أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - حرب غزة ومعايير النصر والهزيمة














المزيد.....


حرب غزة ومعايير النصر والهزيمة


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2547 - 2009 / 2 / 4 - 02:42
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لا توجد أمة على وجه الأرض تحقق الانتصار على طول الدوام، فتاريخ الأمم يتأرجح بين النصر والهزيمة غير أن هناك معايير واضحة تساعد على التمييز بين النقيضين. إن عالمنا العربى لم يعد قادرا على تحديد معايير النصر والهزيمة التى تداخلت خيوطها وتشابكت. لا شك أن النصر حالة تتجلى إذا استطاعت الأمة تحرير أرضها من الاحتلال أو إذا استطاعت أن تصد محاولات لغزو أرض الوطن. وفى الواقع فإن الانتصار الحقيقى هو أن توفر الحماية للمدنيين وألا تعرضهم لضربات العدو التى لا ترحم طفلا ولا ترحم امرأة أو مسنا. إذا طبقنا هذه المعايير على مواجهاتنا مع الاحتلال الإسرائيلى خلال الأربعين سنة الماضية فعندئذ سنستطيع أن نفرق بين فترات النصر وفترات الهزيمة.

لقد خاضت الأمة العربية عدة حروب مع إسرائيل تأرجحت نتائجها بين النصر والهزيمة. ففى 1967م خاضت ثلاث جبهات عربية "المصرية والسورية والأردنية" حربا لم تدم سوى ستة أيام وانتهت الحرب بعد أن خسرنا أرض سيناء وقطاع غزة والقدس الشرقية والضفة الغربية ومرتفعات الجولان. لقد لعب الإعلام دورا فى تحويل الهزيمة إلى نصر. مازلت أتذكر صرخات المذيع أحمد سعيد فى صوت العرب مشيرا بين لحظة وأخرى بأن دفاعاتنا الجوية أسقطت نصف الطائرات الإسرائيلية وأن طائراتنا تدك تل أبيب. ثم خضنا حرب 6 أكتوبر حيث حطمنا خط بارليف ووقف جنودنا على أرض سيناء. النتيجة واضحة فى هذين الحربين: حرب 67 مثال واضح للهزيمة حيث فقدنا أرضنا ولم نستطع تحقيق الهدف وهو تحرير أرض فلسطين. أما الحرب التالية فهى تجسد الانتصار لأننا عبرنا القناة وسيطرنا على جزء من سيناء. وإذا انتقلنا الآن إلى المواجهة الأخيرة فى غزة فسنجد أن طلقات الرصاص لم تكد تتوقف حتى خرج متحدثان باسم حماس وأعلنا عن انتصار الحركة فى دحر العدوان الإسرائيلى. وأكد ذلك خالد مشعل فى خطاب له يوم الأربعاء 21 يناير حيث صرح أن حرب غزة هو أول حرب تنتصر فيها غزة. إذا توقفنا لدراسة النتائج السياسية لهذا الحرب فسيتبين لنا أن فلسطين لم تنل استقلالها ومازالت أراضيها تحت الاحتلال. أما على الصعيد العسكرى فالفرق واضح فى الخسائر المادية والبشرية. فبالرغم من أن الصواريخ التى أطلقتها المقاومة على المدن الإسرائيلية قد بلغت 849 صاروخا إلا أنها لم تقتل سوى أربعة مواطنين ولم تصب سوى 8 بجروح خطيرة. وفى المقابل فإن القوات الإسرائيلية قد دمرت 25 ألف منزل فى غزة مما أدى إلى تشريد حوالى 35 ألف مواطن وحسب تقارير الأنروا فإن الهجوم الإسرائيلى أسفر عن مقتل 1300 مواطن نصفهم من الأطفال والنساء وجرح أكثر من خمسة آلاف مواطن.

وبعد أن اختفى أزيز الطائرات وهدأت أصوات المدافع والقنابل والصواريخ وصيحات الفضائيات العربية فإن السؤال الذى يسنح فى الذهن هو لماذا هذا التباين فى الخسائر المادية والبشرية بين طرفى القتال؟ وفى ظنى فإن هذا التباين يعزى إلى درجة استعداد كل طرف للمواجهة المرتقبة. لقد كان واضحا أن رجال المقاومة فى غزة لم يستعدوا جيدا لمواجهة الغارات الغاشمة التى شنتها الطائرات الإسرائيلية. فمثلا لم نر إسعافات أولية ولم نر حاملات نقل الجرحى والموتى بل كانت أيدى وأذرع المواطنين هى السبيل لنقل هؤلاء إلى المستشفيات والمقابر. ومن الواضح أن مواطنى غزة لم يجدوا ملجأ تحت الأرض ليلوذوا به من النيران التى تنهمر فوق رءوسهم. وفى المقابل فإن سلطات الأمن الداخلى فى إسرائيل سعت لتقليل الأضرار الناجمة من إطلاق صواريخ القسام وغراد من خلال توفير الملاجئ ووضع أجهزة إنذار تنطلق فور إطلاق الصواريخ من غزة. وبالإضافة إلى ذلك فقد أصدرت هذه السلطات تعليمات التزم بها أهالى مدن الجنوب الإسرائيلى فور سماع صفارات الإنذار، منها مطالبة أهالى المدن القريبة من سور غزة بعدم مغادرة منازلهم عند سماع الإنذار. أما الأهالى الذين تبتعد مدنهم "شكيلون ونيتيفوت" عن غزة بحوالى 10 أو 20 كيلومترا فعليهم الاحتماء بالملاجئ خلال 30 ثانية من سماع الإنذار. وبالنسبة للمدن الإسرائيلية التى تتراوح المسافة بينها وبين غزة من 20 إلى 30 كيلومترا مثل "أشدود وكيريات مالاتشى وكيريات جات وراحات فعلى أهلها الاحتماء بالملاجئ خلال 45 ثانية. وهذا يفسر التباين الحاصل فى الخسائر المادية والبشرية فى كل من غزة والمدن الإسرائيلية.

والخلاصة أن النصر الحقيقى يكمن فى درجة الاستعداد للحروب التى نخوضها مع عدو لا يرحم والنصر الحقيقى لا يتأتى بالأناشيد والعبارات الرنانة التى تنطلق من هنا وهناك بل يتحقق بمدى الحماية التى نوفرها للمواطنين العزل حتى لا تنهمر النيران على رءوسهم وهى الحماية التى وفرها الجانب الإسرائيلى لمواطنيه أثناء حرب غزة.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة؟
- متى تتحد حركات المقاومة فى الأراضى المحتلة؟
- سقوط أقنعة وعمامات التحريض
- المتاجرة بدماء الفلسطينيين فى غزة... إلى متى؟
- مؤسساتنا التعليمية ومعايير الجودة
- هيكل وانتخابات الرئاسة الأمريكية
- ظاهرة المتناقضات فى الشخصية المصرية
- العنف من المدرسة إلى الشارع المصرى
- جامعة أسوان ... متى سترى النور؟ __1
- لايزال التحقيق مستمرا فى النوبة....
- سارة بالين: هل تصلح نائبة للرئيس الأمريكى؟
- مشاعر عامة الناس ومقتل سوزان تميم
- ملاحظات حول قانون المرور بعد تطبيقه
- الشركات المصرية الحديثة وحقوق المستهلك
- خطورة تعارض المصالح والاحتكار على مستقبل البلدان
- دروس اولمبياد بكين
- من ينقذنا من أخطاء الأطباء؟
- لا تصافحنى.. فإننى لا أصافح
- لا للمتاجرة بمطالب أهل النوبة
- هل فشلنا فى مواجهة الغش فى الامتحانات؟


المزيد.....




- لا تقللوا من شأنهم أبدا.. ماذا نعلم عن جنود كوريا الشمالية ف ...
- أكبر جبل جليدي في العالم يتحرك مجددًا.. ما القصة؟
- روسيا تعتقل شخصا بقضية اغتيال جنرالها المسؤول عن الحماية الإ ...
- تحديد مواقعها وعدد الضحايا.. مدير المنظمة السورية للطوارئ يك ...
- -العقيد- و100 يوم من الإبادة الجماعية!
- محامي بدرية طلبة يعلق على مزاعم تورطها في قتل زوجها
- زيلينسكي: ليس لدينا لا القوة ولا القدرة على استرجاع دونباس و ...
- في اليوم العالمي للغة العربية.. ما علاقة لغة الضاد بالذكاء ا ...
- النرويجي غير بيدرسون.. المبعوث الأممي إلى سوريا
- الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يتخلف عن المثول أمام القضاء


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - حرب غزة ومعايير النصر والهزيمة