أديب كمال الدين
الحوار المتمدن-العدد: 2546 - 2009 / 2 / 3 - 09:13
المحور:
الادب والفن
باءُ البعد.
باءُ البابِ ولا باب هنا إلاّ بابك.
باءُ الحزنِ عميق كالبئر.
باءُ الراءِ ولا برّ
بل بحر يجترّ عميقاً قلبي،
يأكله كالذئبِ فأبكي.
باءُ الرغبةِ في فجرٍ يتجلّى،
أسقطُ من موتي كي ألقاك فافنى.
أعلنتُ براءةَ قلبي من تهمةِ قتلي
وتنصلّتُ وكانت أغنيتي تتجلّى بدمائي وسعادة قتلي.
الباءُ رضابٌ وفمٌ من عسلٍ
وفراتٌ ينطقُ سرّاً
والباءُ خرافاتي: أدعو أن تأتي بغرائب سحري
فتجيءُ من النافذةِ القصوى
فأعلّمها أن تسكن بيتاً من فعلن فعلن،
أن تتهجّى حرفاً من رملٍ ورماد،
أن تتركني لأقول الميم، فيسخر كلكامش.
لأقول العين، فتسقط عيني.
لأقول النون، فيسكت أنكيدو.
وأقول الألف ولا معنى.
الباءُ دعاءٌ يقتلني.
الباءُ أكاذيب ودموع، والباء رجوع.
فمتى؟ أين؟ متى؟ يأخذني الدمعُ قوياً: أين؟ متى؟
ألموعد حبّ ضاع ليومٍ، يومين،
سنة، سنتين،
دهر، دهرين؟
فانتبهي يا لغة الطين: الكلّ أتى وأنا وحدي.
أين؟ متى؟ قومِي من حفرةِ قبري.
قومي: كيف أكون سعيداً
وأنا في سجنكِ ليل نهار؟
الباءُ رجوعٌ: أحملُ مبخرة َالروح إليك
وطينَ شهيدٍ نديان وأجلو صفحة روحي
من إثم الهجران.
أين تكونين اليوم:
في باء القُبْلةِ قرب حروف الذهب الأعلى
أم في باء خرابي حيث الموت له عينان؟
أين تكونين اليوم؟
عذّبني جسدي بالنارِ. فقامتْ أعضائي من غفوتها
قصّتْ رأسي كالعشبِ وألقتهُ بعيداً في المرآة.
البابُ خرابٌ: هل يسمع صوتُكِ صوتي؟
أم إني سكران يصرخ فوق السطح
حتى يحتجّ الجيران؟
الباءُ ظنون: لا ظن يقوم الساعة إلاّ ظنك.
الباءُ سكاكين تقتلني في منتصفِ الليل
فأنهض مستتراً ألبس خرقةَ أجدادي
وأنام على قارعةِ الحرف.
فمَن يأخذ بيدي؟ أصرخ: مَن؟
كلكامش يضحكُ. أنكيدو يهذي.
كلكامش يجلسُ في قاعاتِ العرش.
أنكيدو يغفو حتّى ساعة إعداد الساعة
طفلاً ونبياً مجنوناً.
أنطق أو أصمتُ لا فرق
سأعلن عن موتي في حفلٍ رسميّ
وأوزّع في السرّ بطاقاتِ المدعوين،
فأرى في منتصف الليل
كلكامش يسأل كالأعمى عن معنى الباء،
أنكيدو يبكي بدموع من طين.
%%%%%%%%%%%%%%%%%%%
من مجموعة (أخبار المعنى)
http://www.adeb.netfirms.com
#أديب_كمال_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟