أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد الكريم عليان - لا نصر لأي من الفلسطينيين إلا بتحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام















المزيد.....


لا نصر لأي من الفلسطينيين إلا بتحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام


عبد الكريم عليان
(Abdelkarim Elyan)


الحوار المتمدن-العدد: 2545 - 2009 / 2 / 2 - 04:09
المحور: القضية الفلسطينية
    


ليس من الحكمة عمل التنظير والفكر في أثناء المعركة، لأن المعركة تكون قد انتهت وأصحاب الفكر والعقل لم يبرحوا التأمل والتفكير بدون جدوى.. أو أي منهم يستطيع أن يقنع كل العاملين في الشأن العسكري..؟ كذلك ما لم يتحقق الهدف من المعركة مباشرة بعد انتهائها يكون الحديث عن تحقيق النصر هراء وغوغائية لا تفيد الواقع بشيء! انتهى العدوان الشرس على غزة، ولم ينتهي تماما..! والحقيقة الدامغة التي شهدها العالم أجمع هي: أن أهل غزة لم يحققوا شيء إلا مزيدا من المعاناة والقسوة، ومزيدا من الدمار في الشجر والحجر والبشر ما لم يقدر ولا يحصى.. وبقي الصمود الأسطوري الذي سجله شعب غزة هو المنتصر الوحيد في هذه المعركة، كما في كل المعارك السابقة..
قبل الحديث عن نتيجة العدوان علينا أولا أن ننحني إجلالا وإكبارا لأرواح الشهداء الذين قدموا أنفسهم قربانا على مذبح الحرية والاستقلال، وعلينا أن نصلي من أجل الشفاء العاجل للجرحى، وأن يلهم الله الصبر والسلوان للثكلى، والإفراج العاجل لكل الأسرى... ونقدم الشكر الجزيل لكل الشرفاء الذين وقفوا متضامنين ومساندين لشعبنا وقضيتنا. أما العدوان الغاشم الذي شنه الجيش الصهيوني مستخدما كافة أنواع الأسلحة الجوية والأرضية والبحرية على بقعة صغيرة من الأرض تسمى غزة لا يمكن أن يصدق، ولا يمكن لأي بقعة مماثلة على هذا الكوكب أن تتحمل تلك الضربات على مدى أربعة وعشرين يوما متصلة الليل مع النهار.. ولا يمكن الحديث عن معركة حقيقية دارت بين جيشين متقاتلين سوى بعض الكمائن التي نصبت هنا وهناك.. للتصدي لجيش الاحتلال المعتدي، من هنا لا يمكننا الحديث عن نصر، أو هزيمة لأي من الطرفين اللذين ادعيا النصر كل منهما على الآخر.. ولو قسنا مدى تحقق أهداف إسرائيل المعلنة؛ فأي منها لم يتحقق حتى نهاية العدوان وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، أما إذا افترضنا أن لإسرائيل هدفا خفيا من المعركة بترسيخ الانقسام الفلسطيني؛ فمؤشرات الإعلام من طرفي الانقسام (فتح وحماس) ازدادت تطرّفا وعدوانية بما لا يحتمل، وهذه الحملات إما لا تبشر بخير، وإما تكون وسيلة لاستنفاذ كل طاقتهما تمهيدا للمصالحة...
حالما انسحب الجيش الإسرائيلي من غزة كنا نعتقد أن حماس ستقول مثلما قال حزب الله بعد العدوان على لبنان بلسان القائد العام للحزب، حيث قال: "لو كنا نعرف حجم العدوان لما قمنا باختطاف الجنود الإسرائيليين.." لكن حماس فور انتهاء العدوان أعلنت النصر المبين.. أجل إنه النصر! نصر لأن غزة لم تمت.. نصر لأن عدد الشهداء والجرحى لم يزد.. نصر لأن حجم الدمار كان صغيرا مقياسا بحجم العدوان.. نصر لأن غزة لم تستباح ولم يعث فيها الجنود فسادا... أجل! من منا يكره النصر ولا نريد لإسرائيل أن تنتهي ويأكل السمك أبناءها..؟؟ المضحك المبكي هو قول السيد خالد مشعل: أن سوريا شريكة في النصر! لماذا لا تقول يا مشعل: إن النصر هو لسوريا، أو إيران فقط ! لا نعتقد يا سيد مشعل أن أهل غزة يوافقونك في ذلك.. ولا نعتقد أن أبناء غزة كانوا يقبلون بأن تكون سوريا التي تزج بعضهم في غياهب السجون، وأن سوريا التي ذبحت منهم الآلاف في تل الزعتر وبرج البراجنة هي: شريكة في النصر، يا سيد مشعل! أهل غزة يعرفون أن مظاهرات التضامن والتأييد التي نظمت في دمشق، نظمت من قبل مخابرات النظام السوري.. كذلك العديد من المظاهرات التي عمت العواصم العربية كانت أولا تعبر عن نقمة هذه الشعوب ضد أنظمتها العفنة، وأن حال هذه الشعوب ليس أفضل حال من أهل غزة..؟ يا سيد مشعل! إن أهل غزة سيكونون سعداء ومنتصرين إذا تحررت هذه الشعوب أولا من أنظمتها الدكتاتورية المتخمة بالفساد والسطوة.. نعم يا حماس! إن النصر يكون بمدى تحقيق الأهداف الفلسطينية.. سمعنا خطابين للسيد رئيس الوزراء في أثناء المعركة، وكل الأهداف أو المطالب التي ذكرت في الخطاب كانت انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، وفتح المعابر وإن ذلك قد تحقق.. ودخل الموز والفواكه وكافة (الحاجيات الإنسانية) لغزة، لكن شعب غزة ليس بمقدوره شراء هذه الحاجيات، كما كان ليس بمقدوره شراء الحاجيات المهربة من الأنفاق..! وغابت كل الأهداف الوطنية للفلسطينيين مثل: الدولة واللاجئين والقدس.. نعم يا حماس! إن النصر المبين قد تحقق...
مع أن إسرائيل ظلت تهدد بدخول غزة منذ أكثر من سنتين وتقوم بتدريب وتجهيز الجيش والرأي العام، إلا أنني بقيت مقتنعا بأن إسرائيل لا ترغب باجتياح غزة لسبب رئيسي هو: قناعتها الكبيرة بأن ذلك قد يدفع بتغيير الخارطة السياسية الفلسطينية الحالية (حالة الانقسام) والتي تعتبرها مثالية لضعف الفلسطينيين وتمزقهم، وهذا ما أفصح عنه معظم القادة الإسرائيليون في أثناء الحرب عندما قالوا: من سيحكم غزة إذا ما قضينا على سلطة حماس؟ لا مصر مستعدة لتحمل مسئوليتها في غزة.. ولا أبو مازن مستعد لدخول غزة بهذه الطريقة، ولا هي تريد البقاء في غزة..! قد يكون هذا هو السبب الرئيسي في انسحابها بعدما أخذت تعهدات كبيرة من دول عظمى (أمريكا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا بالتعاون مع مصر) أنها على استعداد لتحمل مسئولياتها بالعمل على مراقبة ومنع تهريب السلاح والمال لحماس مقابل فتح المعابر للضرورات الإنسانية.. أليس حري بعد يا حماس ويا فتح العمل الجاد من أجل إنهاء الانقسام وإعادة الوحدة لشعبنا الفلسطيني الذي مابرح يقدم الضحايا من الشهداء والأموال بدون هدف؟ ألم يحن بعد كل هذا الوقت المهدور دون رسم إستراتيجية فلسطينية نتفق عليها جميعا دون تأثير دول خارجية تهدف إلى تقويض وطنيتنا لمصالح نظم عفنة باعت شعوبها وضمائرها من أجل الحفاظ على عروشها؟؟ السيد مشعل ومن لف حوله في سوريا يريدون مرجعية أخرى غير منظمة التحرير؟ نعم يا سيد مشعل! ألا يرضيكم أن تكون المرجعية هي: للشعب الفلسطيني في غزة والضفة الذي يدفع يوميا ثمن عيشكم الرغيد في القصور والفنادق العربية والفارسية..
يا حماس ويا فتح ! يجب أن تكون مرجعيتكم الأولى هي شعبكم، فعودوا إليه.. عودوا إلى صناديق الانتخابات الحرة وبالتمثيل النسبي الكامل وليقرر الشعب الفلسطيني من يقوده إلى بر الأمان.. حينها فقط! يمكن أن نقول: أن الإرادة الفلسطينية انتصرت لتستمر حتى تحقيق أهدافها الوطنية...!
السبت 31 كانون الثاني 2009





#عبد_الكريم_عليان (هاشتاغ)       Abdelkarim_Elyan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلام الإسرائيلي الكاذب!؟
- رسالة مهمة وسريعة لمجلس الأمن الدولي بشأن العدوان الإسرائيلي ...
- حركة حماس من المقاومة إلى تهدئة طويلة الأمد..؟؟
- إليها..؟ حينما طلبت مني أن أكتب شعرا
- المرأة والرجل (3) حنان الزوجة المطلقة المكسورة أجنحتها
- نظرية (شيمعون بيرس) للشرق الأوسط الجديد ومبادرة السلام العرب ...
- غزة قربان للمعيدين!!
- المرأة والرجل(2) نداء المرأة المزواجة؟!
- الرئيس محمود عباس هو الرئيس الشرعي للشعب الفلسطيني وليس رئيس ...
- المرأة والرجل (1) صابرة وزوجها الثاني
- الكهرباء في غزة قهر وأذى للمواطن الفلسطيني
- البنوك في غزة توحشت ..؟!
- الخلاف والاتفاق على نص القاهرة المنتظر التوقيع عليه بداية ال ...
- أنفاق الموت بين مصر ورفح الفلسطينية ؟؟
- ليست مرثية وفاء للشاعر الخالد محمود درويش
- الفلسفة والحب عند هدلا القصار في ديوانها - نبتة برية -
- نتائج الثانوية العامة تحت المجهر ؟!
- من يرع أبناءنا الطلبة الذين لم يستطيعوا العودة إلى غزة ؟؟
- التهدئة والحوار الفلسطيني الفلسطيني قرار إسرائيلي بامتاز ؟؟
- امتحانات التوجيهي والقلق الذي يساور الجميع ؟!


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد الكريم عليان - لا نصر لأي من الفلسطينيين إلا بتحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام