أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رمضان متولي - الخروج من الأسر














المزيد.....

الخروج من الأسر


رمضان متولي

الحوار المتمدن-العدد: 2544 - 2009 / 2 / 1 - 10:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


أؤيد تماما إضراب ملاحظي الإشارات في السكة الحديد، وأعتبره كإضراب عمال المحلة وموظفي الضرائب العقارية وغيرهم، خطوة وإن كانت بطيئة ومكلفة على طريق طويلة تنتهي بإعادة الاعتبار للغالبية العظمى من أبناء المجتمع المصري في مواجهة دولة تسيطر عليها مراكز القوى من أصحاب النفوذ والثروة وأطراف شبكات الفساد.

وحتى تصبح هذه الإضرابات قوية ومؤثرة في المدى الطويل، وحتى لا ينتهي أثرها بعد حل المشكلة سواء عن طريق العصا الأمنية أو الجزرة أو كليهما، ينبغي أن يستفيد هؤلاء العمال وزملاؤهم في كل موقع من تجربة موظفي الضرائب العقارية الذين أنشأوا نقابة ديمقراطية مستقلة بديلا عن النقابات والمؤسسات التي خربت وسيطرت عليها عناصر أمنية، وينبغي أيضا أن يستفيدوا من تجربة عمال المحلة الذين استطاعوا أن يحددوا معركتهم ويفضحوا التنظيم النقابي الفاسد والموالي للسلطة وأن يبتكروا من الأساليب الكفاحية ما يجعلهم قادرين على مواصلة المعركة والاستعداد لمعارك أخرى في المستقبل رغم شراسة القمع الذي تعرضوا له من قبل الدولة وخاصة أجهزتها الأمنية.

هذه الإضرابات تعتبر حلقات في سلسلة الأحداث العاصفة التي مرت بها مصر منذ انتفاضة الأقصى في عام 2000 وحتى الآن والتي طرحت بقوة معضلة التغيير في بلد الأهرامات والفراعنة. فقد شهدت هذه الفترة فضائح فساد وكوارث وتعديلات دستورية، وانتخابات مثيرة للجدل، ومخاوف تتعلق بمنصب الرئاسة وارتفاعا في الأسعار وأزمات وقضايا اقتصادية وبيئية متنوعة واكبها إضرابات عمالية كبيرة ومظاهرات جماهيرية في مختلف أنحاء القطر المصري، وشهدت إلى جانب الانتفاضة التي أعلنت موت مبادئ أوسلو حربا أمريكية دموية في أفغانستان وعدوانا إسرائيليا وحشيا على الفلسطينيين في 2002 وغزو العراق على أيدي القوات الأمريكية في 2003 ثم العدوان الإسرائيلي على لبنان 2006 والذي لحقه عدوان آخر على غزة مؤخرا، وما تخلل ذلك من أحداث وأزمات داخلية عنيفة وتحركات تضامنية واسعة.

ولعل كلمة "التغيير" ترددت على ألسنة الكثير من الناشطين السياسيين وأصحاب الرأي خلال هذه الفترة التي امتدت ثمان سنوات مزدحمة بالأحداث والطموحات والإحباطات، حتى وإن كان مضمون هذه الكلمة مختلفا وفقا لاتجاه من يرفعها حلا للمعضلة. ومع هذا الحديث المتواصل عن التغيير، امتلأت الساحة الإعلامية والثقافية بالتوقعات والتخمينات بين من يرون الدولة قادرة وقوية ومتسلطة في مواجهة شعب خانع وجبان وحركات سياسية ضعيفة أو مهادنة، أو من يرون الدولة ضعيفة وخائرة القوى ولكن حداثة المجتمع المدني أو ضعفه هو العقبة الحقيقية أمام حدوث هذا التغيير، حتى وإن كانت هناك بعض الأحداث القليلة تدعو إلى التفاؤل بشأن فرص هذا المجتمع المدني في تحقيق تقدم على طريق امتلاك القدرة على الفعل.

وفي اعتقادي أن الدولة المصرية ضعيفة وقوية في نفس الوقت. ضعيفة بقدر تراجع قوة المؤسسات وتحللها لصالح أصحاب الثروة والنفوذ الفاسدين وتزايد الاعتماد على الذراع الأمنية وانهيار القانون والشرعية الأخلاقية بعد تعقد شبكات الفساد وانتشارها لتصبح دولا داخل الدولة تستخدم المؤسسات وأجهزة الدولة المختلفة لتحقيق مصالحها الأنانية الخاصة، وقوية بقدر ما تستطيع اعتمادا على الجهاز الأمني قمع جميع التحركات العمالية والجماهيرية الواسعة وفرض سلطتها اللاأخلاقية واللاقانونية على شعب مقهور يعلن رفضه لهذه السلطة وعدم ثقته بها في كل مناسبة، يساعدها في ذلك نوع من الانهزامية منتشر بين مختلف الشرائح التي تمثل الغالبية العظمى من المجتمع.

وإذا كان ذلك صحيحا، ينبغي على من يسعون للتغيير أن يقرأوا بدقة جوانب القوة والضعف في كل من المجتمع والدولة ومحاولة تنسيق الجهود وبناء قدرات القوى الاجتماعية صاحبة المصلحة في التغيير لتصبح قادرة على تحقيق مكاسب حقيقية ونجاح ملموس في المواجهات المقبلة للقضاء على روح الانهزامية وتشجيع الفعل الإيجابي للخروج من الأسر.





#رمضان_متولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واقعية سياسية أم استسلام للأمر الواقع
- آلام المخاض لأجمل أطفال العالم
- انتهاز فرصة الأزمة للانقضاض على الدعم
- اقتصاد السوق وخرافة الكفاءة
- الفقراء لا يستفيدون من الرخاء ويدفعون ثمن الأزمة
- لا تنتحر ولا تذهب إلى المملكة!
- اقتصاد الفقاقيع
- الأزمة والفوضى … جوهر اقتصاد السوق
- أوهام الإصلاح من أعلى وحلم الثورة الواقعي
- مرجريت في الإسكندرية
- معركة المعارضة الضرورية: سيناريو التوريث أم مواجهة النظام؟
- مواجهة الفساد أم مناورة لامتصاص الغضب؟
- أبو الغيط يغيظ المصريين
- مالي أنا والشورى؟
- بورصة ، بورصة – ولا عزاء للفقراء
- بربرية وأمل في عصر التطرف
- أصرخ يا نور
- هل يعود بونابرت؟
- درس في التواضع
- الواقع والرمز في الهجوم على عز


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رمضان متولي - الخروج من الأسر