أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - ناجي الغزي - المستقلون يسبحون مع التماسيح في سباق الانتخابات















المزيد.....

المستقلون يسبحون مع التماسيح في سباق الانتخابات


ناجي الغزي

الحوار المتمدن-العدد: 2538 - 2009 / 1 / 26 - 06:34
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


(1)
ظاهرة المرشحين المستقاون
أصبح المستقلون في أنتخابات المحافظات ظاهرة سياسية تثير الدهشة , على الرغم من أن هذه الظاهرة خطوة استراتيجية في البناء الديمقراطي, إلا أنها جاءت نتيجة تراجع حظوظ الأحزاب والكتل السياسية في الشارع التي تشكل الحكومتين التشريعية والتنفيذية. وأن أغلب المستقلون جاءوا بقوائم منفردة أو ضمن قوائم مستقلة تحت عناوين مختلفة الى جانب قوائم الكتل والاحزاب السياسية الكبيرة. والمستقلون نوعين - نوع ولد من تحت "عباءة الاحزاب" لتخطي حالة الافلاس في الشارع السياسي نتيجة فقدان ثقة الناخب بتلك الاحزاب والكتل السياسية وهؤلاء سيعودون لأحضان أحزابهم ثانية بعد فوزهم, والنوع الاخرمرشحون مستقلون ذو اتجاهات مختلفة يخوضون الانتخابات لاول مرة, ليطرحوا أنفسهم في سباق الأنتخابات كبديل سياسي من أجل تلبية خدمة الجماهير والمجتمع , وهنا نود أن نُحسن الظن بهذا النوع لان أغلبهم تقريبا لاتوجد لديهم آيدلوجية معينة ولا تنفذ أجندة خارجية أو داخلية عليهم .
وقد جاءت ظاهرة المرشحين المستقلين وكثافتهم العالية في الانتخابات كنوع من التحايل وفن الخداع السياسي من قبل الاحزاب والكتل الكبيرة, لكسب أكبر عدد من الأصوات للحفاظ على مواقعهم القيادية والادارية. وهو أحد الطرق التي تلجأ لها الاحزاب في حالة تعرضها للاٍفلاس والخسارة في الشارع السياسي . وكذلك تلجأ الاحزاب لتلك الحلول للخروج من أزماتها السياسية الداخلية والخارجية. وقد جاءت استمارة الناخب للتصويت مرتين مرة لقناعة الناخب بالمرشح والثانية قناعة الناخب بالكيان السياسي , لكي تعرف الاحزاب حجمها وثقلها في الشارع. لذلك الكثير من الساسة والمراقبون يراهنون على تلك الانتخابات بأعتبارها نقطة تحول وغربلة لمصداقية الاحزاب وجدوى حضورها , وهي التجربة الثانية التي يخوضها الناخب العراقي فهي أمتحان ومحك للاحزاب والمرشحين . والانتخابات تبقى تجربة حديثة العهد وغير كافية لصقل المجتمع كالعراق الذي عاش فترات طويلة مغيب عن ممارسة صوته بأجواء حرة وديمقراطية. ونحن نتطلع الى أن هناك أمل في بلورة ونضوج الوعي السياسي للناخب على المدى القريب من خلال أعطاءه مساحة من الحرية الكاملة دون ممارسات الضغوط والتأثيرات عليه.
والكثير من الاحزاب بدأت بالدعم الحقيقي للقوائم التي تسمى " المستقلة " وقد ساندتها مساندة فعلية من خلال توفير الاموال والوسائل الاعلامية والأتصال السياسي بالناخب عبر أجواء مناسبة وملائمة لحالة الارسال والاسترسال والتلقي بيسر بين الناخب والسياسي, وكذلك نزول أعضاء الاحزاب والكتل في الاتصال المباشر مع الجماهير ليحفزوهم ويشحذو هممهم وإثارة عواطفهم وتحريك بعض المواقف وأستحضار الصور الثورية لرموز عراقية تؤثر على عقلية الناخب وتجرف عاطفته الرقيقة نحو صناديق الاقتراع ليصوت الى الكيان والحزب والمرشح. وقد نقلت الفضائيات العراقية تلك المنصات الارتجالية على مختلف اشكالها والوانها, في شتى البقاع لتنادي باعلى درجات الاخلاص والنبل والتفاني , منتقدة كل مظاهر
الفوضى والرشوة والأحتكار للسلطة والمناصب والاموال .
صحيح ان الحملات الانتخابية تحتاج الى هكذا خطاب يلامس عقول الجماهير ويدغدغ عواطفهم ولكن ليس الى حد الأستخفاف , ولم نلاحظ أي مسؤول سياسي رصد حالة سلبية معينة في حزبه أو في الوزارات التي خضعت لكيانه وبررها وأعتذر للجماهير حول حالة الاسقاط والسهو والخطأ والتقصير والقصور وعدم الخبرة اللازمة لادارة البلاد والعباد , واعداً إياهم بتطوير كفائتهم وخبرتهم في العمل من اجل خدمة الناس والمجتمع.ولكن للاسف نرى خطب طنانة ورنانة تمجد بالحزب وقائده وأعضاءه وتلعن الارهاب والكباب والماضي الصدامي البعثي. نعم كان هناك ماضي مرير وقاتم وكان هناك ارهاب وتحدي, ولكن الاجدر ان يكون الخطاب قريب من الحس الواقعي للاشكال وتسميتها وذكر الفساد وطرح البرامج لترميمه وتشخيص المفسدين وتسميتهم , لكي يكون الخطاب اكثر عقلانية ومعقولية واكثر شفافية ومسؤلية .
(2)
المستقلون يسبحون مع التماسيح
اللعب او التنافس في سباق غير متكافئ هو يعد شبه محسوب ومحسوم للطرف الاقوى, والمرشحون المستقلون عندما عزموا السباق في الانتخابات ربما كان رهانهم على فرص الحظ أوعلى وعي الناخب العراقي ومعرفته الحقيقة بواقع الامور وإدراكه لقيمة صوته ومساهمته في صناعة القرار دون الخضوع لاي تأثير معين. ودخول المستقلين في تلك الانتخابات الشرسة مع تماسيح الاحزاب والمال والنفوذ هو تحدي كبير ربما يساهم في تغيير الكثير من التوازنات السياسية , من خلال تشتيت الاصوات والتأثير على الكيانات الرئيسية وتفتيت قبضتها الحديدية على أدارة المحافظات. وبالرغم من أن المجتمع العراقي مجتمع يخضع الى تأثير إجتماعية وقبيلة وطائفة ودينية ومناطقية ومحسوبية ومنسوبية وغيرها..... إلا إن الناخب سيفوت فرصة على الاحزاب الهيمنة دائما بحصة الاسد. ولكن لاي مدى نستطيع أن نعول على المستقلون وان أغلبهم لاول مرة يخوضون هذه التجربة أولاً , وحديثين العهد في السياسة وإدارة الدولة ثانياٌ.
وان أغلب المرشحين المستقلون رفعوا شكاوى الى المفوضية لإمتعاضهم من سلوك الاحزاب الكبيرة والكيانات وما تتعرض له صورهم ودعاياتهم الى تمزيق وتلف وتشويش في وسائل الاعلام المملوكة للاحزاب السياسية الكبرى , هذا كله يجعل السباحة مع تلك التماسيح بالتحدي أو ربما بشئ من العسر . وهل يشكل المستقلون في تلك الانتخابات قوة ثانية من بعد الكيانات والاحزاب أم يصبحون بيضة القبان في توازن القوى داخل المشهد السياسي الجديد؟ علما أن عدد المرشحين زاد على أربعة الاف مرشح بين مستقل وكيان سياسي في 14 محافظة عراقية. وهل ستشهد الايام القادمة مرحلة جديدة من التحالفات بين المستقلون لتشكيل جبهة لمواجهة الاحزاب والكيانات الكبيرة التي حصدت المناصب والاموال ؟
وفي قراءة مسبوقة توجهت أغلب الكيانات والاحزاب السياسية الى تشكيل قوائم لمرشحيهم تحت مسمى " المستقلون " وذلك جاء حسب المعطى الجماهيري لاحداثيات العملية السياسية الجارية التي جاءت على أسس عملية ملموسة نتيجة الاهمال والتقصير وعدم قدرة الاحزاب بالايفاء في عهودها ووعودها في تلبية حاجة الفرد في مجال الخدمات المختلفة ,والى حالة الفساد والافساد الاداري والمالي وتكريس مبدأ المحاصصة الطائفية والعرقية والحزبية في مؤسسات المجتمع . فقد أصبح المرشح المستقل هو البديل المفضل من قبل الجماهير ليعيد الى المشهد السياسي العراقي لوناً وطعماً عن طريق دعمهم لمؤسسات المجتمع المدني وإيمانهم بالثقافة والوعي وحرصهم على تنمية وتعزيز روح المواطنة والولاء للوطن ونبذ كل مظاهر العنف والمحاصصة بكا الوانها وأشكالها. وأن نزول الاحزاب والكيانات في قوائم مستقلة هو السير في موكب المنقذون أو ربما يراد منه التشويش والتأثير لتقليل الفرص أمام المستقلون ذوي الاتجاهات السياسية المختلفة, وهذا الدخول يعتبر نوع من انواع السطو المعلن على مشروع الوسط المستقل من خلال لعبة الخداع والالتفاف على رغبة الشارع السياسي. في الوقت الذي تخلت فيه المرجعيات الدينية ورجال الدين عن دعمهم للكثير من الاحزاب الأسلامية العراقية وكذلك تخلي الاحزاب عن مشروعها الطائفي والعرقي.
وعلى الرغم من أن الاحزاب والكتل الاسلامية تؤكد على دورها في الخريطة السياسية وثقلها الجماهيري وتلك الانتخابات لن تغير بشكل كبير حضورها في الشارع السياسي !!! والاحزاب الاسلامية لاتزال تتمتع بنضوج وتجربة وقواعد شعبية بين عامة الناس بسبب آيديولوجتهم الثقافية والفكرية في العمل، و بالتالي فهل هي قادرة على اكتساح القوائم والكتل الجديدة للمرشحين ؟ ولكن يبقى الرهان على الناخب وإدراكه للتجربة السياسية ومدى نجاحها ومستوى الخدمات وحجمها, وتبقى صناديق الاقتراع كلمة الفصل بين المرشحين في سباقهم نحو الادارة والقيادة وتوفير الخدمات اللازمة وسد حاجات الجماهير صاحبة الرأئ والصوتــــــــ .





#ناجي_الغزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات العراقية وتداعياتها على العلاقات السياسية
- الاعلام المستقل ودوره في تحريك الاوراق الساخنة
- ثلاث قمم بائسة وغزة تنزف دما !!
- هل يستطيع الساسة التخلي عن المشروع الطائفي والعرقي في العراق
- دور الاعلام في الاتصال السياسي وأثره على الجمهور
- الدعاية السياسية بين ثقافة التمزيق وسوء الاستخدام
- هل توجد استراتيجية وطنية لمكافحة الفساد في العراق ؟
- مارثون المرشحين في انتخابات المحافظات العراقية
- ظاهرة الفساد : مسبباتها وتحليلها واثارها على المجتمع العراقي
- تجاوز الاعلام المهنية والمواثيق في القضايا الساخنة قناة العر ...
- وقفة في أفكار وعقلية الأمن الشخصي للمسئولين العراقيين
- مهرجان ألحبوبي بذرة أمل في فضاء الإبداع
- انسحاب حزب الفضيلة – خطوة جريئة وقرار شجاع
- لماذا يراهن المغرضون على فشل خطة إنقاذ بغداد ؟
- مؤتمر القوى السياسية للحوار والمصالحة بصيص أمل لحقن دماء الع ...
- المواطن العراقي بين مطرقة الإرهاب وسندان لقمة العيش
- المصالحة الوطنية – قارب النجاة الامثل لوحدة العراق
- ابجدية الحوار - في الحوار المتمدن
- دور الإعلام في تنمية الحس الوطني
- نوري المالكي نموذج للتسامح


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - ناجي الغزي - المستقلون يسبحون مع التماسيح في سباق الانتخابات