|
المجزرة .. كوارث ودروس
سعيد مضيه
الحوار المتمدن-العدد: 2538 - 2009 / 1 / 26 - 06:41
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
لعل تزامن انتهاء المجزرة التي استفزت البشرية جمعاء مع انتهاء حقبة إدارة اليمين الأصولي في الولايات المتحدة الأمريكية ما يجيز لنا استعارة القول الدارج ، "حياة جديدة كتبت للناجين": نجاة البشر من موت عاصف . ونجاة قضية من الاندثار في خضم التنكر للقوانين والقرارات الدولية. الم يتحول عنوان الصراع الدائر على أرض فلسطين في السياسة الدولية من حق شعب في وطنه المهدور إلى حق دولة في الأمن؟1 ونستدرك إلى القول أن إدارة أوباما لا تحمل تغييرا في علاقة التحالف الآثم مع إسرائيل؛ فقد برأ إسرائيل من همجية عدوانها ، تحدث عن الصواريخ النازلة على "الآمنين في إسرائيل" ولم يتحدث عن الموت بالجملة يعصف بغزة. الموقف الأميركي من الصراع العربي ـ الإسرائيلي مرتبط عضويا بتشابك المصالح العليا والمهيمنة داخل الولايات المتحدة، والتي لم يطرأ عليها تحول جذري؛ لكن العلاقة الأمريكية ـ الإسرائيلية ستكون النشاز في وضع دولي ينحو باتجاه الاسترخاء وإعادة الاعتبار للقوانين والقرارات الدولية الإنسانية ، تحت ضغوط الأزمة الاقتصادية. استمرت العلاقة الآثمة في عهد الإدارة الأصولية محورأً لنهج الولايات المتحدة الأمريكية على الصعيد الكوني. ومارست النزعة العدوانية المسعورة كل الضغوط الممكنة للتحريض على النضال التحرري الفلسطيني ، باعتباره احد جبهات الإرهاب وعزله حتى عن دول الجوار العربية. والأصولية لم تكن اجتهادا في الديانة المسيحية ؛ إنما غطاء لتمويه سياسات مسعورة للهيمنة الكونية تنتهك القوانين الإنسانية الدولية وتخرج على القرارات الدولية . بدعم اليمين الأمريكي زادت إسرائيل من شراستها العدوانية، وكشفت عن نواياها الاقتلاعية في فلسطين كافة. يقدم شهادة بهذا الخصوص الصحفي أليكسندر كوكبيرن محرر نشرة "كاونتر بانش" الأليكترونية . فبعد ان شاهد الفيلم الذي أخرجه الإسرائيلي آري فولمان " رقصة فالس مع بشير"، والذي يحكي الأحداث الفاجعة لمجزرة صبرا وشاتيلا يقول: " تحولت إلى جهاز التلفزيون كي أرى صور الأجساد المهشمة لفلسطينيين قتلتهم قنابل وصواريخ إسرائيل خلال 22 يوما من القصف المتواصل. في البداية اعتقدت ان لا شيء قد تغير منذ أيام صبرا وشاتيلا. إسرائيل محصورة في ذهنية الحصار وتطورت لديها مشاعر الضحية حتى وهي تقتل الناس. ولدى العودة إلى القدس بعد عشر سنوات، حيث أقمت فيها كمراسل لصحيفة "الإندبندنت" ما بين 1995 و1999 تبين لي ان إسرائيل انكفأت نحو الأسوأ." ويدعو للتأمل أن الفيلم أعلن فوزه في مسابقة للإنتاج السينمائي دون أدنى إشارة إلى مضمونه – مجزرة صبرا وشاتيلا. علاوة على أن مخرج الفيلم، آري فولمان، لم يرفع صوته مستنكرا العدوان الإسرائيلي على القطاع. كل ذلك من حصاد النشاط السياسي للمسيحية الأصولية. بتشجيع من "لاهوت " يزعم ان التاريخ مقدر بإرادة إلهية قديمة للاستحواذ على فلسطين كاملة تمهيدا ل "الألفية السعيدة" . باتت الكراهية العنصرية والحروب العدوانية وسيلة مشروعة ومقدسة. وبموجب الأمر الإلهي سدرت إسرائيل في محاولات لتنفيذ مشروع الترانسفير. ليس منة على حماس تقدير صمودها مع بقية الفصائل بوجه عدوان عسكري شرس موجه خصيصا لإنزال أفجع المصائب بالناس العاديين. والشعب الفلسطيني لم يعهد سوى القسوة المتناهية في تدبير المجازر الجماعية من جانب إسرائيل منذ مجزرة دير ياسين. والفضل كبير للصمود بوجه الآلة العسكرية الإسرائيلية لأن ذلك ، وللمرة الثانية، يشهد الإسرائيليين ان جيشهم ليس مطلق التفوق، والاستناد إلى قدرته القتالية لن يوفر الأمن ، رغم أنه يقف في الترتيب الرابع بين جيوش العالم؛ وان بمقدور الجماهير الفلسطينية الدفاع عن السيادة الوطنية . وهذا من شانه أيضا أن يسقط مسوغات الأنظمة العربية للتخاذل والتفريط بالحقوق الوطنية والقومية خوفا من الذراع الحديدية. لكن يلح السؤال في هذا المقام: ألا يمكن القول بكل ثقة أن الموقف الفلسطيني يكون أفضل وأكثر إبهارا للعالم لو كانت الصفوف موحدة ، ولو تم التنسيق بين الفصائل وتحريك الاحتياطات؟ إن مجتمعات ترفض النقد بدءاً بسياسييها ورجال دينها ومثقفيها هي مجتمعات لن تتقدم إلى الأمام رغم كل التضحيات. النقد ، خاصة نقد الذات، قوة دافعة للتطور وترقية الأداء وامتلاك زمام المبادرة. والنقد لابد أن يشمل الإعلام الذي وقع في كمين الفاجعة المفتوحة واستغاثة الملهوفين بلا حول، بعكس مجريات العدوان على لبنان. والمقارنة كاشفة: فهل من مشهد أروع وأكثر إثارة للإعجاب والتقدير من وقفة الشيخ حسن نصر الله يهيب بالمتلقين انظروا إمامكم إلى البارجة في عرض البحر ، إنها تغرق بصواريخ المقاومة ! او عرض مشهد الدبابات الإسرائيلية تصطدم بمقاومة عاتية في وادي الحجير. لم تمتلك المقاومة الفلسطينية إعلامها المتجول مع المقاومة ينقل مشاهد التصدي والمقاومة العنيدة. غلب الشعار (حسبنا الله ونعم الوكيل) بما يحمله من دلالات في المضمون ليعكس نوعاً من التسليم بهول ما يجري . لم تطل على المتلقين مشهدية الصمود والمواجهة. وظف حزب الله الجبرية مخدة واقية من تكسّرالأمل بالنصر، إذ دمجها بتهيئة المقومات المادية للنصر. قليل من الجبرية يلهم الجماهير الصبر على الشدائد مع ترك حيز للعلم والخبرة والعمل بهما. اما اتكاء القيادات على الجبرية فإنهم بذلك يعفون النفس من مهمات القيادة في الحشد و التعبئة والتنظيم وكذلك التخطيط والرؤية الاستراتيجية. خطاب حماس في الداخل شف عن استعداد للمساومة أغرت المعتدين بتشديد ضرباتهم.
مهما أضيفت من توصيفات للعدوان فلن ترقى إلى مستوى دلالة التحرك الجماهيري والإدانة العالمية ومظاهر السخط لدى الملايين في مدن العالم التي ملأت الشوارع تدين وتستنكر. فقد أوقفت على أرجلها علاقة الضحية والجلاد. لكن إعمار ما دمرته الحرب ظل مسئولية دولية وإقليمية، دلالة على أن الظروف لم تتهيأ بعد لإجبار الجاني على دفع التعويضات؛ مع بقاء الفرصة مهيأة لعدوان جديد يستحيل حياله الشروع في الإعمار. وبحق يقرّع الأكاديمي الدكتور خالد الحروب الكسل العربي والفلسطيني في "استثمار ما هو متوفر من آليات دولية قانونية لمحاصرة إسرائيل سياسياً وقانونياً". ومضي يقول "لا أحد يُطالب الدول العربية أن تخوض حرباً ليست في مقدورها ضد إسرائيل. لكن هناك مواقف سياسية وديبلوماسية وقانونية تتسم بالصلابة والقوة والمقبولية عالميا وإقليميا بالإمكان, ويجب, تبنيها, ومنها موقف ومطلب تحميل إسرائيل مسؤولية وكلفة الدمار الذي أوقعته بغزة". وضعت إدارة بوش كل الثقل المادي والمعنوي بجانب إسرائيل، وأربكت الوضع الفلسطيني. نجحت في تعميق الشرخ والاستقطاب الداخليين ؛ إذ عزلت قيادة عرفات وشجعت على عزل حماس وأثارت الشكوك المتبادلة بين فتح وحماس لدرجة بادر طرف ب"الغداء" على طرف قبل أن يتعشى ذاك به. و بتصفية ياسر عرفات تمت تصفية مرحلة كاملة من النضال من أجل تأسيس الدولة الفلسطينية؛ و دخل الفلسطينيون في متاهة يرودها فكر ماضوي يجهل ظروف الصراع الجديدة وتاكتيك الواقع المتعين ضمن الظروف الراهنة. لن يشفع لأي طرف فلسطيني أو عربي إنكار أن إسرائيل هي المهندسة لتشرذمات الواقع الفلسطيني التي صعدت على درجاتها شهوة الحرب لدى إسرائيل، وهي المحرك ، طبقا لاستراتيجيتها ومخططاتها ، للكثير من ردود الأفعال العفوية والانفعالية والشطحات النزوية. ولدى مراجعة مقدمات المجزرة المروعة التي نفذتها إسرائيل بتواطؤ مع الإدارة الأمريكية الراحلة تتضح ً لكل مراقب بصورة مفجعة مدى قصور الرؤية وتشتت الإرادة السياسية الفلسطينية والعربية بسبب الانغماس في صراعات ومحاور غير مجدية. استثمرت إسرائيل الوضع الناشئ كي تشدد الخناق على جماهير القطاع، وتضيق سبل العيش؛ بحيث لم يعد أمام الأفراد سوى الانضمام للمليشيات العسكرية من اجل "تدبير الحال"، ولكن كي تشهد العالم على وجود إرهاب تمور به شوارع غزة وبيوتها ، تمهيدا لقصفها بالقنابل والصواريخ. أدركت إسرائيل التطورات داخل القطاع والواقع الفلسطيني عامة، وشجعت عامدة نمو الاقتصاد الأسود في ظل الحصار، وما يولده من تخريب اجتماعي تغذيه أنفاق التهريب. إسرائيل فرضت حتمية المواجهة المسلحة وأعدت لها منذ سنين وليس أشهرا. فقد تحدثت تقارير عدة عن مخططات وضعت في السر بهدف شرذمة الوضع الفلسطيني وتنصيب قيادات في واجهة السلطة لاتخاذها مبررا للبطش بالشعب الفلسطيني وإنجاز مهمات المشروع الإسرائيلي على التراب الوطني الفلسطيني. وأخيرا أنهت عدوانها من جانب واحد، والمقصود من ذلك التذكير بان إسرائيل هي من يحدد قواعد اللعبة، و يختار القادة، ويغتال أو يهدد بالقتل من ليسوا طيعين كفاية، ويسلح وينزع سلاح قوات الأمن حسب ما يحلو لها، ويفتح ويغلق بوابات دخول الكانتونات. واضح تماما أن كل العذابات الفلسطينية، من العدوان على غزة إلى نهش أراضي القدس والضفة باستيطان إسرائيلي مكثف وتقطيعها إلى معازل، كله تم وفق مخطط وترتيبات أدارت مجمل الجهود كما يدير لاعب الشطرنج بيادقه. وبات ضرورياً وملحا الخلاص من عفوية ونزوية ردود الأفعال إلى العمل المتعقل لامتلاك زمام المبادرة. بالتأكيد هذا يتطلب أساساً وأولاً إنهاء الانقسام الفلسطيني، والتصرف من مواقف عقلانية وبرؤية استراتيجية. لم تسجل إسرائيل نصرا يقضم ظهر المقاومة؛ ولم تسجل المقاومة في القطاع نصرا يجبر المعتدي المزمن في عدوانه الإقلاع عن العدوان الاقتلاعي. يصدر عن قادة إسرائيل تهديدات تتوعد بإعادة الكرة. حيال هذه المراوحة, وانطلاقا من ضعف احتمالات التغيير على علاقة التحالف الإسرائيلية - الأمريكية فإن تسوية يمكن التوصل إليها ضمن الأوضاع المختلة في الوقت الراهن لا يمكن ان تكون نزيهة ومنصفة، وستلحق خسارة فادحة بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني. فلا جدوى من مجرد حوار أو مفاوضات أو اتفاق يتم في ظروف اختلال حاد في توازن القوى. ومن الأجدى، والحالة هذه الخروج من الدائرة الجهنمية التي وضعت فيها المقاومة الفلسطينية، و الانشغال بإعادة النظر في أخطاء الماضي وتصحيح المواقف المنجرفة مع الريح الغالبة والتقاط الأنفاس، ونقد الذات وصولا إلى تحقيق المطلوب من التعاون والعمل المشترك وتمتين الوحدة الوطنية. فالتجاوب السهل مع تمظهر إسرائيل بدور الضحية، يقتضي مزيدا من التركيز على المقاومة الشعبية. فهذه المقاومة تفعّل احتياطات كفاحية ضخمة جرى تجميدها في مناخ الولع بالعنف المسلح. وإذا كان لا بد من العمل المسلح فالواجب يقضي اتخاذ زمام المبادرة و الانخراط في تنظيم منضبط واحد . ليس معقولا ولا سليم العواقب العمل المسلح من خلال جيوش متعددة. العمل العسكري يتطلب الانضباط الواعي ووحدة القيادة في الحشد والتنظيم والتنسيق والتخطيط . والعمل المسلح لا يستغني عن تحريك الجماهير للمساندة بصورة اعتصامات وإضرابات وأنشطة جماعية وغيرها من التحركات الجماهيرية. كما أن تعزيز الجبهات الداخلية وتصليب وحدتها يقتضي رفع دور الجماهير الشعبية إلى ما فوق دور " حمار العرس"، احتياطا انتخابيا أو نضاليا وقت المبارزات في تظاهرات استعراض القوة.
لم تنتصر إسرائيل في عدوانها بل إنها نزفت الكثير من سمعتها الدولية وحظيت بازدراء واسع على الصعيد الدولي، وظهرت على حقيقتها كيانا عدوانيا بلا تحفظ. كذلك لم تنتصر حماس ؛ إذ تركت القوات الغازية تضرب وتبطش وتدمر بلا رادع ، وتركت الجماهير عزلاء مكشوفة وكانت الدبابات جاثمة على الأرض بغير إزعاج وأطقمها تعيث في الجوار قتلا وتدميرا . حماس وقيادتها، سيما في الخارج كشفت عن واقع فلسطيني وعربي شديد البؤس حين زفت باعتداد أنها لم تفقد سوى سبعة وأربعين عنصرا، وأغفلت بذلك من الحساب آلاف القتلى والجرحى والمفقودين. صحيح ان القيادة عادت واستدركت الخطيئة ، لكن على شكل تعزية واحتساب عند الله، وليس نقدا ذاتيا . العالم كله لم يحتمل العذابات التي نزلت بجماهير غزة فامتلأت شوارع المدن بالمتظاهرين الساخطين؛ بينما الناطق بلسان حماس يبشر ان الخسارة لم تزد عن ثمان وأربعين شهيدا. إن هذا التمييز يفضح نظرة دونية للجماهير وقطيعة معها، هي نظرة من تأثير إيديولوجية السلطات الحاكمة الموروثة عن عهود التخلف الظلامية، ودليل عدم توجه المقاومة الفلسطينية بإيديولوجية عصرية تقر بالمكانة الاجتماعية للجماهير وتغفل ما تنطوي عليه من طاقة ثورية محولة للواقع التعس. ففي أواخر العصر الوسيط، أسند ابن تيمية للسلطة صاحبة الغلبة بالسيف، وكان بذلك متأثرا بفتاوى السابقين، وجوهرها الإبقاء على قهر الجماهير وانسحاقها واستلابها كي لا تكون فتنة. فهذا الفقيه، الذي يعتبر المرجعية للحركات السلفية، سوغ الحكم الفردي بالتفرغ لحروب الغزاة المعتدين. كان تناسب القوى يتيح لحكم الفرد رد الغزو ؛ وهذا لم يعد متاحا في عصرنا ولا مقبولا. للإنصاف نقول أن النظرة الدونية للجماهير لا تقتصر على حماس، رغم الكلام الكثير عن " الحرب الشعبية". مطلب " الحرب الشعبية" يتردد عفو الخاطر على الألسنة، دون أن يقترن بشروط الحرب الشعبية وملابساتها الاجتماعية: سلطة حكم منتخبة يقف خلفها إجماع وطني قائم على وحدة صوانية وحشد شعبي وتوعية سياسية ، ينتظمها نظام ديمقراطي يحترم الجماهير ويقدر طاقاتها الكفاحية المقاومة دفاعا عن الوطن والأسرة والبيت، نظام قادر على وضع الموارد كافةً في خدمة هدف رد التطاولات المرفوضة دوليا على السيادة الوطنية. الحرب الشعبية حالة كفاحية لتحرك شعبي يسهم فيه المثقفون الديمقراطيون وأحزاب التغيير الديمقراطي، يصل حد العصيان المدني يعجز عن الإطاحة بالسلطة، تسفر عن انتفاضة مسلحة قصيرة الأمد لكنها حاسمة. فلا يعقل أن يجمد مجتمع بالكامل عن الإنتاج والبناء وينشغل بحرب داخلية لمدة تطول سنوات بل عقود. ولنأخذ عملية إعمار ما خربه العدوان على القطاع كمثال : الإعمار يتم في مناخ لا تهدده مخاطر الحرب. ومرارا أقدمت إسرائيل على تهديم مشروعات نفذها الاتحاد الأوروبي؛ ولم تحفل إسرائيل باحتجاجات الأوروبيين. ولم يعد مقبولا كذلك، والجماهير المسيحية تنزل إلى شوارع المدن في اوروبا وأمريكا اللاتينية تتضامن مع جماهير غزة ومع حماس ، أن يراوح الخطاب الحمساوي عند قسمة العالم دار الإسلام ودار الكفر!! وهل يبقي مؤطرا ضمن " حفدة الخنازير والقرود" ذلك اليهودي الذي طالب بتقديم مجرمي الحرب من قادة إسرائيل إلى المحاكمة وكتب بجرأة يقول : "يجب إن نقول ونكرر إن تلك الصواريخ الفلسطينية ليست، كما يريد أن يجعلنا بعض الدبلوماسيين الأوربيين نعتقد، ’استفزازات لا شيء يفسرها‘، بل إنها أشكال رد،لا بد من الاعتراف بحجمها الهزيل،على حصار وحشي فرضته إسرائيل منذ عام ونصف العام على مليون ونصف المليون من سكان قطاع غزة، حتى النساء والأطفال والشيوخ، بيد مساعدة إجرامية من الولايات المتحدة الأمريكية و من أوربا أيضا". ألا يدلل هذا وغيره على ضرورة الإقرار بأن العالم المعاصر تنتظم قواه الفاعلة بين قوى الامبريالية والعدوان ونهب ثروات الشعوب ، وبين قوى التحرر والتقدم والديمقراطية. كما بينت المحنة القاسية أن المقاومة الفلسطينية يجب أن تقترن بإرادة التغيير في المجتمعات العربية باتجاه الديمقراطية والتنمية من اجل استكمال شروط التحرر القومي والإنساني .
أنزلت الحرب الأخيرة كوارث جمة ؛ لكنها قدمت دروسا وعبرا، إذا ما روعيت من شأنها أن تنقل المقاومة الفلسطينية من دائرة الضحية للقوة الغاشمة.
#سعيد_مضيه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجدار واغتيال ياسر
-
الهندسة الوراثية لدولة إسرائيل
-
الأحزاب الصهيونية تتبارز بالدم الفلسطيني
-
بوش والحذاء... سخرية في حفل ساخر
-
فليسعد النطق إن لم يسعد الحال
-
تصعيد المقاومة الشعبية بوجه سعار الاستيطان
-
زيوف أقحمت لتشويه الماركسية
-
ماركسية بلا زيوف 1
-
تحية للحوار المتمدن في عيده السابع
-
وخرج القمر عن مداره
-
أكتوبر و عثرات البناء الاشتراكي
-
أكتوبر في حياة البشرية
-
هل يخمد عطر الدين عفونة فساد الحكم الحلقة الأخيرة
-
هل يخمد عطر الدين عفونة فساد الحكم-3 .... السيف والكتاب
-
فرقة ناجية واحدة أم اكثر؟
-
هل يذهب عطر الدين عفونة فساد الحكم؟
-
يجدفون وسط دوامة العولمة
-
نتظر من عام القدس الثقافي
-
النزاهة وحرية التجمع في فلسطين
-
كبق نستثمر البنية الثقافية لمحمود درويش
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|