ناصر عجمايا
الحوار المتمدن-العدد: 2535 - 2009 / 1 / 23 - 08:55
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
يجب , ولابد, والمفروض تصحيح المسار الفكري الكلداني, للكلدان قبل غيرهم , لانه ليس غريبا على احد , ,رغم محاولة البعض للاسف, الى محاولة بائسة ويائسة وعقيمة لتمييع الكلدان بغية انهاء دورهم التاريخي ...
تلك هي دولتهم البابلية الكلدانية وتراثهم القديم الاصيل , في ارض الرافدين قبل الميلاد باكثر من خمسة آلاف سنة , لكن للاسف الشديد ان هناك محاولة للالتفاف على المكون الاصيل الرصين في تربة العراق رغم الهفوات والمعاناة التاريخية لهذا المكون الذي لا يمكن الاستغناء عنه , اطلاقا , خاصة وانه اليوم يشكل الغالبية العظمى من سكانه الاصليين لو تركنا الدين والتدين جانيا , حيث ان غالبية العرب المتواجدين في العراق اليوم هم من اصول كلدانية صرفة ابتداء من البصرة والعمارة والناصرية والنجف الاشرف والكوفة وبابل الكلدان والديوانية والكوت وتكريت وبغداد التي تم تجميع سكانها من غالبية مناطق العراق , كلها ترجع تاريخيا الى الكلدان باستثناء القبائل التي رحلت من شبه الجزيرة العربية وسكنت العراق بعد الغزوات الاسلامية لكل البلدان التي شملها الغزو , شرقا وغربا..كما انهم الغالبية الكبرى في الدين والتدين من خلال اعتناقهم المسيحية الكاثوليكية,(الكثلكة)..كككل مدن العراق يحتوي التاريخ الكلداني وتراثه وحضارته.
الاحزاب السياسية في العراق
من خلال اطلاعي ,على المقالات المنشورة في مواقع مختلفة , للاسف الشديد , لم تكن شفافية بقدر ما تمليه الحقيقة , وهم يؤكدون ضعف دور الكلدان السياسي , معتبرين بان ليس للكلدان احزاب سياسية قومية سابقا كما كان للاخوة الآشوريين من خلال حزب بيت النهرين , وزوعا ( الحركة الديمقراطية الآشورية) وغيرهم في سبيل المثال وليس الحصر, بالله عليكم جميعا , هل ذا انصاف عادل للكلدان, والكلدان قدموا آلاف الشهداء من اجل القضايا الوطنية العراقية حبا بشعب العراق بمختلف قومياته الوطنية ..
اعتلوا المشانق اسوة باخوتهم من كل القوميات والاديان على اختلاف الوانها وطوائفها الاثنية , قاوموا الطغات والهجمات الهولاكية والتترية والمغولية والفارسية جنبا الى جنب مع بقية مكونات العراق صامدين ومحافظين على تربته الغالية ووجوده التاريخي والتراثي العتيد.
الكلدان سباقون لغيرهم بكل شيء فهم وطنيين و قوميين و سياسيين وثوريتهم زادت حبا بوطنهم ووجودهم التاريخي , وتاريخهم ناصع البياض في الوطنية الحقة والثورية الصادقة حبا بالشعب والوطن من اجل حريته وسعادة شعبه , وتطورهما اللاحق في العيش الكريم مع تطور وتقدم الحياة بكل مفرداتها.
اول حزب تاريخي وطني بناه الخالد الكلداني الشهيد يوسف سلمان يوسف (فهد) الذي اعطى دروس الفداء والتضحية ونكران الذات في الوطنية الحقة ,فارخص اغلى ما يملك من اجل الوطن والشعب هي الحياة .
كان معينا لكل القوميات ومساندا لها في تقرير مصيرها ضمن واقعها, صغيرة ام كبيرة , تيمنا لاحقاق الحق والعدالة في الكون عامة والعراق خاصة.
كما نذكر في سبيل المثال وليس الحصر الفقيدين سليمان يوسف بوكا (ابوعامل ) وتوما صادق توماس (ابو جوزيف) والشهيد ميخو ابو نصير وسيوف جبل القوش كوريال اوراها قينيثا من تللسقف وبطرس و هرمز بوكا (ابو ايفان) من القوش وأثير كوركيس ووليم شمعون وجلال يونان من تللسقف كذلك . وليلى كوركيس ومنير عسكر والدكتور الملاح من عنكاوة وألآلاف المولفة كلهم من الكلدان .شهداء من اجل طريق الحق والعدالة لانصاف المجتمع العراقي بكل قومياته المتآخية على حب الانسان والوطن.كل هؤلاء كانوا يعملون في حزب الشهداء حزب الشعب , الحزب الشيوعي العراقي خادم ومضحي للعراق وللشعب ..
لا ننسى بان الحزب الشيوعي العراقي , لازال يعمل ضمن شعار الرفيق الخالد فهد, والذي اصبح مبدأ اساسي للحزب ,( قووا تنظيم حزبكم , قووا تنظيم الحركة الوطنية) .. وانطلاقا من المبدأ فالحزب يعمل على دعم ومساندة , كل الاحزاب القومية وغيرها للالتقاء معها والتعاون البناء في خدمة الحياة والوطن وتطورهما نحو الافضل دائما ..
يخرج نفر من الظلالة ينطق بخرسية لامثيل لها , بكلام معسول بلا وعي ولا معلومة بل بتعصب اعمى, وللاسف قسم منهم قد درس ابجدية الاممية في النظرة المحقة للقوميات , وبلا خجل يريد تمييع المكون وتغييبه عمدا مخالفا للقوانين والدستور كونها تتضمن القومية الكلدانية , مثل هؤلاء المتلونين تارة بالقومية العنصرية وتارة بالاممية بدون فهم واستيعاب ذلك الفكر التنويري الكبير لاستيعاب الواقع الحي للشعب ولكل قومياته التآخية..
للاسف الشديد قسم من الكلدان تأشوروا وبتعصب اعمى من غير وعي ودون الرجوع الى التاريخ , وحتى لم يقرؤا التاريخ, قبل المسيح الذي يؤكد وجود الكلدان ودولتهم البابلية العظيمة التي منحت الدروس العظيمة في العلوم المختلفة كالطب والفلك والقانون والرياضيات والجبرا ووووووووالخ من الملومات التي اغنت البشرية .
كما يؤكد ذلك الانجيل المقدس في العهد القديم ,حول دولة بايل الكلدانية , منها خرج آشور قاصدا شمال العراق الى نينوى الحالية, وفي مدينة الموصل في المركز على نهر الخوصرليبني قصره الكبير والواسع في مدينة الموصل التاريخية..
هذا يعني ان آشور كان ولدا عاقا على دولة والده الكلداني في بابل , ولا نعلم سبب تمرده على الدولة الكلدانية ليؤسس الدولة الآشورية فيما بعد . ويمكن القصد كان التوسع والتعدد المملكي في حينها , كما يعلمنا التاريخ بان الدولة الكلدانية وبتحالفها مع الفرس اسقطت الدولة الآشورية فيما بعد. وفيما بعد حدثت عواصف رملية , غطت معالمها وتراثها ولا زال التنقيب غير متكامل لاكتشاف الواقع الحقيقي لها الى يومنا هذا وهيئة الآثار بالموصل ساعية للوصول الى تراث الدولة الآشورية بالكامل.مثال ذلكك .تلال جنوب تللسقف وفي اراضيها في مناطق متفرقة منها , تؤكد ذلك ,والتاريخ يؤكد وبشكل قاطع لا غبار عليه بان عاصمة الدولة الكلدانية هي بابل.. وسبأ بابل معروف ومثبت حتى في العهد الجديد من الانجيل المقدس . سمية بسبأ لان الملك الكلداني البابلي , نبوخذنصر سبى اليهود الى بابل في معركته معهم وجلبهم اسرى الى بابل , مستفيدا منهم بشتى المعارف والعلوم والبناء , والجنائن المعلقة التي تعتبر احدى العجائب السبعة في العالم تؤكد ذلك .
كما ان قسم من الكلدان المتعصبين العميان هم الآخرين يريدون تغييب المناضلين الكلدان الامميين الذين افنوا حياتهم من اجل الكلدان وغيرهم من القوميات ..
هؤلاء الكلدانيين المتعصبين والجامدين في الفكر والمنطق هم يدمرون الكلدان قبل غيرهم من القوميات , متناسين ام يخجلون ولربما متعمدين لانهم عاشوا مع الفكر الشمولي الاستبدادي ولم يذكروا الواقع بان الكلدان المثقفين والواعين والمناضلين الابطال هم في صفوف حزب العمال والفلاحين والطلبة والمراة وكل شغيلة اليد والفكر,ووصلوا الى قيادة الحزب الشيوعي العراقي من خلال طبقته العاملة والكلدان ضمنها كما للاشوريين دورهم المشرف في النضال العنيد كذلك السريان والعرب والتركمان والكرد والجميع مع الوطن والشعب.
هؤلاء الكلدان , عملوا باتجاهين , متكاملين متلاصقين توازنيا بصراع طبقي لاحقاق المغبونين في انهاء الاستغلال الانساني للانسان بنهاية الفقر والعيش بامن وامان للجميع , وصولا للسعادة ونضالا من اجل الحرية والحياة الكريمة العفيفة .ومن اجل قوميتهم والقوميات الاخرى. وقسم من الظال يشنون وبغباء نكرانهم لقضيتهم الكلدانية..
وبفعلتهم المشينة هذه , ينكرون التاريخ السياسي البطولي للكلدان ..
التاريخ له الحكمة
الالاقشة وكلدان المنطقة يتذكرون ,جيدا عندما اراد فاروق اليزيدي السيطرة على القوش ومن ثم القرى الاخرى بالاتفاق مع الحكومة القومية العميلة , لاركاع الكلدان وتدمير مناطقهم وقراهم ,..
فكان الكلدان لهم بالمرصاد , من خلال الشيوعي الخالد توما توماس ورفاقه الميامين ,من كل القوميات والاديان , فخرج فاروق وجماعته مذعورين خائبين مذلولين , ومنتكسين , وكان لدور المراة الالقوشية صمود الابطال ضد المهاجم , كان دورها الفاعل , في معالجة الموقف تحت قيادة المرحومة الماز الخالدة زوجة الفقيد توما ثوماس البطل الكلداني والاممي الامين الصادق , وبتوجيه منه مباشرة من خلال رسالة قدمتها الى فاروق من ابوجوزيف.
ولا ننسى دور وموقف الكنيسة الكلدانية في القوش والشعب الكلداني الالقوشي فالجميع لبى وبشجاعة , موقف رجل واحد بكلمة واحدة حفاظا على تربة القوش , وشعبها الامين .مذكرات القائد الشيوعي توما توماس
انها اسطورة كلدانية واحدة من مئات المواقف الصلبة والشجاعة للكلدان والى يومنا هذا فالكلدان متواجدين , وبصلابة على ارض الواقع, لهم ثقافتهم وتراثهم وتاريخهم ووجودهم وعاداتهم وفنهم من مسرح ورسم وتمثيل بلغتهم ضمن واقعهم المرأيي والمكشوف لايقبل الجدل والتاويل والمناقشة..
ومنذ ان وعينا على الفكر السياسي كنا نسمع ونقرأ في الادب والثقافة بالمجتمع الكلداني والقومية الكلدانية , وخصوصا الجرائد والكراريس الصادرة من الحزب الشيوعي العراقي , ولحد الآن لانه لا يفرق بين كل القوميات اطلاقا , انه معين دائم للجميع ..
وهنا أسال اليس حبيب تومي شيوعيا قديما ضحى بحياته وراحته وكل ما كان يملك فداء لقومه الكلداني والوطني والاممي لكل القوميات الكرد والعرب والتركمان والاشوريين والارمن والصابئة واليزيديين وغيرهم؟؟؟!! مثال وليس الحصر , وانا واحد من هؤلاء ومن عائلة معروفة للجميع لااريد الخوض , في التفاصيل, اريد غيري ان يذكر ذلك وليس انا !!!!.شيوعي اممي لكنني اعتز بقوميتي الكلدانية , كما اعتز باسمي وديني ونسبي العائلي .. نحن جزء لا يتجزأ من الكل وقوميتنا الكلدانية مكملة واساسية ضمن القوميات الاخرى , ولسنا اقلية ولا نقبل بهذه التسمية التي نراها لا تليق بنا ومغلوطة للنطق بها (الاقلية) بل نحن اساس العراق بتحالفنا مع المكونات الاخرى من آشوريين وسريان وكل مكونات العراق القومية هم اخوة لنا .. لكننا , لنا خصوصيتنا ولهم كذلك , وما يصيبهم يصيبنا والمفروض منهم كذلك , لانقبل بالغائهم , كما المفروض منهم عدم قبولهم لالغائنا نحن الكلدان مع كل المونات الاخرى صغيرها ام كبيرها قوما وديانة , مذهبا وطوائف ام عوائل ام عشائر , لاننا جميعا بشرا ندين بالانسانية المطلوبة من الجميع.والكلدان في خدمة الجميع والوطن , كونهم جزء لا يتجزأ من الشعب العراقي القاسم المشترك الانساني والوطني يجمعنا ويوحدنا..
في خلاف ذلك هو تعمد فكري عقيم في الغاء الآخر , وقصر نظر مدمر للقومية والوطن والشعب
نرى البناء الذاتي لمبدا ,الرأي والرأي الاخر , في الاحترام المتبادل للمشاعر والاحاسيس , ليكون همنا في البناء وليس الهدم في التقبل وليس التغييب , في الاعتراف بالآخر وليس الالتفاف عليه ومحاولة موته..الغء ثقافة الانا والرعونة والاستبداد والانانية.
قوميتنا الكلدانية قبل ديننا المسيحي , كما هي الآشورية , ندين بصلابة الطروحات العقيمة على اساس ان قوميتنا جائت ونسبت من الكنيسة الكلدانية , للكنيسة مسمياتها التي تراها مناسبة لها ,ولها كامل الحرية , ونحن من الباب الديني نعتز بالتسمية ( الكنيسة الكلدانية) اما نفر من الظال والمظلل يستغل التسمية الكنسية لينسبها لنا على اساس تاريخي كنسي , فهذا ما نقاومه بشدة ولا نقبل به , أطلاقا.. لانه يهمشنا. وبدمرنا , وينتزع حقوقنا الشرعية , في الاتجاه القومي التاريخي الحقيقي لقوميتنا الكلدانية والتي هي قبل الدين المسيحي بآلاف السنين.
بدوري انبذ كل كلداني , متأشور , ينفي ويلغي نفسه القومي والآخرين عمدا ام جهلا للحقيقة ام تمييعا للفكر الصائب , وبناء للشوفينية المتعصبة وتمييع القضية الحية, ضمن الاتجاه السياسي العقيم , ذات البعد العديم , كما استنكر الطروحات الآشورية أو اية قومية اخرى ,في الغاء وجودنا القومي الكلداني لتمييع قضيتنا وتارخنا الكلداني البابلي العريق..
نؤكد على برلمان كردستان لتثبيت قوميتنا الكلدانية في دستور الاقليم , ولا نقبل بالتسمية المركبة (كلدان سريان اشور) كما مثبت في دستور العراق الفدرالي , وفي خلاف ذلك يكون دستور الاقليم قد تناقض مع دستور العراق . وهذا يشكل تناقضا كبيرا يجب تجاوزه بالسرعة الممكنة.
اليوم شعبنا الكلداني في العراق وفي الغربة في دول العالم الاخرى يقدرون باكثر من ثمانيمائة آلاف نسمة , كما اليوم نسمع من المسلمين يقولون بانهم كلدان ,باعتزاز كبير من الناحية التاريخية , ويرجعون نسبهم للكلدانيين في بغداد والجنوب والوسط ناهيك عن الشمال الكلداني في مختلف محافظات العراق.رغم اختلاف الدين لقسم منهم كون الدين لا يدخل في تسمية القومية ولم يكن احد مكوناتها يوما ما.نحن نعتز بهم ويزيدنا فخرا
انه عار على شعب لايفهم ولا يفهم ولا يريد ان يفهم .
وحكمتي تقول:
(ليس العيب في الانسان ان لا يعلم ولا يفهم شيئا ما .. لكن العيب ان لايريد ان يعلم ويفهم .. تلك هي المصيبة الكبرى )
#ناصر_عجمايا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟