أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بلقيس حميد حسن - فوز الدملوجي خيرٌ, للمرأة والرجل معا














المزيد.....

فوز الدملوجي خيرٌ, للمرأة والرجل معا


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2535 - 2009 / 1 / 23 - 09:28
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


حينما عرفت ان عضوة البرلمان الأستاذة ميسون الدملوجي ترشحت لرئاسة البرلمان , فرحت أيما فرح وشعرت بالفخر, فمعنى ان تقود البرلمان امرأة وطنية لم يعرف عنها التعصب لطائفة على حساب اخرى, او لحزب دون الاخر , يعني ان العراق بخير , امرأة مثقفة مسالمة وهادئة تتحاور وتعمل مع الجميع على أساس الاحترام للرأي الآخر, امرأة تتحدث بلا عنجهية أو اسلوب آمر وبلا خُطب ومهاترات شغلتنا واخذت الكثير من الجهد والوقت, كما حصل للبرلمان بقيادته السابقة, فالدملوجي امرأة يهمها تقدم العراق, وتهمها حقوق الجميع, وبالأخص نصفه المغبون الا وهو المرأة, الذي جاءت كل أوزار الحروب والصراعات والاحداث المأساوية على رأسه. كما ان هذا معناه ان في البرلمان عددا لايستهان به, ممن يريدون للعراق الخروج من عنق زجاجة التخلف والتدهور التي دخلها عبر عقود القهر والموت والإهمال والتهميش لكل صوت نسوي وطني حقيقي, كما انه اثبات آخر بأن العراق يريد حقا النهوض من جديد بعيدا عن الفكر السلفي الذي يحاول شده الى الوراء والعودة به للعصور السحيقة , التي لا تشبه اي عصر في التاريخ الحديث , سوى عصر طالبان افغانستان , الذي دمر كل مابناه الشعب الافغاني عبر سنين تاريخه الطويل , بالتعصب والجهل رافعا اسم الدين لافتة تختبيء تحتها كل الأخطاء والجرائم والتنتاقضات المؤدية الى الخراب .
وبرغم من انني لا أتفق مع فكرة المحاصصة التي جاءت عليها تشكيلة البرلمان والحكومة العراقية ككل, لكنني كغيري من المستقلين والعلمانيين, لا أنظر لأعضاء البرلمان , او اقيـّمهم على اساس الانتماء الطائفي او القومي او السياسي , انما على اساس كفاءاتهم وامكانياتهم التي رأيناها ورصدناها عبر وجودهم في البرلمان والتزاماتهم بقضايا الناس , وحرصهم على العمل من اجل حل القضايا الأساسية التي يمر بها الشعب والوطن , وككل عراقي يهمه امر الوطن ومن فيه- خاصة حينما يكون العراقي لايزال في المنافي اذ لا يملك شبرا على ارض وطنه ,او عملا يستطيع من خلاله ان يرفع صوته امام الملأ معلنا الانتماء العراقي بلا غصة او عبرة تخفي وراءها صوته المهمش - فنحن بعيدون قريبون, نتابع اعضاء البرلمان, نعرف نشاطاتهم, حواراتهم التي تدور في اجتماعات البرلمان والتي تعكس شخصية كل عضو ومدى حرصه و قدرته على الوصول الى نتيجة مقنعة ونافعة في اتخاذ القرارات المهمة والخطيرة, والتي تعبر حقا عن ارادة الشعب العراقي..
وبرغم المحاصصات كما ذكرنا الا ان البرلمان يبقى برلمانا منتخبا من قبل ابناء الشعب الذي لم يتعود على الانتخابات الديمقراطية في تاريخه, ويبقى برلمانا وطنيا رغم كل الاختلافات التي ربما تصل حد العداواة التي تضمها مقاعده, لان شعبا رزح تحت نير طاغية مرعب لم يعرف التاريخ مثيلا له, وحروب طويلة طحنت عشرات الالاف من ابنائه ودمرت مادمرت من بناه التحتية والفوقية , حتما يكون حاملا لأنواع من الشرذمة المعلنة وغير المعلنة , وما المحاصصة الا نتيجة واحدة من النتائج, التي ستنهيها الديمقراطية حينما تتمكن حقا من عقول ابناء العراق, و حيث يوصلهم الاقتراع الى اختيار ماهو الافضل لهم, ومنح الثقة للقادر على تحقيق متطلباتهم الحياتية وحقوقهم الانسانية بعيدا عن المحاصصة والانحياز.
انه حقا انتصار ستحققه المرأة بانتخاب الدملوجي رئيسة للبرلمان,فهي التي اسست وعملت على الاهتمام بقضايا النساء من خلال مجلة "نون" الشهرية التي تعني بكل مايخص المرأة العراقية وحل معضلاتها وتطوير واقعها المعاش, وقد اثبتت الدملوجي حرصها الكبير على رفع الحيف عن المرأة العراقية المظلومة , بمواقفها الجريئة والصريحة من مواد الدستور التي تغمط حقوق المرأة وتريد العودة بها الى قوانين العشائر الجائرة .
ان الدملوجي ليست عضوة عادية وخاملة من عضوات البرلمان الكثيرات, اللواتي لم نسمع او نرى لهن رأيا واحدا او موقفا بارزا يثبت احقيتهن بالمقعد الذي يجلسن عليه , انما هي دافعت بكل شجاعة, وبوسائل نضال متنوعة, من اجل حل مشاكل الناس والإحساس بهمومهم في ظل ظروف الإرهاب والرعب والإنفجارات والإغتيالات التي امتدت الى مئات الاصوات الوطنية الحقيقية ..
اذن على اعضاء البرلمان من الرجال ان يثبتوا اليوم ديمقراطيتهم وايمانهم بحق الاغلبية المحرومة, وثقتهم بقدرة المرأة التي تتساوى معهم في حمل المسؤولية وبذات المجلس , فالنساء يشكلن الاكثرية في العراق وحينما نتذكر اعداد الارامل والثكالى ومسؤولياتهن ازاء الملايين من الأيتام والمتضررين , نعرف ان المعنى الحقيقي لكلمة الديمقراطية هو منح القيادة لمن يمثل هذه الغالبية من ابناء الشعب. وسوف لن يخرج معنى مصطلح الوطنية عن هذا المعنى لو دققنا به كثيرا . عندها سيكون الانتصار لقضية المرأة انتصارا لقضية الوطن وبالتالي لقضية الرجل معا
اخيرا , اضع يدي على قلبي , خوفا من خيبة امل تأتي من اعضاء البرلمان , و اناشدهم كأحرار, واخاطب ضمائرهم, وضمير كل من يريد رفعة هذا الوطن وسموه, ان يضع بين عينيه مصلحة الجميع ويركل فكرة المحاصصة التي رفضتها الدملوجي كشرط للترشيح , كما أناشد جميع النساء البرلمانيات ان يضعن ايديهن بيد الدملوجي , وليبتديء البرلمان دورة اكثر ديمقراطية, واكثر فائدة للشعب والوطن .



#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأطفال .. الأطفال
- هل نرتقي بضربة حذاء؟
- كابوس الجلسات البرلمانية
- الهمجية في العراق , تكسر الرقم القياسي
- سمّار برلين
- البرلمان العراقي ومكونات الشعب
- اللهم اصلح وسائل الاعلام!
- سناء الفن الحقيقي
- ما بين العصبية القبلية والحوار المفتوح
- فاقد الشيء لايعطيه, رئيس البرلمان العراقي نموذجا
- فضائيات المسابقات الغبيّة
- أوروبا تدخل العراق ..
- النار تخلّف رمادا, بين فرض القانون وحقوق الانسان
- مرحى ليوم المرأة في العراق
- مسامير بذاكرةِ الياسمين ؟
- المرأة العربية في -دنيا جات-
- الحوار المتمدن, الاجمل في الاعلام العربي
- تعالوا انظروا , الدم في الشوارع..
- صوت المسافات
- في هذه البقعة من الأرض


المزيد.....




- بي بي سي 100 امرأة 2024: من هن الرائدات من المنطقة العربية ع ...
- البرلمان الأوكراني يقترح تسجيل النساء كمتطوعات بعد خدمتهن ال ...
- ضحيتها -الطالبة لالة-.. واقعة اغتصاب تهز الرأي العام في موري ...
- الاغتصاب: أداة حرب في السودان!
- غوتيريش: غزة بات لديها الآن أكبر عدد في العالم من الاطفال ال ...
- -المانوسفير- يصعّدون هجماتهم ضد النساء بعد الانتخابات الأمير ...
- حجاب إلزامي وقمع.. النساء في إيران مقيدات منذ أكثر من 45 عام ...
- أيهم السلايمة.. أصغر أسير فلسطيني
- سابقة في تاريخ كرة القدم النسائية السعودية
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بلقيس حميد حسن - فوز الدملوجي خيرٌ, للمرأة والرجل معا