محمود القبطان
الحوار المتمدن-العدد: 2543 - 2009 / 1 / 31 - 08:39
المحور:
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
ظهر على الشاشة الفضائية العراقية اليوم 6 من الذين رشحوا أنفسهم لانتخابات مجالس المحافظات,ويبدو من خلال مظهرهم الجميل أنهم من الشباب الملتحي,واحدهم لم يستطع أن يشرح برنامجه أمام الجمهور ,ربما بسبب الارتباك حيث أنه حديث العهد للحديث أمام الشاشة العراقية المنحازة وبامتياز إلى طرف واحد لا غير,وهو التيار الإسلامي الشيعي,ولو اخذ الجميع حصتهم من الظهور دون تفريق لكان الأمر أهون ويبعد عن الفضائية أية "إشاعة"تحيز لكنها لم تفعل.ومجمل ما قاله السادة الجدد لمجالس المحافظات,إذا فازوا,إنهم ضد الفساد الإداري والمالي,ولا أريد أن اشكك بهذا البرنامج أو ذاك ,لكن ما يدور في خاطري سؤال كبير وهو :إذن من هو السارق,جهة أو حزبا أو تجمعا أو ماشابه ذلك؟
في بداية ك2 من هذا العام نشر على الشريط الأسفل للفضائية العراقية عن أن مفوضية النزاهة أحالت 7 آلا لاف قضية فساد إداري ومالي للتحقيق ,وعدد كبير من المتورطين بهذا الفساد هم من موظفي أمانة مجلس الوزراء.جميل ,في كل مكان يحدث الفساد,لكن في كل دول العالم يعاقب الموظف الذي يتلاعب على القانون وسموا القضية ما شئتهم فساد إداري أو مالي وبالمحصلة النهائية هي سرقة من الناس واغتناء على حساب المحتاجين,سواء تمشية معاملة أو الحصول على جواز أو أية قضية أخرى.لكن أنا اسأل السيد المالكي رئيس الوزراء الذي يزور محافظات وسط وجنوب العراق بسبب الحملة الانتخابية هل عاقب أحد موظفيه أو سمح بمتابعة قضية ضد أحد موظفيه؟هل علق عمله لحين انتهاء التحقيق بشان قضية قد تكون مفبركة ضد احدهم؟هل حقق ألاخرون بقضايا تهم فساد لموظفيهم أو على الأقل جعلوا ممن عليه تلك الشبهة مثلا للآخرين في أزاحته من موقعه الذي لن يغادره إلا بتغيير رئيسه ,كان من يكون رئيس كتلة نيابية أو حزب |أو وزارة؟
كان في إحدى الدول الاسكندنافية حدثاً هز الدولة بسبب إن إحدى السيدات التي كانت مرشحة رئاسة الحزب الديمقراطي الاشتراكي ومن ثم الوزارة,حدث أن اشترت في أحدى زياراتها الرسمية لإحدى المدن بعض الحاجيات الضرورية لها بكارت الدولة ,وقد علمت المعارضة التي تقف بالمرصاد لهذه السيدة,فأسقط اسمها من احتلال المركز الأول لحزبها وأبعدت عن الوزارة,ولم تتبوأ هذا المنصب إلا بعد سنين عديدة.فهل يحدث عندنا مثل هذا الالتزام والحفاظ على المال العام ويطرد السراق والمرتشين؟في بغداد ,وتحديدا في حي الكرادة,هناك مدرس إعدادية رشح نفسه لمجلس محافظة بغداد,وهذا من حق أي مواطن تنطبق علية الشروط,لكن هذا المدرس الهمام ,من إحدى خواصة الاختلاسية,وأهل الكرادة يشهدون له بذلك" لشجاعتة" في الاحتيال يعدل كل السعي السنوي لأي طالب لم ينجح في امتحاناته الفصلية مقابل 2ـ3 "أوراق",يعني فئة 100 دولار بعد أن تسلم عبر أحد باعة الخضروات في المنطقة وهذا بدوره له حصة من "الكعكة" العفنة.والطريقة الغير تربوية تسوى بعد أن يسلم أستاذ المادة درجات الامتحانات لتدقيقها من قبل المدير المرشح الجديد لمجلس محافظة بغداد,والتدقيق الأصح يأتي بعد الدفع.من مثل هذه النماذج تأتي لتأخذ مكان ألأكفاء والمخلصين بسبب طائفيتهم,وهو أصبح احد أشهر النكات في منطقته بسبب اختلاساته,لأنه يشير إلى النزاهة في دعايته.فهل يكون ويصح مثل هذا المثال الصارخ في الفساد مرشحا لمجلس محافظة بغداد؟
الدعاية الحكوميةـ والمضادة الحكومية تتراوح بين تبادل الاتهامات وحشر المرجعية عبر الموافقة سريا على هذه القائمة.وكل الدلائل تشير على أن المرجعية تقف بعيدا عن أن تدعم قائمة بعينها,وإنما تدعم الانتخابات’لكن المفلسين الجدد لابد وأن يتشبثوا بأخر ما يمكنهم أن يمسكوا به حتى ولو تطلب الأمر التشهير بألاخرين.
ما العمل؟
على الناخب العراقي أن يكون مخلصا مع نفسه أولا وأن يختار وبتمعن المستحق الوفي والذي لم يمد يديه هو أو حزبه أو تكتله إلى المال العام ولم تتلوث أيديه بدم العراقيين,يسعى من أجل مدينته في كافة المجالات,في الحفاظ على البيئة,تحسين الطرق والكهرباء الذي طال تأجيله وتوفير المياه الصالحة للشرب ونحن بلد النهرين العظيمين,الاهتمام بالزراعة والصناعة,تشجيع الإنتاج المحلي وعدم الاعتماد على الاستيراد فقط,وغيرها من المهام التي تنتظر المرشح الجديد للعمل وليس للسرقة وتجبير المنصب للحساب الخاص.
كيف نصل للناخب؟
أعتقد أن الانترنيت يقوم بعمل جبار في التوجيه إيجابا كان أم سلبا,لكن في ظروف العراق ليست ألإمكانية هذه متوفرة للأكثرية,ناهيك عن قطع الكهرباء وباستمرار,وبالتالي تكون تقنية الانترنيت محدودة,ولذلك على الناس الذين لهم اهتمام بما ينشر على الانترنيت والتواصل عبره أن يتصلوا تلفونيا بالأصدقاء والأهل ويحثوهم على الذهاب لمراكز الانتخابات ويختاروا الأفضل والأنسب بعيدا عن العواطف الطائفية والعرقية والدينية وإنما المواطنة والإخلاص هما المعيارين الأساسيين في الاختيار.الاحتكاك بالناخب مباشرة عبر اللقاءات اليومية,لان بعض القوائم لا تصل حتى إلى الفضائيات بسبب الانحياز الطائفي الذي تسير عليه العملية الدعائية للانتخابات.حسنا فعلت بعض القوائم بالاتصال بجماهيرها عبر الحملات الليلية للترويج لها وليس عبر شراء الصوت بالمال عبر كارتات التلفون النقال,كما قال احدهم من على إحدى الفضائيات,إضافة إلى تصريح ظافر العاني الذي قال فيه أنه سأل عما إذا يريد بضعة صناديق من الأصوات تهيأ له من أجل قائمته, لكن لم يعلم المشاهد ما هو ثمن هذه الصناديق ومقابل ماذا ولماذا عرض عليه وليس لغيره هذا العرض المغري؟
لا يمكن ألاستمرار بهذه المهزلة التناحرية والتي تسمى حملة انتخابات والقيادات السياسية في السلطة غضت النظر عن الفساد والفشل الادراي في إدارة الدولة, وكل هذا يحدث بسبب السلطة.
فهل المواطن العراقي قرر وحزم أمره لمن يعطي صوته يوم 31 ك2؟وليكن هو المسئول الأول عن النتيجة.
#محمود_القبطان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟