أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - المنصور جعفر - لأستاذ إسماعيل العتباني














المزيد.....

لأستاذ إسماعيل العتباني


المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)


الحوار المتمدن-العدد: 2546 - 2009 / 2 / 3 - 08:57
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


فقدت حركة الثقافة المكتوبة في السودان ابروفاً أصيلاً هو الأستاذ إسماعيل محمد أحمد العتباني أحد مؤسسى نادي الخرجيين ذاك المنتدى (النقابي) السياسي الذي تولدت في صراعات المصالح داخله أكبر الأحزاب السودانية الحاضرة كما إن إسماعيل كان مؤسساً وعمدة للصحيفة الغراء "الرأي العام" التي فتح بها مجالاً هادئاً في الصحافة السودانية التي تنازعتها الطوائف والأحزاب القاطنة في محل تمركز الدولة .

دخل "أستاذ الأجيال" الحياة العامة مع مطلع الثلايثينيات مرسخاً في السودان مع قيم المدنية وطلاقة التعبير قيم التثبت والتحقق والنقاش وقد ثبت بهم الأستاذ إسماعيل العتباني قيمة عليا في الحياة الثقافية السودانية وهي قيمة تناسب النص وتناسقه إنشاءاً وخبراً ووزنه عيناً وفحصاً، ونجماً وشعاعاً.

وفي هذا الوزن والديالكتيك بين عناصر الخبر وسياقه العام وسياق فهم وتحليل ظروفه وعناصره وتوفير مكائن الإتعاظ به إكتسبت صحيفة الرأي العام مع تغير الحكومات مقاماً محموداً بين التكنوقراط أصحاب التخصصات المهنية في العلوم الطبيعية والطب وفي العلوم الإجتماعية والإقتصادية والثقافية والسياسية وفي علوم الرياضيات المختلفة ممن كانوا أقل عدداً من عددهم في هذا الزمان: ندرة الذهب في الأرض.

ومن الممكن أن تكون لمدينية وثقافة وتعلم حي أبوروف والعتبانية أثر مقدر في تفتح مواهب الإستاذ الرأحل وأثر مقدر في نمو عطائه، كما إن إنكشاف المصالح الطائفية وطبيعتها المالية قد يكون له أثر في فرض خط التنوع وإحترام الأراء المختلفة - بقدر ما- وإزجائها أجمعين في جريدة الرأي العام .

مما أتذكره من كتاب الرفيق الأستاذ محجوب محمد صالح عن تاريخ الصحافة السودانية في نصف قرن إنه أشر على نقاط الحداثة التي إرتبطت بالرأي العام وصاحبها وكتب فيها وفيه ذخيرة أندلسية .

وقد مثلت الرأي العام جزءاً من المحور الثقافي لنقل التفكير السائد من الأسلوب الثنائي النقاط الأبيض الأسود إلى أسلوب ثلاثي النقاط ذا ألوان عددا، فيها تجد أراءاً متنوعة ذات أسس متنوعة وإن كان ذاك من الصحيفة لسبب ما فقد كان جملةً يمثل إضافة مفيدة قدمها جهد الأستاذ إسماعيل العتباني إلى الذهن السوداني .

ويعد الأستاذ الراحل إسماعيل العتباني من منارات السودان ليس في مجال الصحافة والأعمال الأدبية والتجارية المواشجة لها بل وفي المجال السياسي والحزبي والفصل بينهما –إلى حد ما- عن طبيعة الأداء الإعلامي في جريدته وقد كان في كل فريداً مأئزاً مميزا.

وقد ذكره أساتذة السودان وعلماءه بلقب الأستاذية وأشادوا بجهده وجهد صحيفته مما يجعل جهد الرجل وإسمه حرياً بأن يصير محوراً لجهد سوداني أفريقي وعربي في تعلم الصحافة وفي تعليم الإعلام، أن تؤسس له جامعة إعلامية بإسمه، يمكن بدايتها بتسمية بعض الشرائح الدراسية بإسمه .

وبدلاً من تداعي الدولة في مأتمه ، كان الأنجع أن ترفع الدولة بإسمه شهادات وأوسمة تحمل إسمه تمنح للمائزين في مجال العمل الأعلامي ، وأن تسمى بإسمه بعض الطرق في مدن السودان.

منذ زمان قديم في تاريخ تعلم وخدمة الإعلام قبع صحافيي السودان بين الهواية والإحتراف والسبهللية والتمركز حتى قدم الأستاذ إسماعيل العتباني جانباً من الحداثة في تنظيم المهنة والطبيعة ترتيب أموالها ووظائفها .

في كل لم تخلو أعماله من أخطاء، وفي نقده الآخرين كان ناقداً عملياً يبدأ في أمور الكتابة بتقديم نموذج مختلف تقاس عليه الأمور سطوراً لها وعنوانا تنهج به.

بغيابه ثم بفقده حرمت بلادنا من نيله فليرحم الله الإستاذ إسماعيل العتباني ويلزم أسرته الصبر واالسلون،وليتبدل فقد الصحافة السودانية، في الرجل بتوكيدات عملية على القيم التي قدرها وهي الصدق والأمانة والوفاء لذا فإكراماً لذكراه فلتكن أعمال الصحافة السودانية حرية بالصدق في إحقاق حرية وكرامة الإنسان، وبالأمانة في صدق الكلمة والتعبير، والوفاء بعهد حقوق الإنسان في ذاتها وفي مجتمعها ، وهو العهد الذي وخط حرية الكلمة في تاريخ الصحافة، أيما كانت الطبقة التي تدافع عن مصالحها الصحيفة.



#المنصور_جعفر (هاشتاغ)       Al-mansour_Jaafar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خفق الإنتصار للحزب ضد تيار (سِيِبَك، فِكك منو) !
- إستراتيجيات المسألة الإسرائيلية والمسألة السودانية
- قدس الله سر هذا الحذاء
- نقاط إلى مؤتمر الحزب
- من جدل الصراع القومي والصراع الطبقي والتنظيم السياسي
- إنتقاد مشروع البرنامج
- التحول الديمقراطي في معسكر كلمة
- تغبيش الحقيقة
- خمسة تناقضات
- إنتقاد مقالات السر: حياة الوطن في تقدم الحزب الشيوعي لا في ع ...
- التنمية الصاح والتنمية الكشا مشى
- ياااا حسن!! (2 )
- يا اا حسن!
- إلى إحيمر الثوري ضد إحيمر السياسي (بتاع لا نسبية أحمد وحاج أ ...
- الناس دي جنت ولا شنو ؟؟؟!!!
- رفع الكلاش
- تقدم إلى العدالة وأترك الحق والإنصاف لشعبنا
- الفدائي حين يُمتَحنُ
- واجبات القائد الشيوعي حين يلاقي إنتقاداً
- إنقلاب الدقائق الأخيرة في موسم الهجرة إلى اليمين


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - المنصور جعفر - لأستاذ إسماعيل العتباني