقل السياسي العربي وتداخل الهويات:المشهد السياسي الفلسطيني ...
- سؤال المصالحة الفلسطينية:كيف ننجح المصالحة وليس هل تنجح المص ...
- إما أن يحافظ الفلسطينيون على مشروعهم الوطني أو يعودوا للوصاي ...
- تساؤلات حول ولاية الرئيس أبو مازن
- صعوبة الحياد ومنزلقات الانحياز في الحياة السياسية الفلسطينية
- المصالحة الفلسطينية بين شروط الرباعية وممانعة حركة حماس
- حكومة تسيير اعمال ام حكومة الطريق الثالث
- مصر وتداعيات القضية الفلسطينية
- حكومة تسيير أعمال أم حكومة الطريق الثالث؟
- حركة «فتح» والمشروع الوطني ...والحكومة
- ليست أزمة مفاوضات بل أزمة نخبة ومشروع وطني
- مفارقات المشهد السياسي الإسرائيلي
- مقال خارج السياق
- وللعقل علينا حق
- تفجيرات غزة جريمة مدانة بكل المقاييس
- المشكلة الراهنة ليس استعادة غزة من حماس بل تحرير الضفة والقد ...


المزيد.....




- -وول ستريت جورنال- تكشف هوية أقرب مستشار لنائب الرئيس الأمري ...
- في لحظة تاريخية مؤثرة.. عشرات الآلاف يلقون النظرة الأخيرة عل ...
- إيران تبدي استعدادها لمفاوضات نوويّة مع الترويكا الأوروبية.. ...
- لأول مرة في تاريخها - منظمة التحرير الفلسطينية تستحدث منصب ن ...
- نتنياهو: مستعدون لمواجهة إيران لوحدنا
- أوروبا.. توزيع التهم بين موسكو وواشنطن
- عراقجي يدعو لندن وباريس وبرلين للتفاوض
- شويغو: مجلس الأمن الروسي يعد مقترحات لتعديل استراتيجية الأمن ...
- الجزائر.. الحكم بالسجن 5 سنوات ضد المدير العام السابق للتشري ...
- الجثة الثامنة.. تجدد المخاوف من قاتل متسلسل في أمريكا


المزيد.....

- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - الشعب الفلسطيني لا يُقاد إلا تحت راية الوطنية الفلسطينية