حسن ميّ النوراني
الإمام المؤسِّس لِدعوة المَجْد (المَجْدِيَّة)
الحوار المتمدن-العدد: 781 - 2004 / 3 / 22 - 02:55
المحور:
الادب والفن
تلكَ امرأةٌ تحشرُ في أنفيْ
قَيْحاً مزَّق أرجاء الكونْ
وعويلاً في صدري
من أهلِ البريَّة يصعدْ
أهلُ البريَّهْ
نهضوا بعد دهور الموتْ
صاعقةٌ تلكْ
بعثتْ أَجداثَ الأرضْ
وتصدَّعْ
البحرُ تصدّعْ
نصفاً فوقكِ يا تلكْ
موجاً منْ نارْ
نصفاً تحتكِ من نارٍ غارْ
تلكَ امرأَةٌ منْ كُفريْ
مجبولهْ
وأَنا
ها قد آمنتْ
إنَّ اللهْ
ينسخُ منْ
نهْديها
من رِدْفَيهاْ
تفاحاً علقمْ
من تفاحة أول فسقٍ قام لهُ / ونهضْ
جدُّ الإنسانْ
أَنا ها قدْ آمنتْ
إنكِ يا تلكْ
إنكِ أَكبر آياتِ الشيطانْ
وجهنَّمُ مفتوحهْ
منْ ثغرٍ يمضغهُ الجوعى
يأْكلهمْ
وإلى بئرٍ يملؤهُ العطشى
يشربُهمْ
أَنا ها قد آمنتْ
إنَّ المرأةَ يا تلكْ
لا من ضلعٍ أَعوج بلْ
إنَّ المرأَهْ
حربٌ تزأَرْ
في الصحراء المحروقهْ
في ليلٍ أَعزبْ
في صبحٍ فاجرْ
في غابة جهلٍنْ
في بحر الظلمةِ مزروعهْ
إنَّ المرأَةَ سِفْرُنْ
منْ حرمانْ
سَفَرُنْ
منْ أَوهامْ
أَنا ها قدْ آمنتْ
إنَّ اللهْ
لمْ يجعلْ سَقَرَنْ
بعدَ الموتْ
إنَّ اللهْ
خلقَ المرأَةَ تلكْ
سَقَرَ الموتْ
تلكَ امرأَةٌ ينسخُ منها اللهْ
نتنَ الكَوْنْ
وسوادَ الكونْ
مرَّاتٍ مرَّاتْ
تلكَ المرأًةُ في شغفٍ تُحْييْ
كلاَّ
بلْ تُحْييْ كَيْ
ينهشُ قِرشٌ محشورٌ في زاويةٍ منها
محشورهْ
في قرفِ الريحْ
أَزهارَ الروحْ
تلكَ امرأَةٌ لا يغلبها
زهدٌ أَوْ
نسيانْ
تلكَ امرأَةٌ تهزمْ
عصيانَ الدَهْرِ وتمضيْ
تقهر موتَ الإنسانْ
كيْ يبقى للموتِ خلودُهْ
ويظلَّ الوجدْ
مشروخاً بينَ العشقِ وبينْ
مِقْصلةٍ تحملها
ذُكْرانٌ حمقى
خِرْفانٌ تتلوَّى
تتبعثَرُ خلفَ النسوانْ
هلْ
إنَّ المرأةَ يا سادهْ
لا تعرف أنْ
تصنع حبْ؟!
هلْ
المرأةُ في بلديْ
تعرف بَسْ
كيفَ تقودْ
جيشَ الموتْ؟!
هلْ أَنتْ
يا سيدتي الأخرى
آخرُ شهقهْ؟!
هلْ أَنتْ
يا امرأَةً لمْ
تأْتي بعدْ
هلْ أَنتِ استثناءٌ يوقفُ عنِّيْ
زحفَ الموت؟؟!!
غزة في 7/8/2001
#حسن_ميّ_النوراني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟