أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سعد هجرس - بعد أفولها فى دافوس: الشمس تشرق على مدينة المانجو















المزيد.....


بعد أفولها فى دافوس: الشمس تشرق على مدينة المانجو


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2547 - 2009 / 2 / 4 - 08:24
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


اغلب الظن أن القارىء لم يهتم هذا العام بالاجتماع السنوي لمنتدى دافوس الذى دأبت وسائل الاعلام على الاحتفاء الشديد بدوراته الثمانية والثلاثين الماضية.
لكن دوام الحال من المحال .. و ليس هذا المنتدى استثناء من هذا المصير حتى لو كان يمثل القمة السنوية غير الرسمية للرأسمالية العالمية، و التى تدور فى كواليسها مداولات الحكومة
السرية التى تحكم الكرة الأرضية أو ما يسميه البعض "مجلس إدارة العالم"
و يبدو ان اختيار منتجع دافوس الواقع فى أعالى جبال الألب السويسرية لم يكن اختيارا جزافياً، وكما تقول أستاذة الانثروبولوجيا الاقتصادية "إلين هيرتس" عميدة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة نيو شاتيل فان "سويسرا عرفت كيف تلعب بورقة الموقع و بضاعة الهدوء والبلد المحايد و الآمن والمرفه بشكل جيد جداً .يضاف الى ذلك أن الجبل يمنح شعوراً بالتواجد فوق الآخرين . و أن يكون المرء فى الأعلى ليست مسالة عادية أبدا"
وساهم "أهل القمة" فى تأكيد هذا المعنى الرمزى، حيث صوروا مداولات هذا المنتدى – من عليائهم- كما لو كانت النموذج الأعلى لـ "الحكمة"، وتم تسويق هذه المزاعم بإلحاح شديد حتى أن الكثيرين تصوروا أن مجرد التواجد بين هذه النخبة العالمية، المتخمة بالثراء والنفوذ والحكمة، هو ذورة المجد.. وكيف لا يكون الأمر كذلك.. ألم يكن أجدادنا هم من قالوا: من جاور السعيد يسعد؟!
لكن "الجار" السعيد لم تدم سعادته، بل إن الأزمة انطلقت من إلى عقر داره.
ولم يكن ممكناً ألا تتأثر الدورة التاسعة والثلاثين لمنتدى "دافوس" بتوابع وتداعيات زلزال هذه الأزمة المالية العالمية التى كان مركزها فى الولايات المتحدة الأمريكية، أى قلب الرأسمالية العالمية ومثلها الأعلى.
فرأينا فى هذه القمة الأخيرة انخفاضاً فى الخط البيانى لتمثيل الدول الرأسمالية الأكثر غنى، والتى هى بمثابة "صاحب هذا الفرح"، والراعية الأصلية له. فلم يحضر إلى دافوس هذا العام أى مسئول أمريكى كبير باستثناء مستشارة "على قد الحال" للرئيس الجديد باراك أوباما. فى حين أن نفس المنتدى كان من قبل أشبه بمظاهرة استعراض قوة للدول الغربية.
وفى مقابل ذلك شهدت دافوس هذا العام صعوداً للخط البيانى لتمثيل النمور الآسيوية.
وعلى عكس الهيمنة الأمريكية على مجريات الأمور فى دورات المنتدى السابقة كان رئيس وزراء روسيا فلاديمير بوتين ورئيس وزراء الصين وين جيباو هما النجمان الساطعان فى سماء الدورة التاسعة والثلاثين.
وعلى عكس الدورات السابقة أيضاً توارى رجال البنوك الغربية الكبرى عن المشهد رغم أن أحد المحاور الرئيسية لمداولات المنتدى هذا العام كان إعادة صياغة النظام المالى العالمى. وكان هذا أمراً منطقياً نظراً للاتهامات الدامغة لهؤلاء المصرفيين المنتفخين غروراً وخيلاء بالمسئولية من جانب رئيسى من الأزمة المالية والاقتصادية التى ضربت العالم بأسره.
وعلى عكس الدورات السابقة أيضاً، والتى تم تصويرها على أنها منبع للحكمة، لم تستطع الدورة الحالية أن تستمر فى ارتداء هذه الأقنعة الكاذبة واضطر مدير المنتدى كلاوس شواب إلى الإعتراف بأن "ماسنعيشه هو بمثابة بداية حقبة جديدة وعبارة عن صرخة لإيقاظ مؤسساتنا وأنظمتنا، ولمراجعة طرق تفكيرنا".
هذه المشاهد الجديدة تبين أن أزمة الرأسمالية عكست نفسها بالضرورة على هذا المنتدى الذى نشأ باعتباره "منبر الأممية الرأسمالية" إذا جاز التعبير.
وبعد أن أثبتت هذه الأزمة العميقة، التى تعد أخطر أزمة يمر بها العالم منذ نحو سبعين عاماً،أثبتت تهافت الكثير من الدعائم التى تقوم عليها الرأسمالية ومسئوليتها عن توليد الأزمات الدورية والدائمة، وانتقل "كهنة دافوس" من مقاعد "المعلمين" الذين يلقنون الدروس لشعوب العالم ويبشرونهم بـ "نهاية التاريخ" والانتصار النهائى والأبدى للرأسمالية، إنتقلوا إلى مقاعد "المتهمين" المسئولين عن خراب بيوت الملايين فى سائر أنحاء العالم.
ولم يكن من باب الصدفة أن تخرج المظاهرات لتحاصر مقر هذه الاجتماعات وأن ترفع فى وجه أهل هذه القمة شعارات تقول لهم "أنتم الأزمة"، وبالتالى فإن الحل لا يمكن أن يأتى على أيديهم.
وبعد أن كان منتدى دافوس هو الذى يعطى "شهادة ميلاد" للأعضاء الجدد الذين يطرقون بابه ويلحون على الانضمام إليه، أصبح هو نفسه الذى يسعى إلى تسول فرصة ثانية من أجل رد الاعتبار واستعادة الثقة فى مواجهة شكوك متعاظمة تؤكد تهافت أدبياته وقصر نظر الاستراتيجيات والسياسات التى طرحها.
وكيف لا؟! .. ألم يكن قادة هذا المنتدى هم ذاتهم الذين اجتمعوا العام الماضى فى نفس المكان وقالوا بثقة ان الوضع الاقتصادى العالمى بخير وأن كل الأمور تمام.. وقبل ان يجف الحبر الذى كتبت به هذه التصريحات الوردية اندلعت هذه الأزمة العالمية الرهيبة التى كشفت كل هذا الهراء المتعالم!!
وفى مقابل هذا "الأفول" لمنتدى دافوس، والذى هو أحد مظاهر شيخوخة الرأسمالية العالمية، يلفت النظر الحضور القوى – الذى لم نهتم به للأسف فى بلادنا – للمنتدى الاجتماعى العالمى الذى عقد دورته الثامنة فى الفترة من 27 يناير إلى أول فبراير الجارى فى مدينة "بيليم" البرازيلية.
ويبدو أن اختيار هذه المدينة لانعقاد "الأممية الاجتماعية" لم يكن بالصدفة، مثلما لم يكن اختيار منتجع دافوس محلا مختاراً لانعقاد "الأممية الرأسمالية".
وكما تقول دانييلى ماريانى فإن اختيار "لاسيداد داس مانجيراس"، أو مدينة المانجو مثلما تسمى بيليم ، لم يكن من قبيل الصدفة. فهذه المدينة هى إحدى الأبواب الرئيسية لدخول الأمازون، تلك المنطقة الواقعة تحت ضغط دائم لقوات الرأسمالية الأكثر وحشية على حد تعبير أنطونيو مارتان أحد مؤسسى المنتدى، وذلك فى إشارة إلى الاستغلال المفرط لغابات الأمازون.
وعودة المنتدى إلى البلاد التى شهدت ميلاده – بحيث انعقدت الدورات الأولى فى بورتو أليجرى – من شأنها إحياء الاهتمام بالحركة العالمية للبحث عن بدائل للعولمة، شاركت فيها أكثر من 4000 منظمة غير حكومية وحركة اجتماعية من أكثر من 150 بلداً.
وفى مقابل الكلمات المتلعثمة التى رددها كلاوس شواب مدير منتدى "دافوس" قال "بلدياته" بيتر نجلى مدير منظمة "تحالف الجنوب" غير الحكومية السويسرية وعضو الوفد السويسرى فى "مدينة المانجو" إن "كافة حدود هذا النظام المعولم قد انكشفت. وأنا أنتظر شيئين رئيسيين من هذا المنتدى: أولاً معرفة إلى أى مدى يمكن لجميع هذه الحركات الاجتماعية أن تؤثر على الحقل السياسى فى بلادها. وثانياً فهم أى من المقترحات الملموسة ستسمح بمكافحة الأزمة وإعادة تشكيل الهندسة المالية".
واستطرد قائلاً أن "الناس ينتظرون أجوبة ملموسة، وعلينا وضع تصوراتنا على المحك".
وكان السؤال الذى يفرض نفسه بعد ذلك هو: هل ستنجح منطقة الامازون – التى تعتبر أرض الأحلام – فى إلهام مناهضى العولمة؟
وهل يكون "خريف دافوس" إيذاناً بانبلاج ربيع مدينة المانجو؟
وأين نحن من هذه الخريطة المتغيرة؟!
للحديث بقية.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمة الكويت (1) .. الاقتصاد فى بئر النسيان
- قمة الكويت (2) .. المدخل الإنتاجي بديلا عن المدخل التجاري .. ...
- قمة الكويت(3) .. حقوق الإنسان .. والاقتصاد
- جرس انذار .. صحافة الميكروباص .. وميكروباص الصحافة!
- أخيراً .. بصيص من الأمل
- إسرائيل تريد إلقاء مسئولية أمن غزة على »الناتو«.. وعبء الاقت ...
- التحرر من الأوهام
- التوافق الوطنى المفقود.. فى مواجهة زلزال غزة
- مفارقات دبلوماسية!
- إزالة آثار عدوان غزة
- يا رجال الإعلام العرب.. اتحدوا
- إعادة النظر فى كعكة «السلطة» المسمومة
- نحن أفضل من أمريكا وأحسن من الغرب .. ولو كره الكافرون!
- فقه الأولويات: إسرائيل هى العدو الآن .. يا عرب
- فضيحة تغريم جابر عصفور
- دبرنا يا وزير الاستثمار .. السطو على -قلب- القاهرة!
- -عيد- الفساد!
- عالم ما بعد الولايات المتحدة
- حذاء -منتظر الفرج-!
- عشاء -علمانى- .. مع أمين عام منظمة المؤتمر -الإسلامى-


المزيد.....




- شركتا هوندا ونيسان تجريان محادثات اندماج.. ماذا نعلم للآن؟
- تطورات هوية السجين الذي شهد فريق CNN إطلاق سراحه بسوريا.. مر ...
- -إسرائيل تريد إقامة مستوطنات في مصر-.. الإعلام العبري يهاجم ...
- كيف ستتغير الهجرة حول العالم في 2025؟
- الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي في عملية إطلاق ن ...
- قاض أمريكي يرفض طلب ترامب إلغاء إدانته بتهمة الرشوة.. -ليس ك ...
- الحرب بيومها الـ439: اشتعال النار في مستشفى كمال عدوان وسمو ...
- زيلينسكي يشتكي من ضعف المساعدات الغربية وتأثيرها على نفسية ج ...
- زاخاروفا: هناك أدلة على استخدام أوكرانيا ذخائر الفسفور الأبي ...
- علييف: بوريل كان يمكن أن يكون وزير خارجية جيد في عهد الديكتا ...


المزيد.....

- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سعد هجرس - بعد أفولها فى دافوس: الشمس تشرق على مدينة المانجو