انتخاب رئيس المجلس .. فرصة.. ولكن!

صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 2532 - 2009 / 1 / 20 - 05:12
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    

يمكن القول ان جميع القوى السياسية المشاركة في العملية السياسية العراقية والممثلة الآن في مجلس النواب يحلو لها ان تتحدث عن ضرورة نبذ الطائفية والعنصرية والمحاصصة وتغليب العامل الوطني وحسابات الكفاءة في مرافق الدولة المتعددة وان مثل تلك المطالب تصيب كبد الحقيقة وتبث في المواطن العراقي نسغ حياة جديدا ً وتفاؤلا ً بالمستقبل الوضاء الذي يتطلع اليه خصوصا بعد ان أعلن المراهنون على إثارة الصراع الطائفي والأثني خيبتهم وإفلاسهم بعد ان لجم العراقيون ذلك المشروع وتخلصوا من تبعات الحرب الاهلية التي اراد البعض اثارتها.
ان تلك التطورات الايجابية والوضع الامني الذي شهد تطورا ً ملحوظا ً منذ المباشرة بخطة فرض القانون وكذلك تمتع العراقيين بالوعي المطلوب للارتقاء بواقعهم السياسي الجديد يفترض ان يوازيها تحرك وطني على صعيد القوى السياسية الممثلة في مجلس النواب ولكننا شهدنا العكس تماما إذ تصرف كثير من القوى التي كانت تتحدث عن اللحمة الوطنية و الكفاءة وتجاوز المحاصصة بمنطق المحاصصة الطائفية والقومية المقيت ذاته حين تعلق الامر بترشيح رئيس جديد لمجلس النواب بدلا من الرئيس المستقيل محمودالمشهداني برغم ان كثيرا ً من النواب اعلنوا ترشيح انفسهم بصفة شخصية وكان يفترض ان يعد ذلك الامر فرصة ذهبية للخروج من مبدأ المحاصصة الذي أساء للعراق وللعراقيين وان يبدأ بها صفحة جديدة تفتح الباب لاعتبارات الوطنية العراقية والكفاءة المهنية والوظيفية والخبرات المعرفية والثقافية ولقد كان في ترشيح اشخاص مثل مهدي الحافظ وميسون الدملوجي وغيرهما لتبوء منصب رئيس مجلس النواب فاتحة خير عدها العراقيون محاولة جريئة وفرصة ثمينة للقفز على الواقع السياسي المؤلم الذي اضر بالبلد بسبب المحاصصة غير ان رفض عدد من النواب لتلك الترشيحات اثبت اننا لم نزل نسوق الامور بالخطاب والمنطق المتخلفين ذاتهما واننا في الحقيقة لم نضع مصلحة العراق في صلب اهتماماتنا بل غلبنا بدلا من ذلك منطق الطائفة والحزب والفئة وهو ما سبب في بعث روح التشاؤم من جديد بعد ان أملنا في وأدها.
نحن نعتقد ان الترشيح لمجلس النواب على اساس شخصي هو الاسلوب الامثل لتحقيق التوازن في العملية السياسية وتطويرها كي تتحول الى عملية وطنية فاعلة عوضا عن الوضع الحالي الذي يحاول البعض تكريس سلبياته لإدامة منافعهم الشخصية ومنافع أحزابهم عوضا ً عن الالتفات الى مصالح المواطن التي تترفع عن الطائفة والقومية والدين وتتطلع الى الخبرة والكفاءة والمهنية.. فهل يضيّع سياسيونا فرصة أخرى للنجاة من الأزمة؟ .. تساؤل ليس إلا ..

#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات