أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - المال العام وتكريس السلطة














المزيد.....


المال العام وتكريس السلطة


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2537 - 2009 / 1 / 25 - 00:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حفل البيان الصادر عن جلسة مجلس الوزراء التي عقدت يوم الثلاثاء 20/1 /2009 بكثير من القرارات المالية ومنها إعفاء الشركات المتعاقدة مع الحكومة العراقية ومؤسساتها على مشاريع المنهاج الإستثماري من الضرائب والرسوم كافة بما في ذلك رسم الطابع المترتب عليها في العراق بسبب أعمالها المذكورة وفي إطار العقد وكذلك عدم استرداد المكافآت الشهرية التي تسلمها عدد من أعضاء مجالس المحافظات والأقضية والنواحي من الموظفين إضافة إلى رواتبهم الوظيفية، وعدها مكافأة لهم عن الخدمات التي قاموا بها للمجالس التي كانوا أعضاء فيها، وأيضا تخصيص ثلث مجمع دجلة الواقع في المنطقة الخضراء للسفارات ولمدة سنتين، لافتا إلى أنه قرر"مجلس الوزراء" أن يكون ذلك بـ"دون بدل إيجار على أن تقوم السفارات بإعادة الترميم والتأهيل للمباني المخصصة لها"، هذا فضلا عن هبات عينية.
المال في العراق واحد من أخطر أدوات تكريس السلطة ورغم إن القرارات التي إتخذها مجلس الوزراء ستحتاج الى موافقة البرلمان إلا إن منهجية الاعفاءات لشرائح أو جهات لم تشك يوما من ضنك العيش يؤشر حالة من إستخدام المال العام بطريقة أقل ما يقال عنها إنها عشوائية وإذا كان الاعفاء الضريبي أحد أساليب تشجيع الاستثمار فإنه يتطلب مناقشة عامة لسببين، الاول هو النتيجة غير المرضية لإداء معظم الشركات في المشاريع التي تسلمتها، والسبب الثاني هو إننا رغم إنصرام "عام الاعمار ومحاربة الفساد" لم نشهد مواجهة حقيقية مع الفساد الذي ينخر التعاقدات الحكومية فضلا عن إستمرار الاعمار في تخبطه.
من جهة إخرى، فإن عدم استرداد المكافآت الشهرية التي تسلمها عدد من أعضاء مجالس المحافظات والأقضية والنواحي من الموظفين إضافة إلى رواتبهم الوظيفية يعني إن جميع الموظفين أو المواطنين الذين يستلمون أموالا "كإعانات أو رواتب" من أكثر من مصدر رسمي سيشملهم الاعفاء مستقبلا وفي حال عدم شمولهم سيكون ذلك ظلما لهم لأن أوضاعهم المعيشية أكثر صعوبة من أوضاع أعضاء مجالس المحافظات والأقضية والنواحي من الموظفين وكان الاجدر أن تضاف هذه الاموال مهما كانت قليلة الى الاعانات التي تصرف للمحتاجين وهم كثر في العراق كما إن أعضاء مجالس المحافظات والأقضية والنواحي لم يقدموا خدمات تذكر لمناطقهم وكان الاجدر تفتيش ملفاتهم وخاصة ما ارتكبوه من خروقات أمنية ومالية وعجز في الخدمات وفساد في التعاقدات بسبب تدخلهم، كما إننا لا يمكن إعفاء هذا القرار من شبهة التسييس إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار الانتماءات الحزبية لمعظم أعضاء هذه المجالس، ومع طريقة تقاسم السلطة ومنهجية توزيع المال العام فإن هذا القرار سيمر في البرلمان بسهولة فيما لو عرض عليه كمثل قرار إعفاء الشركات المتعاقدة مع الحكومة من الضرائب والرسوم. ويمكن أن نضع في هذا الاطار الوعود المالية التي يغدقها بعض المسؤولين في الحكومة خلال إجتماعات إنتخابية دون فصل بين البناء الحزبي والبناء الدولتي لشراء الدعم والتأييد.
الطريقة التي ينفق بها المال العام العراقي تعيد آلية الهبات والمكارم وهي الوجه الاقتصادي للدكتاتورية السياسية وأداتها الاخطر كما إنها تساهم في إفقار خزينة الدولة وهي تمر بمرحلة صعبة نتيجة إنخفاض العائدات النفطية، وحتى عندما يثار هذا الامر بين مفاصل السلطة من وقت لآخر فإنه لا يطرح بهدف إنهائه وإنما بهدف توسيعه ليشمل بقية الاطراف مما يعزز من سيطرة الدولة على الثروة وإبعادها عن متناول الشعب.





#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات..ظلال من الشك
- مغريات السلطة
- المحاصصة..التقويم والمزايدات
- الديمقراطية في الأحزاب
- شؤون المنطقة بعيون عراقية
- أزمة رئاسة
- هل انتهى العنف السياسي في العراق؟
- الوظيفة السياسية للفقر
- إنجازات الدولة والدعاية الانتخابية
- دولة الكلمات
- الاعتراف بالأزمة السياسية
- الانتخابات والهويات المكتومة
- العراق يبحث عن حلفاء
- الديمقراطية ليست لعبة روليت
- رسائل سيئة
- مصدر قوة المالكي
- عراق بلا إتفاقية
- تغيير المواقف
- مناورات الاتفاقية
- مصير الميزانية


المزيد.....




- إليسا تشيد بحملة هيفاء وهبي ونور عريضة في مواجهة التحرش الإل ...
- ماذا قال أحمد الشرع في أول خطاب له كرئيس لسوريا؟
- حماس تؤكد مقتل القائد العسكري محمد الضيف، فماذا نعرف عنه؟
- عاصفة قوية تضرب البرتغال وسيول من رغوة بيضاء حملتها الفيضانا ...
- ما دور الهلال الأحمر المصري في دعم غزة؟
- أمير دولة قطر في دمشق للقاء الشرع وبحث التعاون بين البلدين
- تدريبات قوات الحرس الوطني الخاصة
- مصر.. وزارة الطيران المدني توضح سبب تصاعد الدخان في صالة الس ...
- العراق يؤكد دعم مصر ويرفض مخطط تهجير الفلسطينيين
- ترمب: نتواصل مع موسكو حول كارثة الطائرة


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - المال العام وتكريس السلطة