ديمقراطية المحاصصة والكوتا النسائية ونسيان الاقليات

علي عبد داود الزكي

الحوار المتمدن-العدد: 2537 - 2009 / 1 / 25 - 07:18
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    

الانتخابات وكوتا الثلث للنساء... قرار غريب من فرضه ولماذا؟ هل تم فرضه من قبل امريكا ام الامم المتحدة؟ وهل امريكا والامم المتحدة احرص من العراقيين على المراة العراقية ؟! كان من المفروض ان تفرض نسبة الكوتا للاقليات وليس النساء...الاقليات ليس لديهم من يمثلهم وهم اقليات من الصعب ان يحصلوا على الاصوات الكافية للفوز... بينما النساء لا تحتاج ذلك لان اكثر من نصف المجتمع العراقي نساء ...فلماذا تحدد كوتا 30% هذا بحد ذاته ظلم للمراة !!!! لماذا لا يترك الخيار للنساء انفسهن ليقررن كيف ينتخبن وكيف يختارن من يمثلهن ويمثل رغباتهن .... المراة ليست اقلية رغم استضعافها وظلم المجتمعات الشرقية لها.... بدلا من الكوتا لنثقف المجتمع لتقبل المراة كقيادية لا فرضها بعملية مستهجنة... ان الفرض بهذا الشكل مرفوض اجتماعيا .. ويبقى ذلك وكانه قرار دخيل مقصود منه النيل من ثقافة مجتمعنا الشرقي... بدلا من هذا ليترك الحق والحرية للمجتمع في اتخاذ القرار ... وبنفس الوقت نشر الفكر والتوعية لدور المراة في المجتمع في ظروف المجتمع المختلفة الطبيعية والاستثنائية هل من الممكن ان نقبل كشرقين ان تخوض المراة المعارك والحروب بالصفوف الاولى للحرب وهل نتقبل مثل هذا حتى ولو بنسبة 1%..رغم اننا نعيش في ظروف استثنائية مستمرة لا تنتهي فاننا لا نرى دورا فعلي للرجال في الحكومة والبرلمان... لتغيير واقع الحال المر الذي يمر به البلد.... فكيف يمكن ان نقول هناك دورا للمراة... ثم ان اغلب الشخصيات السياسية الرجالية كما شاهدنا وصوليه ولا يهمها سوى مصالحها ونهب البلد وكيفية التسلط على الشعب ... فهل يوجد دور فعلي للمراة بظل هكذا اجواء.... هنا نتسال هل يوجد فعلا دور للمراة في امريكا على مستوى ادارة البلاد بنسة تتجاوز العشر وليس الثلث... هل الانتخابات الامريكية تعطي دور للمراة فعلا؟؟؟؟؟ هل المقصود من فرض نسبة الثلث من الفائزين للنساء هو مقصود منه هو ان تكون هناك ديمقراطية وحفظ حقوق المراة؟!!! نشك بهذا لكن نظن ان امريكا فرضت هذا المشروع فرضا مقيتا لا نحب ان نخوض فيه الان.... لكن نقول كان الاحرى بامريكا ان تفرض نسبة الثلث في بلادها وليس في بلاد شرقية ثقافتها الاجتماعية ليس من السهولة تغييرها بين ليلة وضحاها... المجتمع بشكل عام... لا بل ان اغلب النساء في مجتمعنا هن انفسهن غير مقتنعات بما ورد في فرض هذه النسبة واللواتي هن مقتنعات اغلبهن نساء لا يملكن شعبية الا محدودة جدا لكن الصدفة الديمقراطية خدمتهن هنا لتحقيق مكاسب شخصية ليس الا... مع احترامي للقياديات المؤثرات اللواتي لهن صوت وطني ورؤية حضارية للعراق الجديد.... ان نسبة النساء في مجتمعنا اكبر بكثير من نسبة الرجال تقريبا بحدود 60%من المجتمع نساء.... لماذا يفرض الثلث اذن لماذا لا نتركهن بدون نسبة لعلهن فعلا ان كن يمثلن المجتمع يحصلن على نسبة اكبر بكثير من الثلث .... المراة سيدة المجتمع وتعتبر الوطن الاول للانسان... المراة هي التي اخرجت الرجل من الظلام الى نور للحضارة وهي ملهمة غالبا.. .. واذا كان متوقع لهن ان لا يحصلن على نسبة معقولة بالانتخابات فهذا ليس عيبا لمجتمعاتنا لاننا نشاهد هذا واضحا وجليا في المجتمعات المتحضرة ايضا.... وهذا بحد ذاته يحتاج الى تثقيف الناس والمجتمع لدور المراة وليس فرض نسبة غير منصفة .... الديمقراطية نتقبلها كديمقراطية لا محاصصة ولا كوتا لكن لننتخب بحرية لننتخب بنزاهه لننتخب ونصحح الاخطاء نتقبل الجميع بالقيادة لكن لا نسب ولا محاصصة... والنزاهه الكفاءة والشجاعة هي السمات التي يجب ان تعتمد في عملية الانتخاب...وليس الجنس والعرق والطائفة نتقبل قرار الغالبية ...نتقبل ان تكون نسبة النساء اكثر من النصف ان هن حققن ذلك ولكن فرض نسب المقصود منها خلق فجوات ومشاكل اجتماعية وخلق صراعات غير متكافئة وعدم قناعة..... ان الكوتا هي وجه ثاني للمحاصصة.. والمحاصصة هي من اعقد واصعب مشاكل بلدنا وهي سبب رئيسي للفشل الذي مر به البلد خلال السنوات الخمس الماضية ..وهذا ما تشجعه امريكا لان في ذلك مآرب لها قد نعلم بعضها ونظن بعضها ونخطأ في بعضها ..... العراق ليس حقل تجارب لنجرب الالم تلو الالم ...لنصحح لنعلم لنثقف المجتمع على احترام النظام والقانون .. لنعمل من اجل نهوض العراق من اجل خلق وعي اجتماعي عالي لتقبل بعضنا البعض لحفظ حقوق المجتمع وحقوق الانسان حقوق الطفل والمراة وحقوق الاقليات ...لنعمل بصدق وايثار من اجل العراق ...لنرفع من شان المراة اذ لولاها لما كانت هناك حضارة على وجه الارض.....

#علي_عبد_داود_الزكي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات