أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كريم الثوري - حسن جبارة ‘ حسين اوباما والديالكتيك!














المزيد.....

حسن جبارة ‘ حسين اوباما والديالكتيك!


كريم الثوري

الحوار المتمدن-العدد: 2545 - 2009 / 2 / 2 - 08:25
المحور: كتابات ساخرة
    


كان يجب أن ياتي حسين اوباما الرئيس الامريكي الحالي الى البيت الابيض كرئيس إشكالي في بداية السبعينيات وليس في في عام2009 قياساً بالديالكتيك الذي تلقفناه من استاذنا ومُلهمنا خالي العزيز الرفيق الشيوعي بامتياز حسن جبارة كاطع.
ذات صباح شتائي عاصف التففنا حوله ومن غيره مُرشدنا ومعلمنا فكلماتهِ كان لها موقع الأثر البالغ وهو الحصيف المُنظر الذي كُنا نقرأ تهميشاتهِ على الكتبِ الشيوعية اكثر من مطالعاتنا لها. يومها سألتهُ كبرى بناتهِ عن الديالكتيك بعد أن قرأت تعريفا لهيروقليط ولم تفهمه والذي يقول فيه هذا الكون واحد لم يَخلقهُ إله او إنسان وانما كان ولايزال مثل نارٍ تشتعل تارة وتخمد تارة
فاجابها ببساطة مُتناهيه لا تُشتتي افكارك سأضرب مثلاً على قدر اعماركم أُنظري الى هذه الطاولة التي تقف مستندة على ارجلها الاربعة والى الاواني التي عليها حتى مستقرها على الارض فالاواني مرتبطة بالطاولة وهي جزء من حركتها وسكونيتها والطاولة على ارجلها والارجل على الارض والارض هي جزء صغير من مجرات تدور وتتناغم فيما بينها بوشائج قوية ومتماسكة تبعا لقوانين الصير والصيرورة وقواعد الحركة والحتمية فهو الترابط العضوي والمصيري ما بين الاشياء.
كانت هذه الكلمات البسيطة والسطحية لتعريف مُعقد مثابة الاُسس المتينة التي كانت تدفعنا ونحن من حوله لتذكر تعريفاتٍ أُخرى عصية على فهمنا المتواضع في بطون وامهات الكتب المُعقدة والتي كانت تتجاوز اعمارنا بمسافات زمانية لا يمكن الاستهانة بها.

عندها سألتهُ وماذا يعتقد بخصوص الاتحاد السوفيتي هل سينمو ويكبر وتسود الشيوعية اصقاع الدنيا؟
أجابني:
بالتاكيد مادامت هناك طبقة عاملة وحقوق مهضومة ويسار ينمو ويتشكل وتخلف اقتصادي واجتماعي فسوف تنهض الشيوعية وقوى اليسار ستنهار الحكومات المُتخلفة وتنظم الى المُعسكر السوفيتي فليس هناك بديل اخر ألا ترون تعاظم نفوذها والغليان الذي يسود طبقات الشعب المسحوقة اُنظروا الى الاحزاب الشيوعية في البلدان العربية وامريكا اللاتينية حتى اوربا الغربية هناك تناقضات تلفها سوف تنتهي النهاية الطبيعية لحتمية تاريخية هكذا قال ماركس وانجلز وطور لينين الخالد نظرية الحكم بمعية مُثقفي الفكر الشيوعي .
تفاءلنا خيراً فتبعة ذلك تعود بمحصلتها النهائية لصالح الحزب الشيوعي العراقي فكانت الجبهة الوطنية التقدمية التي ستنتصر على البرجوازية الصغيرة- حزب البعث- من خلال إنصهار البعث تدريجيا ليولي قبلته صوب موسكو او المانيا الشرقية من خلال الحزب الشيوعي العراقي.

البرد شديد وقارص ولابد من اسئلة واسئلة وإجابات تُنسينا دوران لسعته في عظامنا الرخوة. فبادرت انتصار ابنتهُ التي كانت عضوة مُتقدمة في الحزب الشيوعي العراقي ومسؤولة التنظيم النسوي قائلة : وماذا عن الولايات المُتحدة الامريكية قال أُحضروا الشاي قبل الاجابة فاحضروه شرب جرعتيئن فسادت الطمانينة فواده المَحشو بالقراءات قاسية الهظم نظر الينا نظرة تفحص فوجدنا كُلنا أذانا صاغية فشمرَ ساعدية وتحسسَ ذقنه الحليق وقال:
سياتي يوم تتحول فيه الولايات المُتحدة الامريكية الى المُعسكر الشرقي!
سالناه كيف ؟
فقال سياتي رئيس بمواصفاة تُخالِف النهج السابق لامريكا ‘ رئيس ميال الى النهج الاشتراكي منه الى الراسمالي مستفيداً مِن حالة الركود وتَململ الفرد والمجتمع من الضرائب الا ترون المواطن السوفيتي مرتاحا لانه مؤمَم
ثم إن الضغوطات الدولية بعد تنامي المعسكر الشرقي سوف تجبر صناع السياسة الامريكية على الاذعان لحتمية انتصار النهج الثوري المُتعاظم.

لا ادري تذكرت خالي حسن جبارة حينما حلَ حسين اوباما رئيساً لامريكا من باب التقارب او التساير بين الاسمين( حسن ، حسين) او من باب النكتة التي ثبت بطلانها بعد إنهيار الاتحاد السوفيتي والمعسكر الشرقي وانهزام وضعضعة الاحزاب الشيوعية واليسار العربي وصعود نجم الاصولية والسلفية او من باب ذلك الاحساس الغبي الموهن بالضعف الذي يتخذ من الشخصية الواحدة بعيداً عن المؤسسات والتبعيات ملاذاً رطبا يُعلق عليه افكاره التي لم ترتق لمجاراة لُغة العصر ومنهج البحث التاريخي لقد نَمّت وترعرعت امريكا
وتصدعت من الداخل لاسباب اقتصادية واجتماعية وسياسية مما حدا بالمؤسسات التي تُديرها الى إختيار البدائل الممكنة لانقاذها وهكذا هي دولة المؤسسات لا تهزم وإن وقعت فإن هناك بدائل وبدائل للبدائل في حالة عدم تحقيقها للاصلاحات المرجوة .

ملاحظة اخيرة:
توفي خالي حسن جبارة كاطع في عام2004 عن عمر يناهز الستين وقبل عشر سنوات من وفاتهِ التجأ الى التدين وعلمتُ خلال زيارتي للعراق بانهُ قدم استقالته من الحزب الشيوعي العراقي أُواخر السبعينات بعدما راى أحد اعضاء الصفوة في الحزب الشيوعي العراقي يُقيم وليمة فاخرة في احد فنادق الدرجة الاولى بمناسبة زفاف ولدهُ الاكبر وقبل اعتزالهِ قال لمن تبقى الى جواره من الشيوعيين مُشيرا الى طائرة ورقية يلعب بها طفل مُحاذي أنظروا الى هذه الطائرة الورقية ماذا يحصل إذا أنقطع خيطها فبهتوا ولم يتكلم احدٌ منهم لكنهُ اجابهم سوف تذهب الطائرة سُدى يسوقها الريح ويكتفي الطفل بالبُكاء وَلَف ما تبقى مِن الخيط حول اصبعه.
سيكون مصيرالحزب الشيوعي العراقي مصيره مصير الطائرة الورقية .
فات خالي أن الولد الصغير سوف يكبر وينقع اصبعه بالبنفسجي ولكن الله وحده يعلم لاي حزبٍ بديل!

كذلك الحال بالنسبة لابنتهِ الكبرى إنتصار والتي كانت مسؤولة التنظيم النسوي فقد رايتها في أخر زيارة لي الى العراق قبل ثلاثة اشهر –مُحجبة- وترجع في تقليدها الى السيد السيستاني بعد أن رزقها الله بابن الحلال شيوعي سابق ولديها الان اربعة اطفال.



#كريم_الثوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجلِ توضيح التباس القصد
- مُصلى في مقر الحزب الشيوعي العراقي
- عين الحلوة، أمير الدراجي، لعبة الموت
- أسراب الدموع تنزفُ كلمات
- ثلاث ومضات
- ما يقولهُ التاج للهُدهد*
- كان لي وطن
- كما لو كان لي وطن
- - هلاهل للوقت الضائع-
- قراءة في قصيدة (الزائر الأخير) للشاعر أديب كمال الدين
- أصوليّ
- مُعلمي
- أضغاث أحلام
- إطلالة على كتاب:- مسبحة من خرز الكلمات - ل - يحيى السماوي - ...
- آخر الوصايا
- إطلالة على كتاب ... -ألإنتظار في ماريون - ديوان في قصيدة
- إطلالة على كتاب
- محدقاً في الفراغ
- برد اجنبي
- فئران العراق


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كريم الثوري - حسن جبارة ‘ حسين اوباما والديالكتيك!