أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصمان فارس - الرواية والمخرج.. شحنة النص والرؤية علي الخشبة















المزيد.....

الرواية والمخرج.. شحنة النص والرؤية علي الخشبة


عصمان فارس

الحوار المتمدن-العدد: 2536 - 2009 / 1 / 24 - 08:17
المحور: الادب والفن
    


مغناطيسية السرد تحول الكلمات الي موسيقي ورقص
البعض منها يخفق والبعض الاخر ينجح وتعود اسباب النجاح والفشل الي رؤية وتأويل وتفسير المخرج وفريق العمل مهما اتفق الجميع نظريآ علي تحويل النص الي واقع معاصر،ربما كتب النص قبل سنوات عديدة، وهذا الترابط المعنوي والفكري العميق، وليس الطريقة الخيالية المباشرة كما نشاهده هذه الايام في طريقة تحليل واخراج بعض المسرحيات والتركيزعلي الشكل الخارجي وفهم الحالة السردية في جنس الرواية، واهمية الكلمة من اجل بلوغ حالة الصدق في تجسيد الرواية علي المسرح، شاهدت علي مسارح مدينة إستوكهولم روايات لكتاب مشهورين تحولت الي مسرحيات مثل رواية الابله والجريمة والعقاب لدوستوفيسكي، الحضيض لمكسيم غوركي،اوليفر تويست تشارلس ديكنز،رواية المعلم ومرغريتا والهروب ميخائيل بولغاكوف ورواية يومآ الساعة الثانية عشر ليلآ للكاتب الانكليزي
أرتركوستلير المولود في هنغاريا.

فضاء الرواية
المعالجة المسرحية ينبغي من المخرج معرفة تفاصيل وتضاريس الرواية، لكي لاتضيع الفكرة عن المتفرج وهو يتلمس طريقه في فضاء الرواية علي سبيل المثال روايات ديستوفيسكي كل جملة فيها مشحونة بالصراع وللحفاظ علي الجوهر الدرامي يستوجب من المخرج تبسيط المادة الفنية من خلال التعليق ودور الممثل الروحي في تمثيل الشخصية والدخول الي تضاريس النص وتجاوز الذات. وفي مثل هذه العروض لايمكن ان يكون دور المتفرج مجرد مراقب وانما هو جزء من تفاصيل اللعبة، فروايات غوغول، دوستوفيسكي ركيزتها الاساسية هي عوالمها النفسية وافكار الكاتب وكذلك الحوار الذي يشكل حلقة الوصل بين الممثل وجمهوره، مع ذلك هناك مدارس واتجاهات لاتتقيد بالفن الدرامي التقليدي يتم تمزيق نسيج النص ممكن حذف جمل وحوارات طويلة والتركيزعلي الكلمة اوالمفردة المشحونة بالطاقة الصورية او البصرية وحالة الهارموني في النص تتطور من خلال ا صوات الشخصيات صحيح هو ان جمال الكلمة وايقاعها موسيقيآ ،يعطي مساحة وفضاء من الحرية لأيصالها وتطويرها علي خشبة المسرح ، وايصال نبرة وافكار المؤلف، فنص غوتة فاوست قدمتها فرقة مسرح برلين من المانيا علي خشبة المسرح الملكي السويدي دراماتن رغم حالة السرد في النص لكن المخرج اختصر من طول الاحداث المسرحية واعتمد علي معايير المضمون والمكان . مثل مسرحية من يخشي لفرجينيا وولف للكاتب إدوارد ألبي قدمتها فرقة مسرح برلين علي خشبة المسرح الملكي دراماتن في استوكهولم رغم ان النص يحتوي علي شعب مرجانية هائجة لكنها كانت مختصرة وممتعة وسهلة الوضوح بعيدآ عن حالة الغموض وتجسدعالم الكاتب، في المسرح يستوجب عدم اقحام العرض في متاهات. فدخول الميديا الي المسرح والسينوغراف البنائي وليس التشكيلي ساعدت علي تحرير النص في وضعه الجديد، وأصبحت العلاقة الجدلية بين النص الادبي علاقة شراكة واثراء، هذا هو هدف الفن في ايجاد وخلق دراما منفتحة ومكتملة.ان فن الاخراج تطور وتعمقت وظيفته عبر التطلع والاستلهام من الفنون الاخري، وبات المخرج يؤمن بالحاضر ومتطلبات عصره وهو عصر التجديد.وانشغل المخرجون بعملية مونتاج النصوص واع ادة فهمها حسب متغيرات الوعي الاجتماعي، رغم كل ذلك من المستحيل ان يتحرر المسرح من نبرةالمؤلف، ومهما كان تفسير وتأويل المخرج ومحاولة الخروج من وصايا المؤلف، ربما هناك مخرجين مولعين بالرواية والقصة بسبب مغناطيسية السرد . شاهدنا في السنوات الاخيرة مسرحيات تحذف اوتبدل جنس شخوصها وتبدلت قوانين المسرح والبحث المختبري تحتاج الي جرأة المخرج ومدي ايمانه بجدية مفهوم المسرح الجديد وقيمته الدلالية والجمالية.القراءة الواعية والمتأنية والمتعمقة تقود المخرج الي تكوين التصورات الاخراجيةمن خلال التسلل الي نوايا وافكار الكاتب،والتركيز علي العرض المسرحي لأنه يشكل الاحتفالية الحية والارتجالية مابين المتفرج والممثل،أي كما كان مفهوم المسرح عند أنتونان أرتو مسرح يحرك المتفرج اما اللغة فيمكن تشكيلها موسيقيآ وسينوغرافآ ورقصآ وايماء. علي خشبة مسرح مدينة استوكهولم شاهدت عرضين مختلفين لمسرحية المعلم ومرغريتا للكاتب الروسي ميخائيل بولغاكوف العرض الاول لفرقة اوسكار المسرحية من ليتوانيا ومن اخراج اوسكارس كورسونوفاس والعرض الثاني لفرقة مسرح مدينة استوكهوم السويدية،اما العرض السويدي لمسرحية المعلم ومرغريتا م دة العرض ثلاث ساعات يشعر المتلقي بمتعة العرض الاخاد والمدهش في تمثيل وتجسيد الادوار وحالة الشد والسحر وسرية العرض ،والفرقة لموسيقية والغناء الحي والجميل ورحلة الاصوات الغنائية مابين افريقيا واليونان القديمة،وسحر الالوان والسنوغراف البنائي والوان الملابس وحالة المعاصرة في تمثيل الاحداث وكان الممثل فيليب زاندين مذهلآ في تجسيد شخصية المعلم وخاصة في مشاهد لقائه بمرغريتا أجواء رومانسية رغم حالة الخناق والضيق التي يشعر بها الاثنان، لكن مرغريتا كانت السند والحب الدافي للمعلم لتكملة كتابة الرواية تضحي بكل شيئ من اجل الحفاظ عليه، ويالروعة الممثلة فريدا فيستردال في تجسيد شخصية مرغريتا جميلة حتي في بكائها وحزنها ،اما شخصية الساحر فولاند ونظرته الثاقبة والعميقة وصوته الجهوري جسد الشخصية الممثل ياكوب اكلوند ممثل يمتلك سحرالاقناع في تمثيله كان ظله جميلآ رغم قساوة شخصيته لكن المتلقي يحبه ويتعاطف معه وجعله المخرج يمتلك اكثر حرية الحركة وهو يخاطب الجمهور من خلالصوته وإيماءة الجسد .



طراز العرض
كنا في زيارة لعبة السحر والتعويدة في صومعة فولاند .طراز العرض ل سويدي أكثر معاصرة وحيوية في نقل صورة الاحداث وأكثر متعة وجمالية تجمع بين الاتقان االكلاسيكي والحداثة ومن اخراج لايف ستينربوم. وكانت المفاجاة في العرض الروسي تأخر عرض المسرحية اكثر من نصف ساعة عن موعده المقرر وذلك لأسباب تتعلق بتقنية ماكنة النص الخاصة بالترجمة الفورية من اللغة الروسية الي الانكليزية. وفرقة اوسكار سميت بأسم المخرج وشارك في العرض اكثر من 15 ممثل وممثلة يعتبر ادب بولغاكوف ادبآ موجهآ نحو الصفوة،ولكن لايمكن اعتبار رواية المعلم ومرغريتا رواية للنخبة، ان من يقرأ ويشاهد هذه الرواية ممسرحة علي خشبة المسرح عليه ان يفهم جميع تفاصيلها بدقة رغم تعدد الاماكن والازمنة في الرواية، وبشرط إطلاع المتلقي علي الاحداث وتوفر الاعداد الثقافي لغرض الاطلاع علي كل الاحداث التأريخية، وبعض النقاد يؤكدون علي أوجه التشابه مابين رواية المعلم ومرغريتا واسلوب الكاتب الروسي غوغول أو روايات دوستوفيسكي. ولد ميخائيل بولغاكوف في عام 1891 بمدينة كيف في عائلة كان أبوه متدينآ وفي سنة 1916 حصل علي شهادة الطب ثم عاد الي كيف بعد ثورة إكثوبر، وعاني
بسبب الاحداث الدامية وبسبب أفعال سلطات الاحتلال والح رس الابيض ومن هنا واصل الكتابة بالأضافة الي مهنة الطب وكتب عدد من المسرحيات سنة 1925واصبح طاقة ابداعية كبيرة، وذلك بعد تكريس التفوق الاخلاقي للقوي الثورية، وقد جلبت الشهرة الي بولغاكوف وعمل ستانسلافسكي علي إخراج وتجسيد مسرحية أل توربين علي خشبة المسرح ولكن النقاد اعتبروها مسرحية ترغم الناس علي البكاء والضحكفي أن واحد. وبعد ذلك كتب رواية الحرس الابيض ،اما الان نحن بصدد الكتابة عن المعلم ومرغريتا فهي عرض تأريخي ساخر لحياة المدينة في العشرينات والثلاثينات التي كانت متيسرة لكاتب الرواية،وخلق العالم الشامل للرواية الروسية في القرن الماضي، حيث كانت تسود السلطة المطلقة لأفراد معدودين وخضوع الالاف. ورواية المعلم ومرغريتا ليست مجرد تكرار لتقاليد الادب الهجائي الساخر الكلاسيكي، وهي عبارة عن نوع ادبي يجمع في فصوله مابين السخرية والصراع المهيب الملحمي لأسطورة عريقة في القدم،وسر الرواية يكمن في الخطوط التي تربط مابين الماضي البعيد واليوم الحاضر، وجوهر التضاد مابين الخيروالشر،رواية تأريخية تتمسرح ويتم التعامل معها علي خشبة المسرح بطريقة مسرح داخل مسرح نزول فرقة الشيطان فولند وزيارته الي مدينة موسكو،والفرقة تقدم عروض شيطانية ساخرة وبطريقة التنويم المغناطيسي ،وغلق نوافد القلوب ومحاصرة الناس والمبدعين، وكبث الحريات ومهاجمة حرية العقائد والافكار الحرة؛هل نستطيع محاكمة عهد أوفترة مظلمة من حكم ستالين؟ علي سبيل المثال كاتب ومبدع ينفي ويعزل ويسحق،وهناك روايات اخري تقول إن ستالين كان يولي إهتمام خاص وكبير بالثقافة والفن بشكل خاص. فولند وفرقته وطريقة استخدام السحر الاسود، والطلب من مارغريتا ان تمارس لعبة خلع ملابسها القديمة وتتعري وتدهن كل جسدها علي خشبة المسرح ، والطلب منها ان تشرب كأس من الدماء، وترتدي ثوب الملكة مع التاج، مقابل ارجاع حبيبها المعلم. اما الملك بيلاطس يشكوا من ألالام الرأس وبحضور المسيح لمعالجته وانهاء جميع ألالامه، مجموعة عوالم مركبة تم تجسيدها علي خشبة المسرح بمصاحبة فرقة موسيقية مؤلفة أعضاؤها من ثقافات مختلفة وهم يغنون أغاني أفريقية ويونانية قديمة، والانتقال مابين أعمدة مختلفة شكلت شكل وبناء مسرح داخل مسرح وهو عبارة عن مسرح متحرك في الوسط،أعمدة جانبية استغلت في مشاهد الاعدام علي شكل مشانق.هذا السينوغراف والعرض المبهر في العرض السويدي باستخ دم الموسيقي والسينما وكل تقنيات المسرح وكذلك الكاميرات المباشرة للتصوير، وبيلاطس وكرسي العرش وهو يرتدي ملابس شبيهة وقريبة من ملابس ستالين وهو يغطي عينيه بنظارة سوداء. ومشهد محاكمة المسيح واتباعه واعدامه، ومشهد مرغريتا في حضرةالشيطان وهي معلقة بالحبال وتحلم بعودة حبيبها المعلم، ومشهد تشجيعها للمعلم علي كتابة وتكملة الرواية والفرقة الموسيقية تعزف واصوات جميلة تشد المتلقي مع نكهة جميلة من فاكهة الحب مابين المعلم ومارغريتا. ويبقي الادب خالدآ مهما واجه الكاتب والفنان من كبث وقمع لسلطة وفولند يتزعم قوي الغيب والشر في رواية المعلم ومرغريتا، فولند صورة ونموذج للشيطان، وأمير الظلام ويمثل قمة روح الشر، وشخصية فولند قريبة من شخصية مفيستوفيل في فاوست للكاتب الالماني غوته،واسم فولند اساسآ مستقاة من إحدي قصائد غوته،فولند يؤمن بقوة الشيطانويمتلك الرسالة السوداء في مملكة الشر وتقديم جلسات السحر الاسود، وهو قادرعلي الاقناع لأنه الشيطان، ففي التقاليد الروسية القديمة كانت مصائر الناس مرتبطة بالشيطان وليس بالرب، وفولند الشيطان يعاقب كل من لايؤمن بتعاليم المسيح.الرواية كتبت علي شكل مسودات واحت رقت، ولكن فولند الشيطان يكرر: المخطوطات لاتحترق أبدآ ؛ سنة 1966 نشرت يلينا زوجة بولغاكوف الرواية علي شكل حلقات في احدي المجلات الادبية في موسكوا وتحولت الي مسلسل تلفزيوني والي فلم سينمائي، والرواية تعكس حياة الناس المظلمة والسوداء في ظل حكم ستالين.

صانعو الخير
وشخصية فولند في المعلم ومرغريتا والذي تفسر شخصيته من خلال عبارات مأخودة من فاوست للكاتب الالماني غوته ووفق منهج أنا جزء من تلك القوة التي تريد دائمآ الشر فلا تفعل دائمآ إلا الخير ويمثل هذا إستعارة التناقض البشري والذي يجب حله، وهذه هي أفكار بولغاكوف وفي روايته المعلم ومرغريتا يكرس التفاؤل التأريخي للمجتمع. وهذا يعني إن ممثلي الشر الشيطاني يصبحون من صانعي الخير، وهي إنعكاس وتصوير للحياة اليومية في موسكو بشكل كاريكاتيري لحياة الموظفين وأنصاف المثقفين،هنا تصرخ إنشودة الشيطان الحقيقية في الوسط القريب من الادباء والفنانين، وقد أعطي الممثل مهمة شخصية فولاند الحق في إنزال عقوبة الاعدام أو إعلان العفو،فمثلآ شخصية اليسوع لدي دستوفيسكي شخصية مطيعة أما شخصية اليسوع لدي بولغاكوف أ عزل وضعيف في الحياة الدنيوية ،وفي مصيره الشخصي ولكنه شجاع وصلب في تبشيره للخير.وأكثر أحداث مسرحية المعلم ومرغريتا تجري مشاهد المسرحية في حلقة دائرية في وسط المسرح مبنية علي ركيزة تتحرك ومغطاة بقماش بلون وردي وحوله عدد من المقاعد والاستهلال في المسرحية الكل يجلس في حلقة دائرية والمعلم يوزع أوراق بيضاء للجميع بالتناوب ويتكرر ذلك من شخص الي أخر وبشكل سريع مع اصوات تنبعت من حركة الاوراق في أيدي الممثلين وتظهر الخادمة بشكل وحركات ساخرة وهي تنظف الارض بفرشاة وعندما تقترب من المعول المطروح أرضآ تقفز من فوقه وهي خائفة لكونه رمز للقوة والسلطة. ويظهر فولند الشيطان ويركز المخرج عليه من خلال بقعة ضوء سبوت علي وجهه أحمر اللون لكي يميزه عن الاخرين في قيادة سر اللعبة المسرحية ،وقيادة لعبة الشر ولأبراز فكر المؤلف الطوباوية، ولكنها إنسانية وطوباوية في أن واحد. وتجسيد فكرة العدل الاخلاقية لتحويل الشر الي خير بأعتباره البلسم الشافي من مصائب الشر الاساسية.ففي هذه المسرحية طغي الشكل علي المضمون وتمت تجزئة النص لغرض تجنب السرد الروائي، أو ربما فقد المكان والزمان وأصبح كل شيئ علي شكل حلم، فمثلآ ت كرر مشهد الممثلين وهم يحملون الدلو، في البداية كان توظيفها كأدوات بشكل جديد وجميل ولكن عملية تكرار المشهد أفقدها بريقها،وكذلك الحركات الزائدة للخادمة وحركاتها مع العازف الجالس الي يسار المسرح طوال العرض. وهناك مشهد دراماتيكي جميل وأخاد عندما أحرق المؤلف روايته وكذلك تم دفنه مع رماد الورق المحروق.أما شخصية مرغريتا الملاك الحارس للمعلم قريبة في شخصيتها لزوجة المؤلف يلينا سرغتفا ورفيقته المخلصة في عمله السامي والصمت.وتتردد علي لسان مرغريتا أكثر الالفاظ الشاعرية عن الانسان المبدع، وعن خلوده وعن البيت الازلي وحبيبة المعلم تطير ممتطية فرشاة تنظيف البيت،وكيف تتحول الي ضحية فيمشهد خلفي عبر الشاشة البيضاء ومحاولة الاعتداء عليها واغتصابها وهي تصرخ وظهور الكبش وهو يدافع عنها مستخدمآ قرنيه لأبعاد الرجال عنها ، والمشهد كان طويلآ وقد فقد مهمته وخصوصيته،وكان ممكنآ إختزال هذا المشهد الطويل والذي تجري أحداثه في عمق المسرح وعلي يسار المسرح تظهر صورة كبيرة لستالين في نفس الوقت، وبعد ذلك تغرز المعلمة تغرزمخالبها في بيغموت وتشتمه، وتطلب من فولاند ان يحول مديرة
شؤون المنزل ناتاشا الي ساحرة وت نتقم من الناقد الادبي لاتونسكي وتصب دلو الماء في أدراج مكتبه،وهنا يختلط الهزل مع المأساة، والصراع والقهقهة المتوحشة والصفير وأصوات القطط واللصوص والخنوع المميز للخدم،وعبارة الخلود وإرضاء حاجات اللحظة الراهنه، وجمال العالم مع زبالته وإنسجام الموسيقي مع الفوضي،وهذا ماشاهدناه علي خشبة المسرح وحركة القط المرن مع صوته وكل الاحداث في هذه الحلقة الدائرية مع مرغريتا شبه عارية فوق الحلقة وهي تركض وتدور ويبدأ دوران الحلقة بشكل سريع، وقد اهمل المخرج الروسي اوسكارس كورسونوفاس يمين المسرح من كثير من الاحداث المهمة ماعدا مشهد الطبيب وهو يصرخ لجنونه،والمعلم هو رمز المعاناة الذاتية والاخلاص العظيم للابداع، وهو رمز المبدأ الابداعي وبحتمية إنتصار الخير علي الشر، والوفاء للمعتقدات واحتقار البهرجة والغرور وإن الفكرة الانسانية لن تموت أبدآ، والمعلم لن يستحق النور لأنه لم يصمد أمام المصائب واستسلم للخوف.أما شخصية الشاعر إيفان الانسان ذي الضمير بمثابة الغفران الي المعلم، أما شخصية كوروفيف والذي ساق بيرليوز الي الموت، وهو الذي دفع الشاعر ايفان بيتردومني الي الجنون وهو الذي دفع مع عصابته ورجال التحق يق مرغريتا وخادمتها ناتاشا وكذلك إختفاء المعلم المريض نفسيآ والراقد في مستتشفي الامراض النفسية. وضمن الحلقة الدائرية في الوسط والتي تتحول الي كرة أرضية،ويتسلح الجميع ويختفي خلف السور وأصبح الكل ضحايا البدر وقربانآ الي الالهة ، وهنا تحاول مرغريتا إخراج البروفيسور من تحت ركام الاوراق المحروقة مع الرماد الاسود،لكنه يخرج وهو يصرخ صرخات ممزوجة بالالم ويأخد بالبكاء، ويظهر الشاعر صاحب الجلباب الابيض، وفي نفس اللحظة تظهر إمرأة جميلة تمسك بيد المريض نفسيآ رقم 118 وتقوده الي إيفان وهي تردد امامه وتقول: كل شيئ إنتهي وكل شيئ ينتهي .ويكون مشهد الختام ونهاية المسرحية مع الحلقة الدائرية وإعادة مشهد الاستهلال المسرحي وهو توزيع الاوراق البيضاء من قبل الشاعر والكل يحرك الاوراق بشكل سريع وتنبعت الاصوات مع الحركة .



#عصمان_فارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الملوك ونظرية المؤامرة في مسرحيات شكسبير التاريخية
- مسرحية الام الشجاعة ولعنة الحرب
- دماء الحرية تلطخ يدي ماكبث
- قراءة في قصائد الغربة لدى الشاعر خالد الخفاجي
- جسد الممثل علامة بصرية
- طقوس ايقاعية علي الخشبة تتشكل عبر الاجسام
- نساء مشحونات بالعاطفة في بيت برنارد ألبا
- مسرحية أوديب... التجريب علي نص كلاسيكي
- الانسان جزء من العصر الذي يعيش فيه


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصمان فارس - الرواية والمخرج.. شحنة النص والرؤية علي الخشبة