أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - حسن الشرع - شمهودة وحكاية اللطم الوطني














المزيد.....

شمهودة وحكاية اللطم الوطني


حسن الشرع

الحوار المتمدن-العدد: 2545 - 2009 / 2 / 2 - 03:41
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


يقول المتخصصون في لغة العرب ان الفعل لطم معناه ضرب ومن قام بعملية بحث بسيطة عبر احد محركات البحث في الانترنت سيلاحظ عدة امور اذكر اهمها :ارتباط الفعل غالبا بضرب الوجه فمثلا لا يدعى الرفس لطما،ثم ارتباط الفعل بالشيعة وعقيدتهم وتراثهم،واني وان كنت لا اريد الدخول في القضية الفقهية فالآراء كلها موجودة ابتداء من درجة الاستحباب القريب من الوجوب مرورا بالإباحة والجواز وانتهاء بالتحريم بما ورد عن البخاري بعد سلسلة الرواية(ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب).اما الخلاف حول شمهودة فليس بأقل منه حول اللطم..في الوقت الذي ينسب لهذه المرأة العراقية او البغدادية على رأي من يرى ذلك الجنون ،فان البعض يجعل منها أنموذجا للحظوظ السيئة كونها هربت مع حبيبها إلي بيت الزوجية عندما رفض أهلها زواجها من هذا الحبيب الذي وافاه الأجل اثر نوبة قلبية او انفجار سيارة مفخخة عشية الهروب الكبير....هنا لطمت شمهودة عندما لم تجد حلا .
لقد جرى حرف مسار دلالة لطم شمهودة وبصرف النظر عن كل الخلافات حول موضوع اللطم وهوية شمهودة..ومن مظاهر انصراف المعنى كثرة اللاطمين وطبيعة مجالسهم ،ففي هذه المجالس يجلس اللاطمين مع علية القوم وصفوتهم في الوقت الذي يتناولون الطعام مع العامة فان سالت احدهم فانه سيقول لك انني الطم لطم شمهودة!!.
وعلى اختلاف مشارب العراقيين ومذاهبهم ومناهلهم ومآربهم فالواضح انهم يستأنسون بشمهودة وبلطمها إلى الدرجة التي قد تجد فيها كثرا من مسؤولي الدولة مستشهدا بشمهودة للتدليل على مظلموميته ،فبعض الوزراء مثلا سيقول لك ان وزارته ليست سيادية وبعضهم يقول لك ان منصبه الوزاري لا تناسب مع مظلوميته عندما كان احد مهاجمي الخط الأول في برشلونة ،والآخر يدعي انه وزيرا بلا وزارة ،وغرة يقول لك انه وزيرا للاهوار التي جفت مياهها وهجرها اهلها وآخر وليس أخير ربما قال لك ان هناك جهات أخرى تشاطره الصلاحية في وزارته..الكل سيقول لك اني اجلس مع الكبار وآكل مع الصغار.
ترتبط ثقافة اللطم الشمهودي عند العامة بالمعاناة والحرمان اللذين يعاني منهما المواطن العراقي حيث أصبح يعبر عنهما بالمظلومية لاحقا..فالقضية بمجملها لا تعدو حرمان الفرد والأسرة والمجتمع من الحقوق المدنية والإنسانية وغيرها ثم تقديمها بمراحل وعلى شكل مكرمات لمن يِشترك في المجلس على إيقاعات اللطم،ولعل من أهم مظاهر م ما نذهب إليه ،هو كثرة الكيانات والمرشحين للانتخابات العامة فالكل لا يرغب بان يكون كشمهودة وسواءً سالت السيد الرئيس او أيا من نائبيه او أحدا من النخب السياسية و الرياضية من أمثال الظهير الأيسر الدكتور الدباغ او قلب الوسط السيد الحسيني ومرورا بالمشاط مدير عام البعثات على رأي من يرى ذلك والفتلاوي على رأي من يرى خلافه،وصولا لأبي الكيا البغدادي ....لا تستغرب ان أخبرك الكل بأنهم يلطمون لطم شمهودة.
لقد سمعت كثيرا عن جحا العربي والتركي والهندي وربما كانت هناك جنسيات أخرى لجحا ،لكني لم اعرف غير شمهودتنا الوطنية بمظلوميتها التاريخية وبلطمها العراقي بحثا عن قيمة إيديولوجية على التمن (الرز)السيامي ...تحت صورة أمير المؤمنين مستلا سيفه جالسا الى جانب الأسد الشاهنشاهي ...أكاد أجزم ان لا احد يجرؤ على ظلمه كما ظلمه شيعته بما أحدثوه وراءه لغاية في نفس السلطان الحكيم والمحتسب الكريم ومحيي الدين القويم ....انا لا أتحدث عن السقيفة قبل قرون خلت فذلك أمر متروك لأهل التاريخ والتحقيق..إنما أريد ان اذكره هنا مظلومية جاري المفترضة حيث طرقت زوجته كل أبواب منازل الجيران طالبة منهم التصويت له في الانتخابات تعويضا لما أصاب زوجها المرشح من ضرر في العهد السلجوقي عل يد الوالي والمتصرف وصاحب الجند قبل حلول العصر الجليدي الأخير.
يقول العارفون بالشأن العراقي ان الثقافة الاجتماعية العراقية ستتغير مع مرور الزمن بذات القدر الذي ستتركه الحضارة والثقافة الواردة على المجتمع العراقي...وقد نتفق مع هذا الفرض ،لكننا لا نخفي مخاوفنا في ان تتغير إيقاعات اللطم بتوزيع آخر...




#حسن_الشرع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية الدولة العراقية
- مقلوبة...!


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - حسن الشرع - شمهودة وحكاية اللطم الوطني