علي الشمري
الحوار المتمدن-العدد: 2536 - 2009 / 1 / 24 - 03:52
المحور:
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
تشتهر مدينة النجف وعلى مر العصور بثقافاتها المتعددة المشارب, وكذلك بقادة الأحزاب والحركات السياسية ولمختلف الاتجاهات الفكرية , والرموز الدينية, وأصحاب الفكر والمفكرين والعباقرة والشعراء والكتاب, وكل لون وفن من علوم الدنيا المختلفة, وقد عانى أهالي النجف كثيرا من الاضطهاد بكل انواعه بما فيه الاضطهاد الفكري الذي يعتبر من اخطرها في زمن البعث المقبور ضد رموزها وأعيانها, وجعل من أماكن منتدياتها الادبية والفكرية مقار لحزب البعث ودوائر الامن والمخابرات ,وهدم المكتبات النفيسة وأتلاف كتبها في سبيل قتل الروح الثقافية لأهالي النجف ومنع طبع الكتب السياسية والدينية والاجتماعية من خلال غلق المطابع الاهلية, عدا التي تطبع ادبيات حزب البعث وجعلها هي السائدة في الوسط الثقافي النجفي...وعلى الرغم من كل ذلك بقي المواطن النجفي في حالة تواصل ثقافي وفكري مع العالم الخارجي من خلال تداول الكتب القديمة المتواجدة في مكتبات البيوتات النجفية الأصيلة, وأستنساخ الكتب الحديثة بصورة سرية لغرض تداولها وقرائتها,وبقي المواطن النجفي على نفس المستوى الثقافي والادبي يميز ويمحص الأمور العامة والخاصة التي تهم حياته ومدينته رافضا فكرة فرض الرأي والمبدأ بالقوة وبالأساليب البوليسية, مما أضطر النظام الى أتباع سياسة تهجين المجتمع النجفي من خلال تشجيع الهجرة من المدن القريبة الى مدينة النجف واستقدام المسوؤلين والموظفين من مختلف مدن العراق وأسكانهم فيها مع أعطائهم أمتيازات خاصة ومن ضمنها قطع أراضي سكنية, وكذلك جلب أعدادهائلة من المصريين لنفس الغرض. ..
بعد سقوط النظام عام 2003 ومجي الأحزاب الإسلامية وسيطرتها على مجلس المحافظة بمساعدة المحتل الامريكي, حاولت هذه الاحزاب أستمالة أهالي النجف الى جانبها من خلال تقديم مختلف المغريات ولم تفلح في ذلك لان اهالي النجف الاصلاء هم من الذين لا يعطون ولائهم بيسر وسهولة لجهة يعرفون نواياه وخفاياه مسبقا..
النجفيون الاصلاء يمتازون بالاخلاص والوطنية لمدينتهم والتضحية بالغالي والنفيس من أجل صون عزتها وكرامتها, ورافضين كل تابع وذليل خائن لمدينته وشعبه مهما كانت الشعارات التي يتبرقع بها,مما أضطر الأحزاب الاسلامية اللجوء لكسب العناصر البعثية والأمنية من النظام السابق والمفسدين ومن الذي حكم عليهم النظام السابق بسبب الاختلاس وزجهم في تنظيماتهم لغرض تكوين قاعدة شعبية واسعة, وأوصلوا هذه العناصر الى مراكز قيادية عليا وحساسة في المحافظة وذلك لافتقارتنظيماتهم للعناصر القيادية والمثقفة, وراحوا الى أستقدام الجالية الايرانية للنجف بما فيهم الأيدي العاملة التي تعمل في بناء الأضرحة المقدسة والمشاريع التي تخص كياناتهم, والأيدي العاملة النجفية عاطلة عن العمل,وهذا يأتي من باب التنكيل بأهالي النجف لعدم أعطائهم الولاء لهذة الأحزاب الدينية....
الان وأنتخابات مجالس المحافظات قد أقتربت وبدأت الدعاية الانتخابية للكيانات والاحزاب في مدينة النجف الاشرف , راحت أحزاب السلطة بنشر قوائم عديدة تحت مسميات مختلفة لغرض ضمان الفوز, فالمجلس الاعلى على سبيل المثال له 11 قائمه منها( شهيد المحراب والقوى المستقلة, تجمع عشائر العراق, تجمع أحرار المستقبل, الجامعيون ,خيمة المستقلين,النجف النموذج ,أتحاد النجف المستقل , حركة الانتفاضة 1991,حركة حزب الله, تجمع الانتفاضة الشعبانية, تحالف القبائل العراقية المستقلة) وبما أن لمجلس المحافظة 28 مقعدا, فالمجلس الاعلى قام بهذه العملية لغرض تشتيت الأصوات النجفية للقوائم وفي نفس الوقت حسب حسابه على انه على أقل تقدير لو فازت كل قائمة من قوائمه بمرشح واحد ففي هذه الحالة سوف يضمن الأغلبية في مجلس محافظة النجف, وقام المجلس الاعلى بدفع تأمينات هذة الكيانات الى المفوضية والبالغة 25 مليون دينار عن كل قائمة من قوائمه هذه, بالإضافة الى فتح مقرات لهم ودفع رواتب لمرشحي هذه الكيانات.( والعاقل يفهم من أين هذه الاموال) واخذوا بتقديم الوعود الممزوجة بالأحلام الوردية للناخب النجفي في حال فوزهم سوف يقوموا بتعيين الخرجيين العاطلين منذ سنين عن العمل وتشغيل البطالة وأعمار المدينة وغيرها من الأساليب الملتوية التي لا تنطلي على الناخب النجفي الذي راح هو بدوره يتفحص القوائم والأسماء والبحث عن الأشخاص الكفوئين والنزيهين وبخاصة القوائم المستقلة بالمعنى الصحيح لانهم سئموا وضجروا من الأحزاب الدينية التي دمرت مدينة النجف بحروبها الطائفية وسطوة ميليشياتهاعلى الشارع النجفي,
ولغرض كشف المستور حتى لا يقع المحذور على الناخبين التأكد من صحة هذه المعلومات قبل أعطاء أصواتهم لجهات لا يستحقونها.
أغلبية الشارع النجفي يتخوف من الانتخابات لانهم يتوقعوا النتيجة مسبقا كون هذه الاحزاب مستعدة للتزوير مسبقاحيث عملت الى زرع عملاء لها داخل المفوضية المستقلة للانتخابات في النجف أمثال بشرى الزاملي وأستاذ يوسف وعلي البغدادي المعمم وغيرهم, بالاضافة الى قيامهم بتمزيق الملصقات الدعائية للكيانات المستقلة , أن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات لم تدقق كما ينبغي في شهادات المرشحين ولم تلتزم بالضوابط التي هي حددتها ومن
اهما كون المرشح حاصل عاى الشهادة الاعدادية على اقل تقدير, وأن يكون حسن السيرة وغير محكوم عليه بجنحة مخلة بالشرف, وهنا نسأل المفوضية هل أن أغلب شيوخ العشائر المرشحين للانتخابات يمتلكون الشهادة الاعدادية , هل تعلم المفوضية بأن بن عبطان قد طرد من كلية القانون لجامعة الكوفة بعد أكتشاف شهادة الاعدادية المزورة من أيران, هل تعلم المفوضية بأن أحد المرشحين المدعو(عادل الجوفي ) قد حكم عليه بالعهد السابق مرتين بتهم الاختلاس والتزوير وخرج من السجن عندما أعطى صدام عفوه قبل السقوط 15_10_2002م, وهو أشهر من نار على علم في محافظة النجف كلها ؟ فكيف سمح له بالترشيح ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وهل تعلم المفوضية أن بعض المرشحين من مواليد الثمانينات ؟وأن المعميين المرشحين لانتخابات شهاداتهم كلها من أيران ومن مدارس دينية غير معترف بها عالميا... هذه نماذج نقدما للرأي العام للطلاع عليها ؟فأين النزاهة والشفافية يا مفوضية الانتخابات؟؟ خروقات من بدايتها , فكيف ستكون نهايتها اللهم أستر يا رب فلربما تستبدل صناديق بأكملها كما حدث في الانتخابات السابقة؟
ومع بدء العد التنازلي للانتخابات والتسابق المحموم من قبل أحزاب السلطة وصرفها من الاموال بشكل غير معقول
وبصفتي كأحد ابناء النجف المحايد عن جميع الاطراف عندما أستطلع رأي من التقي بهم وبحيادية تامة , فالوسط الاجتماعي النجفي يرغبون في أعطاء أصواتهم وثقتهم الى المرشحين من أهالي النجف الاصلاء ومستقلين فعلا وعلى شرط أن لا يرتبطوا بأي جهة دينية أو سياسية ويمولون منها,وأن أغلب من ألتقيتهم يرغبوا بالتصويت لقائمة نخبة المستقلين المرقمة 201 كون مرشحيها من عوائل النجف المعروفة ويحضون بسمعة اجتماعية طيبة وأيدهم بيضاء غير ملوثة بالدماء أو المال العام المسروق, وسبق لهم أن تحملوا شظف العيش في زمن النظام الديكتاتوري السابق وبقوا صامدين في مدينتهم العزيزة الأبية لم يفارقوها لحظة واحدة , وهم ممن لم يقتادوا على فتات موائد الغرب.أو دول الجوار........
#علي_الشمري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟