أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - أمير الدراجي... وداعاً














المزيد.....

أمير الدراجي... وداعاً


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 2540 - 2009 / 1 / 28 - 09:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تلقيت ببالغ الأسى خبر رحيل الكاتب العراقي المتميز أمير الدراجي بعد مرض عضال، ومعاناة طويلة. لقد توفي مغتربا في النرويج، دون أن تمد الحكومة العراقية، أو الأحزاب الحكومية، له يدا، فيما تُنهَبْ الأموال نهبا في فساد جعل العراق في مقدمة دول الفساد، وفيما ينال أميون مراتب خيالية وتقاعدا أكثر خيالية وسفرات مجانية تحت عنوان الحج.

كان الفقيد كاتبا تقدميا ذا عطاء، وله سجل مجيد في النضال والتضحيات بنكران ذات.
إن مصير المرحوم أمير هو مثال جيد على معاناة المثقفين الوطنيين العراقيين، داخل العراق وفي المغتربات، فهم بعد حوالي ست سنوات من سقوط النظام السابق، مازالوا يعانون من الإهمال والنسيان الحكوميين، وقبل أمير توفي في بغداد بعد معاناة طويلة الموسيقار النابغة سلمان شكر، وهو على مسافة قصيرة من المنطقة الخضراء، أما لامبالاة الحكومة والأحزاب الحكومية رغم أنني نبهت للخطر في نداءاتي على المواقع أكثر من مرة، وتوجهي لجهة كردستانية للمساعدة على نقل سلمان إلى مستشفى في الخارج، وكان شفاؤه مرجحا.

المثقفون العراقيين الوطنيون، الحريصون على مصلحة العراق، قد عانوا الأمرين زمن صدام، من إعدام، وسجن وتعذيب، وقطع الأرزاق، والابتزاز، مما اضطر آلاف منهم للهجرة؛ أما اليوم فالمحنة مستمرة بأشكال ودرجات.

إن محنة المثقفين جزء من اللوحة العامة لعراق اليوم، حيث اختلاط التناقضات، وتعدد المآسي، واحتدام الصراعات، مع نقاط ضوء واعدة.

لقد اغتالت المليشيات والقاعدة أكثر من مائة صحفي، وجرى التضييق على حرية الفكر والتعبير، ورأى الفنانون العراقيون المبدعون أنفسهم في أقفاص اتهام الإسلاميين المعادين للديمقراطية وحقوق الإنسان، برغم كل الشعارات واللافتات البراقة، وألقى دستور أحكام الشريعة بغيوم السواد على المرأة والفن بكل أشكاله، وأخيراً جرى منع الاحتفال بالأعياد في النوادي ترضية لفقهاء الدين والساسة الإسلاميين.

في المهجر عشرات الآلاف من المثقفين الذين اضطروا للهجرة زمن صدام، وكثيرون ممن عادوا بعد سقوطه رجعوا للمغتربات، ولاسيما في السنوات الخمس الأولى حينما كان الموت بالجملة، والتطهير الديني والمذهبي ممارسة يومية.

في العراق حريات عامة واسعة بفضل الرئيس بوش، ولكنها حريات أساءت الأحزاب الحاكمة استثمارها بسبب نظام المحاصصة الطائفية، والمعايير العرقية والمذهبية في الانتخابات. في العراق حريات عامة واسعة، ولكن حريات الفرد مقيدة جراء هيمنة الأحزاب الدينية، وإرهاب القاعدة، وضغوط رجال الدين، أيضا الخراب الاجتماعي والفكري للمجتمع الموروث من عهد الفاشية البائدة.

إنني، أقدم أصدق التعازي لعائلة الدراجي، وأقاربه، وأصدقائه، وللمثقفين الوطنيين العراقيين، داخل الوطن وفي المغترب.... وسلاما لذكرى الفقيد.




#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق هو الذي أهين، لا شخص بوش ..
- السيادة المغبونة والمقايضات المشبوهة!
- متى نتعلم من تجاربنا؟!
- إنها لمستمرة: محنة المسيحيين العراقيين..
- موسم الرقص على طبول إيران!
- الحكومة العراقية ومظاهرة مقتدى الإيرانية
- أوقفوا المجازر الجديدة ضد المسيحيين في الموصل!
- مسيحي -أقلياتي- أستاذا في ثانوية النجف!
- عراق اليوم وعراق أمس، وما بينهما إيران!
- لكيلا ننسى سلمان شكر
- متاجرة رخيصة ونفاق مزمن!
- 11 سبتمبر في الانتخابات الأمريكية
- فضح التوسعية الإيرانية ودجل المحامين!
- منغصات في المستشفيات
- اغتيال دنيء، ويوم آت لأعداء الفكر، والنور..
- مطاردة مجالس الصحوة: يا ليت شعري ما الصحيح؟!
- تداعيات العمر (9)
- إيران، و-ملأ الفراغ- في العراق!
- ماذا يريد بوتين من جورجيا؟!
- تداعيات العمر (8)


المزيد.....




- عزيز الشافعي يدعم شيرين ويوضح موقفه من إصدار أغنيتها الجديدت ...
- أمريكا تجدد دعوتها لسوريا للإفراج عن الصحفي -المختطف- أوستن ...
- قصف مدفعي إسرائيلي من العيار الثقيل يستهدف مجرى نهر الليطاني ...
- متهم بالعمالة للحكومة المصرية يتوصل لصفقة مع السلطات الأميرك ...
- في ختام اليوم 313 للحرب على غزة.. آحدث تفاصيل الوضع الميداني ...
- مصراتة الليبية تعلن إعادة تفعيل المجلس العسكري ردا على نقل ص ...
- السلطات الفرنسية تمنع دخول الفرقاطة الروسية -شتاندارت- موانئ ...
- العاصفة إرنستو تضرب بورتوريكو وسط تحذيرات من تحولها إلى إعصا ...
- ماكرون يعلن مقتل طيارين فرنسيين جراء تصادم مقاتلتي -رافال-
- -حزب الله- ينشر ملخص عملياته ضد مواقع وانتشار الجيش الإسرائي ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - أمير الدراجي... وداعاً