|
-حسبي الله ونعم الوكيل-، أسرارٌ خاليةٌ من كلمة السّر..!
فاضل الخطيب
الحوار المتمدن-العدد: 2533 - 2009 / 1 / 21 - 05:47
المحور:
كتابات ساخرة
السياسي كان إنساناً عادياً في يوم ما..! وهو قادرٌ على صنع الثورة بدون تغيير، ويكون عدم التغيير ثمن الثورة... "لا يكفي أن يكون المرء ذا عقلٍ حاذق، أهم شيء هو أن يستعمله بشكل حاذق".. هذا ما قاله فيلسوف الشكّ ديكارت.. طبعاً قال ذلك قبل زمن الشك هذا، وقت كانت الناس تستخدم عقلها أكثر... يقول الذين يحلمون بالليل فقط، أن أحلام النهار لا تضر....
بعض الملاحظات للإنسان القويم العادي، وللسياسي المبتدئ والمنكفئ.. والتائب عن الخطأ... وتصلح للانتصارات الإلهية الجديدة وتصلح أيضاً لصكوك الغفران القديمة.. وحسبي الله ونعم الوكيل:.. عنوان البريد"من حسب الله والنعم، إلى نعم الوكيل المحاسب. دمشق.. غزة .. فينو ـ غراد ...
1 ـ يولد المستبد من رحم"العبودية" وحتى بعد وصوله للحكم لا يستطيع التخلص من عبوديته، سيظل يخاف من الحرية، سيظل يخاف من الناس الأحرار ويقوم بقهرهم واستبدادهم ما استطاع.. والطيور على أشكالها تقع!.. 2 ـ يحتاج السياسي الناجح إلى قرني استشعار، الأولى، أن يشعر بالمَلَل والضجر بدون السياسة والنشاط السياسي، والثانية أن يملك شوقاً منقطع النظير اتجاه السلطة.. 3 ـ أن يحمل رسالة، من أجل الأمة، من أجل المقدس، من أجل الوطن، من أجل الأخوة في الدين، من أجل الشعب، من أجل الإنسانية، من أجل المسؤولية، من أجل الأخلاق، من أجل القيم، ومن أجل البحث عن حماة وتدمر في غزة، ومن أجل الأجل!، ودور هذه التعابير الكثيرة في سياسة البعض تشبه الوظيفة التي تحملها صورة الوردة المطبوعة على السطح الخارجي لنونية الطفل الذي لم يتعرف بعد على السياسة.. ولم يسمع عن تسعيرة الانتصارات الإلهية محسوبة بعدد النونيات وعليها أصحابها... 4 ـ بعض السياسات، لم يتغير طعمها منذ آلاف السنين، لم تستطع التطور والتقدم، ولم تستطع التقهقر أكثر، لهذا السبب يقوم السياسي الناجح بانتهاز فرصةٍ أو حدثٍ تاريخي ليصبح بعدها يتأرجح كبندول ساعة الحائط محاولاً التأقلم مع الساعة حتى لو كانت ساعة ديجيتال، لا يحتاج للتقدم، كما أن التقدم لا يحتاجه.. 5 ـ الطريق التقليدي للسياسة في "أوربا" يقوم على التحوّل بدون تطوّر، الماضي بلا إقفال وإنما تركه كما هو. والمبدأ الوحيد الذي يحدد تصرفات السياسي وسلوكه هو قياس المفيد والضار له في لحظةٍ ما، كما يصفه فرويد في"مبدأ السعادة السياسية"، والذي يؤكّد الكثيرون أنه لم يتحول يوماً إلى مبدأ السعادة الاجتماعية.. 6 ـ وما زلنا عند السياسة في أوربا، وعن السياسة في أوربا فقط، ـ اقتضى التنويه كي لا يفهم أننا قصدنا سوريا أو بعض سوريا، والعنوان لم يقله فقط أمير البحرين حفظه الله، بل الأمير مشعل أيضاً حفظ آيات قرآنية، وحفظه الله كمان، وربما مشاعل أيضاً ـ أو كمان ـ على طريق الهداية تضيء الدرب للمؤمن الأخ بشار والبشير والسيد والأمير.ـ ويصبح دور أخٍ ممانعٍ إعلان وفاة أو موت مبادرة ما، كمبادرة للسلام مثلاً، والآخر الأكثر إيماناً يقوم بتأدية صلاة الميّت عليها.. ليعود في اليوم التالي ويحييها، وحسبي الله ونعم الوكيل.. محيي العظام وهي رميم... وكلما كان الحكم ناجحاً كلما كان السياسي بعيداً عن تحمّل المخاطرة، وعندما تكون الحكومة على أبواب الإفلاس تزدادا بشكل عظيم القدرة على المغامرة وبدرجات غير عقلانية، على أمل المحافظة أو المشاركة بالحكم ساعات أخر.. 7 ـ تشبه الصداقة مع السياسي مثل تغيير السفراء في السلك الدبلوماسي، كالجاسوس المختبئ في ثياب السفارة وبمحيط وجوّ ممتع ومريح، أو بالأحرى ضعف المنافس القادم.. 8 ـ الحقيقة إذا أردنا أن نكون أمينين على المقدس، علينا أن نتوقف عند الرقم سبعة، وهو أنثى السبع، وننهي حديثنا بخشوعٍ أمامه، لكنه تحدث أحياناً ظروفاً خاصة تلزمنا المتابعة، خصوصاً إذا كانت عن السياسي، أو وجه السياسي، أو زبيبة السياسي، ويمكن القول أنه هناك منفعة مضاعفة للسياسي، أن يصبح مشهوراً بدون أن يقدم إبداعاً ما، وأن يعيش كشخصٍ منتقى(مختار) بدون عملية انتقاء، إلاّ إذا كان هناك من غزلٍ بين السبعة والنجمة الثمانية ـ وهي نجمة مقدسة ـ وحسبي الله ونعم الوكيل..
تعطينا الحياة الدرس أكثر من مرة، حتى نتعلمه بالكامل أو نتعلم منه. أو لا تعطيه لنا أكثر من مرة واحدة، ويمكن الخسارة من أول مرة. وإذا خسرنا أو فشلنا، هذا لا يعني أن الطريق خطأ، لكنه يوصل إلى مكان ما!. يكون الطريق خاطئ إذا لم يوصل إلى أي مكان.. وكمان مرة "حسبي الله ونعم الوكيل".....
"لا يظل النهر في مجراه.. إلاّ في السنين القاحلة. ويملّ البحر في الإعصار.. حتى ساحله. يلسع العقرب جسمه حين تغدو النار سورٌ حائلة. ضاع في الرمل الدليل.. ذلك الشعب العظيم، كيف يرضى قاتله؟ فانحنى غصن النخيل للرمال السائلة. فلنفتش عن بديل كي يحلّ المعضلة. كل هذي النوق والفرسان لن تبغي السبيل، والحمار الغرّ يمضي فوق رأس القافلة".. أيمن أبو شعر(بتصرف).
#فاضل_الخطيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كلمة السر, إلى متى تبقى سراً..؟
-
بدون عنوان ..!
-
كثيرٌ من السيرك، قليلٌ من الخبز..!
-
لسانان وحذاءٌ واحدٌ..!
-
حرب الثلاثون عاماً تصبح أربعين؟..!
-
في البدء كانت المرأة، ثمّ صارت أنثى فقط..!
-
ناموا -أكثر-، تصِّحوا..!
-
اضحك! الغد سيكون أكثر سوءً من اليوم..!
-
بين الرقة ودير الزور.. أرنب طارد غزالة..!
-
حرية التفكير من حرية الكلمة, وهي أساس الإبداع..!
-
الجسم السليم في العقل السليم..!
-
لكم شيخكم والفأر.. ولنا شيخنا والصدر..!
-
بين سحر السبعة والسبع الساحر..!
-
ارتياحٌ كبيرٌ وحسرةٌ أكبر..!
-
بين القرود والأسود..!
-
شنق ما فيه عفو..! التلفزيون -أفيون- الشعوب!!.
-
رسالة إلى صغيرتي..!
-
من اللاءات المُطلَقَة إلى الموافقات المُطلَقَة..!
-
-البوظة- السورية...! أكاليل الغار.. زغردي يا شام..
-
صيدنايا, تدمر, حماه, القامشلي, مدنٌ تاريخية للتراث البشري..!
المزيد.....
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|