أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد عبدالرضا - قلق السيد بول بريمر














المزيد.....

قلق السيد بول بريمر


مقداد عبدالرضا

الحوار المتمدن-العدد: 2538 - 2009 / 1 / 26 - 05:49
المحور: الادب والفن
    



كانت آلة ( الكونترباس ) تنام منكفئة قرب سرير السيد بول بريمر الصغير في تلك الغرفة المعدة لراحته والتي تقع في قصر النهاية , لااحد يعرف بالطبع عن الكيفية التي وصلت بها هذه الاله الى هذا المكان الموحش , لقد غلفت بعناية فائقة بكيس من الخيش واستدارت نحو الشباك , اثناء الليل وحينما كان السيد يحاول النوم جراء الاجهاد الذي يتعرض له في النهار , وفي اللحظة التي يداعب الكرى جفونه المتعبة , كان يسمع انينا قاتلا يجعله يقفز فجأة من سريره ويبدأ بالصراخ كلملسوع , يتجمع الحرس حوله يحاولون ان يتعرفوا على مصدر القلق والصراخ , لكن السيد سرعان مايصمت لشعوره بالخجل من فزعه هذا , ظل شهورا يتساءل , من اين يأتي هذا الصوت ؟ , هل هو من آلة الكونترباس ام جدران القصر ؟ في المرة الاخيرة وحتى يخلد الى الراحة تماما , امر حراسه ان يتخلصوا من هذه الاله ويقذفوا بها الى الخارج , وتم له مااراد , لايخفى على الجميع ان من ضمن واجبات السيد بول بريمر والتي اعتاد عليها كل ليلة هو ان يكتب لزوجته خطابا يحدثها عن مجمل الاعمال التي يقوم بها , تفرح الزوجة وتحثه الى المزيد , في اخر الليل وكعادته وضع جهاز اللاب توب في حجره واراد ان يكتب لها شيئا لكنه صرخ فزعا , تجمع الحرس حوله , كان يتنفس بصعوبة بالغة , حاول البعض ان يعرف مصدر فزعه , لم يستطع الحديث لكنه اشار باصبعه الى شاشة اللاب توب حيث آلة الكونترباس تملأ الواجهة , لااحد يعرف بالضبط كيف دخلت هذه الاله الى الشاشة , لكن بعد ان تم تجنيد فريق عمل من ال ( اف بي آى ) توصلوا انها تعود الى العازف قاسم عبيد الذي كان يعمل في فرقة التلفزيون الموسيقية في خمسينات وستينات القرن المنصرم , وأضافوا في تقريرهم ان اهم ماكان يميز قاسم عبيد طوله الذي يفوق الة الكونترباس بقليل , اما الميزة الاكثر اثارة فيه ابتسامته العريضة طوال الفترة التي كان يعزف فيها , صادر فريق الاف بي آى الة الكونترباس وجاء الامر باتلافها , لكنهم بالمقابل عجزو عن ازاحتها من شاشة اللاب توب الخاص بالسيد بول بريمر ,, اقترح احدهم ان يستبدل الجهاز , تم ذلك بسرعة فائقة , لكن الامر اصبح اكثر تعقيدا الان , فلقد ظهرت آلة الكونترباس مرة اخرى وغطت جهازه الجديد ....
....................
دلف السيد بول بريمر الى مستشفى المجانين ( الشماعية ) ليتعرف عن كثب على حياة المرضى هناك , خاصة وان الشائعات دارت حول هروب الكثير منهم ليتسنى لهم المشاركة في عملية الاستيلاء على مخازن علب السكائر الموجود في شارع الكفاح , عند اول دخوله اثار انتباهه رجل يجلس القرفصاء يحاول جاهدا ان يحرر خطابا , توقف عنده وسأله ماذا يفعل ؟ , اجابه الرجل بانه يكتب خطابا الى السيد عبدالكريم قاسم لانه اعاره مبلغا من المال اول من امس حينما جاء يتفقدهم ,, المبلغ يقدر ب ( 25 فلسا ) , لكن سيادته لم يحضر الى الان حتى يرد مابذمته , وهو اى الدائن كف عن السؤال حتى العام القادم ( الحقيقة ان الرجل قد فاته بان السيد عبدالكريم قاسم لايزل يعمل معلما في الصويرة ومن الصعب الحضورلانه منهمك مع الطلبة في التحضير للامتحانات النهائية ) واكتفى بتحرير خطاب يومي يذكر بالمبلغ , لان الزعيم من عادته النسيان , اثناء الحديث لاحظ السيد بول بريمر ان يد الرجل القرفصاء مثقوبة لاتقوى على حمل اى شيء , بادره بالسؤال عن سبب ذلك , اجابه من شدة ضرب الكرة الطائرة اثناء اللعب , ومتى حدث ذلك سأله السيد بريمر ؟ اثناء ضربي للكرة الطائرة , اقصد في اى زمن حدث ذلك ؟ , سأل السيد بريمر , في الزمن الذي يفصل بين خروج الكرة من يدي واندفاعها الى الخصم ,, احتار السيد بول بريمر ولم يستطع اكمال الزيارة وغادر مسرعا وربما غاضبا ..عند الباب الرئيسي استوقفته امرأة سوداء وسألته , هل تعرف الاشياء التي لم تخرج من رحم ؟ احتار السيد بول بريمر والتفت الى مساعديه طالبا العون , لكن الحيرة عمت الجميع , لم يسعفوه , قالت المرأة ,, هي في الحقيقة اشياء كثيرة لكن اهمها , تمثال الحرية , ونصب جواد سليم , ونظارة تشيخوف , والاسطبل الذي اعده السيد كاليغولا لوزراءه ....

........................



#مقداد_عبدالرضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عم وداعا ابراهيم جيوار
- انحناءات
- أنه البنيه


المزيد.....




- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد عبدالرضا - قلق السيد بول بريمر