أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسين عبدالله نورالدين - المرجعية الفلسطينية واللعب بالنار














المزيد.....

المرجعية الفلسطينية واللعب بالنار


حسين عبدالله نورالدين

الحوار المتمدن-العدد: 2546 - 2009 / 2 / 3 - 05:59
المحور: القضية الفلسطينية
    


قد لا تكون اسرائيل انتصرت في غزة ولكن حماس ايضا لم تحقق اي انجاز. ومن هنا طفق زعماء حماس يتغنون بنصر لم يحدث الا اذا كان ما يعنون به نصرا ان يكون دمار غزة وتكريس الانقسام الفلسطيني وتجسيد حالة الاستقطاب والارتهان بايدي دمشق وطهران ومن ثم اقامة دولة غزة الاسلامية.

بهذا المعنى كان هناك نصر لحماس تحاول الان استثماره من خلال الدعوة الى مرجعية بديلة لمنظمة التحرير الفلسطينية. ان حدث هذا وتم، وربما سيتم وبدعم اسرائيلي هذه المرة، تكون اسرائيل قد حققت الهدف من دعمها الذي ابدته لحركة حماس عند ظهورها اول مرة عام سبعة وثمانين.

معروف ان اسرائيل غضت الطرف على قيام حماس قبل عشرين عاما وحاولت دعمها لمناكفة منظمة التحرير الفلسطينية لكي تكون بديلا للمنظمة التي تؤمن بقيام دولة فلسطينية علمانية والاعترام باسرائيل في اطار الشرعية الدولية.

لماذا ترضى اسرائيل على حماس؟ قد لا تتوافق معها لكنها ترضى عنها لانها تخدم مصالحها. ففي خضم الدعوات ليهودية الدولة الاسرائيلية هناك الدعوة الحمساوية لاسلامية الدولة الفلسطينية. وكما ان يهودية الدولة الاسرائيلية ستقنع يهود العالم بحدود اسرائيل لعام سبعة وستين فان اسلامية الدولة ستقنع الفلسطينيين ايضا بحدود سبعة وستين.

في السبعينات ناضلت منظمة التحرير الفلسطينية وبعنف احيانا لانتزاع الاعتراف العربي والدولي بها كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني. وفي وقتها كانت هناك قوى عربية سمت نفسها بجبهة الصمود والتصدي دعمت ذلك التوجه ورعته وحمته ووفرت له كل الامكانات المتوفرة واستطاعت ان تسحب مسؤولية تحرير الاراضي الفلسطينية من الاردن الدولة التي خسرت تلك الاراضي في حرب حزيران. كان انتزاع الاعتراف العربي ومن ثم الاردني عام اربعة وسبعين بشرعية التمثيل الفلسطيني عبر منظمة التحرير والذي استكمل بما عرف بقرار فك الارتباط عام ثمانية وثمانين نصرا كبيرا لمنظمة التحرير جعلها مؤهلة لاعلان الدولة الفلسطينية ومن ثم التفاوض مع اسرائيل وانجاز اتفاقات اوسلو وقيام السلطة الوطنية.

قيام اسرائيل بدعم حماس وتقويتها على حساب الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ادى الى تشتيت الجهود الفلسطينية والعربية ةتحطيم كل الانجازات التي حققتها منظمة التحرير الفلسطينية (مع الاقرار بضرورة اصلاح المنظمة وتنقيتها من الشوائب). وكما عملت المنظمات الفلسطينية المتفرقة قبل عام سبعة وستين وما بعده حتى عام اثنين وثمانين على استدراج العرب الى حروب في غير اوانها وهزائم قاسية ما تزال اثارها ماثلة الى اليوم، قامت حماس بتخريب عمليات السلام وجر الفلسطينيين الى حروب فرعية وتعطيل جهود التسوية قادت الى ما نحن عليه اليوم.

ربما لم يكن لاسرائيل دور في انشاء منظمة التحرير الفلسطينية عام اربعة وستين، ولكن هيمنة المنظمات الفرعية على المنظمة الرئيسية عطل دور الدول العربية وقاد الى الاحداث التي تلت ذلك.

الان التاريخ يعيد نفسه. الاحداث تعود ولكن بالوان جديدة. في ذلك الزمان كان اللون القومي والحجة الوطنية. الان اللون الاسلامي والحجة اقليمية ضيقة.

ستنجح حماس في انتزاع اعتراف اقليمي بها كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني بدعم سوري وايراني وقطري وربما ليبي وسوداني ويمني الى جانب دعم حزب الله والاحزاب الاسلامية والاخوان المسلمين في المنطقة. وبدعم قنوات فضائية صار لها جمهورها المؤيد لها ظالمة ومظلومة. ستبدا مرحلة جديدة في الحياة السياسية الفلسطينية قد تستمر ثلاثين سنة تذوي معها منظمة التحرير وبقية الفصائل ويعلو صوت الاسلام السياسي الذي ترتاح له اسرائيل كونه اكثر جذبا للجماهير العربية واكثر اقناعا لهذه الجماهير المتمسكة بالغيبيات والانتصارات الالهية.

وكما ان الاحزاب الدينية الاسرائيلية واليمينية المتطرفة هي الاقدر على اقناع جماهيرها المتطرفة والمتعصبة باي اتفاقات مع الفلسطينيين فان حماس ستكون اقدر على اقناع الفلسطينيين باتفاق سلام مع اسرائيل ولو تحت عنوان الهدنة الطويلة والتهدئة الدائمة.

ولكن، مع كل هذه المؤشرات التي تدل على امكانية نجاح حماس في مسعاها لاستلاب التمثيل الفلسطيني وتزعم الفلسطينيين باتجاه سلام دائم مع اسرائيل، هل ستقف الدول العربية مكتوفة الايدي تتفرج على سحب البساط من تحت اقدامها كما حصل عام اربعة وسبعين عندما سحب البساط من تحد اقدام الاردن ودول الاعتدال العربي في ذلك الوقت؟

هل بالامكان منع حماس من النجاح في مسعاها ولجم طموحات ايران وسورية وغيرهما ممن يحاول اقتسام كعكة الشرق الاوسط، (تركيا مثلا)؟

بطبيعة الحال الجواب هو نعم بالامكان ولكن الامر ليس مجرد امنيات واماني. الامر اكبر. انه يتطلب جهودا كبيرة ومنسقة وتحالفات جديدة في المنطقة تقف في وجه الاسلاميين ليس فقط في الاردن ومصر وفلسطين بل ايضا في الكويت ولبنان واليمن وشمال افريقيا.

ولكن قد يكون الاهم اقناع الولايات المتحدة. فالولايات المتحدة معروف عنها تخليها عن حلفائها في سبيل مصالح انية. لقد فعلت ذلك مع شاه ايران. وفعلت ذلك مع الاردن عندما اخذت تفاوض منظمة التحرير سرا وعلانية مما اقنع الاردن بفك الارتباط والتخلي عن اي جهد للتمسك بموقفه السابق.

على اي حال، اذا لم تنجح الجهود العربية في وقف التوسع الايراني الذي يزحف على ظهر المقاومة الفلسطينية في غزة ولبنان، واذا لم تنجح هذه الجهود في تحجيم الدور السوري المدعوم من ايران، واذا لم يتم دعم الدول العربية العاقلة التي تحاول لملمة الجراح وانقاذ ما يمكن انقاذه، اذا لم يتم كل هذا فان القضية الفلسطينية مقبلة على مرحلة جديدة يعاني فيها الفلسطيني المسكين وحده بينما الاخرون ينعمون بحياة الرفاهية والهدوء في فنادق وفيلات بعيدا عن نار الواقع ولسان حالهم يقول: من بعدي الطوفان.



#حسين_عبدالله_نورالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دمار غزة والانقلاب الثاني
- ربنا موجود
- لبنان ينتظر المجهول المعلوم
- امارة غزة الظلامية والتباهي بسفك الدماء
- انقلاب حماس ومستقبل غزة
- خلط الاوراق والأدوار المشبوهة
- المسيحيون في العراق والصمت الاسلامي المريب
- لماذا لم اكتب منذ زمن
- إعلان مكة مرهون بنتائجه
- هل يقدر السنيورة على ما عجز عنه سابقوه؟
- سبعة و سبعون
- وقل جاء الحق وزهق الباطل
- موت رئيس والضلال الذي كنا فيه
- حزب الله في الشارع
- الديمقراطية الأردنية ثغرات وأمنيات
- ويفعلون ما يؤمرون
- السباق نحو الهاوية: لبنان، ماا شبه الليلة بالبارحة
- في يوم الذكرى: لن يخفنا الارهاب ولن يوقف حياتنا
- هل اقتربت النار من دمشق
- غزوة منهاتن في الذكرى الخامسة


المزيد.....




- تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
- ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما ...
- الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي ...
- غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال ...
- مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت ...
- بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع ...
- مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا ...
- كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا ...
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسين عبدالله نورالدين - المرجعية الفلسطينية واللعب بالنار