أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - صلاح بدرالدين - المتحول في حروب الشرق الأوسط















المزيد.....


المتحول في حروب الشرق الأوسط


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 2535 - 2009 / 1 / 23 - 08:57
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


أصابت حروب الشرق الأوسط المندلعة الساخنة ما بعد مرحلة الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي المتفوق والشرقي المنكفىء الى تحولات جوهرية عميقة ليس بسبب توفر السلاح المتطورالمستعمل والهدف والوسائل والشعارات ووتيرة الوحشية العالية والدمارالشامل فحسب بل بما يتعلق بطبيعة الأطراف المتواجهة حيث أن جل هذه الحروب لاتدور في معظم الأحوال بين دولة وأخرى بل بين دول من جهة ومنظمات وأحزاب وقبائل ذات الطابع الأثني والمذهبي من الجهة الأخرى كما حصل في أفغانستان وفي الفصول الأخيرة من حرب العراق وفي لبنان وغزة وتختلط في هذه الحالات أساليب حرب العصابات المبتكرة كالمتفجرات والانتحاريين بالأحزمة الناسفة وحركات الكر والفر مع وسائل الحروب النظامية التقليدية وتتبادل أطراف الصراع الأدوار والوسائل بما في ذلك أحدث أنواع الأسلحة التي تجد طريقها عبر المساعدات بقنوات رسمية أو ملتوية عبر التهريب والسوق السوداء ومن المشاهد المعتادة أيضا في معارك عصرنا وخاصة بعد انفلات الأصولية الاسلامية من عقالها وأحداث سبتمبر الأمريكية قبل سبعة أعوام أن قيام دولة عظمى بكل جبروتها يمواجهة حزب أوحركة أو مجموعة وفي الوقت ذاته أن تتمكن واحدة من الأخيرة من الحصول على أسلحة تدميرية أو جرثومية أو تفجيرية وتصل الى أية بقعة في العالم .
باستثناء الحربين الكونيتين والحروب الأخرى الصغيرة التي اندلعت في أراضي الغير بالنيابة عن القوى الكبرى وخاصة المعسكرين خلال حقبة الحرب الباردة فان سنوات القرنين التاسع عشر والعشرين شهدت في ماسمي ببلدان العالم الثالث في القارات الآسيوية والافريقية والأمريكية اللاتينية عشرات بل مئات الحروب والمعارك والمواجهات في أطر حركات التحرر الوطني للشعوب المناضلة من أجل الحرية والاستقلال والتي ضمت مختلف الطبقات الاجتماعية والشرائح والفئات الوطنية تتصدرها الحركات السياسية الأكثر تنظيما وتجذرا في صفوف الشعب والتي تحمل الأفكار الاشتراكية والديموقراطية والقومية اليسارية وتربط كفاحها ضد الاستعمار والاحتلال والانتداب من اجل تقرير المصير بالنضال السلمي من اجل التقدم الاجتماعي وحقوق الانسان والمساواة بين المرأة والرجل والتنمية والعيش الكريم الآمن ولم تكن تلك الحركات الوطنية التحررية التي حملت السلاح أيضا تمارس أي نوع من الارهاب حتى ضد العدو أو عمليات عسكرية ضد المدنيين أو استخدام الشعب كدروع بشرية وكانت تتحاشى بشكل قاطع الحاق الأذية بالشعب أو توفير الذرائع للعدو بالانتقام من الأبرياء في حين نرى في عصرنا الراهن حروبا تقع في بلدان مستقلة تحكمها أنظمة دكتاتورية شمولية أو ديموقراطية يغلب عليها الطابع الآيديولوجي والصراع على السلطة وتتصدرها قوى أصولية من الاسلام السياسي لاتلتزم بقوانين ومتطلبات وصفات التحرر الوطني السالفة الذكر فحسب بل تنتهج سلوكا يؤدي الى وصمها بالارهاب من قبل المجتمع الدولي وقوى التحرر والتقدم الوطنية .
كانت حروب التحرر الوطني تندلع في ظل شعارات واضحة وأهداف معلنة من جانب طرفي الصراع أما حروب عصرنا التي تفتقر في أكثر الأحيان الى الشفافية من حيث أهداف الفرقاء فتضيع في أوارها الحقائق ولم يعد يجدي سوى انتظار النتائج على الأرض وهنا من المفيد مقاربة الأسباب المعلنة والخفية لحروب أفغانستان والعراق وغزة : - أفغانستان : بهدف " القضاء على زعيم القاعدة أسامة بن لادن " وقد نجحت الحرب في 1 – اسقاط حكومة طالبان وتصفية دولتها ومسؤوليها وملاحقة فلولها . 2 – تدمير البنية التحتية لمنظمة القاعدة من معسكرات وأسلحة وخلايا ومشاريع استثمارية . 3 – تنظيم اصطفاف جديد يمثل الغالبية الساحقة من مكونات أفغانستان القومية والأثنية والقبلية تمثل في مؤتمر بون ومن ثم تشكيل حكومة اتحاد وطني مهدت لانتخابات برلمانية . 4 – وضع أسس دولة حديثة حسب المبادىء الديموقراطية ومشاريع اقتصادية تنموية تربوية مدعومة من دول الناتو وبرامج ثقافية واعلامية . 5 – رفع الحظر على المرأة واطلاق طاقاتها وتحقيق مشاركتها في الحياة العامة . 6 – مواصلة محاربة الارهاب وزراعة وتجارة المخدرات .
- العراق : بهدف " تدمير أسلحة الدمار الشامل " العراقية وقد حققت الحرب التي قامت بها القوات المتعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية عدة أهداف ليس من بينها اسلحة الدمار الشامل ومنها : 1 – اسقاط نظام صدام حسين الدكتاتوري . 2 – تفكيك الدولة العراقية بما فيها حل الجيش العراقي وكافة المنظومات الأمنية . 3 – اجراء انتخابات برلمانية ديموقراطية منبثقة عنها حكومة وحدة وطنية . 4 – وضع دستور دائمي جديد للعراق الفدرالي وارساء العملية السياسية . 5 – حل القضية الكردية على أساس النظام الفدرالي . 6 – اطلاق الحريات العامة الحزبية والاعلامية والمدنية وتثبيت حقوق كافة المكونات العراقية القومية والدينية والمذهبية . 7 – محاربة الارهاب واجتثاث جذوره . 8 – اعادة علاقات العراق الودية السلمية مع جيرانه والعالم وابرام المعاهدة الأمنية الاستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية .
- غزة : بهدف " وقف اطلاق صواريخ حماس " وقد حققت الحرب التي قامت بها القوات الاسرائيلية أهدافا عديدة ليس من بينها – حتى الآن – اسكات الصواريخ ومنها : 1 – تدمير البنية التحتية لسلطة حماس المسيطرة على قطاع غزة منذ انقلابها العسكري من مؤسسات ومواقع عسكرية وأمنية وادارية . 2 – نسف كل بنى ومكاتب وزارات ووسائل حكم سلطة حماس . 3 – شل الحياة الاقتصادية والمعيشية والحياتية بما فيها الكهرباء والماء وقطاع المستشفيات والمدارس والجامعات والحاق خسائر مادية جسيمة بالأموال والممتلكات العامة والخاصة قدرت بملياري دولار . 4 – وقوع ضحايا مدنية بالمئات . 5 – قتل واغتيال وجرح وأسر المئات من أعضاء وكوادر وقيادات حماس . 6 – نجاح اسرائيل بصورة ما في اظهار حربها الاجرامية أمام الرأي العام على كونها تستهدف الارهاب المدعوم من ايران واستفادتها من مواقف قادة حماس الخاطئة التي قدمت الذرائع وخدمت أجندة خارجية وانسحبت من الحوار الوطني برعاية مصر وتسعى لفظيا الى الحرب .7 – خلق وقائع سياسية جديدة قد تعزز من شرعية ووحدانية تمثيل السلطة الوطنية ومنظمة التحرير عربيا ودوليا . 8 – احتمالات تكريس عزل قادة حركة حماس الذين اختبؤوا ومحاسبتهم بالمستقبل بعد استتاب الاستقرار وتحميلهم جزء من مسؤولية ما حصل . 9 – احدى نتائج الحرب ظهور حركة حماس بمظهر العاجزة بفكرها وممارساتها عن قيادة الدولة والحفاظ على أمن وسلامة الشعب الفلسطيني والحد من الخسائر .
عودة الى أهداف الأطراف المواجهة المعلنة في هذه الحروب نقول لسنا مجبرين لتصديق ماتدعيه القاعدة وطالبان عن القضاء على الصهاينة والنصارى في العالم أو ما تزعمه المجموعات الدينية والطائفية بالعراق من تحرير ومقاومة أو ماتطلقها حماس من شعارات الصمود والتحريروالمقاومة كمثيلها حزب الله في لبنان حيث لكل من تلك الجماعات مقاصد ومرامي أخرى تتعلق باالسيطرة على السلطة وخدمة الأجندة الخارجية الاقليمية التي باتت أكثر من معروفة .
ازاء هذه الحروب بفظاعتها وعبثيتها لم يعد المجتمع الدولي لامباليا وأصبحت القوى الكبرى والصغرى عالميا واقليميا جزء من آلية الحسم العسكري والتأثير الاقتصادي وتغليب كفة الميزان ومنغمسة فيها من الأذنين وحتى أخمص القدمين وبات شعار محاربة الارهاب العنوان الأول والأخيرللسياسة الدولية في عصرنا .






#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين بين - الغفران - و - الفرقان -
- وداعا محمود أمين العالم
- تعقيب على بيان الاخوان المسلمين
- اطمئنواحماس بخير تحت أنقاض غزة المنكوبة
- نتضامن مع فلسطين ونرفض نهج – حماس -
- الحل : ترميم البيت الكردي
- - حذاء - الدمار الشامل
- نهاية جنرال
- ظاهرة الحوار المتمدن
- غزوة بومباي
- عندما يستغرب نائب الرئيس
- - ضد العنف .. فلتتحدث المرأة بنفسها -
- - نحو حل ديمقراطي لقضيةالمسيحيين العراقيين -
- هذه هي ثقافتهم
- حدود - التغيير - في عهد أوباما
- القرار العراقي الوطني المستقل هو الحل
- - البيانوني - لايعبر عن مواقفنا في جبهة الخلاص
- أبعاد الفتنة الأصولية في الموصل
- حوار الشركاء في - بغداد - ماله وما عليه
- سوريا لم تعد آمنة في ظل نظام الاستبداد


المزيد.....




- تحليل للفيديو.. هذا ما تكشفه اللقطات التي تظهر اللحظة التي س ...
- كينيا.. عودة التيار الكهربائي لمعظم أنحاء البلاد بعد ساعات م ...
- أخطار عظيمة جدا: وزير الدفاع الروسي يتحدث عن حرب مع الناتو
- ساليفان: أوكرانيا ستكون في موقف ضعف في المفاوضات مع روسيا دو ...
- ترامب يقاضي صحيفة وشركة لاستطلاعات الرأي لأنها توقعت فوز هار ...
- بسبب المرض.. محكمة سويسرية قد تلغي محاكمة رفعت الأسد
- -من دعاة الحرب وداعم لأوكرانيا-.. كارلسون يعيق فرص بومبيو في ...
- مجلة فرنسية تكشف تفاصيل الانفصال بين ثلاثي الساحل و-إيكواس- ...
- حديث إسرائيلي عن -تقدم كبير- بمفاوضات غزة واتفاق محتمل خلال ...
- فعاليات اليوم الوطني القطري أكثر من مجرد احتفالات


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - صلاح بدرالدين - المتحول في حروب الشرق الأوسط