أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعدون محسن ضمد - اعتدالنا














المزيد.....


اعتدالنا


سعدون محسن ضمد

الحوار المتمدن-العدد: 2543 - 2009 / 1 / 31 - 08:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كانت جرائم غزَّة فاضحة، ليس لإسرائيل والعرب فقط، بل وللمجتمع الدولي.. للإنسانية وتراكمها الحضاري وقيمها المدنية، للإنسان بالأحرى وتاريخه النضالي من أجل قيم العدالة والمساواة وحقوق الضعفاء من أطفال ونساء وعجزة. كانت جرائم غزَّة الأخيرة فاضحة، بشكل مركز بالنسبة لنا نـحن الذين نرفع لواء الاعتدال ونترفع على من نعتبرهم غارقين بخزي التطرف. ما حدث في فلسطين مؤخراً وضع الإنسان ومدنيته وقيمه، واعتدالنا نـحن، إزاء محك فاضح لأبعد الحدود.
لم يعد الموضوع متعلقاً بحماس، بعصابة ترتدي قلنسوة الدين وتخفي تحتها رأساً أجوف مليئاً بالشعارات البالية. بل بالحقيقة.. حقيقة الاعتدال والتطرف. الحقيقة التي تقول بأننا معتدلون مع قضايا العالم لكنه متطرف مع قضايانا بشكل مخز. وإلا لماذا يسكت إزاء تأريخ كامل من المجازر الوحشية؟ الجواب بالتأكيد يتعلق بحق الدفاع عن النفس، لكن ما هي حدود هذا الحق، ومن يحددها؟ كيف يتسامح العالم مع حماية دولة (ديمقراطية) لرعاياها من خلال إبادة رعايا (دولة أو عصابة أو قوم أو قرية) أخرى! لماذا يقبل الراي العام الدولي (المتمدن والإنساني) من إسرائيل ما لا يقبله من حماس؟!
الجواب الجاهز هو؛ لأن حماس عصابة وإسرائيل دولة، حماس مجموعة إرهابيين لا يتورعون عن استخدام السلاح بأي وقت وضد أي أحد، وإسرائيل دولة حديثة لا تستخدم السلاح إلا لحماية مواطنيها... ممتاز. لكن الواقع أثبت أن إسرائيل أكثر تهوراً من حماس وهي مستعدة لاستخدام حتى الأسلحة المحرمة وفي قصف المدارس والمستشفيات ومراكز الإغاثة وبتحدٍ فاضح للأمم المتحدة. مع ذلك العالم المتحضر المعتدل لم يحرك ساكناً، الأمر الذي أشعرني بالحيرة، قلت: ربما سيتحرك بعد أن تتوقف الحرب وتنكشف المجازر، ربما أن العالم (المتحضر) الذي يشاهد المجازر يضغط بشكل خفي، وهو يمنح إسرائيل آخر فرصها. قلت لنفسي؛ حتى لو سكتت أميركا فأوروبا لن تفعل؛ لأن الشعوب الأوربية معتدلة ومتحضرة ومدنية وإنسانية وووو الخ. لكن الحرب انتهت والغبرة انجلت عن أكثر من ستة آلاف ضحية، ومع ذلك لم يحدث شيء، باستثناء بعض المظاهر المستهلكة.
عندما أصدرت المحكمة الدولية مذكرة اعتقال عمر البشير حكمت يومها على مواقف المعترضين العرب بأنها منحازة، واليوم أعتقد بأننا نـحن المنحازون، صحيح أن البشير قاتل، ولكن حقاً؛ لماذا نكيل للمجرم الضعيف بغير المكيال الذي نكيل به للمجرم القوي؟ ألا يعني هذا بأن (المتطرفين) الذين قالوا بالغايات السياسية للمذكرة كانوا محقين أكثر منّا نـحن الذين كذبناهم؟ أكثر منّا نحن المتخمين بالاعتدال حدَّ أقتناعنا بخرافة (المجتمع المدني الإنساني المتحضر) الذي لا يميز بين أطفال دار فور وأطفال غزَّة.
استخدمت إسرائيل كامل قوتها وبوحشية يندى لها الجبين (المعتدل)، ودول وشعوب العالم (المتحضر) صامتة، وعندما فرغت من القتل وشبعت من الأوصال والدماء حمَّلت العالم ـ هي الدولة القوية ـ مسؤولية حماية حدودها، فلبى العالم ـ الذي لم يفكر حتى بحماية الأطفال من قنابل الفسفور ـ نداءها وهو يباشر الآن رسم الخطط الكفيلة بحماية هذا الأمن.. غريب!! ونحن مع ذلك نبحث عن الحجج التي تجعل هذا الأمر مقبولاً ومندرجاً في ضرورات الاعتدال، ولا نحدِّث أنفسنا باحتمال أن تكون معايير العالم المتحضر تمييزية بشكل فاضح ومتخلف، وهي تكيل (لهم) بغير المكيال الذي تكيل به (لنا).





#سعدون_محسن_ضمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حدُّ الأطفال
- ثالث الثلاثة
- عصابات المسؤولين
- قف للمعلم
- أنت الخصم
- رسالة إلى هتلر
- ريثما يموت الببَّغاء
- الإنسان الناقص
- نبوئة لن تتحقق
- اغتيال مدينة
- كنت ثوريا
- التثوير الديني
- يقين الأحمق
- كلام المفجوع لا يعول عليه يا صائب
- البقاء للأقوى يا كامل
- اقليم الجنوب
- القرد العاري
- محمد حسين فضل الله
- وأعدائهم
- عبد الكريم قاسم


المزيد.....




- -مسحوا ذكرياتنا-.. شاهد الجيش الإسرائيلي يهدم منازلاً في مخي ...
- الجيش الكويتي يعلن مقتل اثنين من عناصره خلال تمرين ليلي للرم ...
- الدفاع المدني اللبناني: انتشال جثامين وأشلاء 11 قتيلا جراء ا ...
- السيسي في مدريد لحشد الدعم لإعمار غزة
- بن غفير يدعو لحرب شاملة على غزة
- واشنطن: مناورات مروحية صينية هددت سلامة طائرة فلبينية قرب جز ...
- نتنياهو يضع شروطا جديدة لمفاوضات المرحلة الثانية
- المغرب يعلن إحباط -مخطط إرهابي بالغ الخطورة-
- عون لمستشار الأمن القومي الأمريكي: ضرورة إنهاء الاحتلال الإس ...
- هل ينهي مقترح مصر لإعمار غزة خطط ترامب؟


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعدون محسن ضمد - اعتدالنا