أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد كليبي - الانتصار الكارثي !!!














المزيد.....

الانتصار الكارثي !!!


محمد كليبي

الحوار المتمدن-العدد: 2538 - 2009 / 1 / 26 - 04:03
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


اذا كان بقاء حركة حماس مسيطرة على " امارة حماسستان الاسلامية " هو بمثابة انتصار للحركة في حربها الاخيرة مع اسرائيل , فاننا نقر لها بالانتصار ؟

شنت حركة حماس الاسلامية الراديكالية حربا طويلة المدى ضد اسرائيل , بدأتها منذ سنوات , منذ ما قبل انسحاب اسرائيل من قطاع غزة عام 2005 , باطلاقها المتواصل للصواريخ المتنوعة , من حيث النوع والحجم والمدى , باتجاه المدن والقرى الاسرائيلية المحاذية للقطاع .وهي الحرب التي انعكست وبالا وخرابا على الحركة وعلى الامارة واهلها , حيث كان رد الفعل الاسرائيلي - على غير ما توقعه القادة الحمساويين - عنيفا وشاملا , برا وبحرا وجوا , نتج عنه آلاف القتلى والجرحى أغلبهم من مقاتلي كتائب القسام ( الاسم العسكري لحركة حماس ) , بالضافة الى الدمار الذي حل بمدن وقرى القطاع .

ومع ذلك , طالعنا اللواء خالد مشعل , من مكتبه البيضاوي في دمشق , بخطاب طويل عريض , خطاب اتسم - كما هو عهدنا بالخطابات الاسلاموية الراديكالية - بالحماسة والفخر والزهو بالانتصار المزعوم على الجيش الاسرائيلي . وحجته في ذلك الانتصار المهزوم أن الجيس الاسرائيلي , وبالتالي اسرائيل , لم يتمكن من القضاء على الحركة , ولم يتمكن من انهاء حكمها في الامارة . فهذه هي طريقته في حساب الربح والخسارة في تلك الحرب . طريقة لا يمكن وصفها الا بالانانية واللامبالاة بالضحايا البشرية والدمار المادي الذي حل بأهله في قطاع غزة , كنتيجة مباشرة لمغامرته المجنونة , وتورطه في خدمة الاجندة الايرانية السورية على حساب شعبه وامته الفلسطينية .
فأي انتصار هذا الذي خلف المئات من القتلى والآلاف من الجرحى في صفوف الشعب الفلسطيني ... ؟
وأي انتصار هذا الذي خلف الدمار والخراب للمدن والقرى والبلدات في عموم القطاع ... ؟
وأي انتصار هذا الذي جلب على الامارة حصارا دوليا , بدأ باتفاق اسرائيلي أميركي , ثم اتفاق اسرائيلي أوروبي , ثم اتفاق اسرائيلي مصري .
ومن بشائر ذلك الحصار الدولي المفروض على الامارة :
1 ) موافقة اسرائيل على زيادة عدد القوات المصرية المرابطة على حدود الامارة ( لان اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر واسرائيل تقنن الوجود العسكري المصري في شبه جزيرة سيناء ) .
2 ) ارسال فرنسا لحاملة طائرات / فرقاطة الى شواطيء الامارة , كبداية لتواجد عسكري أوروبي ودولي كامل ودائم , وخاصة لقوات حلف الناتو .
وكل ذلك بالطبع يهدف الى مراقبة حدود وشواطيء الامارة لمنع حركة حماس من تهريب السلاح الى أراضي الامارة . وهو السلاح الذي سيشكل , بكل تأكيد , تهديدا مباشرا لاسرائيل وللمنطقة بكل عام .

أعتقد أنه من السذاجة السياسية أن يظن البعض بان اسرائيل كانت تهدف من وراء العملية العسكرية التي شنتها على الامارة , الى القضاء على حركة حماس وانهاء سيطرتها على قطاع غزة . فهذا ليس من أهداف اسرائيل . بل ان هدفها الوحيد والمعلن كان وقف الاعتداءات الحمساوية على الشعب الاسرائيلي , ووقف اطلاق الصواريخ باتجاه المدن والقرى في الجنوب الاسرائيلي . وهذا ما تحقق بالفعل . على ان يتم تثبيت ذلك قانونيا , بعد تأكيده عسكريا , من خلال المفاوضات الجارية حاليا في القاهرة , والهادفة الى توقيع هدنة طويلة المدى .

اعمار القطاع :
وعد القادة العرب في قمة الكويت الفلسطينيين بتقديم دعم مالي مقداره ملياري دولار للماهمة في اعادة اعمار ما دمرته الحرب الاخيرة في قطاع غزة . كما ستساهم الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والعالم في هذا المجهود الانساني كما وعوا بذلك .
والسؤال الذي يطرح نفسه : لمن سيتم تسليم تلك المساعدات المالية الدولية الهادفة الى اعادة التنمية في القطاع ؟ ومن هي الجهة المؤهلة للقيام بهذا الدور ؟
أعتقد أنه لا السلطة الوطنية الفلسطينية ولا حركة حماس مؤهلتين لتحمل هذه المسؤولية . لانه , وعلى الرغم من ان السلطة الوطنية في رام الله هي الجهة القانونية والشرعية لتمثيل الشعب الفلسطيني , الا انها غير متواجدة فعليا في القطاع . بينما على العكس من ذلك فان حركة حماس , واقعيا وفعليا , هي المسيطرة على القطاع وتحكمه بالحديد والنار , الا انها تعتبر منظمة ارهابية , وغير شرعية , وغير معترف بها دوليا .
لذلك , ان لم يكن بالامكان - نظرا لظروف وملابسات الحرب - تسليم تلك الاموال الى الحكومة الاسرائيلية باعتبارها الجهة المسؤولة عن القطاع أمام الشرعية الدولية حتى قيام الدولة الفلسطينية المرتقبة , ان كان مقدرا لها ان تكون , فانه ينبغي تسليم تلك الاموال الى الامم المتحدة لتقوم هي بعملية الاشراف والانفاق على اعادة بناء وتنمية قطاع غزة .



#محمد_كليبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوش - أوباما : اللحظة الحضارية
- الكرة في ملعب حماس
- مسرحية غزّة
- حماسيات
- المرحلة الحاسمة
- السيناريو الايراني في غزّة
- معبر رفح .. والعقلية القبلية
- السفارة في العمارة !!!
- حظر التكنولوجيا النووية عن الانظمة المشبوهة : سوريا انموذجا
- الضفة والقطاع ... رسالة السلام وصواريخ القسّام
- ثمن الجولان
- اليمن : ظاهرة اختطاف الاجانب
- الاعتراف العربي باسرائيل مفتاح السلام
- اليمن : الدلالات السياسية للجوء السياسي
- عرب اسرائيل ... ( 2 )
- صقور الليكود
- الحكم الذاتي للفلسطينيين
- كل عام و (( هنّ )) بخير
- العالم في خطر
- العلاقات اللبنانية الايرانية الى أين ؟


المزيد.....




- رأي.. عمر حرقوص يكتب: وداعاً قصة -الحرة-
- ترامب يصف جولة رئيس الصين بجنوب شرق آسيا بأنها فرصة -للعبث- ...
- مبعوث ترامب: المحادثات مع إيران تركز على -التحقق- من برنامجه ...
- الأول منذ 30 عاما.. اكتشاف مضاد حيوي يواجه سلالات مرض السيلا ...
- من هو الداعية نبيل العوضي الذي سُحبت جنسيته الكويتية مرتين؟ ...
- عاصفة رملية تتسبب بأكثر من ألفي حالة اختناق، وإغلاق مطارات ج ...
- بيربوك: -الموت حاضر في كل مكان في أجزاء واسعة من السودان
- وارسو: لا مساعدة لأوكرانيا دون أن نتربح منها
- فرنسا تقدم مساعدات للجيش اللبناني (صور)
- مراسل RT: مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في جنوب لبنان


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد كليبي - الانتصار الكارثي !!!