أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ميشال فارشافسكي - مذبحة غزة، إجرامية ودنيئة














المزيد.....

مذبحة غزة، إجرامية ودنيئة


ميشال فارشافسكي

الحوار المتمدن-العدد: 2537 - 2009 / 1 / 25 - 07:21
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يجب أن نقول ونكرر إن ما يجري بقطاع غزة ليس حربا، بل مذبحة تقترفها ثالث أكبر قوة جوية بالعالم ضد سكان مدنيين بلا دفاع. يجب أن نقول ونعيد القول إن مذبحة غزة ليست تصديا "غير متناسب" للصواريخ التي يطلقها مناضلو حركة الجهاد الإسلامي، وغيرها من المجموعات الفلسطينية الصغيرة، على مواقع إسرائيلية قريبة من قطاع غزة، بل هي فعل مدبر بسبق إصرار منذ أمد بعيد، وهذا ما يقر به أغلب المعلقين الإسرائيليين.


يجب إن نقول ونكرر إن تلك الصواريخ الفلسطينية ليست، كما يريد أن يجعلنا بعض الدبلوماسيين الأوربيين نعتقد، "استفزازات لا شيء يفسرها"، بل إنها أشكال رد،لا بد من الاعتراف بحجمها الهزيل،على حصار وحشي فرضته إسرائيل منذ عام ونصف العام على مليون ونصف المليون من سكان قطاع غزة، حتى النساء والأطفال والشيوخ، بيد مساعدة إجرامية من الولايات المتحدة الأمريكية و من أوربا أيضا. يجب أن نقول ونعيد القول إن الأمر لا يتعلق، كما يجري السعي إلى تفسيره لذوي الذاكرة القصيرة أو الانتقائية، بفعل "دفاع عن الذات"، تأخر طويلا، بوجه عدوان فلسطيني لا مبرر له. يعترف ايهود باراك بلا مشكلة بأن الجيش الإسرائيلي كان يستعد لضرب "الكيان الإرهابي" المسمى غزة. وكما شرح بحق ريشارد فارك،مبعوث الأمم المتحدة الخاص حول حقوق الإنسان بالأراضي المحتلة، عندما ُتعتبر منطقة يسكنها مليون ونصف مليون كائن بشري "كيانا إرهابيا"، نكون دخلنا منطق الإبادة الجماعية. إن العدوان الإسرائيلي، مثل الهجوم على لبنان في 2006 ، يندرج في منطق الحرب الشمولية الدائمة و الوقائية لمهندسي الإستراتيجية المحافظين الجدد القائمين في تل أبيب، و في البيت الأبيض أشهرا قليلة متبقية. وكما يدل الاسم، هذه الإستراتيجية وقائية، وليست قط بحاجة إلى ذرائع أنية ومحسوسة: الغرب الديمقراطي مهدد بعدو شمولي جرى في البدء تحديده بما هو "الإرهاب الدولي"، ثم "الإرهاب الإسلامي"، ليصبح في النهاية الإسلام. ليس "صدام الحضارات" لهانتينغتن وصفا للواقع السياسي الدولي، بل الإطار الإيديولوجي للإستراتيجية الهجومية للمحافظين الجدد الأمريكيين والإسرائيليين، كما صيغ بشكل مشترك في النصف الثاني من سنوات 1980. جاء الخطر الإسلامي، في إستراتيجية الحرب تلك، ليحل مكان ما مثل الخطرُ الشيوعي إبان الحرب الباردة: عدو شامل يبرر حربا شاملة. إن كان القصف الإجرامي لغزة يحظى بمساندة ُمجمعة في إسرائيل، وإن كان اليسار المؤسسي، وبخاصة حزب ميريتز، قد ضم مزماره الصغير إلى الاركسترا الحربية بقيادة ايهود باراك، فذلك بالضبط لأنه يشاطر هذا الرؤية إلى العالم التي تجعل من الإسلام تهديدا وجوديا يتعين إلزاميا تحييده قبل فوات الأوان. يجب أن تُضاف إلى هول الجريمة دناءة المعللات الآنية: ستجري الانتخابات بعد أقل من شهرين بإسرائيل، والضحايا الفلسطينيون هم أيضا حجج انتخابية. إن شهداء الهجوم الإسرائيلي على غزة هم موضوع تنافس إعلامي بين ايهود باراك و تسيبي ليفني وايهود اولمرت، حول من سيكون أشد عزما في العنف. إن مجرم الحرب الذي يقود حزب العمل، أو بالأحرى ما بقي منه، يتبجح هذا الصباح بكسبه أربع نقط في استطلاعات الرأي. علاوة على الكلبية اللامحدودة التي تتاجر بـ350 ضحية فلسطينية بريئة مقابل بضع عشرات آلاف الأصوات، يكشف باراك مرة أخرى نقص نظره السياسيوي: لن يفلح أبدا، في المزايدة على الوحشية، ورغم كل جهوده، في تجاوز بنيامين ناتنياهو، إذ يُؤثر الناخبون دوما الأصل على النسخة. هذا لا سيما أن القائد الحربي يواجه اليوم المشكلة عينها التي حولت حرب لبنان إلى إخفاق إسرائيلي تام، أي تلك مشكلة التي يعلمها كل الذين بدؤوا حروبا استعمارية: مشكلة كيفية إنهائها. " لن نتوقف إلا حينما ننهي العمل"، هكذا يقول بكل غطرسة القادة الصغار. لكن متى سيستكمل "العمل"؟ عندما يقبل سكان غزة والضفة الغربية الاستسلام أمام الأحلام الاستعمارية لقادة إسرائيل، وحصر تطلعاتهم الوطنية في "دولة فلسطينية" مختزلة في دزينة محميات معزول بعضها عن البعض الآخر ومحاصرة بجدار؟ إن كان هذا هو "العمل" الذي يأمل باراك التمكن من انجازه، فيجب على الشعب الإسرائيلي أن يكون مهيئا لحرب لن تكون طويلة جدا وحسب، بل بلا نهاية. إن كانت الدولة اليهودية مسلحة جيدا للحروب الخاطفة، لاسيما ان خيضت بالطيران، فإن الأزمة تستبد بها بسرعة حالما يتعلق الأمر بسباق مكابدة أصبح فيه الفلسطينيون، شأن كل باقي الشعوب ضحية الاضطهاد الاستعماري، معلمين. هذا ما يفسر انه في اقل من أسبوع من بدئها، ورغم التصريحات الظفراوية للساسة والعسكر، بات الجو في إسرائيل يتغير. كنا، يوم السبت الأخير بعد ساعات قليلة من قصف غزة، زهاء ألف شخص في مظاهرة، عفوية، تعبيرا عن سخطنا وخزينا، وسنكون أكثر بكثير يوم السبت المقبل للمطالبة بعقوبات دولية ضد إسرائيل و وبمثول ايهود باراك و شركائه أمام محكمة عدل دولية. أنا على يقين من ذلك.

1 يناير 2009

ميخائيل فارشافسكي

( ناطق باسم مركز المعلومات البديلة )

تعريب: جريدة المناضل



#ميشال_فارشافسكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التهدئة بغزة: هزيمة لإسرائيل
- هل من سبب يدعونا إلى مساندة السلطة الفلسطينية؟
- أنابوليس: مؤتمر حرب
- غزة: معتدى عليها. لا فئران في المصيدة !
- فلسطين: سياسة فرق تسُد الاستعمارية
- الهَمَج الجُدُد
- مبادرة اسرائيلية 100%: القصف الاسرائيلي اليومي لغزة هو سبب ا ...
- لبنان: حرب اسرائيل الاستباقية الدائمة وحدود الأحادية
- فلسطين بعد فوز حركة حماس


المزيد.....




- وزارة الصحة اللبنانية: مقتل 13 شخصًا جراء غارات إسرائيلية ال ...
- زيلينسكي يتوقع الحصول على مقترحات ترامب بشأن السلام في يناير ...
- مصر تتطلع لتعزيز تعاونها مع تجمع -الميركوسور-
- زالوجني: الناتو ليس مستعدا لخوض -حرب استنزاف- مع روسيا
- أكبر الأحزاب في سويسرا يطالب بتشديد قواعد اللجوء للأوكرانيين ...
- استطلاع جديد يوضح بالأرقام مدى تدهور شعبية شولتس وحزبه
- الإمارات.. وزارة الداخلية تحدد موعد رفع الحظر على عمليات طائ ...
- هل تشعر بالتوتر؟ قد يساعدك إعداد قائمة بالمهام في التخفيف من ...
- النيابة العامة تحسم الجدل حول أسباب وفاة الملحن المصري محمد ...
- نتنياهو: التسريبات الأخيرة استهدفت سمعتي وعرّضت أمن إسرائيل ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ميشال فارشافسكي - مذبحة غزة، إجرامية ودنيئة