|
الحرب العدوانية على غزة ... بعض الاسباب والاهداف والنتائج
اديب طالب
الحوار المتمدن-العدد: 2533 - 2009 / 1 / 21 - 00:56
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
تؤكد الاوساط الامنية الاسرائيلية على المقولة الاستراتيجية التالية : ولأن اسرائيل – حتى الآن – لم تتمكن من قطع الطريق على ايران في مسيرها للحصول على النووي . وبفعل ا لاسباب التالية : 1- الموانع الامريكية . 2- الفشل المتكرر لسلسلة العقوبات الاقتصادية ضد ايران ؛ نظرا للاهمية البالغة لمصالح اوروبا الاقتصادية مع طهران . 3- الضرورة القصوى لاختبار جدوى وجدية التبدلات الضرورية من حيث التنظيم والاعداد والخطط في الجيش العدواني الاسرائيلي على ضوء توصيات لجنة فينوغراد .... ولان اسرائيل –حتى الآن- وللاسباب الثلاثة الماضية وللسبب المباشر الوحيد المهم بامتناع حماس عن الموافقة على تمديد التهدئة توازيا مع اصرارها على اطلاق صواريخها والتي قال حولها الرئيس الامريكي باراك اوباما خلال زيارته لاسرائيل في شهر تموز من العام الماضي : > .... لكل تلك الاسباب ؛ شن الرباعي الارهابي اولمرت ، ليفني ، باراك ، نتنياهو الحرب العدوانية المفترسة على غزة ، والتي قال عنها " ناحوم برنياع "كبير معلقي " يديعوت احرنوت " انها متأخرة " اذ ان دولة تخشى معالجة حماس لا يمكنها ان تردع ايران او تحافظ على مصالحها – انظر كلمة مصالحها – امام سوريا ومصر والاردن والسلطة الفلسطينية "
الاهداف نستطيع ان نشير وبتحفظ الى اهداف تلك الحرب الافتراسية : 1- تدمير قدرات حماس العسكرية ، واضعاف قدراتها السياسية . 2- اعطاء درس عملي ، عسكري وسياسي ، للمحور الايراني-السوري والمنتصر في حرب تموزفي لبنان 2006 ... درس يتعلم منه " الايراني " عن بعض القدرة التدميرية عند " الاسرائيلي " فضلا وهذا الاهم تقليص دور وامكانيات ذراعه الفلسطيني ، ويتعلم منه " السوري " ان بقاء ه وحاضره ومستقبله رهن بانفكاكه فعليا عن ذلك المحور . 3- انعاش المفاوضات ا لاسرائيلية-السوريةعلى قاعدة الرغبة الاكيدة لدى الرئيس السوري بشار الاسد ، في خياره الاستراتيجي نحو السلام . وتعزيز تلك المفاوضات بتحفظات " نتنياهو " عليها لتكون اكثر رسوخا ووصولا لموافقة قريبة من الاجماع لدى الدولة والمجتمع الاسرائيليين . وارتكاز تلك المفاوضات الى مقولة عبرية جديدة هي : << ان مقولة الارض مقابل السلام ، لم تعد تفي بالغرض ولا بد من تنفيذ المعادلة التالية ولو سرا وقسرا : اعادة الجولان لسوريا مع بقاء النظام وحمايته يساوي الاتفاق على شراكة اقليمية وعلاقة استرتيجية .
النتائج لقد كان من النتائج الاولية للحرب العدوانية الافتراسية على غزة نقاط اهمها : 1- اجماع اسرائيلي قل نظيره حيث اقترب اليمين واليسار الى اقرب نقطة بينهما وظهر هذا واضحا في قول نتنياهو << لا يمكن لاسرائيل ان تسكت على وجود قاعدة ايرانية بالقرب منها >> . 2- التخفيف من القلق المصري – دون نية او جهد او دور مصري – من قيام واستقرار امارة اسلامية في غزة متشددة ؛ قد تساعد في تشجيع قتلة السواح والابرياء وحملة جائزة نوبل وذلك من امثال التكفيريين والمهاجرين والشوقيين .... امارة متطرفة تهدد امن مصروبالذات على حدودها مع اسرائيل ومع الدولة الفلسطينية " المقبلة " ..... امارة يرتبط حبلها السري بطهران طموحة وقادرة على الكثير . 3- تعزيز الدورلاقليمي لتركيا الوثيقة العلاقة مع اسرائيل ، ومحاولة اعادة وتقوية الشعور الاسلامي كرابط تاريخي وثقافي وحيوي بين الاتراك والعرب والمسلمين . 4- تحويل غزة-السجن الخانق ، غزة-الحصارالى غزة-السجن الاقل خنقا + دمار سيكلف مليار ونصف دولار + غزة-المعوقون + غزة المقبرة . قالت صحيفة " لو فيغارو الفرنسية " ان الصقور الاسرائيليين يريدون تحويل غزة من سجن في الهواء الطلق الى مقبرة " . 5- تنامي العنف والارهاب في المنطقة بسبب تعاظم الاحباط التالي لتلك الحرب في الشارع العربي والاسلامي . قالت صحيفة " الجيروزالم بوست " : << ان العالم يتساءل عما اذا كانت اسرائيل تعتبر العالم على خطأ وهي على حق في هذه الحرب والجواب هو نعم انها فعلا على حق . وطالما ان هذه هي قناعة الاسرائيليين فان الحرب والعنف والارهاب سيبقى في الشرق الاوسط الى الابد >> . 6- التأكيد بأن المحور " الممانع "و " المقاوم " ظاهرة صوتية ؛ تحاول ان تغطي بعلو نبرتها ما قد مارسته من خذلان عملي لشعب فلسطين في حرب اسرائيل العدوانية عليه . بيروت حريصة على أمنها ووفاقها الوطنيين اللذان كلفا اكثر من الف شهيد وعدة آلاف من الجرحى واكثر من خسارة اربع مليارات دولار، دمشق وطهران بعيدتان جدا عن غزة هاشم !!! .
ولئن تمسكت دول الاعتدال العربي بمعاهداتها مع اسرائيل وقصرت دورها على فعل الوسيط والداعم المادي السخي راهنا ومستقبلا فان الدول الممانعة ساهمت نظريا بفضائياتها في المعركة وبهدير شوارعها المسيقة الصنع وعمليا بتكريس الانقسام الفلسطيني-الفلسطيني والانقسام العربي-العربي الامرين اللذين يصبان في الطاحونة الاسرائيلية حكما . وفي الوقت الذي اعلن فيه الرئيس السوري بشار الاسد في مؤتمر القمة العربي التشاوري في الدوحة في 16/1/2009/ دفن المبادرة العربية للسلام وقام بحفر قبر وتجهيز كفن للمفاوضات لاسرائيلية-الفلسطينية .... في نفس الوقت ابقى الباب مفتوحا على مصراعيه –والذي لم يغلقه العدو من جهته- للمفاوضات الاسرائيلية-السورية ؛ رغم تعليقها لشكلي بعد اسبوع من الحرب العدوانية . وقد اكد هذا وذاك كليهما ان السلام خيار استراتيجي سوري كامل الجدية وان سوريا اولا وعلى الباقين الانتظار .
ان الوصول الى الاسباب والاهداف والنتائج المتعلقة بالحرب العدوانية على غزة يحتاج لسنوات قد تكشف ما هو مخفي في العلاقات المحلية والاقليمية والدولية وقد لا تكفيه مئات من الصفحات ، الا اننا حاوانا في هذه العجالة الاشارة لبض بعضها فمعذرة
#اديب_طالب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
داعية اسلامي شيعي : المقاومة كلما قاومت قوبت
-
سوريا لبنان .. أيهما أكثر تأثرا بالزلزال المالي الدولي ؟؟
-
اذا قال بيلمار فصدقوه فان القول ما قد قال بيلمار !!
-
النظام السوري ولعبة -الثلاث ورقات - !!
-
النظام السوري بين الانهيار الاقتصادي والشراكة الاقليمية المق
...
-
أوسمة الجنرال ... انتصارات ؟ .. هزائم
-
ارهاب وفوقه قرصنة كمان
-
النظام السوري بين العصا والجزرة العصا لمن عصى والجزرة للمطيع
...
-
من جمهوري الى ديمقراطي ... والخائب لا يتغير ! مبررات التغيير
-
اوباما ديمقراطي قوي
-
الغارة الامريكية- البوكمالية السكرية
-
لبنان آخر الموقعين على سلام مع اسرائيل
-
حزب الله : دولة ولاية الفقيه مؤجلة ودولة لبنان راهنة الوجوب
-
حزب الله بين مطرقة اسرائيل وسندان المفاوضات والحشود
-
الاسد يغادر الارهاب الى الارهاب وبالارهاب
-
الحشود العسكرية السورية تقتل بغلا من بغال التهريب
-
الاسد يتقلب على حزب الله
-
حصة الاسد في الحرب المقبلة
-
استقرار لبنان حجر الاساس في اي سلام دوليي
-
سوريا ولبنان بين حربين، باردة وساخنة
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|