|
مستقبل القضية الفلسطينية تركها فلسطينية بلا عربية ...؟
مصطفى حقي
الحوار المتمدن-العدد: 2544 - 2009 / 2 / 1 - 10:16
المحور:
القضية الفلسطينية
ثلاث قمم عربية متفاوتة العدد والتمثيل متنافسة في كل شيء قليل من الوفاق وكثير من الجفاء والخلاف والاختلاف سبقتها عشرات القمم وشد الهمم وتصريحات وقرارات تجاوزت قمة هملايا صعوداً واخترقت غور الأردن هبوطاً ولفّت الكرة الأرضية عرضاً وطولا ’ شنوا حروباً أولى ثانية ثالثة ’ تاجروا بالقضية حتى العظم ببيانات وخطب رنانة وهم يرفعون بنادقهم ويهددون بقبضاتهم منهم من هدد بالقضاء على إسرائيل بيومين وآخر بساعتين ’ وهدر الشارع العربي والإسلامي منددا ومهددا ومتوعدا بالجهاد والله اكبر وعليهم ياعرب بكى الكثيرون حرقوا الأعلام رفعوا الرايات هاجموا السفارات احرقوا سيارات والقضية تسير من سيء إلى أسوا , كل الدول العربية نادت بالصمود والتصدي الملاصقة للحدود الفلسطينية الإسرائيلية وتلك البعيدة عنها ومن قارة أخرى كل الدول صرفت مليارات من النقد لتهيئة جيوشها الجبارة وتسليحها بأحدث الأسلحة برا وجوا وبحرا وصدئت تلك الأسلحة في مستودعاتها .. والأعوام تمر بطيئة كسلى والعدو الاسرائيلي يتقدم في كافة المجالات حربيا وسياسيا واقتصاديا ودول المواجهة ومن يناصرها من المحيط إلى الخليج وفي القارتين الأسيوية والإفريقية يتراجعون في كافة المجالات ويسجلون في عداد الدول المتخلفة .. ومع الأيام يستمر التخلف ويستمر العداء العربي العربي لينتقل إلى الفلسطيني الفلسطيني ليزداد الطين بلّة وتنقسم إلى دولتين متناحرتين دولة شرعية في الضفة الغربية وأخرى انقلابية في غزة وهذه الأخيرة معزولة سياسياً واقتصادياً وجغرافياً وتحت رحمة ومراقبة إسرائيل براً وبحراً وجواً إلا من بعض الدهاليز النفقية تحت الأرض تنتقل فيه إلى الأراضي المصرية لتتصل بالعالم ... والعالم حتى الآن عمل لصالح القضية الفلسطينية أكثر مما عمله العرب مجتمعين لها والمشكل ان للقضية الفلسطينية جذور تاريخية موغلة بالقدم وفي بحر من الأساطير قبل الوقائع وأقتطف من نص الاستاذ نضال نعيسه معلقاً على خطاب الرئيس القذافي عن القضية الفلسطينية ويقول في مقاله تعقيب على رؤية إسراطين للعقيد معمر القذافي المنشور في الحوار : فهذا الصراع هو صراع الأساطير، وحروب التاريخ الكبرى كانت بدوافع محض أسطورية. ونظراً لذاك البعد الأسطوري الفاقع الكبير والقدسي الذي ينطوي عليه مجل الصراع في منطقة الشرق الأوسط. فالصراع ليس حول حيفا، ويافا، أو مساحات خالية من الأراضي هنا وهناك، وليست بتلك السهولة والتبسيط، والمنظور الإجرائي والسياسي المطروح، بقدر ما هو صراع حول الرموز الميثيولوجية والماورائيات المعقدة والمتناحرة التي تحرك وحدها عجلات التاريخ، كما عجلات الدبابات، وكما حركت ذات وقت سنابك الخيل، في هذه المنطقة، من العالم، الموبوءة بالأساطير، واختصت لوحدها بإنتاج الأنبياء، والقديسين، وأولياء الله الصالحين. وما لم تفكك كل تلك الأساطير، وترد إلى أصولها وجذورها البيئية الخاصة، وتدرس ظروف نشأتها الوجدانية، وينظر إليها في سياقها التطوري الفلسفي والتاريخي ومن رؤية واقعية وعلمية، فلن تعرف هذه البقعة التي تغلي على مراجل الأساطير أي نوع من السلام والعيش الرغد الهني. وما قد يستلزمه ذلك من إعادة تأهيل لأجيال بأكملها، لنزع فيروسات التطرف والتعصب الأعمى والرؤية الدينية من الشيفرات الجينية التي تتوارثها جيلاً بعد جيل. أي أن لا جيلنا ولا أجيال قادمة بعدنا،(انتهى) ويشدني مقال الأستاذ ابراهيم علاء الدين وهو يؤكد تكريس تلك الاسطورة ممثلة بالخطاب الديني التي تخدم اليهود وأجتزء منه التالي:....وفي موضع اخر من دراسة للشيخ ياسين بعنوان "روح الجاهية" (منشورة على موقعه الخاص) يقول " ليست "قضية فلسطين" قضية محلية، بل هي قضية مصيرية. فهي بداية المواجهة الحاسمة بين الحق والباطل، بين الجاهلية والإسلام. مع الجاهلية تنَبؤٌ يهودي بمملكة صهيون الألفية. ومع الإسلام وعد الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه بالنصر المبين، وبالخلافة على منهاج النبوة، وبظهور هذا الدين على الدين كله ولو كره المشركون، ولو كره الكافرون". والامر الملفت بهذا النص، كأن الشيخ يقول ان المعركة الكبرى التي ستغير مجرى التاريخ وتؤدي الى اقامة دولة الخلافة الاسلامية، سوف تجري في فلسطين، وليس كما تعد بعض الاحزاب الاسلامية الاخرى، بان دولة الخلافة ستقام في مكان اخر، وهناك سوف يتم تحشيد القوى ثم تسير لتحرير فلسطين على غرار ما قام به صلاح الدين الايوبي قبل الف عام تقريبا. وربما قناعة الشيخ هذه تفسر بشكل ما هذه "الهبة غير المسبوقة" لجماعات الاخوان المسلمين في نصرة حماس اثناء العدوان الصهيوني على قطاع غزة باعتبارها الفرع الفلسطيني للجماعة وراس حربتها. (وان كان لدينا تفسيرا اكثر وضوحا لهذه الهبة سوف يتم نشره قريبا). ثم يجهد مرشد العدل والاحسان نفسه ويعمل فكره "النير" وهو المؤسس والباني ومهندس مؤسسة جماعة الاخوان المسلمين في المغرب، ويشحذ كل طاقته ويستجمع كل خبرته وثقافته ووعيه ويوظفها في تعظيم وتفخيم اليهود وقدرتهم وسطوتهم ويعزو لهم التفوق فيقول " مع الجاهلية التفوق العددي والتكنولوجي والمالي والعسكري، ومعها الخبرة والصناعة والتنظيم، ومعها السبق الزمني في كل الميادين، تطرق الآن وتلج عصر ما بعد الصناعة، عصر المعلوماتية والفضاء والإنتاج الأوتوماتكي والتحكم في الخلايا الوراثية للنبات والحيوان". ويواصل زعيم الاخوان المغاربة والذي من المتوقع ان يبقى يحتل هذه المنزلة في راس هرمها الى ان يتوفاه الله بعد عمر طويل، مثله مثل الحكام العرب، تبجيل اليهود وتعظيم شأنهم، حتى يبلغ به الامر الى تصوير قوة وهيمنة اليهود في العالم وكأنها بفعل ارادة الهية فيقول "سنة الله لا تجامل أحدا، وحكمه على الغثاء أن لا ينهضوا لجليل من الأمر ما داموا غثاء.احتلت اليهودية العالمية العقول من خلال الثقافة الغربية الصائلة في العالم. لهم مقاليد الإعلام؛ الإعلام المرئي، والمسموع، والمقروء، والمخَزّن في الحاسوبات، والطائر على أمواج الأثير مكتظ به الفضاء سائر إلى عصره الذهبي في يوم قريب يستطيع كل من على وجهها أن يسمع ويرى ويتصل بكل برامج العالم. وبرامج العالم تتبارى في عرض الكفر والغفلة عن الله والفتنة بمباهج الدنيا ولذاتها". (انتهى) عليه ولما تقدم فإن مستقبل القضية الفلسطينية قد تجد حلاً مناسباً في المدى المنظور في حال تحريرها من رقابة الأخوة العرب وتدخلاتهم وترك الفلسطينيين في مواجهة العدالة العالمية ... أو استمرارهم على هذا النهج والقضية الفلسطينية في تجاذب ما بين المناضلين العرب السلبي والسلبي وبعيد حتى عن جزء من الإيجابية .. عندها فالقضية ستبقى في خانة الضياع وإلى أجل غير مسمى ...؟
#مصطفى_حقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الكاتب المسرحي وورطة الإخراج ...؟
-
لماذا لانثير اهتمام الآخرين ..؟ !
-
مابين القمم العربية ضاعت (لحانا) والقضية ..؟
-
حقوق المرأة في العالم العربي تقاومها المرأة ...!؟
-
الشارع العربي في مسيرة اللطم والنواح وبإدمان ...؟
-
مهزلة إنسانية شاملة في غزة ..؟
-
حوار الأديان للوصول إلى احترام الإنسان وحرية العقائد ..؟
-
شركة تعمير أم تهديم أحلام السوريين .. من هو المسؤول ..؟
-
العبادة لأولياء الأمور أم للإله ...؟
-
ثقافة الحذاء الطائر تجتاح الشارع العربي بمثقفيه ..؟
-
الشارع العربي يصفق للحذاء كما صفق لصدَام ..؟
-
العلمانية مجتمع المساواة والعدالة ...؟
-
طفرة من رواية اللحاف لأيمن ناصر تثير جدلاً واسعاً..؟
-
سبع أعوام من العطاء في حوار حضاري ..؟
-
الوطن والقومية والدين في ميزان العلمانية ...؟
-
الدكتور الشعيبي بين الكتلة والمجتمع والخطاب الديني ..؟
-
اما أن تكون قرصاناً أو تُقَرصَن ...؟
-
مظاهر العنف ضد المرأة
-
ألم يحن الأوان لطي صفحة عقوبة الجلد المتخلفة ...؟
-
هل الأديان إقصاء للآخر وتكفيره .. وضدالتسامح والإنسانية ..؟
المزيد.....
-
وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
-
مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي
...
-
ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
-
-تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3
...
-
ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
-
السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
-
واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
-
انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
-
العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل
...
-
300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|