أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - أيتام














المزيد.....

أيتام


صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 2536 - 2009 / 1 / 24 - 09:04
المحور: الادب والفن
    


ظل اطفالك في المراب ، ينظفون السيارات مما علق عليها من أوساخ ، ويستابقون لارضاء الزبون ، أخرجوا من المدارس ، قبل ان يتمكنوا من حل الحرف
- أولادك لا أستطيع تعليمهم
طوال النهار تسيطر عليك الخشية ان تفقدي احبابا اعزاء ، من اجلهم بقيت صابرة على الهموم ، تجترعين الصعوبات وتسعين للتخفيف عنها في هذا الخضم الطويل ، يم من العذابات لاقبل لك باحتمالها ، تنهمر عليك كما الغيث الشتائي ، وتتركك فريسة للهم والغيظ ، الى متى يمكنك الصبر؟ واطفالك تسرق منهم طفولتهم ، ويقمعون ، وتصادر منهم حقوقهم في التعلم واكتساب المعارف الجميلة.
- اولادك لايمكن مواصلة تعليمهم
تفكرين ، ويطول بك التفكير ، لم تحل بك الهزائم؟ ، وتستبد بك الخيبات ، ولم تصدقين ما يزعم لك انه حريص عليك ، وانه مجبر ، لاحول له ولا قوة
يغسلون السيارات الكثيرة ، الواحدة تلو الاخرى ـ تستطيل همومهم ، وينسون ملاعب الطفولة ، يستحيل الواحد منهم رجلا تعتمد عليه العائلة في كسب رزقها ، وهو في مرحلة اللعب مع الاصحاب ، والجري خلف الاحلام المجهضة ، والصعوبات المنهمرة عليك بلا انقطاع.
لماذا تحل عليك اللعنات متواصلة؟ ، لاانقطاع بين اولها وثانيها وانت لم تذنبي ابدا ، بقيت قائمة بواجبك طوال حياتك ، ولم تضري احدا.
يخرجهم من المدارس بحجة انه لايملك النقود لدفع الأقساط ، ويحكم على اولادك الضعفاء بمواصلة الهم والسعي خلف الرزق ، وانت حائرة تشتت ذهنك التساؤلات المتعددة، ويمضّك الشعور بالاثم الكبير ، كيف انك صمتي حين اخرج الاولاد الصغار من مدرستهم ،وحكم عليهم بالسعي لاطعامه ، والجري خلف الرغيف العسير، على من بلغ الحلم وشب عن الطوق
- تعبت ، وحق عليهم ان يعينوني
ولدك الصغير في السن السابعة ، تعلم حديثا كيفية نطق الحروف ، وانت موزعة لاتملكين دفع الضر ، او تأخير الأذى عن فلذات صغار، اوشكت القوة الظالمة ان تودي بهم، وتتركهم في غياهب مسقبل مظلم ،لااحد يعرف عنه شيئا
سيارات كثيرة ، واولادك يسارعون في ارضاء أصحابها ، يصّبون الماء، يزيلون الغبار .ويمنحون اجرة عالية :
- خذ يا ولدي ، تستحق هذا واكثر
يجمع الصغير النقود على بعضها ، تتسع ابتسامته وهو يمني النفس ، انه سوف يقدر، على تحقيق بعض الاحلام الطفولية السعيدة ، وابتياع الأمور التي تجعلك واياه في سعادة ، وتأتي بالهناءة الى نفوس اخوته الصغار.
- سأشتري لكم ما تحبون
سيارات كثيرة ، ولدك الصغير منهمك في الغسل والتنظيف، وازالة ما علق بها من اوساخ ، حرص اصحابها ان تبدو نظيفة لامعة.
- انت ماهر يا ولدي ، حفظك الله لوالديك
يغسل ابنك السيارات ، ويسارع الى جمع حصيلة تعب الايام ، عله ينجح في ادخال الفرحة الى نفسك البائسة ، وانقاذها مما وجدته من يتم وشقاء
- التعليم تكاليفه شاقة علي
انت في ضنك ، تخدمين في المنازل ، تغسلين الملابس وتنظفين الصحون ، وتدفعين الايجار ، وهو نزيل المقاهي وجليس الغانيات ، ينتقل من زهرة الى اخرى ، يطيل الجلوس ، يتغزل ، يدمن مصاحبة الجميلات والانفاق عليهن من تعب الاولاد وعرقهم .
السيارات كثيرة هذا اليوم ، ولدك في نشاط كبير ، تعلو محياه البسمة ، لانه سوف يبتاع لكم ما تحبون ،مما حصل عيه لقاء جهد، ومثابرة وعمل
- ولدك لااستطيع الاستمرار في تعليمه
وابنك بعد كل سيارة تخرج يسارع الى عد نقوده ، لقد اصبحت كمية كبيرة ،قادرة على تحقيق حلمه في اسعادكم ، وادخال الفرحة الى نفوسكم
- ساشتري لكم لحما وفاكهة واعطيك اجرة الطبيب يا امي.
وعلى حين غرة ،تسارع يد كبيرة الى انتزاع ما في يد الصغير
يبدو الاستغرب واضحا على وجه الصغير ، ينطق بعد ان ابتعد ابوه :
- لابأس، انه ابي


صبيحة شبر




#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يصنع النقد أدبا؟؟
- امرأة ام أنثى؟؟
- ( الحوار المتمدن) وتجربة الأعوام السبعة
- ( أعمامي اللصوص) مجموعة قصص تعري الواقع المنخور
- كفاءاتنا العلمية ،،،،، الى اين ؟
- دروس الثورة الاشتراكية
- حوار مع الناشطة المغربية فاطمة الزهراء المرابط
- محاورة مقامات عسقلاني
- قديما مثل هيباشيا
- ( ضفائر الغابة) ومضات ساطعة
- القصة القصيرة جدا في المغرب
- (من دون احتراس) مجموعة شعرية للشاعر حسين الهاشمي
- الانقلاب
- مستقبل القصة القصيرة
- العرس( رواية قصيرة) الجزء الثاني والأخير
- العرس ( رواية قصيرة) الجزء الأول
- اعادة اللاجئين العراقيين الى بلدهم
- قراءة في مجموعة ( الماء واقف في صفك)
- حوار مع الأديب الكبير غريب عسقلاني
- واقع الطفولة في العراق وسبل الخلاص


المزيد.....




- رحيل الكاتب البيروفي الشهير ماريو فارغاس يوسا
- جورجينا صديقة رونالدو تستعرض مجوهراتها مع وشم دعاء باللغة ال ...
- مأساة آثار السودان.. حين عجز الملك تهارقا عن حماية منزله بمل ...
- بعد عبور خط كارمان.. كاتي بيري تصنع التاريخ بأول رحلة فضائية ...
- -أناشيد النصر-.. قصائد غاضبة تستنسخ شخصية البطل في غزة
- فنانون روس يتصدرون قائمة الأكثر رواجا في أوكرانيا (فيديو)
- بلاغ ضد الفنان محمد رمضان بدعوى -الإساءة البالغة للدولة المص ...
- ثقافة المقاومة في مواجهة ثقافة الاستسلام
- جامعة الموصل تحتفل بعيد تأسيسها الـ58 والفرقة الوطنية للفنون ...
- لقطات توثق لحظة وصول الفنان دريد لحام إلى مطار دمشق وسط جدل ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - أيتام