|
مليون صوت مُجّيَر مُسبقاً لأحزاب الاسلام السياسي
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 2538 - 2009 / 1 / 26 - 01:24
المحور:
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
الارقام المُعلنة حول عدد الناخبين الكلي ، لإنتخابات مجالس المحافظات في العراق " عدا اقليم كردستان وكركوك " ، يبلغ الخمسة عشر مليون تقريباً . فإذا إفترضنا ان ( 70% ) من هؤلاء سوف يُدلون بأصواتهم فعلاً في الانتخابات ، سيكون عدد المُقترعين في حدود العشرة ملايين وخمسين الف ناخب . من ضمنهم أكثر من مليون ، من منتسبي الحرس الوطني والشرطة والاجهزة الامنية الاخرى . - من المعلوم بأنه سوف يقوم منتسبو الجيش والشرطة ، بالإدلاء بأصواتهم في يوم 28 / 1 / 2009 ، اي قبل موعد الإنتخابات بثلاثة ايام ، حيث انهم سيكونون في حالة إنذار وإستنفار في يوم الإنتخاب 31 / 1 . - قيل في الإعلام " ولم تنفي المفوضية او اي جهة اخرى ذلك " ، ان الإقتراع الخاص الذي سيجري في 28 /1 ، سيتم بإبراز الهوية فقط ، من دون التأشير في سجل الناخبين ! - جميع منتسبي الجيش والشرطة والاجهزة الامنية الاخرى ، مُزّكون مِنْ قِبَل الاحزاب المتنفذة في السلطة ، وخاصةً حزبي الدعوة ، والمجلس الاعلى وبدر . حيث ان كل محافظات الوسط والجنوب ومعظم بغداد ، لم يعين فيها احد ضمن التشكيلات الجديدة للجيش والشرطة ، إذا لم يكون منتمياً او موالياً كحد ادنى ، الى احد احزاب الاسلام السياسي المسيطرة ، على وزارتي الدفاع والداخلية . وفي بقية مناطق العراق ، فأن الامور متشابهة الى حد ما ، حيث ان معظم المنتسبين منحازون الى الجهات المسيطرة في تلك المحافظات . - ان ( إستقلالية الجيش والشرطة ) و ( منع التحزب في هذه المنشآت ) ، هي مجرد خرافة ! فليس من المعقول ، ان عشرات الآلاف من اعضاء ( بدر ) مثلاً ، الذين انضووا تحت التشكيلات الامنية ، منذ منتصف 2003 ، تخلوا عن قناعاتهم الطائفية او إنتماءاتهم الحزبية ، بين ليلةٍ وضحاها . ولا يستطيع اعضاء حزبي الدعوة والتيار الصدري ، الذين انضموا الى الجيش والشرطة ، ترك ولاءاتهم الحزبية الضيقة ، بسهولة . فهذه ( الولاءات ) ليست ثوباً تنزعهُ في لحظة ، وتستبدلهً بآخر ! ينطبق الامر ، على معظم ( الصحوات ) و ( مجالس الاسناد ) ، هذه التشكيلات العشائرية ومن مخلفات البعث ، والتي آوتْ وساندت الارهاب والتكفيريين ، ردحاً من الزمن ، وإنضمت الى التشكيلات الامنية بعد ذلك ، بتشجيع من الامريكان ، ليست موضع ثقة ، ولا يُمكن الإعتماد على نزاهتها وحياديتها ! - مثل جميع شؤوننا ، التي تفتقر الى ( الإحصاءات ) العلمية الموثقة ، فأن كل الارقام ، هي تخمينية ، تقريبية ، تعتمد على التكهنات وبعيدة عن الدقة ! فلنجازف ونقول ، ان ( 65 % ) من منتسبي الجيش والشرطة في الوقت الحاضر ، يدينون بالولاء الى احزاب الشيعة المتنفذة في السلطة ، ومن المؤكد ان " اوامر عسكرية " من قادتهم بصدد حتمية الإشتراك في الإنتخاب ، سيجعل المشاركة شبه إجبارية ، وليس من الصعب توقع " إرشادهم " مِنْ قِبلْ الضباط والامراء " المُنحازين اصلاً " ، حول الحزب او الجهة التي ( يجب ) تأشيرها وإنتخابها ! ان أكثر من ( 650 )الف صوت [ مضمون ] سلفاً للمجلس الاعلى وبدر والدعوة،وهي نسبة كبيرة بكل المقاييس. - إذا كان مدراء الشرطة وقواد الجيش ، موالين لهذا الحزب او ذاك ، فما المانع ، من " تنسيق " عملية ، إشتراك المنتسبين ، في التصويت مرة ثانية في يوم الانتخابات 31 / 1 / 2009 ؟ فليس من الصعب إرسال وجبات متوالية للتصويت [ خصوصاً لعدم تأشيرهم في سجل الناخبين في 28 / 1 / 2009 ] ! فإذا نجح هؤلاء في إشراك نصف المنتسبين ، فخير وبركة لأحزاب السلطة ! - بغض النظر عن كل الجوانب السلبية الاخرى ، لتسييس الجيش والشرطة ، فأن " تجيير " اكثر من ( 10 % ) من الاصوات ، مُسبقاً ، لحزبين او ثلاثة من احزاب الاسلام السياسي الشيعي ، وحرمان كافة الاطراف العلمانية والمستقلين ، يشكل شرخاً مهماً في العملية الديمقراطية . - وبما ان معظم فروع المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات ، في المحافظات ، لم تنجو من ضغوطات وتدخلات الاحزاب الحاكمة في الحكومات المحلية ، فأن " الأمل " ضعيف بقدرة المفوضية ، بالحد من الإنتهاكات والتجاوزات والإلتفاف على القوانين . عسى ان يتمكن المراقبون الاجانب ومراقبي الامم المتحدة ومراقبي الكيانات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والصحافة ، من فعل شيء ولو قليل ، للحفاظ على الحد الادنى من المصداقية والنزاهة .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حرب المُلصقات : - مَديونون - و - شنو الداعي ؟ - !
-
- مبايعة - أوباما والدروس المستخلصة
-
القائمة الوطنية العراقية ..تدمير من الداخل
-
دعايات نصف مُغرضة !
-
أهالي ضحايا حلبجة ينتظرون الجواب
-
الإصلاح السياسي في اقليم كردستان .. ضرورة مُلّحة
-
إستثمار نَزْعة العمل الطوعي الجماعي
-
ميزانية 2009 ، تحتَ رحمة سعر برميل النفط
-
شعب غزة .. بين همجية إسرائيل والسلطات المغامرة والفاسدة
-
لِيِكُنْ عيد رأس السنة الإيزيدية ، عطلة رسمية في الاقليم
-
محمود المشهداني ..نهاية مسيرة رَجُل.. بداية مرحلة جديدة
-
إنتخابات مجلس محافظة نينوى .. إضاءة
-
تكافؤ الفرص في إنتخابات مجالس المحافظات
-
علي الدّباغ ومواعيد عرقوب !
-
حذاء خروتشوف وقندرة منتظر الزيدي !
-
في ذكرى تأسيسهِ الثلاثين .. تحية الى pkk
-
عودة العشائرية
-
بين الإصلاح السياسي والإتفاقية
-
كاريكاتير ديمقراطي
-
ثمانية اسباب مُحتملة ، لإغتيال باراك اوباما
المزيد.....
-
السيسي وولي عهد الأردن: ضرورة البدء الفوري بإعمار غزة دون ته
...
-
نداء عاجل لإنهاء الإخفاء القسري للشاعر عبد الرحمن يوسف والإف
...
-
-الضمانات الأمنية أولاً-..زيلينسكي يرفض اتفاق المعادن النادر
...
-
السلطات النمساوية: هجوم الطعن في فيلاخ دوافعه -إسلاموية-
-
نتنياهو: انهيار نظام الأسد جاء بعد إضعاف إسرائيل لمحور إيران
...
-
نتنياهو: ستفتح -أبواب الجحيم- في غزة وفق خطة مشتركة مع ترامب
...
-
كيلوغ المسكين.. نذير الفشل
-
تونس تستضيف الدورة 42 لمجلس وزراء الداخلية العرب (صور)
-
-مصيركم لن يكون مختلفا-.. رسالة نارية من الإماراتي خلف الحبت
...
-
مصر تعلن بدء إرسال 2000 طبيب إلى غزة
المزيد.....
المزيد.....
|