أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد العبيدي - الثور المجنح .... وخصوصية النحت المجسم














المزيد.....

الثور المجنح .... وخصوصية النحت المجسم


محمد العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2536 - 2009 / 1 / 24 - 08:23
المحور: الادب والفن
    


تقدم الدراسات الميثيولوجية،في تفسير الظواهر إجابات فكرية واعية تتناول الوجود كثيرا والقوى الفاعلة، وبالتالي تقيم أجوبة قوامها تفسر الوجود وتسيطر عليه، وهناك الكثير من النتاجات الرافدينية القديمة صارت جزءا مهما من تراث حضارات الشعوب وأفكارها المعرفية ، وبما أن الأسطورة والنصوص الأسطورية تنتمي بالدرجة الأساس إلى الفعاليات الاجتماعية التي تكمن خصوصياتها من التقاليد والأعراف الداخلة والعاملة في دائرة المعتقد الديني، وهذا الأمر جعلني أن أقدم احد نتاجات بلاد الرافدين القابع في احد متاحف العالم ولعل الهدف الأساسي هو أن أتقصى وأحرر البلاغ الفكري والتقني التي تنوي الأسطورة من خلاله إيصال الأعمال العراقية الخالدة هناك من أفكار ذات قيمة كبيرة .
(( الثور المجنح))
مثل العمل النحتي عنصرا مهما لأسلوب النحت المجسم من الناحية التقنية والأدائية لفنان بلاد النهرين، ومن خلاله بالإمكان التعرف على البنية الحضارية والفكرية للمجتمع الرافد يني التي لاتقتصر عليه كأفكار وإنما كانت هناك تحويلات فاعلة وآلات للسيطرة على نظم الطبيعة التي تحتاج إلى أجوبة للعديد من التساؤلات المهمة، جوانب الفكر الأسطوري للعمل هو لابد من الكشف عن معالم الغموض التي سيطرت على أفكار المتلقي، من خلال مفردات(( الرأس، الجسد، الجناحين، الأرجل)) تلك المفردات كونت أسس فكرية للمجتمع الرافد يني في مرحلة مهمة من مراحله وانطلاقا من هذا التوجه لابد من دراسة الأسس الفكرية للمجتمع وأساطيره ومعتقداته وبالتالي اكتشاف الأبعاد الماورائية والعوالم الغيبية التي شغلت فكر الإنسان لفترات طويلة من الزمن، هناك أفكار سيطرت وأصبحت جزء لايتجزأ من حياة الإنسان الأول في بلاد النهرين وألقى بضلالها على نتاجات فنية متعددة ليكن (( الموت ، والحياة ، الخلود، البعث، الثواب، والعقاب)) كلها وسائل تفكير تحتاج إلى دراسة ذات قيمة فكرية ، عليها نوع من الاشتراطات ، والصياغات الهدف منها هو تجميع وتركيب دلالات رمزية وبما ان العمل الفني (( الثور المجنح)) قد امتلك وسائل تفكير ميثيولوجيا ودلالات تركيب متباينة مثلت انطباعات القوى المهددة لوجود الإنسان تشكل العمل بتجسيد درامي لتلك المخاوف الأساسية التي بدأ فكر الإنسان الأول أن يعتري منها وهذا يولد التأمل الذي يعبر عن القدرة التي تحفز الصورة من : 1. الرأس


هناك نوع من الإحساسات التي كشفت الرأس ، والذي يعد من خلال الخبرة العملية التقنية للفنان انه انجاز وضع أفكاره كلها في عملية فكر جمعي مع بقية التفاصيل، وهذا أعطى حركة متوازنة للنص الأسطوري في أن يتحرك ويقوم بأداء وظيفي وانفعالي وذهني لأنه مثل الالهه هنا والارتباط بالواقع المجتمعي هو احد السمات المميزة في الرأس ووجود التاج هو الآخر كان احد الوظائف الاجتماعية التي حافظت على التقاليد ، العرفية ذات الارتباط المعتقدي الديني ومن هنا، هناك فهم واضح نتج عن الرأس لان تكون الأسطورة خير عامل تواصلي في فهم طبيعة الالهه، والفرد في بلاد الرافدين كان قادرا على التعايش مع هذه الأفكار لأنه كان وسيلة مهمة في أن يحلل الظواهر ويخرج بنتائج لتلك الاستفسارات والتساؤلات والعلل المربكة في حياته الاجتماعية.

2. الجسد








العنصر المهيمن والمهم في بنية المعتقدات الدينية في بلاد الرافدين ، هو دخول العمل الفني في هذه الدائرة ولكي يبلغ الحيز المكاني ذي الدلالة الرمزية والقدسية الروحية، أعطى للجسد خصوصية حلول الروح الإلهية مثلما أعطاها للرأس ، ولعل خير مايحقق تلك الأفكار في هذا النوع من التعظيم، هو تبجيل الشكل بالكامل دون الدخول في عالم الأسطورة، ضخامة الشكل مع عامل الطقوس يؤدي باستمرار للإبلاغ عن قدسية الثور المجنح بدلالة الحجم فهو واسع وكبير وضخم يحوي على عدد من التفاصيل ، وبدلالة الخامات المستعملة التي بني ونحت من أحجار صلدة هو في اعتقادي نوع من المقاومة للفناء وعندما تدل أفكار الخلود الممتلكة حيزا كبيرا في الفكر الاجتماعي (( للثور المجنح)) الذي يؤكد أهمية وقدسية المكان مثلما يؤكد قدسية الأفكار والوقوف بهذا الشكل النحتي المجسم الذي قدم الخطاب الأسطوري مع الخطاب القدسي المميز.


3. الأرجل


مثلت الأرجل الخمسة رمز قوة الخلق والوجود الأبدي وعامل الارتكاز ليقدم الفنان الرافديني الأرجل بدلالة الرموز العلامية وينحتها بشكل مجسم ليقدم مقولته بدلالة المكان، وبدلالة قدسية الإعداد الفكري انه من أهم المفردات التي ابتعدت عن واقعيتها والتي تبدو بتكوير هندسي يناقض الحقيقة ولكن المنظور وضع النهاية الجدلية للمكون والاتجاه المتناهي للرأس والجسد والجناحان من قمته حتى أسفله وبدلالة خامته الحجرية الصلدة عزز إبلاغ الخلود الأسطوري وخلق عامل الاتصال الذي يؤكد خصوصية العمل الفني في بلاد الرافدين.



#محمد_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دلالة التكوين الفني في العربة الآشورية..
- قاسم حمزة : فن الخزف والخطاب البصري
- الالهه عشتار....تبارك التنصيب الملكي.
- أهوار العراق.....والهجرة إلى الشمال.
- زينب حفني ... افروديته....
- سعد جاسم..... يقدم الكلمات قرابين للشعر
- الأم إلهة الخصب والبركة والتكاثر...
- التجاذب والتنافر في أعمال جواد الشكرجي
- ماري ميناء على نهر الفرات....
- ابتهال بليبل
- عبير عبيد..... رموز فاعلة في لوحة التشكيل.
- إسماعيل الشيخلي ....لوحة تشكيلية في إيصال المفهوم الفكري.
- عبد القادر الرسام .....لوحات الرسم العراقي المعاصر
- جواد الشكرجي بين الفن و(( ؟؟؟؟؟؟ )) ..
- سوسيولوجيا الآنية الفخارية السومرية....
- الدلالة الإيحائية للمدركات غير المجسمة.
- دعاء موجه إلى نهر الفرات.....
- سهاد حسن مانع..... وجدت مكاني في المدرسة التعبيرية
- المالكي في متحف برلين ......
- علي طالب..... التماثل البصري والتحول الجديد


المزيد.....




- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد العبيدي - الثور المجنح .... وخصوصية النحت المجسم