أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ثائر الناشف - حماس : (( انتصار)) بحجم المأساة














المزيد.....

حماس : (( انتصار)) بحجم المأساة


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 2532 - 2009 / 1 / 20 - 08:50
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


عقب انتهاء حرب يونيو عام 1967، أعتلى وزير الخارجية السوري إبراهيم ماخوس المنصة ، ليعلن للعالم بأننا انتصرنا في الحرب رغم ضياع الجولان ، وتكرر هذا النصر ذاته في أدبيات حزب الله في صيف العالم 2006،حينما أعلن الشيخ حسن نصر الله ، نصره الإلهي على إسرائيل رغم الخراب والدمار الذي أصاب لبنان .
اليوم وبعد انتهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ، كان متوقعاً من حماس أن تحذو حذو حلفائها الممانعين ، وتعلن النصر الرباني الذي يعني بقاء قادتها المختفين في السراديب على قيد الحياة ، ولا يهم ما أصاب غزة من كوارث وويلات تدمى لها القلوب .
هذه هي أدبيات النصر في قاموس الممانعين أمثال ماخوس ونظامه العسكري الذي يذرف الدموع على ضياع الجولان وبنفس الوقت يقبض على السلطة في سورية ، وأمثال حزب الله ووليه الفقيه ، وأيضاً حماس التي لم تتردد في إعلان نصرها المبين على إسرائيل - بعدما شربت خمرة الصمود والتصدي من كأس الحلفاء - دون أدنى قدر من الاعتراف بالذنب على ما لحق بغزة ، فإن دل هذا النصر على شيء إنما يدل ويعني بحسب مفهوم جبهة الممانعين " أنا ومن بعدي الطوفان ".
فالنصر عند حماس وقبلها حزب الله ، لا يعني لي ذراع إسرائيل ودحرها من حيث أتت ، وهو ما لم يحصل حتى مع الجيوش العربية التي خاضت المعارك مع إسرائيل ، فمن أين جاء هذا النصر ، سيما وأن إسرائيل لم تعلن هزيمتها ، أيعقل أن تعلن الأخيرة هزيمتها أمام الرأي العام الإسرائيلي ، فلو شعر الإسرائيليون بعلامة واحدة من علائم الهزيمة ، لما بقوا لحظة واحدة في إسرائيل ؟ .
الواقع أن إسرائيل لم تهزم ، هذه حقيقة بحجم الحرب ، علينا تقبلها ، لأن أي حرب تأخذ من الطرفين ، فإذا أخذت من الجانب الإسرائيلي بضعة جنود ، فلا يعني أنها هزمت ، لكن بالمقابل ماذا نقول عن الآلاف الذين سفكت دماؤهم وأزهقت أرواحهم في غزة ، عدا عن الدمار الذي لحق بالبنية التحتية .
وحماس بدورها لم تنتصر ، حبذا لو حددت معايير النصر والهزيمة ، فصرخاتها بوقف إطلاق النار وصلت إلى أقصى بقاع الأرض ، إلا إذا اعتبرت أن سلامة رؤوس قادتها ، هو النصر بحد ذاته ، فخطاب رئيس حكومتها إسماعيل هنية ، يكشف عن ذلك ، ويوحي بهذا النصر الذي يفوق حجم المأساة التي أصابت غزة ، وكأن حماس تريد أن تقول للعرب والعالم ، لا علاقة لنا بما جرى في غزة من كوارث وويلات ولسنا من يتحمل المسؤولية ، فخطاب النصر هذا ، هو أقصى ما يمكن أن تقدمه حماس " للأمة " .
ألم يكن حرياً بحماس سد الذرائع على إسرائيل التي كانت تعد العدة وتتحين الفرص للانقضاض على غزة ؟ لو فعلت هذا وذهبت إلى المصالحة ، ومدت يدها إلى إخوانها في القضية ، ألم يكن أفضل من هذه الحرب المجنونة التي قضت على آخر أمل وحلم بالدولة الفلسطينية ؟.
لكن من يعمل بوحي الأجندة الإيرانية وعلامات تصرها المبين ، ينسى أن لأهله ولقضيته حق عليه ، ولعل الانتصار المأساوي الذي أعلنته حماس على أنقاض المباني المهدمة وأشلاء الشهداء وآلام الجرحى ، تجلى بصورة أوضح في حضورها اجتماع الدوحة جنباً إلى جنب مع قادة محور المزايدة بزعامة إيران .
لقد ولى زمن الهزائم ، وولد زمن الانتصار ، انتصارٌ بحجم المأساة ، فكل نصر وفلسطين ولبنان بألف قتيل وجريح .



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحايل العرب على أنفسهم
- أيهما أخطر إيران أم إسرائيل؟
- إيران/ إسرائيل : حرب الرسائل الساخنة
- عرفات يتلوى في قبره
- صراع وجود أم صراع فناء ؟
- العرب وإسرائيل : مَن يقول ومَن يفعل ؟
- -حزب الله- وعبرية الخصم
- السلام أم الاعتراف في إسرائيل؟
- حذاء البربرية .. يدخلنا التاريخ !
- إسرائيل في مواجهة نفسها
- لبنان يسترد (عونه)... والأسد يسترد ( لبنانه)
- هل يستحق الفلسطينيون دولة ؟
- مصافحة إسرائيلية عابرة
- الأحواز في القلب
- مشايعو إيران ونبش الماضي
- التعفن اليساري والبديل الليبرالي
- اتفافية حفظ العراق
- مسيحيو الشرق وذمية عون
- انتظروا ردنا
- حماس وسقوط المشروع الإخواني


المزيد.....




- صعدت الرصيف وصدمته.. شاهد لحظة دهس سيارة لطفل يركب دراجة هوا ...
- الكرملين يكشف عن رسالة بعثها بوتين إلى ترامب بشأن أوكرانيا
- مع تصاعد تهديدات ترحيل الطلاب الدوليين بأمريكا.. ما حجم تمثي ...
- لبنان.. 2700 خرق إسرائيلي منذ وقف النار أوقعت 180 قتيلا
- بعد تحسن العلاقات الروسية الأمريكية... شركة معلبات قد تفجّر ...
- ترامب يتهم -هارفارد- ببث -الكراهية والغباء- وتهديدات بمنع تس ...
- صادر عن اللجنة التحضيرية للجبهة الوطنية الشعبية الأردنية .. ...
- إطلاق أكبر عملية لمكافحة المخدرات في تركيا (فيديو)
- بوتين خلال استقباله تميم بن حمد: قطر أحد أهم شركاء روسيا في ...
- دوديك يحدد أسباب رفض الإنتربول ملاحقته بطلب من قضاء البوسنة ...


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ثائر الناشف - حماس : (( انتصار)) بحجم المأساة