أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - حمزة الحسن - بيان الكائنات الخرافية














المزيد.....


بيان الكائنات الخرافية


حمزة الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 2537 - 2009 / 1 / 25 - 07:17
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


لا تنتخبوا العنصري ولا الطائفي ولا القومي ولا الثوري ولا اللاثوري ولا المسالم ولا المجاهد ولا الملحد ولا المؤمن ولا الواقعي ولا الخيالي.

لا تنتخبوا الوطني ولا العميل، لا تنتخبوا المقاوم ولا غير المقاوم، لا تنتخبوا من يعمل في الحرس الوطني ولا من يعمل في الفرقة القومية للرقص الشعبي، لا تنتخبوا الكاهن ولا السرسري، لا تنتخبوا الشاعر الحقيقي ولا المزور ولو حصل على عشرات الجوائز الخرافية، لا تنتخبوا المدخن ولا غير المدخن، لا تنتخبوا جماعة الكفاح المسلح ولا جماعة الكفاح السلمي، لا تنتخبوا من قاوم الدكتاتورية ولا من عمل معها، لا تنتخبوا من يستعمل الشعارات الدينية ولا من يستعمل الشعارات الجنسية، لا تنتخبوا المناضل ولا المنبطح، لا تنتخبوا الهزلي ولا المأساوي، لا تنتخبوا المفكر ولا المستحمر، لا تنتخبوا المنعزل ولا المندمج، لا تنتخبوا القومي ولا الانفصالي، لا للراهب ولا للعفطي...الخ.

نريد حكومة ملائكة من خارج هذا الزمان وخارج هذا الوطن.

لا نريد المفكر ولا نريد الأثول، لا نريد اليساري ولا اليميني.
لا نريد الارهابي ونكره المسالم.
لا للتحالف الوطني ولا للبعثرة الوطنية.
لا نريد السوي ولا المنحرف.
لا نريد الفوضى ولا نحب القانون.

وماذا نريد ايضا؟

نريد غير الملوث، وغير المصاب بكابوس، المثالي والقديس والشهيد والنموذج.
نريد مسيحا ولو خرج لنا من هذا المستنقع.
نريد وجها يسطع كالقمر ولو من بين الانقاض.
وعقلا نيرا في هذه الظلمة.
وقديسا يطلع لنا من بين كل حشود السرسرية.

وماذا نريد ايضا؟
نريده لا يتوجع ولا يهرم.
لا يأكل ولا يشرب.
لا يمارس الحب ولا يمارس الصلاة ولا يمارس الكفر ولا يمارس السحر ولا على دين ماركس أو دين عيسى او موسى او غيره ولا على دين المحبوب.
لا نريده حزبيا سابقا ولا من حزبيي اليوم.
لا نريد من تلوثت يده بالدم ولا بالحرام ولا بالمني ولا بدموع الجماهير.

نريده بقميص جوزي وزيجة مفتوح وفي يده مسجل يغني: الليل أصيح الليل والله يا علي.

نحن شعب الكائنات المحبطة من الارض، نحن المثالية المطلقة في الفسق والدجل، نحن مخلوقات العتمة والوسخ في الليل، نحن الحب المطلق والكراهية المطلقة، نحن أبناء المخالب المضادة للريح، وسكان المصحات العقلية والصرائف، نحن ابناء التاريخ المهزوم والثقافة المشروخة، نحن ابناء العطب التاريخي، نحن نتاج ثقافة قرن من الشلايتية والتصوف والايديولوجيات، نحن ابناء السجون وعبور الحدود وكلاب البرية، نحن ابناء الاختراق السهل من قبل اي دجال ومشعوذ ونصاب، نحن سكان بلاد الرافيدن الجديدة، ورثة التناقض بين الصباح والليل، بين اللحاف وبين الافخاذ، بين القول والفعل، بين الاسطورة والحانة، لا نريد حكومة تاتي من هذه الارض ابدا.

عقلنا لا يحتمل الواقعي ولا الخيالي، لا الخرافي ولا الاسطوري.
لا نريد شخصا يمشي و يأكل و ينام و يسعل و يمرض و يحب ولا يكره.
نريده من خارجنا، من خارجنا، وبلا حاجات طبيعية ولا يحتاج الى مرحاض في ساعات الشدة وتصاعد الازمة الوطنية وليس مهما ان تكون مؤخرته الاصلية قد تمزقت في السجون والنضال وساحات الوغى لان الصيدليات اليوم تبيع مؤخرات صناعية للثوار المنتصرين في السرير.

لا تنتخبوا الصوفي ولا الخوشي، ولا تنتخبوا المتعصب ولا المنفتح.
نريد حكومة أخرى مختلفة على جنسنا العجيب كمخلوقات نادرة، جنسنا المنقرض، الأصيل، الغريب.
نريد حكومة لا تؤمن بالخبز ولا بالشكولاتة.
حكومة تكون اجتماعاتها مفتوحة كأفخاذنا في العمل الوطني والفكري والثقافي والادبي والحربي.
نريد منها ان تعمل ولا تعمل.
تفكر ولا تفكر. لا تؤمن بالعنف ولا بالقانون.
حكومة على صورتنا التاريخية: صورة مخلوقات فضائية نزلت، سهوا، على هذه الارض!



#حمزة_الحسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المكان كرمز
- لو كانت الطرق واضحة
- عندما تنتهي الحرب وسلالات المستقبل
- بين قائد الاوركسترا الموسيقية وقائد الفرقة العسكرية
- الشرطي المصري اللغز أو عنكبوت غرفة النوم
- شهادة جنرال الغزو في جنرال الخيانة
- في حماية زهر اللوز
- نقد الفكر المغلق
- الدكتاتور القادم المستقبل الماضي
- لا يهم كيف تهب الريح، الأهم كيف ننشر الأشرعة
- ارهاب اللغة
- مؤذن فرعون
- خيارات السياسة خلق كالمتعة والأمل والأصالة
- ماركس العراقي
- المؤجل والمسكوت عنه في الاتفاقية الامنية وصراع مؤجل
- المتمرد القادم من الصحراء
- رسالة إلى البنفسج الى رباح
- فَتح الباب من دون أن يلتفت واجتاز العتبة
- إذا مت فدعوا الشرفة مفتوحة
- في انتظار جمهورية السراب


المزيد.....




- مسلسل White Lotus يجذب المزيد من السياح إلى تايلاند
- أزمة غير مسبوقة في قطاع الصحة بالبرتغال: غرف طوارئ مغلقة وط ...
- علماء يحاولون الكشف عن وظيفة بروتين -أوبسين 3- الغامض في الج ...
- دراسة: هذا ما يخيف سكان ألمانيا حالياً!
- روسيا.. ساعة نووية لاستكشاف المناطق النائية
- لماذا تزايد الاهتمام بإطلاق أقمار صناعية في مدارات منخفضة لل ...
- حاييم وايزمان: -أقود أمة من مليون رئيس-!
- المجلس الأوروبي: نريد المشاركة في مفاوضات أوكرانيا لمناقشة ه ...
- القوات المسلحة السويدية تزيد أنشطتها في القطب الشمالي
- صحيفة: المرتزقة الأجانب في أوكرانيا يخططون للتوجه إلى إسرائي ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - حمزة الحسن - بيان الكائنات الخرافية