أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - الكرامة 1968 _غزة 2009














المزيد.....

الكرامة 1968 _غزة 2009


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 2534 - 2009 / 1 / 22 - 09:15
المحور: القضية الفلسطينية
    


في 1968 حدثت معركة الكرامة بين جيش الاحتلال الصهيوني من جهة وبين تحالف قوى الثورة الفلسطينية والجيش الاردني من جهة اخرى , وفي 2009 حدث العدوان على غزة وتواجهت قوات ( المقاومة الفلسطينية ) وجيش الاحتلال الصهيوني , في كلا المواجهتين كان هناك ضحايا وكانت نتائج , فهل تماثلت النتائج والضحايا , في هذه الكتابة لا ارغب باستعراض ( الارقام) لا العسكرية ولا المدنية ولا ارقام القدرات العسكرية لكلا الطرفين , ارغب فقط بالارتفاع عن حوار الانتصار والانهزام الذي اخذ يسهم في تعميق الانقسام الفلسطيني لا بل يتعداه الى تعميق الانقسام الاقليمي , وتحديد موقفي من مقولتي الانتصار والانهزام عبر مقارنة النتائج التي افضت اليها معركة الكرامة في مواجهة النتائج التي افضى اليها العدوان الراهن على غزة , وبعدها ليغير قناعته من يشاء وليزداد تمسكا بقناعته من يشاء فليس بعد البرهان مطلب

بعيدا عن مقولات البطولة والصمود والتضحية التي لا يقيم لها العقل السياسي وزنا , عن حق , فان العقل السياسي يسعى الى تحديد النتائج التي تحققت ومستوى ضرورتها لمسار النضال والقضية الفلسطينية وانتصار امنيه التحرر الفلسطينية به او اقترابها من ذلك , بهذا يكون العقل سياسيا , لا بمقولات البطولة والتضحية والصمود , الخ , اللهم الا اذا كان ( قدرة التحمل ) هي المقياس , وعندها يكون المسكين ( الحمار ) هو المنتصر دائما في معركته المستمرة مع الانسان ,ورغم ذلك فالكل يقر بوجود البطولة والتضحية والصمود في كلا المواجهتين , لكن الاختلاف يكمن في تقييم النتائج

على الصعيد العسكري :
لقد لحق بجيش الاحتلال في معركة الكرامة خسارة جسيمة بالافراد والمعدات , لمستها الجماهير بصورة مادية مباشرة عن طريق عرضها علنا في ساحات العاصمة الاردنية عمان , حتى وصل الامر الى ان الملك حسين ملك الاردن تصور الى جانبها , وشكلت اماكن عرضها منتزها للعائلات تقصده مصطحبة اطفالها لتريهم امكانية الانتصار على جيش الكيان الصهيوني وعلى الكيان الصهيوني نفسه . لكن الامر لم يقف عند هذا الحد بل ان جيش الاحتلال اصابه الفزع جراء تلك المعركة الى درجة ان الشريط البري الذي يلاصق مجرى نهر الاردن كان يخلو من تواجد قوات جيش الاحتلال ( اصبح شبه محررا ) ووحدها التناقضات شرق النهر وعدم وجود قرار منعا انتقال قوات الثورة من تأسيس قواعد لها غرب نهر الاردن

على الصعيد الفكري :
لم يكن هناك حوار ثقافي يتسائل عن نتيجة معركة الكرامة في انها انتصار او هزيمة بل كان هناك اجماعا فكريا على ان نتيجة المعركة هي انتصار اعادت للنفسية الفلسطينية والعربية ثقتها بقدرتها على الانتصار في حين كانت النتيجة على العكس من ذلك داخل الكيان الصهيوني

على الصعيد الجماهيري :
حسم الانتصار في معركة الكرامة الجدل الجماهيري حول اهلية الثورة الفلسطينية في اكتساب ثقة الجماهير باهليتها القيادية وزعامتها للحركة الجماهيرية ليس على الصعيد الفلسطيني فحسب وانما في العمق الاقليمي ايضا لذلك تبدت النتيجة بتصاعد زخم الالتحاق بصفوف الثورة وسرعة انتشارنهجها ومنطقها في المنطقة حتى بات مطلب اعطائها حرية الحركة واحتذاء اسلوبها مطلبا جماهيريا عريضا , وشكل ذلك احد مجالات صراع الانظمة مع الثورة الى جانب صراع هذه الانظمة مع الثورة حول تمثيل الشعب الفلسطيني في الشرعية الدولية
اما على الصعيد السياسي :
فقد شكلت معركة الكرامة المدخل لاخذ القرار الفلسطيني موقعه في مجال الحركة السياسية في المنطقة , ليس ذلك فحسب بل وبصورة مستقلة يحسب حسابها تماما الامر الذي قيد أي حركة سياسية تستهدف المساس بحقوق الشعب الفلسطيني وجراء ذلك اخذت هذه الانظمة بالتخطيط لاستعادة حرية حركتها عن طريق التامر على الوجود العلني للثورة الفلسطينية وتناغمت هدفا وحركة مع الكيان الصهيوني حتى اجتياح لبنان 1982 واجبار الثورة على ولوج طريق اوسلو , على اساس الاعتراف بالحقوق الفلسطينية وحق اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة

لقد كانت هذه النتائج التي ترتبت على معركة الكرامة رغم تشابه ظرفها واختلال ميزان القوى لحظتها مع ظرف واختلال ميزان القوى بمعركة غزة الراهنة , لكن الفارق الجوهري يكمن في ان قوى الثورة في معركة الكرامة كانت تخوضها من منطلق فلسطيني مستقل , وليس بسبب التساوق مع حركة وتناقضات المحاور الاقليمية كما يحدث الان , حيث نجد ان المقاومة تستهدف بتاكتيكها السياسي ( الفلسطيني الاخر) والمحور الاقليمي الاخر والمركز الاستعماري العالمي الاخر , في معركة الكرامة كانت المبادرة الفلسطينية والتاقلم مع خصوصية الشرط الفلسطيني هي مرشد التجربة والقيادة اما الان فان محاولة لنقل تجربة حزب الله اللبناني هو الذي يجري وتسترشد به ( المقاومة )



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة وتجاذبات المحاور الاقليمية
- الحبر والدم
- قرار وقف التهدئة وتصعيد العمل المسلح تاكتيك موجه ضد الداخل ا ...
- سي السيد الفلسطيني وشجرة الزيتون
- كم نحن صغار أمام الكبار
- خلق الله شامل وعلى التفسير والافتاء اخذ ذلك بعين الاعتبار
- الاعلان عن تنظيم(كتائب حزب الله في فلسطين) ماذا يعني؟
- المشرد المطلوب للحركة القومية الفلسطينية
- حركة اليسار الاجتماعي في الاردن / يسار الحيثية
- وتستغربون تعبير ( سقوط الوعي)؟
- الوطني والديموقراطي جناحي الحركة القومية
- السيد الرئيس لماذا تتحمل مسئولية تاريخية سلبية؟
- الحوار الفلسطيني ما بين حتمية الفشل واحتمال التجمع الانتهازي
- المؤتمر العام لحركة فتح بين الضرورة السياسية والالتزام البير ...
- الامانة في الكتابة حول المفاوضات والمقاومة
- حول ولاية الرئيس/استجابة لنداء الاخ عدنان العصار
- هل الصلة مقطوعة بينكم....؟
- قضايا امام ليفني في سياق تشكيل الحكومة
- قراءة في مقال الدكتور ابراش/حكومة تسيير اعمال ام حكومة طريق ...
- النية السياسية تفسد العمل الصالح


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - الكرامة 1968 _غزة 2009