أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عماد علي - الفساد فاض عن حده المعقول في اقليم كردستان (2)














المزيد.....


الفساد فاض عن حده المعقول في اقليم كردستان (2)


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2537 - 2009 / 1 / 25 - 07:19
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


بعد ان بينا بوجه عام ما هو عليه اقليم كوردستان من حال يمكن ان نسميها انه خرج من الاطار المقبول لما يمكن ان يكون عليه من السلبيات كمجال للخطا غير المقصود و ممكن العلاج ، الا انه طفح الكيل و فاض الفساد بشكل لا يعقل، و استعلى عن حده المقبول بكل المقاييس .
فيما يخص النظام السياسي و ما عليه السلطة وكيفية انبثاق تنفيذ القوانين وتداخل الحزب و الحكومة بشكل متشابك في الفعل و التفكير و هو غير خاف على احد، ماهو الحل؟
بعد انتفاضة اذار 1991 و الانتخابات البرلمانية و انبثاق حكومة اقليم كوردستان و تبنيه النظام الفدرالي، و بعد مدة طويلة من الانشقاقات و العداوات والخصامات فوصلت الى الحرب الاهلية التي كانت نتيجة قمة الانانية و الجهل و اهمال مصالح الشعب دون اي واعز من الضمير ، الا انه الاستقرار الامني و ادعاءات الجميع لتطبيق الديموقراطية وفرت المجال للتامل بمستقبل زاهر للمجتمع الكوردستاني و لكن!!!
لكن بعد ادارة الحكم و بكافة اقسامه التشريعي و التنفيذي و القضائي من قبل الحزبين دون فصل في السلطات و عدم الاستناد الى القوانين ، هذا ما فرض السلبيات و في مقدمتها الفساد المستشري في كل ثنايا الحكم في المجتمع و السلطات و عدم الحفاظ على استقلالية السلطات، و من يدير السلطة المطلقة هو الحزب و الاشخاص المتنفذين فيه فقط .
و كما يعتقد الاكثرية ان النظام الديموقراطي يستمر على سيرورته المقنعة في حال اعتمد على اعادة تقييم الذات و التكيٌف مع المستجدات على الساحة من تسلسل المراحل التطور الاجتماعي لتامين متطلبات افراد المجتمع المادية و المعنوية، و الشعب هو المراقب و مصدر كل السلطات ان كانت حقيقية نابعة من جوهر مصالح الشعب و ضامنة لتحقيق اهدافهم العامة التي لم تات من الفراغ بل من الجهد و العمل المستمر بنقاء و اخلاص و نزاهة ، و ينعدم كل هذا في الاقليم و السبب هو المصالح الذاتية و الحزبية الضيقة . و ما يحتاجه الاصلاح و تعديل و تصحيح المسار استنادا على المباديء العامة التي يعتمدها الشعب، و هو توفير الفرض المتساوية للجميع من المواطنة و المشاركة في البناء و ممارسة الحقوق الديموقراطية و الحكم و خدمة الشعب، و هذا يتم بعد العمل الدؤوب من قبل الجميع ، و بالاخص المكونات الفعالة من النخبة المثقفة و الاكاديميين و الشرائح الكثيرة من بنية المجتمع من اجل الاصلاح و فصل الحزب عن التدخلات في اداء السلطات و احترام استقلاليتها و ابعاد الايديولوجيات البالية عن مسيرة تقدم الشعب من اجل ضمان الحرية و القدر الممكن من العدالة الاجتماعية و ترسيخ ارضية بناء المجتمع المدني الديموقراطي العلماني الحديث ، و ضمان الاستقرار و الامان و التخطيط من اجل التنمية و التطور .
و هذا يتطلب الاصلاح في عمل سائر المؤسسات الحكومية بعد الخطوة الكبيرة الاولى و هو ابعاد ايدي الاحزاب المتنفذة عن السلطات و الحفاظ على استقلاليتها لضمان عملها الحيادي في خدمة الشعب ، و يجب ان يبدا من الاعلى الى الاسفل ، اي من رئاسة الاقليم و اليات عملها و كيفية ادارتها و ضمان الشفافية و اعتماد الديموقراطية في اداء واجباتها والتي تعتبر اللبنة الاولى لعملية الاصلاح العام الذي يحتاجه اقليم كوردستان .
و هذا الواجب الذي يضمن انتخاب برلمان كوردستاني مستقل حر مهما كان تركيبته ، فهو يؤدي واجباته من اقرار القوانين و المتابعة و المراقبة للمؤسسات التنفيذية و محاسبتها وعقوبتها في حال وجود الخلل دون استثناء ، بحيث يجب ان لا يكون اي رادع لتنفيذ واجب و سلطة البرلمان الجوهرية .
و قبل هذا يجب ان تكون الانتخابات حرة نزيهة و ما يفرض حريتها هو اختيار الحكومة المستقلة دون تدخلات الاحزاب كافة، و ان كان المرشحون من الاحزاب او المستقلين ، ولكن يجب ان يكون الاعتماد على خلفية المرشح و قدرته و مستواه الثقافي و خبرته و امكانياته لتقديم الاحسن بعيدا عن حسابات العقلية الثورية المتوارثة لحد اليوم بل الاعتماد على عقلية السلطة استنادا على العدالة و المساواة و الحرية .
يجب ان ينظم عمل الحكومة استنادا على القوانين و تحديد صلاحيات المناصب و المواقع وفق تلك القوانين المختصة . الاعتماد على المباديء الحداثوية التقدمية العامة و ضمان حقوق الانسان العامة و المساواة و التقارب في مستوى المعيشة للتقليل من الفجوات الظاهرة بين الغني و الفقير، و الى غير ذلك من الاهداف ،و يجب ان تكون كافة المؤسسات الحكومية دون استثناء ملتزمين بالقوانين و ابعاد سلطة الاحزاب عنهم . و كل ذلك يتم باستقلال القضاء و حياديته و حريته في استصدار القرارات و القواين المنبثقة من الدستور الذي هو من الضروريات و الاولويات العامة لانبثاقه .
هذه هي الخطوات البدائية في حصر الفساد و تقليص مساحته و العمل على ازالته جذريا و بطرق سلمية و سلسة وفق مشاريع اصلاحية عامة ، و يجب ان يكون الاعلام و المنظمات المدنية و الشخصيات الثقافية العامة و المؤسسات الثقافية العلمية والمدنية في طليعة المتقدمين لطرح المشاريع الضرورية لانقاذ الشعب و الانتقال الى المراحل المتقدمة من التقدم و التنمية بحيث يلاءم مع ما موجود فيه اكثرية دول العالم ، و هي المشاريع الحيادية النابعة من الاخلاص للشعب و الاقليم و ليست المشاريع الصادرة عن افكار السياسيين الغارقين في الصراعات المصلحية العامة و هم سبب هذا البلاء ، و لم تكن مشاريعهم الا منفذا لاخراجهم و انقاذهم من المازق السياسي العميق الذي يعيشون فيه .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يحدث للمواطنين العراقين في السعودية
- سيطرة عقلية الثورة وليست عقلية السلطة على القادة الكورد منذ ...
- اية نظرية فكرية تتوافق مع الواقع في الشرق الاوسط
- ازدواجية قادة الشرق الاوسط في التعامل مع الاحداث
- المخاطر التي تواجه علاقة الحكومة العراقية المركزية مع اقليم ...
- توفير عوامل قوة شخصية المراة في المجتمع
- ضرورة الحوارات السياسية من عدة ابواب في العراق اليوم
- وضوح عناصر تعبئة المواطنين مفتاح لاختيار الاصلح في الانتخابا ...
- كيف و متى تترسخ الثقافات التي يحتاجها العراق الجديد
- عدم ادانة ايران رغم قصفها المستمر لقرى اقليم كوردستان !!
- المرحلة التاريخية الراهنة تتطلب منا الافكار و الحوار
- حرب غزة بين الايديولوجيا و التكنولوجيا و افراز قوى اقليمية ج ...
- العراق بحاجة الى بلورة خارطة طريق معتمدة لحل المسائل العالقة ...
- العراق بحاجة الى بلورة خارطة طريق معتمدة لحل المسائل العالقة
- ترحيل اللاجئين قسرا خرق لحقوقهم الانسانية
- كيف و لمن نصوت في الانتخابات العراقية المقبلة
- القيم الجديدة و مدى تقاطعها مع العقائد السائدة
- المشاريع الاصلاحية في اقليم كوردستان تعبر عن عقلية اصحابها و ...
- عواقب عشوائية تطبيق السياسة الاقتصادية في العراق
- العراق بحاجة الى قراءة جديدة للوضع الراهن من اجل تقدمه


المزيد.....




- كابل تطالب بتحرير الأصول الأفغانية المجمدة لدعم الاستقرار ال ...
- نيويورك تايمز: 5 أسئلة تشرح رسوم ترامب على كندا والمكسيك وال ...
- ماسك يكشف تمويل الخزانة الأمريكية لمجموعات إرهابية معروفة
- السياحة التركية تحقق أرقاما قياسية في 2024
- ماسك: الخزانة الأمريكية مولت مجموعات إرهابية معروفة
- المكسيك تفرض رسوما جمركية جوابية على الولايات المتحدة
- الصين تصدر سندات بأكثر من 10 تريليون دولار في عام 2024
- ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين في تركيا أكثر من 5%
- ترامب: سنفرض رسوما جمركية على أوروبا
- مساع حكومية لحماية العملة الوطنية في العراق وتعزيز أمنها الا ...


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عماد علي - الفساد فاض عن حده المعقول في اقليم كردستان (2)