أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - باهر محمود عبد العظيم - الحل الوحيد لتطبيق العلمانية في مصر














المزيد.....

الحل الوحيد لتطبيق العلمانية في مصر


باهر محمود عبد العظيم

الحوار المتمدن-العدد: 2542 - 2009 / 1 / 30 - 04:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أحد أهم الأسباب التي تجعل الإنسان يعيد حساباته بخصوص مواقفه السياسية والإقتصادية هي الأحداث التي تجبر الواقع على ان يتغير ولو بالقوة, قد يكون كلامي غريبا, لكن لن يبدو كذلك اذا علمنا ان تلك هي الطريقة الوحيدة لتغيير افكار شعوب الدول العربية من الصراخ مطالبة بتطبيق الحكم الديني الى بداية الاقتناع بجدوى العلمانية وخطورة الحكم الثيوقراطي, طريقة واحده في رأيي كفيلة بتغيير الوضع المزري للتفكير العربي الحالي وبدء إعادة التفكير فيه من قِبل الشعوب نفسها, تلك الطريقة تتلخص في السماح للتيارات الدينية السياسية بأخذ طريقها للحكم وتمهيد كل السبل لإعتلائهم سدة السلطة, بل ومطالبتهم ببذل كل مجهود في سبيل تطبيق حكمهم الديني على شعوبهم , ولنر النتيجة......

افغانستان عانت وتعاني أشد المعاناة من الحكم الديني لطالبان, وتحضرني نماذج عن حوادث بشعة حدثت هناك بإسم تطبيق الدين في الحكم, أقربها في وزيرستان من فترة قريبة عندما أعلنت طالبان كما أعلنت من قبل وقف تعليم الفتيات تطبيقاً للشريعة وحدث ان اوقف واحد من شرطة طالبان فتاة عمرها عشر سنوات تحمل كتبها وتتجه لمدرستها, وعندما تاكد انها ذاهبه للمدرسة بالفعل حرق وجهها بماء نار, ولا ننسى الشرطة النسائية في ايران والتي قامت بتوقيف النساء في الشوراع لإرتدائهم الأحذية البوت التي يدخلون فيها أرجل بنطلوناتهم بحجة أن منظرها مسيء وفيه فتنة للرجال, والمناظر المصورة في الشوارع للشرطة النسائية وهي تضرب النساء دلاله واضحه على ديكتاتورية الحكم الديني, أما في السعودية فتدخل هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الكافيتريات والمطاعم وتستجوب اي ذكر جالس مع انثى بحجة معرفة طبيعة علاقتهم, الى جانب ممارستهم القمعية المعروفة من سؤال عن اسباب عدم الصلاة الى اغلاق المتاجر المفتوحة وقت الآذان, في الجزائر زادت خلال الفترة الاخيرة عمليات تغيير الديانة من الاسلام للمسيحية, وعند سؤال من قاموا بها كانت اجابتهم ان الحكم الديني المصغر للجماعات الاسلامية في القرى التي حكموها لفترة وجيزة كانت من اهم اسباب تركهم للاسلام, كذلك قالوا ان الاسلام ارتبط في اذهانهم بالحوادث المرعبة التي قام خلالها الاسلاميون بذبح وتقطيع وحرق الاف المدنيين الجزائريين تطبيقا لحكمهم الديني.....

تلك النماذج السابقة للحكم الديني تعتبر خطوة في اقناع الشعوب بالتغيير للعلمانية, في افغانستان بدا تحول ملحوظ للبعد عن تاييد الحكم الديني, كذلك الحال في السعودية التي ظهرت فيها تيارات ليبرالية وعلمانية عديدة دون ان يكون لها تواجد فعلي على ارض الواقع نظرا لطبيعة النظام الديني العنيفة هناك, الجزائر تتحول فيها النظرة للحكم الديني الى نظرة سلبية بالتدريج, العراق على مشارف علمانية كامله بعد تجارب مؤسفة للتيارات الدينية هناك, اذاً احدثت التيارات الدينية بتشددها وعنفها وديكتاتوريتها تغييرات فعلية لاتجاهات اخرى اقل عنفا وتسلطا وتشددا, وهو ما يلاحظ في مصر الان, بعدما حدث في غزة ومن قبلها لبنان على يد حماس وحزب الله بدات الاصوات تنادي باعادة النظر في تطبيق الدين في الحكم, وظهرت تيارات تنادي بالقومية المصرية فقط لا غير بعيدا عن التاثيرات الخارجية سواء القومية العربية او الحكم الديني, العلمانية والليبرالية والاشتراكية تاخذ مسارها في مصر الان في مواجهة التيار الديني ممثل في الاخوان, وصل الامر للكثيرين الان للمطالبة بتاييد جمال مبارك في مواجهة الاخوان في حال استمرار الاثنين في المنافسة على كرسي السلطة.....

المسالة الان تنحصر في شقين, اما الموافقة على استمرار الحزب الوطني ممثلا في جمال مبارك او احد اعمدته مع استمرار استغلاله للدين كمصدر شرعي للسلطة الى جانب ضربة للتيارات الدينية بحجة انها غير شرعية وارهابية, او الاعتماد على الحكم الديني الذي يستخدم الدين لصالح استمراره في السلطة مع ضرب التيارات العلمانية والليبرالية بحجة انها ضد الدين وتعادي الله ورسوله, في رايي ان ترك الحبل على الغارب للتيارات الدينية حتى تصل للحكم وتمارس سلطتها بشكل كامل ومطلق هو الحل لبزوغ رفض شعبي لها نتيجة ممارساتها الديكتاتورية والسلطوية والعنيفة كما هو متوقع, وفي تلك الحاله ستتجه الجماهير للتيار الوحيد القوي الباقي وهو التيار العلماني الذي سيقوم بدور المنقذ في تلك الحاله وسيقف كحل اخير امام ديكتاتورية السلطة الثيوقراطية الاقصائية, بمزيد من الجهد وبعض الوقت وبمساعدة تسلط الحكم الديني ستتجه الاعين لدعم الحركات العلمانية, وستنشأ جماعات ضغط علمانية قوية بمساندة جماهيرية كبيرة نسبيا وستأخذ مصر نفس الطريق الذي اتخذته تركيا من قبل نحو العلمانية الصرفة.....

قد يكون تحليلي خيالي, او مبالغ فيه, او ربما متفائل زيادة عن الحد, ولكن قد يكون هذا هو الغرض منه حتى تثار القضية بشكل اكثر اعتدالا وواقعية مستقبلاً......



#باهر_محمود_عبد_العظيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى يخرج الأزهر من أزماته ويسترد دوره المعتدل؟
- العلمانية الأسبانية كما نطالب بها
- القضاء السعودي بين الأحكام السماوية والقوانين الوضعية
- هل تصنع أفكار العودة للماضي دولاً إٍسلامية حديثة؟
- هل حان الوقت لإعادة النظر في القنوات والبرامج الدينية التي ت ...
- العلمانية الألمانية والعلمانية المصرية, هذا هو الفرق
- دور التنوير في حل أزمات المجتمع المصري
- عندما يقتل الأب إبنه, ماذا يتبقى ؟
- عبقرية الشعب المصري
- ما بين سطور المراجعات الفقهية, نرجو الإنتباه قبل فوات الآوان
- عقوبة المرتد أكبر إساءة للإسلام
- عقل جديد لعالم جديد – رؤية تحليلية للعقل المصرى المعاصر
- هل أصبح الأزهر منبر التطرف وضحالة الفكر وتعطيل العقل ؟
- وهم الصحوة الإسلامية
- العنصرية تحكم مصر
- عادات المصريين في خطر
- حزب الإخوان–كيف تتوازن سلطات الدولة المختلفة مع لجنة ظل الله ...


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - باهر محمود عبد العظيم - الحل الوحيد لتطبيق العلمانية في مصر