قراءة لإنتخابات مجالس المحافظات 2009

سهام فوزي

الحوار المتمدن-العدد: 2542 - 2009 / 1 / 30 - 04:59
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    

إن المتابع لإنتخابات مجالس المحافظات العراقية يمكنه ملاحظة ما يلي :
1-تشهد هذه الإنتخابات إنشقاقات وإنقسامات كبيرة بين الكتل والإئتلافات المتحالفة في الإنتخابات البرلمانية عام 2005 بل وفي داخل الحزب الواحد ،ففي داخل التيار الشيعي فبالإضافة إلي الإنقسام بين حزب الدعوة والمجلس الأعلي الإسلامي ، فإن هناك إنقسام آخر يعاني منه حزب الدعوة وهو الإنقسام الذي حدث منذ فترة داخل الحزب بإنشقاق الدكتور إبراهيم الجعفري عن الحزب ودخوله الإنتخابات تحت إسم تيار الإصلاح الوطني ومحاولته أن يجد موقعا علي الخريطة السياسية حتي وإن كان موقعا منافسا لحزبه الأسبق حزب الدعوة الذي يعتمد في هذه الإنتخابات علي إرتفاع شعبية السيد نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي نتيجه لنجاحاته الأمنية التي حققها وإن كان البعض يري أن خلاف السيد نوري المالكي مع التيار الصدري نتيجة للحملات الأمنية التي شنتها الحكومة علي التيار قد يسلب قائمة حزب الدعوة مؤيدو هذا التيار ،كما يشهد الحزب الإسلامي إنقسامات داخلية تمثل أبرزها في تكوين كتلة مستقله عنه بإسم تحالف الشيوخ والمثقفين ،هذا وتشهد جبهة الوفاق نزاعات حادة بدت واضحه للعيان في عملية إختيار خلفا لرئيس مجلس النواب العراقي الدكتور محمود المشهداني .
2-تشهد هذه الإنتخابات تحالفات إنتخابية جديدة ومشاركة قوائم تبتعد ولو ظاهريا عن التحالفات الطائفية وتركز علي طرح قضايا تهم الناس مثل نقص خدمات الكهرباء والماء كما تركز هذه القوائم علي تقديم وعود إنتخابية بأنها ستعمل في حال وصولها إلي مقاعد المجالس علي إيجاد حلول لهذه المشاكل الجوهرية التي أصبحت الشغل الشاغل للمواطن العادي وقد تكون هذه المشاكل الدافع له إلي إختيار هذه الجبهة أو تلك ، وتعمل لذلك تلك الكيانات علي إبراز إنجازاتها السابقة في المحافظات التي تولت فيها مقاعد المحافظه التي فازت بها سابقا من أجل كسب أصوات الناخبين ،فعلي سبيل المثال تركز الكيانات الإنتخابيةالثلاثة الرئيسية في محافظة النجف الأشرف وهي قائمة شهيد المحراب و قائمة دولة القانون وقائمة الوفاء للنجف علي إنجازاتها التي حققتها في المحافظة أو علي مستوي العراق ككل فبالإضافة للصبغة الدينية لحملة قائمة شهيد المحراب ومضمون الإسم الذي إختارته هذه القائمة لنفسها تركز علي إنجازاتها والمشاريع التي قدمتها في عهد المحافظ الحالي الذي ينتمي لها بينما تركز قائمة الوفاء للنجف علي الإنجازات التي حققها محافظ المدينة الأسبق المنتمي لها والذي تولي المسئولية في ظروف صعبة وإضطرابات أمنية شديدة وإستطاع رغم ذلك أن يحقق العديد من الإنجازات للمحافظه وأن يوفر العديد من فرص العمل لأبنائها بينما تركز قائمة دولة القانون علي إنجازات حكومة السيد المالكي ، ويتوقع أن تحظي هذه القوائم الثلاث بأغلبية اصوات ناخبي محافظة النجف الأشرف مع حصول قائمتي تحالف دولةالقانون والوفاء للنجف علي مقاعد أكثر من تلك التي ستحصل عليها قائمة شهيد المحراب .
3- تشهد هذه الإنتخابات تنامي قوة التيارات العلمانية التي تضم أسماء معروفه ولها ثقلها الإنتخابي مثل الدكتور إياد علاوي رئيس الوزراء الأسبق ولهذه القوي العديد المؤيدين خاصة في أوساط المثقفين مما يعني أن هذه الإنتخابات ستشكل فرصة حقيقية لكي تتعرف الكيانات والأحزاب المختلفة علي حجمها وتواجدها الحقيقي بين أوساط الناخبين وبالتالي إمكانية رسم خريطه واقعية للقوي السياسية العراقية
4- تشهد هذه الإنتخابات إستمرار التدخلات الإقليمية في الشان العراقي الداخلي ،فإيران تتدخل في هذه الإنتخابات عن طريق دعمها للعديد من التيارات والأحزاب الشيعية وأبرزها المجلس الأعلي الإسلامي وتحاول إيران من خلال تلك الأحزاب أن تؤثر علي نتيجة الإنتخابات بما يحقق مصالحها ويمكنها من أن تستمر في تنفيذ أجندتها السياسية التي لا تخدم إلا مصلحتها وأمنها القومي وقد يكون هذا النفوذ الإيراني القوي ونفوذ الأحزاب التابعه لإيران هو ما دعي رئيس الوزراء العراقي السيد المالكي من تحذير القوي الأمنية في المحافظات من التدخل في العملية الإنتخابية والتأثير في نتائجها، كما تشهد هذه الإنتخابات دعما تركيا للحزب الإسلامي من أجل منافسة النفوذ الإيراني في العراق مما يعيد إلي الأذهان الصراع والتنافس التاريخي بين تركيا وإيران والذي كان العراق ساحته في فترات تاريخية سابقة ولا تهدف تركيا من وراء هذا التدخل سوي تحقيق مصالحها وإعتبارات أمنها القومي
5- تم الإتفاق علي عدم إجراء إنتخابات في كركوك وإستبعادها من الإنتخابات حتي يتم تكوين لجنة تتوصل إلي حل دائم لمدينة كركوك، وكالعادة فإن هذا القرار هو ترحيل لمشكلة كركوك وليس حلا لها مما يطيل من أمد هذه المشكلة ويعقد أبعادها علي الرغم من أنه قد آن الأوان للبحث عن حل ذاتي عراقي لمشكلة كركوك بمشاركة جميع أطراف المشكلة الإثنية في كركوك ودون إستبعاد لأحد المكونات الإثنية في المدينة وبرعاية الحكومة المركزية في بغداد حيث لا يمكن أن يبقي وضع المدينة معلقا إلي الأبد خاصة وأن نائب محافظ كركوك قد أعلن أن المسئولين فيها قد فهموا خلال لقائهم بنائب الرئيس الأمريكي جون بايدن للمدينة أن الولايات المتحدة ستترك حل كركوك لأهلها
6- تجري هذه الإنتخابات وسط إحتجاجات شديدة من جانب الأقليات الدينية علي عدد المقاعد المخصصة لها والتي إعتبرته الأقليات محاولة لتهميشها وإقصائها سياسيا إرضاءا لمكونات سياسية أخري ، وطالبت الأقليات بإعطائها مزيدا من المقاعد في مجالس المحافظات كما طالبت بأن يمتد تمثيلها إلي محافظات أخري لها فيها تواجدا سكانيا يؤهلها لأن تحظي بمقاعد تضاف إلي حصتها المقررة

#سهام_فوزي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات