أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - داود البصري - هل كان الحزب الشيوعي العراقي دمويا؟















المزيد.....

هل كان الحزب الشيوعي العراقي دمويا؟


داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 2537 - 2009 / 1 / 25 - 07:21
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


مع اشتداد الحملات الانتخابية في العراق لانتخابات المجالس المحلية أواخر شهر يناير الجاري , عمدت بعض الأطراف إلى فتح الملفات و الأوراق و تشويه مواقف و حتى تاريخ الأحزاب و الجماعات المنافسة لها بغرض إضعافها في الشارع العراقي المبتلى ب¯ "تسونامي" الأحزاب الدينية و الطائفية, التي أخذت في العراق المحتل راحتها الكاملة في السلطة و التسلط و الحكم وحيث كانت حصيلة حكم الأحزاب الدينية و الطائفية وإدارتها لمرافق الدولة الفشل الكامل في تقديم أبسط أنواع الخدمات و نجاحها الكامل في الشفط و "اللهط" و الإنقضاض على كعكة السلطة إضافة الى الخدمات الكبرى التي قدمتها تلك الأحزاب للنظام الإيراني في حالة الأحزاب الشيعية أو تلك التي قدمتها الأحزاب السنية لدول الجوار أو لتنظيمات "الإخوان المسلمين" وواجهاتهم! رغم أن الأحزاب الدينية السنية بكل عناصرها ما هي إلا امتداد لحزب "البعث" تحولوا في لحظات لقيادات دينية! فمنهم من كان مديرا لمكتب عدي صدام الخاص ثم تحول فيما بعد إلى "قيادي إسلامي"! ومنهم من كان من القيادات البعثية تم طرده لأسباب ذات علاقة باستغلال المنصب ثم ظهر علينا فيما بعد بصورة الإسلامي الورع المتقي رافعا راية التنظيم الدولي ل¯ "الاخوان المسلمين"! و بين الحملات و الحملات المضادة تبرز الدعاوى التاريخية المضللة و التشويهات الكبرى , وقد تعرض الحزب الشيوعي العراقي لحملة كبيرة من التشويه من الأحزاب الدينية و الطائفية بهدف إسقاطه في الشارع تحت دعاوى و مسميات و فبركات و اختلاقات شتى أرى من الضروري مناقشة بعض جوانبها مع التأكيد الجازم بعدم إيماني يوما بالفكر الشيوعي و لا تحبيذي الشخصي للمدرسة الشيوعية رغم احترامي التام لنضالات الشيوعيين و تضحياتهم في التاريخ العراقي القريب الذين قدموا تضحيات هائلة و كبرى على مذبح الوطنية و إن كانت ثمة أخطاء قاتلة تسبب بها الشيوعيون العراقيون فالسبب من دون شك كان في القيادات و ليس في الأفراد , فقد قدم الحزب الشيوعي نماذج وطنية متميزة كما ضم بين صفوفه طاقات فنية و أدبية هائلة , و كان ذات يوم من أكبر الأحزاب شعبية و انتشارا في الشارع العراقي. لقد أشاعت الأحزاب الدينية أخيراً أكاذيب رخيصة محورها أن الحزب الشيوعي العراقي صاحب تجربة دموية مرعبة! وهو تزوير رسمي لمحاضر التاريخ و دجل و ضحك على الذقون! لكون الشيوعيين في العراق لم يحكموا يوما رغم أنهم كانوا في مرحلة ما بعد انقلاب "14 يوليو 1958 من المقربين لسلطة عبد الكريم قاسم العسكرية التي كانت تضم في قياداتها ضباط شيوعيين معروفين أو قريبين للحزب الشيوعي, إلا أن الحزب الشيوعي, رغم ذلك لم يتم الترخيص له رسميا بالعمل و كانت الكثير من قياداته في سجون عبد الكريم قاسم العسكرية و المدنية رغم أن المد الشيوعي في العراق في منتصف الخمسينات من القرن الماضي كان في قمة ذروته و كان عدد أعضاء الحزب الشيوعي العراقي قد وصل يومذاك الى نحو مليون عضو في بلد كان عدد سكانه لا يتجاوز السبعة ملايين نسمة! و كان الشيوعيون بمقدورهم قلب حكم عبد الكريم قاسم وتسلم السلطة لو أرادوا و لكنهم لم يفعلوا ذلك أبدا رغم أن المواجهات الدموية الساخنة التي حدثت في أواخر الخمسينات من القرن الماضي بين الشيوعيين و معارضيهم كانت قاسية جدا و دموية في بعض حلقاتها إلا أنها كانت إستجابة لصراعات دولية و إقليمية للهيمنة على الشرق الأوسط , نعم لقد كانت للشيوعيين ميليشياتهم الشعبية (المقاومة الشعبية) و التي تسببت ببعض الانتهاكات التي لا تقارن أبدا بما سببته ميليشيات البعثيين فيما بعد و المعروفة بعصابات "الحرس القومي"! اعتبارا من العام 1963 و الذي تحول إلى ما كان يسمى بالجيش الشعبي فيما بعد! أما عمليات السحل بالحبال التي تمت بعد أحداث الموصل و كركوك عام 1959 فهي جرائم اشتركت فيها كل القوى السياسية رسميا و من الصعب تمييز الأفراد و الجماعات أو إلقاء المسؤولية رسميا على جهة معينة في ضوء الفوضى العراقية المرعبة التي شهدها العراق حينذاك , و لكن بعد انقلاب البعث الأول في فبراير عام 1963 تميزت المواقف و تحددت المسؤوليات فقد دشن البعثيون بدماء الشيوعيين العراقيين مجزرة وطنية كبرى لم يشهد لها التاريخ مثيلا و كانت حفلات الإعدام الجماعية و التعذيب الوحشي في "قصر النهاية" ومراكز التحقيق البعثية أسطورية في دمويتها و رعبها و بما أجهز بشكل وحشي على القيادة الشيوعية بأسرها و تسبب في مصرع آلاف المواطنين بحجة الانتماء للحزب الشيوعي! و لكن المفارقة الملفتة للنظر تكمن بشكل واضح في أن انقلاب المرحوم عبد السلام عارف على البعثيين و طردهم من السلطة في نوفمبر عام 1963 و سحب الغطاء السلطوي عنهم لم تؤد إلى اي انتقام شيوعي لجلادي "البعث" اذ لم يسجل التاريخ العراقي المعاصر ان الشيوعيين قد انتقموا لدماء قياداتهم و رفاقهم أبدا بل ظل أمراء التعذيب البعثي طلقاء في الشوارع يتجولون بحرية مثل المجرمين سعدون شاكر و ناظم كزار و حتى صدام حسين و كريم الشيخلي و غيرهم من قيادات منظمة "البعث" السرية و انشغل الحزب "الشيوعي" بتدعيم صفوفه و انشقاقاته رافضا لغة الانتقام و محاولة بناء واقع جديد قد لا نتفق معهم فيه و لكنهم كانوا مسالمين بالكامل حتى إن انقلاب العريف حسن السريع في معسكر الرشيد في يوليو 1963 و الذي هيمن فيه الشيوعيون على الموقف لم يتم خلاله قتل أي مسؤول بعثي كبير بمن فيهم وزير الداخلية حازم جواد الذي نجا بجلده و ساهم فيما بعد في حفلات الإعدام الشامل! و لا يستطيع أي طرف أن يضحك على التاريخ , وفي انقلاب "البعث الثاني" و الأخير عام 1968 تفنن النظام البعثي في اضطهاد الشيوعيين و سحقهم نفسيا و تعذيبيا في دهاليز "قصر النهاية" ومع ذلك لم يشن الشيوعيون حملات إرهاب أو انتقام كانت مبررة لو حدثت ولكنها لم تحدث أبدا ولقد تساموا على كل الجروح ودخلوا في جبهة وطنية مع البعثيين عام 1973 كان واضحا منذ البداية عدم نجاحها إلا أنهم ارتأوها بمثابة عمل وطني من أجل تهدئة الموقف و بعد انهيار تلك الجبهة أواخر عام 1978 قاتل الشيوعيون النظام في شمال العراق و استمروا في صراعهم حتى احتلال العراق عام 2003 من دون أن تدنس تاريخهم اي أعمال إرهابية يقع ضحيتها الأبرياء و العزل , نعم لدينا ألف ملاحظة و ملاحظة على الحزب الشيوعي و لكن لا يمكن القول بكونه يتسم بالصفة الدموية, فذلك افتراء رخيص و لا أقول قولتي تلك إلا إنصافا للتاريخ و التزاما بالوقائع الملموسة.



#داود_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنهم يسرقون العراق ... البصرة نموذجا ؟
- الخامس من حزيران ... هزيمة الدجل القومي !
- البصرة ... و إبتزاز الجماعات الطائفية المتوحشة ؟
- المؤتمر الشعبي اللبناني ... وحكومة العراق العميلة ؟
- تصفية المليشيات .. أم تصفية قانون إجتثاث البعث ؟
- سوريا ... تفكيك دولة المخابرات ؟
- فضيحة إنسانية كبرى! النظام السوري ... حكاية أقدم سجين في الع ...
- الفاشية الدينية في العراق ... سلاح دمار شامل !
- القمة عندي .. وأنا بوهندي ؟ ... أحاديث على هامش القمة الموعو ...
- الدوحة .. لاجئون أم مطاريد ..؟
- قمة (المشمش) العربية ... جامعة في مهب الريح !
- بطانية الصحاف ؟
- حينما يكون الإعلامي .. مناضلا ومبشرا ونذيرا ؟ !
- نعال أبو تحسين ... سنة أولى حرية !
- ربيع الحرية الكردي ... إرهاصات التحرير !
- فرسان العروبة ... يخربون العراق ؟
- عواء (الجزيرة ) .. وأسطورة ذبح الشيعة للسنة في العراق ؟
- حقول الموت العراقية ... وحكاية آخر من يعلم ؟
- الإسلام القذافي ... والكوتشينة الأميركية ! الطيور على أشكاله ...
- مصر والعراق .. من عانى من من ؟


المزيد.....




- تعود إلى عام 1532.. نسخة نادرة من كتاب لمكيافيلّي إلى المزاد ...
- قهوة مجانية للزبائن رائجة على -تيك توك- لكن بشرط.. ما هو؟
- وزيرة سويدية تعاني من -رهاب الموز-.. فوبيا غير مألوفة تشعل ا ...
- مراسلنا: تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيرو ...
- الرئيس الأمريكي: -أنا زوج جو بايدن.. وهذا المنصب الذي أفتخر ...
- مسيرة إسرائيلية تستهدف صيادين على شاطئ صور اللبنانية
- شاهد.. صاروخ -إسكندر- الروسي يدمر مقاتلة أوكرانية في مطارها ...
- -نوفوستي-: سفير إيطاليا لدى دمشق يباشر أعماله بعد انقطاع دام ...
- ميركل: زيلينسكي جعلني -كبش فداء-
- الجيش السوداني يسيطر على مدينة سنجة الاستراتيجية في سنار


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - داود البصري - هل كان الحزب الشيوعي العراقي دمويا؟