صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 2537 - 2009 / 1 / 25 - 06:19
المحور:
الادب والفن
31
... ......
شممْتُ عبقَ النَّرجسِ البرّي
طلبتُ من أختي
باقةً من النَّرجسِ
الشَّمسُ على حافّاتِ المغيبِ
توجّهْنَا نحو (كفري حارّو*)
حيث خصوبة الحياةِ ..
لملمنا باقاتِ النَّرجسِ البرّي
بعد ثلث قرن من الزَّمان
ما زال عبقُ الشَّذى ينبعثُ
من تلكَ البراري
عابراً أمواجَ البحارِ
عطشانة
أجلبُ لها
كوباً بارداً
من الماءِ
(أُسَرْكِتُ) معها قليلاً
بضعةَ سنابلٍ
تضحكُ قائلةً
هذا يطلعُ رغيف خبزٍ
أفرحُ..
متابعاً استخراج حبيباتِ القمحِ
شهورٌ وهي ترفعُ خاطورتها
كم من المرّاتِ رفعتِ
هذه الخواطيرِ؟
ملايينُ المرّات!ِ
أربعةُ أكياسٍ
من الحنطةِ الإيطالي
تكفينا لمؤونةِ الشِّتاءِ
حلمٌ يتناثرُ
حولَ قبابِ الرُّوحِ
تنقّي أمّي حبّات الحنطة
من البَرْبُوْرِ والزيؤانِ
نكهةُ البرغل ما تزالُ في فمي
تطحنُ أمّي في الجاروشةِ
قليلاً من الحنطة
تعجنُ الطَّحينَ
ثم قليلاً من الخميرة
خميرةُ البهجةِ
خميرةُ الحنانِ
أقبّلُ أمّي
أراني متناثرٌ
فوقَ براري القصائدِ
أتوقُ إلى خبزِ التنّورِ
تلوحُ لي في الأفقِ
صورةٌ موشومةٌ
فوقَ وجنةِ الرُّوحِ
كيفَ كانت تعجنُ أمّي ..
.... ... .... ... ....!
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟